خطبه فدکیه: تفاوت بین نسخهها
(اصلاح رده ها) |
مهدی موسوی (بحث | مشارکتها) جز |
||
(۵ نسخهٔ میانی ویرایش شده توسط ۳ کاربر نشان داده نشده) | |||
سطر ۱: | سطر ۱: | ||
{{خوب}} | {{خوب}} | ||
− | + | پس از آنکه دستگاه خلافت، دهکده [[فدک]] را که [[پیامبر اسلام|رسول خدا]] (صلی الله علیه وآله) به [[حضرت زهرا]] (علیهاالسلام) بخشیده بودند، در جهت مبارزه اقتصادی با [[اهل البیت|اهل بیت]]، از ایشان [[غصب]] کردند، حضرت زهرا مردم را در [[مسجد]] فراخواندند و با خواندن [[خطبه|خطبهای]] غرّا، پرده از چهره غاصبان [[خلافت]] برداشتند و آنان را رسوا نمودند. | |
− | پس از آنکه دستگاه خلافت، دهکده فدک را که [[رسول خدا( | ||
− | == متن عربی خطبه فدک == | + | ==متن عربی خطبه فدک== |
− | لَمَّا بَلَغَ فَاطِمَةَ | + | لَمَّا بَلَغَ فَاطِمَةَ عَلَیهَا السَّلَامُ إِجْمَاعُ أَبِی بَکرٍ عَلَى مَنْعِهَا فَدَک، لَاثَتْ خِمَارَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَ اشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا وَ أَقْبَلَتْ فِی لُمَةٍ مِنْ حَفَدَتِهَا وَ نِسَاءِ قَوْمِهَا تَطَأُ ذُیولَهَا، مَا تَخْرِمُ مِشْیتُهَا مِشْیةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِی بَکرٍ- وَ هُوَ فِی حَشَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ غَیرِهِمْ فَنِیطَتْ دُونَهَا مُلَاءَةٌ، فَجَلَسَتْ ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً أَجْهَشَ الْقَوْمُ لَهَا بِالْبُکاءِ، فَارْتَجَّ الْمَجْلِسُ، ثُمَّ أَمْهَلَتْ هُنَیئَةً حَتَّى إِذَا سَکنَ نَشِیجُ الْقَوْمِ وَ هَدَأَتْ فَوْرَتُهُمْ، افْتَتَحَتِ الْکلَامَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَیهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)، فَعَادَ الْقَوْمُ فِی بُکائِهِمْ فَلَمَّا أَمْسَکوا عَادَتْ فِی کلَامِهَا. فَقَالَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ: |
− | الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ، وَ لَهُ | + | الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ، وَ لَهُ الشُّکرُ عَلَى مَا أَلْهَمَ، وَ الثَّنَاءُ بِمَا قَدَّمَ مِنْ عُمُومِ نِعَمٍ ابْتَدَأَهَا، وَ سُبُوغِ آلَاءٍ أَسْدَاهَا، وَ تَمَامِ مِنَنٍ وَالاهَا، جَمَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ عَدَدُهَا، وَ نَأَى عَنِ الْجَزَاءِ أَمَدُهَا، وَ تَفَاوَتَ عَنِ الْإِدْرَاک أَبَدُهَا، وَ نَدَبَهُمْ لِاسْتِزَادَتِهَا بِالشُّکرِ لِاتِّصَالِهَا، وَ اسْتَحْمَدَ إِلَى الْخَلَائِقِ بِإِجْزَالِهَا، وَ ثَنَّى بِالنَّدْبِ إِلَى أَمْثَالِهَا، وَ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیک لَهُ، کلِمَةٌ جُعِلَ الْإِخْلَاصُ تَأْوِیلَهَا، وَ ضُمِّنَ الْقُلُوبُ مَوْصُولَهَا، وَ أَنَارَ فِی الْفِکرَةِ مَعْقُولُهَا، الْمُمْتَنِعُ مِنَ الْأَبْصَارِ رُؤْیتُهُ، وَ مِنَ الْأَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَ مِنَ الْأَوْهَامِ کیفِیتُهُ، ابْتَدَعَ الْأَشْیاءَ لَا مِنْ شَیءٍ کانَ قَبْلَهَا، وَ أَنْشَأَهَا بِلَا احْتِذَاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَهَا، کوَّنَهَا بِقُدْرَتِهِ، وَ ذَرَأَهَا بِمَشِیتِهِ، مِنْ غَیرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَى تَکوِینِهَا، وَ لَا فَائِدَةٍ لَهُ فِی تَصْوِیرِهَا، إِلَّا تَثْبِیتاً لِحِکمَتِهِ، وَ تَنْبِیهاً عَلَى طَاعَتِهِ، وَ إِظْهَاراً لِقُدْرَتِهِ، وَ تَعَبُّداً لِبَرِیتِهِ، وَإِعْزَازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ، وَ وَضَعَ الْعِقَابَ عَلَى مَعْصِیتِهِ، ذیادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نَقِمَتِهِ وَ حِیاشَةً مِنْهُ إِلَى جَنَّتِهِ؛ |
− | ابْتَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِتْمَاماً لِأَمْرِهِ، وَ | + | وَ أَشْهَدُ أَنَّ أَبِی مُحَمَّداً (صلی الله علیه وآله) عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اخْتَارَهُ وَ انْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَ سَمَّاهُ قَبْلَ أَنِ یجْتَبَلَهُ، وَ اصْطَفَاهُ قَبْلَ أَنِ ابْتَعَثَهُ، إِذِ الْخَلَائِقُ بِالْغَیبِ مَکنُونَةٌ، وَ بِسَتْرِ الْأَهَاوِیلِ مَصُونَةٌ، وَ بِنِهَایةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِمَائِلِ الْأُمُورِ، وَ إِحَاطَةً بِحَوَادِثِ الدُّهُورِ، وَ مَعْرِفَةً بِمَوَاقِعِ الْمَقْدُورِ. ابْتَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِتْمَاماً لِأَمْرِهِ، وَ عَزِیمَةً عَلَى إِمْضَاءِ حُکمِهِ، وَ إِنْفَاذاً لِمَقَادِیرِ حَتْمِهِ، فَرَأَى الْأُمَمَ فِرَقاً فِی أَدْیانِهَا، عُکفاً عَلَى نِیرَانِهَا، عَابِدَةً لِأَوْثَانِهَا، مُنْکرَةً لِلَّهِ مَعَ عِرْفَانِهَا، فَأَنَارَ اللَّهُ بِأَبِی ظُلَمَهَا، وَ کشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَهَا، وَ جَلَى عَنِ الْأَبْصَارِ غُمَمَهَا، وَ قَامَ فِی النَّاسِ بِالْهِدَایةِ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغَوَایةِ، وَ بَصَّرَهُمْ مِنَ الْعَمَایةِ، وَ هَدَاهُمْ إِلَى الدِّینِ الْقَوِیمِ، وَ دَعَاهُمْ إِلَى الطَّرِیقِ الْمُسْتَقِیمِ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَیهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَ اخْتِیارٍ، وَ رَغْبَةٍ بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ مِنْ تَعَبِ هَذِهِ الدَّارِ فِی رَاحَةٍ، قَدْ حُفَّ بِالْمَلَائِکةِ الْأَبْرَارِ، وَ رِضْوَانِ الرَّبِّ الْغَفَّارِ، وَ مُجَاوَرَةِ الْمَلِک الْجَبَّارِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَبِی نَبِیهِ وَ أَمِینِهِ عَلَى الْوَحْی وَ صَفِیهِ وَ خِیرَتِهِ مِنَ الْخَلْقِ وَ رَضِیهِ، وَ السَّلَامُ عَلَیهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکاتُهُ. |
− | |||
− | |||
− | + | ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَى أَهْلِ الْمَجْلِسِ، وَ قَالَتْ: أَنْتُمْ عِبَادَ اللَّهِ نُصْبُ أَمْرِهِ وَ نَهْیهِ، وَ حَمَلَةُ دِینِهِ وَ وَحْیهِ، وَ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِکمْ، وَ بُلَغَاؤُهُ إِلَى الْأُمَمِ، وَ زَعَمْتُمْ حَقٌّ لَکمْ لِلَّهِ فِیکمْ عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَیکمْ، وَ بَقِیةٌ اسْتَخْلَفَهَا عَلَیکمْ، کتَابُ اللَّهِ النَّاطِقُ، وَ الْقُرْآنُ الصَّادِقُ، وَ النُّورُ السَّاطِعُ، وَ الضِّیاءُ اللَّامِعُ، بَینَةٌ بَصَائِرُهُ، مُنْکشِفَةٌ سَرَائِرُهُ، مُتَجَلِّیةٌ ظَوَاهِرُهُ، مُدیما للبریة استماعه قَائِدا إِلَى الرِّضْوَانِ اتِّبَاعُهُ، مُؤَدٍّ إِلَى النَّجَاةِ أشیاعُهُ، بِهِ تُنَالُ حُجَجُ اللَّهِ الْمُنَوَّرَةُ، وَ عَزَائِمُهُ الْمُفَسَّرَةُ، وَ مَحَارِمُهُ الْمُحَذَّرَةُ، وَ بَینَاتُهُ الْجَالِیةُ، وَ بَرَاهِینُهُ الْکافِیةُ، وَ فَضَائِلُهُ الْمَنْدُوبَةُ، وَ رُخَصُهُ الْمَوْهُوبَةُ، وَ شَرَائِعُهُ الْمَکتُوبَةُ، فَجَعَلَ اللَّهُ الْإِیمَانَ تَطْهِیراً لَکمْ مِنَ الشِّرْک، وَ الصَّلَاةَ تَنْزِیهاً لَکمْ عَنِ الْکبْرِ، وَ الزَّکاةَ تَزْکیةً لِلنَّفْسِ وَ نَمَاءً فِی الرِّزْقِ، وَ الصِّیامَ تَثْبِیتاً لِلْإِخْلَاصِ، وَ الْحَجَّ تَشْییداً لِلدِّینِ، وَ الْعَدْلَ تَنْسِیقاً لِلْقُلُوبِ، وَ طَاعَتَنَا نِظَاماً لِلْمِلَّةِ، وَ إِمَامَتَنَا أَمَاناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلَامِ، وَ الصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِیجَابِ الْأَجْرِ، وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَامَّةِ، وَ بِرَّ الْوَالِدَینِ وِقَایةً مِنَ السَّخَطِ، وَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ، وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَ الْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ تَعْرِیضاً لِلْمَغْفِرَةِ، وَ تَوْفِیةَ الْمَکاییلِ وَ الْمَوَازِینِ تَغْییراً لِلْبَخْسِ، وَ النَّهْی عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِیهاً مِنَ الرِّجْسِ، وَ اجْتِنَابَ الْقَذْفِ حِجَاباً عَنِ اللَّعْنَةِ، وَ تَرْک السَّرِقَةِ إِیجَاباً لِلْعِفَّةِ، وَ حَرَّمَ اللَّهُ الشِّرْک إِخْلَاصاً لَهُ بِالرُّبُوبِیةِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَ أَطِیعُوا اللَّهَ فِیمَا أَمَرَکمْ بِهِ وَ نَهَاکمْ عَنْهُ فَإِنَّهُ إِنَّما یخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ. | |
− | |||
− | وَ | + | ثُمَّ قَالَتْ: أَیهَا النَّاسُ! اعْلَمُوا أَنِّی فَاطِمَةُ وَ أَبِی مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَ بَدْءاً، وَ لَا أَقُولُ مَا أَقُولُ غَلَطاً، وَ لَا أَفْعَلُ مَا أَفْعَلُ شَطَطاً، لَقَدْ جاءَکمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکمْ عَزِیزٌ عَلَیهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیکمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ، فَإِنْ تَعْزُوهُ وَ تَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أَبِی دُونَ آبَائِکمْ، وَ أَخَا ابْنِ عَمِّی دُونَ رِجَالِکمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِی إِلَیهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، صَادِعاً بِالنِّذَارَةِ، مَائِلًا عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِکینَ، ضَارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأَکظَامِهِمْ، دَاعِیاً إِلَى سَبِیلِ رَبِّهِ بِالْحِکمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، یکسِرُ الْأَصْنَامَ، وَ ینْکثُ الْهَامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَ وَلَّوُا الدُّبُرَ، حَتَّى تَفَرَّى اللَّیلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَ أَسْفَرَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَ نَطَقَ زَعِیمُ الدِّینِ، وَ خَرِسَتْ شَقَاشِقُ الشَّیاطِینِ، وَ طَاحَ وَشِیظُ النِّفَاقِ، وَ انْحَلَّتْ عُقَدُ الْکفْرِ وَ الشِّقَاقِ، وَ فُهْتُمْ بِکلِمَةِ الْإِخْلَاصِ فِی نَفَرٍ مِنَ الْبِیضِ الْخِمَاصِ، وَ کنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ، مُذْقَةَ الشَّارِبِ، وَ نُهْزَةَ الطَّامِعِ، وَ قَبْسَةَ الْعَجْلَانِ، وَ مَوْطِئَ الْأَقْدَامِ، تَشْرَبُونَ الطَّرْقَ، وَ تَقْتَاتُونَ الْوَرَقَ، أَذِلَّةً خَاسِئِینَ، تَخافُونَ أَنْ یتَخَطَّفَکمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِکمْ، فَأَنْقَذَکمُ اللَّهُ تَبَارَک وَ تَعَالَى بِأَبِی بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ بَعْدَ اللَّتَیا وَ الَّتِی، وَ بَعْدَ أَنْ مُنِی بِبُهَمِ الرِّجَالِ، وَ ذُؤْبَانِ الْعَرَبِ، وَ مَرَدَةِ أَهْلِ الْکتَابِ کلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ، أَوْ نَجَمَ قَرْنٌ لِلشَّیطَانِ، وَ فَغَرَتْ فَاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِکینَ، قَذَفَ أَخَاهُ فِی لَهَوَاتِهَا، فَلَا ینْکفِئُ حَتَّى یطَأَ صِمَاخَهَا بِأَخْمَصِهِ، وَ یخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَیفِهِ، مَکدُوداً دؤوبا فِی ذَاتِ اللَّهِ، وَ مُجْتَهِداً فِی أَمْرِ اللَّهِ، قَرِیباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، سَیدَ أَوْلِیاءِ اللَّهِ، مُشَمِّراً نَاصِحاً، مُجِدّاً کادِحاً، لَا تَأْخُذُهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَ أَنْتُمْ فِی رَفَاهِیةٍ مِنَ الْعَیشِ، وَادِعُونَ فَاکهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوَائِرَ، وَ تَتَوَکفُونَ الْأَخْبَارَ، وَ تَنْکصُونَ عِنْدَ النِّزَالِ، وَ تَفِرُّونَ مِنَ الْقِتَالِ؛ |
− | + | فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ لِنَبِیهِ دَارَ أَنْبِیائِهِ، وَ مَأْوَى أَصْفِیائِهِ، ظَهَرَ فِیکمْ حَسِیکةُ النِّفَاقِ، وَ سَمَلَ جِلْبَابُ الدِّینِ، وَ نَطَقَ کاظِمُ الْغَاوِینَ، وَ نَبَغَ خَامِلُ الْأَقَلِّینَ، وَ هَدَرَ فَنِیقُ الْمُبْطِلِینَ، فَخَطَرَ فِی عَرَصَاتِکمْ، وَ أَطْلَعَ الشَّیطَانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرَزِهِ هَاتِفاً بِکمْ، فَأَلْفَاکمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجِیبِینَ، وَ لِلْغِرَّةِ فِیهِ مُلَاحِظِینَ، ثُمَّ اسْتَنْهَضَکمْ فَوَجَدَکمْ خِفَافاً، وَ أَحْمَشَکمْ فَأَلْفَاکمْ غِضَاباً، فَوَسَمْتُمْ غَیرَ إِبِلِکمْ، وَ أَوْرَدْتُمْ غَیرَ شِرْبِکمْ، هَذَا وَ الْعَهْدُ قَرِیبٌ، وَ الْکلْمُ رَحِیبٌ، وَ الْجُرْحُ لَمَّا ینْدَمِلْ، وَ الرَّسُولُ لَمَّا یقْبَرْ، ابْتِدَاراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ أَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکافِرِینَ، فَهَیهَاتَ مِنْکمْ! وَ کیفَ بِکمْ؟! وَ أَنَّى تُؤْفَکونَ؟ وَ کتَابُ اللَّهِ بَینَ أَظْهُرِکمْ، أُمُورُهُ ظَاهِرَةٌ، وَ أَحْکامُهُ زَاهِرَةٌ، وَ أَعْلَامُهُ بَاهِرَةٌ، وَ زَوَاجِرُهُ لَائِحَةٌ، وَ أَوَامِرُهُ وَاضِحَةٌ، وَ قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکمْ، أَ رَغْبَةً عَنْهُ تُرِیدُونَ، أَمْ بِغَیرِهِ تَحْکمُونَ؟! بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا، وَ مَنْ یبْتَغِ غَیرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ، ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا إِلَّا رَیثَ أَنْ تَسْکنَ نَفْرَتُهَا، وَ یسْلَسَ قِیادُهَا، ثُمَّ أَخَذْتُمْ تُورُونَ وَقْدَتَهَا، وَ تُهَیجُونَ جَمْرَتَهَا، وَ تَسْتَجِیبُونَ لِهُتَافِ الشَّیطَانِ الْغَوِی، وَ إِطْفَاءِ أَنْوَارِ الدِّینِ الْجَلِی، وَ إِهْمَادِ سُنَنِ النَّبِی الصَّفِی، تَشْرَبُونَ حَسْواً فِی ارْتِغَاءٍ، وَ تَمْشُونَ لِأَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ فِی الْخَمْرَةُ وَ الضَّرَاءِ، وَ نَصْبِرُ مِنْکمْ عَلَى مِثْلِ حَزِّ الْمُدَى، وَ وَخْزِ السِّنَانِ فِی الْحَشَا، وَ أَنْتُمْ الْآنَ تَزْعُمُونَ أَلَّا إِرْثَ لَنَا، أَ فَحُکمَ الْجاهِلِیةِ یبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُکماً لِقَوْمٍ یوقِنُونَ أَ فَلَا تَعْلَمُونَ؟! بَلَى، تَجَلَّى لَکمْ کالشَّمْسِ الضَّاحِیةِ أَنِّی ابْنَتُهُ أَیهَا الْمُسْلِمُونَ، أَ أُغْلَبُ عَلَى إِرْثِیهْ؟! | |
− | |||
− | + | یا ابْنَ أَبِی قُحَافَةَ، أَ فِی کتَابِ اللَّهِ أَنْ تَرِثَ أَبَاک وَ لَا أَرِثَ أَبِی؟! لَقَدْ جِئْتَ شَیئاً فَرِیا. أَ فَعَلَى عَمْدٍ تَرَکتُمْ کتَابَ اللَّهِ وَ نَبَذْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکمْ إِذْ یقُولُ: وَ وَرِثَ سُلَیمانُ داوُدَ؟!<ref> النمل: ۱۶</ref> وَ قَالَ فِیمَا اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ یحْیى بْنِ زَکرِیا (ع) إِذْ قَالَ: فَهَبَّ لِی مِنْ لَدُنْک وَلِیا یرِثُنِی وَ یرِثُ مِنْ آلِ یعْقُوبَ،<ref>مریم: ۶</ref> وَ قَالَ: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِی کتابِ اللَّهِ،<ref>الانفال: ۷۴</ref> وَ قَالَ: | |
− | + | یوصِیکمُ اللَّهُ فِی أَوْلادِکمْ لِلذَّکرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیینِ،<ref>النساء: ۱۱</ref> وَ قَالَ: إِنْ تَرَک خَیراً الْوَصِیةُ لِلْوالِدَینِ وَ الْأَقْرَبِینَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِینَ،<ref>البقرة: ۱۸۰.</ref> وَ زَعَمْتُمْ أَنْ لَا حُظْوَةَ لِی وَ لَا أَرِثَ مِنْ أَبِی وَ لَا رَحِمَ بَینَنَا، أَ فَخَصَّکمُ اللَّهُ بِآیةٍ أَخْرَجَ أَبِی (ص) مِنْهَا؟! أَمْ تَقُولُونَ إِنِّ أَهْلَ الْمِلَّتَینِ لَا یتَوَارَثَانِ؟!، أَوَ لَسْتُ أَنَا وَ أَبِی مِنْ أَهْلِ مِلَّةٍ وَاحِدَةٍ؟! أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَ عُمُومِهِ مِنْ أَبِی وَ ابْنِ عَمِّی؟! فَدُونَکمَا مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً تَلْقَاک یوْمَ حَشْرِک، فَنِعْمَ الْحَکمُ اللَّهُ، وَ الزَّعِیمُ مُحَمَّدٌ، وَ الْمَوْعِدُ الْقِیامَةُ، وَ عِنْدَ السَّاعَةِ یخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ، وَ لَا ینْفَعُکمْ إِذْ تَنْدَمُونَ، وَ لِکلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ یأْتِیهِ عَذابٌ یخْزِیهِ وَ یحِلُّ عَلَیهِ عَذابٌ مُقِیمٌ. | |
− | مَعَاشِرَ | + | قال و ما رأیت اکثر باکیة و باک منه یومئذ؛ ثُمَّ رَمَتْ بِطَرْفِهَا نَحْوَ الْأَنْصَارِ فَقَالَتْ: یا مَعَاشِرَ النَّقِیبَةِ. وَ یا عِمَادَ الْمِلَّةِ وَ حِصْنَةِ الْإِسْلَامِ، مَا هَذِهِ الْغَمِیزَةُ فِی حَقِّی، وَ السِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِی، أَ مَا کانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ أَبِی یقُولُ: الْمَرْءُ یحْفَظُ فِی وُلْدِهِ، سَرْعَانَ مَا أَحْدَثْتُمْ، وَ عَجْلَانَ ذَا إِهَالَةٍ، وَ لَکمْ طَاقَةٌ بِمَا أُحَاوِلُ، وَ قُوَّةٌ عَلَى مَا أَطْلُبُ وَ أُزَاوِلُ، أَ تَقُولُونَ مَاتَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ، فَخَطْبٌ جَلِیلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْنُهُ، وَ اسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ، وَ انْفَتَقَ رَتْقُهُ، وَ أَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَیبَتِهِ، وَ کسِفَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرِ وَ انْتَثَرَتْ النُّجُومُ لِمُصِیبَتِهِ، وَ أَکدَتِ الْآمَالُ، وَ خَشَعَتِ الْجِبَالُ، وَ أُضِیعَ الْحَرِیمُ، وَ أُزِیلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَمَاتِهِ، فَتِلْک وَ اللَّهِ النَّازِلَةُ الْکبْرَى، وَ الْمُصِیبَةُ الْعُظْمَى، لَا مِثْلَهَا نَازِلَةٌ، وَ لَا بَائِقَةٌ عَاجِلَةٌ، أَعْلَنَ بِهَا کتَابُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِی أَفْنِیتِکمْ مُمْسَاکمْ وَ مُصْبَحِکمْ، هُتَافاً وَ صُرَاخاً، وَ تِلَاوَةً وَ إِلْحَاناً، وَ لَقَبْلَهُ مَا حَلَّ بِأَنْبِیاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ، حُکمٌ فَصْلٌ وَ قَضَاءٌ حَتْمٌ: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِکمْ وَ مَنْ ینْقَلِبْ عَلى عَقِبَیهِ فَلَنْ یضُرَّ اللَّهَ شَیئاً وَ سَیجْزِی اللَّهُ الشَّاکرِینَ.<ref>البقرة: ۱۴۳</ref> |
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | + | إِیهاً بَنِی قَیلَةَ! أَ أُهْضِمَ تُرَاثُ أَبِی وَ أَنْتُمْ بِمَرْأًى مِنِّی وَ مَسْمَعٍ، تَلْبَسُکمُ الدَّعْوَةُ، وَ تَشْمَلُکمُ الْخِبْرَةُ، وَ أَنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَ الْعُدَّةِ، وَ عِنْدَکمُ السِّلَاحُ وَ الْجُنَّةُ، تُوَافِیکمُ الدَّعْوَةُ فَلَا تُجِیبُونَ، وَ تَأْتِیکمُ الصَّرْخَةُ فَلَا تُغِیثُونَ، وَ أَنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْکفَاحِ، مَعْرُوفُونَ بِالْخَیرِ وَ الصَّلَاحِ، وَ النُّخْبَةِ الَّتِی انْتَخَبْتُ، وَ الْخِیرَةُ الَّتِی اخْتِیرَتْ لَنَا أَهْلَ الْبَیتَ. قَاتَلَکمْ الْعَرَبَ، وَ تَحَمَّلْتُمُ الْکدَّ وَ التَّعَبَ، وَ نَاطَحْتُمُ الْأُمَمَ، وَ کافَحْتُمُ الْبُهَمَ، لَا نَبْرَحُ أَوْ تَبْرَحُونَ، نَأْمُرُکمْ فَتَأْتَمِرُونَ، حَتَّى إِذَا دَارَتْ بِنَا رَحَى الْإِسْلَامِ، وَ دَرَّ حَلَبُ الْأَیامِ، وَ خَضَعَتْ ثَغْرَةُ الشِّرْک، وَ سَکنَتْ فَوْرَةُ الْإِفْک، وَ خَمَدَتْ نِیرَانُ الْکفْرِ، وَ هَدَأَتْ دَعْوَةُ الْهَرْجِ، وَ اسْتَوْسَقَ نِظَامُ الدِّینِ، فَأَنَّى حُرْتُمْ بَعْدَ الْبَیانِ، وَ أَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الْإِعْلَانِ، وَ نَکصْتُمْ بَعْدَ الْإِقْدَامِ، وَ أَشْرَکتُمْ بَعْدَ الْإِیمَانِ، بُؤْساً لِقَوْمٍ نَکثُوا أَیمانَهُمْ وَ هَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَ هُمْ بَدَؤُکمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ کنْتُمْ مُؤْمِنِینَ، أَلَا وَ قَدْ أَرَى أَنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إِلَى الْخَفْضِ، وَ أَبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَ الْقَبْضِ، وَ خَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ، وَ نَجَوْتُمْ بالضِّیقِ مِنَ السَّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ مَا وَعَیتُمْ، وَ دَسَعْتُمُ الَّذِی تَسَوَّغْتُمْ، فَإِنْ تَکفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِی حَمِیدٌ. أَلَا وَ قَدْ قُلْتُ الذی قُلْتُ عَلَى مَعْرِفَةٍ مِنِّی بِالْخَذْلَةِ الَّتِی خَامَرَتْکمْ، وَ الْغَدْرَةِ الَّتِی اسْتَشْعَرَتْهَا قُلُوبُکمْ، وَ لَکنَّهَا فَیضَةُ النَّفْسِ، وَ نَفْثَةُ الْغَیظِ، وَ خَوْرُ الْقَنَاةِ، وَ بَثَّةُ الصَّدْرِ، وَ تَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ، فَدُونَکمُوهَا فَاحْتَقِبُوهَا دَبِرَةَ الظَّهْرِ، نَقِبَةَ الْخُفِّ، بَاقِیةَ الْعَارِ، مَوْسُومَةً بِغَضَبِ اللَّهِ مَوْصُولَةً بِنارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ فَبِعَینِ اللَّهِ مَا تَفْعَلُونَ وَ سَیعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَی مُنْقَلَبٍ ینْقَلِبُونَ. وَ أَنَا ابْنَةُ نَذِیرٍ لَکمْ بَینَ یدَی عَذابٍ شَدِیدٍ فَاعْمَلُوا ... إِنَّا عامِلُونَ وَ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ. | |
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | + | فَأَجَابَهَا أَبُو بَکرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وَ قَالَ: یا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)! لَقَدْ کانَ أَبُوک بِالْمُؤْمِنِینَ عَطُوفاً کرِیماً، رَءُوفاً رَحِیماً، وَ عَلَى الْکافِرِینَ عَذَاباً أَلِیماً، وَ عِقَاباً عَظِیماً، إِنِ عَزَوْنَاهُ وَجَدْنَاهُ أَبَاک دُونَ النِّسَاءِ، وَ أَخا إلفک دُونَ الْأَخِلَّاءِ آثَرَهُ عَلَى کلِّ حَمِیمٍ، وَ سَاعَدَهُ فِی کلِّ أَمْرٍ جَسِیمٍ، لَا یحِبُّکمْ إِلَّا سَعِیدٍ، وَ لَا یبْغِضُکمْ إِلَّا شقِی بَعِیدٌ، فَأَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) الطَّیبُونَ، وَ الْخِیرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ، عَلَى الْخَیرِ أَدِلَّتُنَا، وَ إِلَى الْجَنَّةِ مَسَالِکنَا، وَ أَنْتِ یا خِیرَةَ النِّسَاءِ وَ ابْنَةَ خَیرِ الْأَنْبِیاءِ صَادِقَةٌ فِی قَوْلِک، سَابِقَةٌ فِی وُفُورِ عَقْلِک، غَیرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّک، وَ لَا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِک، وَ اللَّهِ مَا عَدَوْتُ رَأْی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ لَا عَمِلْتُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَ إِنَّ الرَّائِدَ لَا یکذِبُ أَهْلَهُ، وَ إِنِّی أُشْهِدُ اللَّهَ وَ کفَى بِهِ شَهِیداً أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ یقُولُ: نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْبِیاءِ لَا نُورِثُ ذَهَباً وَ لَا فِضَّةً وَ لَا دَاراً وَ لَا عَقَاراً وَ إِنَّمَا نُورِثُ الْکتَابَ وَ الْحِکمَةَ وَ الْعِلْمَ وَ النُّبُوَّةَ، وَ مَا کانَ لَنَا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِی الْأَمْرِ بَعْدَنَا أَنْ یحْکمَ فِیهِ بِحُکمِهِ، وَ قَدْ جَعَلْنَا مَا حَاوَلْتِهِ فِی الْکرَاعِ وَ السِّلَاحِ یقَاتِلُ بِهَا الْمُسْلِمُونَ وَ یجَاهِدُونَ الْکفَّارَ، وَ یجَالِدُونَ الْمَرَدَةَ الْفُجَّارَ، وَ ذَلِک بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ، لَمْ أنفرد بِهِ وَحْدِی، وَ لَمْ أَسْتَبِدَّ بِمَا کانَ الرَّأْی عِنْدِی، وَ هَذِهِ حَالِی وَ مَالِی هِی لَک وَ بَینَ یدَیک لَا نَزْوِی عَنْک وَ لَا نَدَّخِرُ دُونَک، وَ أَنْتِ سَیدَةُ أُمَّةِ أَبِیک، وَ الشَّجَرَةُ الطَّیبَةُ لِبَنِیک، لَا نَدْفَعَ مَا لَک مِنْ فَضْلِک، وَ لَا نُوضَعُ مِنْ فَرْعِک وَ أَصْلِک، حُکمُک نَافِذٌ فِیمَا مَلَکتْ یدَای، فَهَلْ تَرَینَ أَنْ أُخَالِفَ فِی ذَلِک أَبَاک صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟! | |
− | |||
− | + | فَقَالَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا کانَ أَبِی رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ عَنْ کتَابِ اللَّهِ صَادِفاً وَ لَا لِأَحْکامِهِ مُخَالِفاً، بَلْ کانَ یتْبَعُ أَثَرَهُ، وَ یقْفُو سُوَرَهُ، أَ فَتَجْمَعُونَ إِلَى الْغَدْرِ اعْتِلَالًا عَلَیهِ بِالزُّورِ و البهتان، وَ هَذَا بَعْدَ وَفَاتِهِ شَبِیهٌ بِمَا بُغِی لَهُ مِنَ الْغَوَائِلِ فِی حَیاتِهِ، هَذَا کتَابُ اللَّهِ حَکماً عَدْلًا، وَ نَاطِقاً فَصْلًا، یقُولُ: یرِثُنِی وَ یرِثُ مِنْ آلِ یعْقُوبَ <ref>مریم: ۶</ref> وَ یقُولُ وَ وَرِثَ سُلَیمانُ داوُدَ <ref>النمل: ۱۶</ref> فَبَینَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیمَا وُزِّعَ مِنَ الْأَقْسَاطِ، وَ شَرَعَ مِنَ الْفَرَائِضِ وَ الْمِیرَاثِ، وَ أَبَاحَ مِنْ حَظِّ الذُّکرَانِ وَ الْإِنَاثِ مَا أَزَاحَ بِهِ عِلَّةَ الْمُبْطِلِینَ، وَ أَزَالَ التَّظَنِّی وَ الشُّبُهَاتِ فِی الْغَابِرِینَ، کلَّا! بَلْ سَوَّلَتْ لَکمْ أَنْفُسُکمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِیلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ. | |
− | |||
− | + | فَقَالَ أَبُو بَکرٍ: صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَتْ ابْنَتُهُ، أَنْتِ مَعْدِنُ الْحِکمَةِ، وَ مَوْطِنُ الْهُدَى وَ الرَّحْمَةِ، وَ رُکنُ الدِّینِ، وَ عَینُ الْحُجَّةِ، لَا أُبَعِّدُ صَوَابَک، وَ لَا أُنْکرُ خِطَابَک، هَؤُلَاءِ الْمُسْلِمُونَ بَینِی وَ بَینَک قَلَّدُونِی مَا تَقَلَّدْتُ، وَ بِاتِّفَاقٍ مِنْهُمْ أَخَذْتُ مَا أَخَذْتُ، غَیرَ مُکابِرٍ وَ لَا مُسْتَبِدٍّ وَ لَا مُسْتَأْثِرٍ، وَ هُمْ بِذَلِک شُهُودٌ. | |
− | + | فَالْتَفَتَتْ فَاطِمَةُ عَلَیهَا السَّلَامُ النَّاسَ وَ قَالَتْ: مَعَاشِرَ المُسْلِمینَ! الْمُسْرِعَةَ إِلَى قِیلِ الْبَاطِلِ، الْمُغْضِیةَ عَلَى الْفِعْلِ الْقَبِیحِ الْخَاسِرِ أَ فَلا یتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها، کلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِکمْ، مَا أَسَأْتُمْ مِنْ أَعْمَالِکمْ، فَأَخَذَ بِسَمْعِکمْ وَ أَبْصَارِکمْ، وَ لَبِئْسَ مَا تَأَوَّلْتُمْ، وَ سَاءَ مَا بِهِ أَشَرْتُمْ، وَ شَرَّ مَا اغتصبتم، لَتَجِدُنَّ وَ اللَّهِ مَحْمِلَهُ ثَقِیلًا، وَ غِبَّهُ وَبِیلًا، إِذَا کشِفَ لَکمُ الْغِطَاءُ، وَ بَانَ مَا وَرَاءَهُ من الْبَاسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ، وَ بَدَا لَکمْ مِنْ رَبِّکمْ مَا لَمْ تَکونُوا تَحْتَسِبُوُنَ وَ خَسِرَ هُنالِک الْمُبْطِلُونَ. ثُمَّ عَطَفَتْ عَلَى قَبْرِ النَّبِی صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ قَالَتْ:{{بیت| قَدْ کانَ بَعْدَک أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ|لَوْ کنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تَکثُرْ الْخَطْبُ}} | |
− | + | {{بیت|لإِنَّا فَقَدْنَاک فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا|وَ اخْتَلَّ قَوْمُک فَاشْهَدْهُمْ وَ لَا تَغِبْ}} | |
− | + | {{بیت|لوَ کلُّ أَهْلٍ لَهُ قُرْبَى وَ مَنْزِلَةٌ|عِنْدَ الْإِلَهِ عَلَى الْأَدْنَینِ مُقْتَرِبٌ}} | |
+ | {{بیت|أَبْدَتْ رِجَالٌ لَنَا نَجْوَى صُدُورِهِمْ|لَمَّا مَضَیتَ وَ حَالَتْ دُونَک التُّرَبُ}} | ||
+ | {{بیت|لتَجَهَّمَتْنَا رِجَالٌ وَ اسْتُخِفَّ بِنَا|لَمَّا فُقِدْتَ وَ کلُّ الْأَرْضِ مُغْتَصَبُ}} | ||
+ | {{بیت|لوَ کنْتَ بَدْراً وَ نُوراً یسْتَضَاءُ بِهِ|عَلَیک ینْزِلُ مِنْ ذِی الْعِزَّةِ الْکتُبُ}} | ||
+ | {{بیت|لوَ کانَ جِبْرِیلُ بِالْآیاتِ یؤْنِسُنَا|فَقَدْ فُقِدْتَ وَ کلُّ الْخَیرِ مُحْتَجَبُ}} | ||
+ | {{بیت|لفَلَیتَ قَبْلَک کانَ الْمَوْتُ صَادَفَنَا|لَمَّا مَضَیتَ وَ حَالَتْ دُونَک الْکثُبُ}} | ||
+ | {{بیت|لإِنَّا رُزِینَا بِمَا لَمْ یرْزَ ذُو شَجَنٍ|مِنَ الْبَرِیةِ لَا عُجْمٌ وَ لَا عَرَبُ}} | ||
+ | |||
+ | ثُمَّ انْکفَأَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ- وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ یتَوَقَّعُ رُجُوعَهَا إِلَیهِ وَ یتَطَلَّعُ طُلُوعَهَا عَلَیهِ- فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ بِهَا الدَّارُ، قَالَتْ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ: یا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ عَلَیک السَّلَامُ: اشْتَمَلْتَ شَمْلَةَ الْجَنِینِ، وَ قَعَدْتَ حُجْرَةَ الظَّنِینِ، نَقَضْتَ قَادِمَةَ الْأَجْدَلِ، فَخَانَک رِیشُ الْأَعْزَلِ، هَذَا ابْنُ أَبِی قُحَافَةَ یبْتَزُّنِی نَحْلَةَ أَبِی وَ بُلْغَةَ ابْنَی، لَقَدْ أَجْهَدَ فِی خِصَامِی، وَ أَلْفَیتُهُ أَلَدَّ فِی کلَامِی، حَتَّى حَبَسَتْنِی قَیلَةٌ نَصْرَهَا، وَ الْمُهَاجِرَةُ وَصْلَهَا، وَ غَضَّتِ الْجَمَاعَةُ دُونِی طَرْفَهَا، فَلَا دَافِعَ وَ لَا مَانِعَ، خَرَجْتُ کاظِمَةً، وَ عُدْتُ رَاغِمَةً، أَضْرَعْتَ خَدَّک یوْمَ أَضَعْتَ حَدَّک، افْتَرَسَتِ الذِّئَابُ وَ افْتَرَشْتَ التُّرَابَ، مَا کفَفْتَ قَائِلًا، وَ لَا أَغْنَیتَ طَائِلًا، وَ لَا خِیارَ لِی، لَیتَنِی مِتُّ قَبْلَ هَنِیئَتِی وَ دُونَ ذِلَّتِی، عَذِیرِی اللَّهُ مِنْک عَادِیاً، وَ مِنْک حَامِیاً، وَیلَای! فِی کلِّ شَارِقٍ ویلای فِی کلِّ غَارِب، مَاتَ الْعَمَدُ، وَ وَهَنَ الْعَضُدُ، شَکوَای إِلَى أَبِی، وَ عَدْوَای إِلَى رَبِّی، اللَّهُمَّ أَنْتَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ حَوْلًا وَ أَشَدُّ بَأْساً وَ تَنْکیلًا. | ||
− | + | فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ: لَا وَیلَ لَک بَلْ الْوَیلُ لِشَانِئِک، نَهْنِهِی عَنْ وَجْدِک یا ابْنَةَ الصَّفْوَةِ، وَ بَقِیةَ النُّبُوَّةِ، فَمَا وَنَیتُ عَنْ دِینِی، وَ لَا أَخْطَأْتُ مَقْدُورِی، فَإِنْ کنْتِ تُرِیدِینَ الْبُلْغَةَ، فَرِزْقُک مَضْمُونٌ وَ کفِیلُک مَأْمُونٌ، وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَک أَفْضَلَ مِمَّا قُطِعَ عَنْک، فَاحْتَسِبِی اللَّهَ. | |
− | |||
− | + | فَقَالَتْ: حَسْبِی اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکیلُ وَ أَمْسَکتْ. | |
− | + | ||
+ | ==ترجمه خطبه فدکیه== | ||
+ | عبداللَّه بن [[حسن مثنی|حسن مثنّى]] به اسناد خود از پدران گرامی اش -درود خداوند بر آنان باد- نقل مىکند: | ||
+ | [[ابوبکر|ابوبکر]] عزم خود را بر گرفتن [[فدک|فدک]] از [[حضرت فاطمه زهرا سلام الله علیها|فاطمه زهرا]] علیها السّلام جزم کرد. چون خبر به سمع و نظر حضرت رسید، سرپوش بر سر افکند و خود را در چادرى پیچیده با گروهى از زنان به جانب مسجد به راه افتاد. حضرت خود را سخت مستور داشته بود و همچون [[پیامبر اسلام|پیامبر خدا]] صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم بدون هیچ کاستى قدم برمىداشت، تا اینکه بر ابو بکر وارد شد. ابو بکر در مسجد نشسته بود و گروهى از [[مهاجرین|مهاجرین]] و [[انصار]] بر گردش جمع شده بودند. براى دور ماندن حضرت از نگاه نامحرمان پردهاى در مسجد آویخته شد و فاطمه علیها السّلام در پس آن قرار گرفتند. | ||
+ | در ابتدا فاطمه زهرا علیها السّلام صداى خود را به نالهاى دلخراش بلند کرد، مسجد لرزید و حاضران به گریه افتادند. سپس لختى سکوت کرد تا مجلس از جنب و جوش خود باز ایستاد. | ||
+ | فریادها و همهمهها چون به سکوت گرایید، کلام خود را با سپاس و ستایش از خداوند و درود بر رسول خدا صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم آغاز نمود. بار دیگر نالهها به اوج خود رسید. با برقرارى آرامش مجدد، فاطمه علیها السّلام این گونه ادامه داد: | ||
− | خداوند | + | «[[الله|خداوند]] را بر آنچه ارزانى داشت، سپاسگزار و بر اندیشه نیکو که در دل نهاد، شاکر و برنعمتهاى فراگیرش ثنا مىگویم. نعمتهایى که از چشمه لطفش جوشید و عطاهاى فراوانى که بخشید و احسانى که پیاپى پراکند. نعمتهایى که از شمار بیرون است و شکر و جبران (نعمتها) از توان افزون، و درک نهایتش نه در حد اندیشه ناموزون. بندگان را براى فزونى نعمتها و استمرار عطایا به شکر خویش فراخوانده براى تکمیل به ستایش آن متوجه نموده آنان را براى نعمتها دو چندان تشویق فرموده است. |
− | + | گواهى مىدهم که معبودى جز او نیست و یکتایى است بىانباز و شریک. روح این گواهى، دوستى بىآلایش و خلوص است، که دلهاى مشتاقان با آن درآمیخته آثارش در افکار پرتو افکن شده است. خدایى که دیدگان را توانایى دیدن، زبان را یاراى بیان، و گمانها را قدرت بر ادراک او نیست. | |
+ | همه چیز را از نیستى به هستى در آورد، و آنان را بدون وجود الگو و نمونهاى ایجاد نمود. با قدرت خود همه را بالندگى داد و با ارادهاش به خلق موجودات دست یازید، بىآنکه به آفرینش آنها نیازمند باشد و از این صورتگرى طرفى ببندد. او مىخواست حکمتش را آشکار سازد و مردم را به فرمانبرداریش هشیار کند و بندگان را به عبودیتش رهنمون گرداند و براى دعوتش موجب سرافرازى باشد پس آنگاه پاداش را در اطاعت و کیفر را در نافرمانى نهاد تا بندگان را از خشم و عذاب خود رهانیده به سوى بهشت و کانون رحمتش سوق دهد. | ||
− | + | گواهى مىدهم که پدرم، [[پیامبر اسلام|محمّد]]، بنده و فرستاده اوست. او را برگزید و انتخاب کرد قبل از آنکه به سوى مردم براى هدایت آنان بفرستد و پیش از انتخاب کردن، نامى نیکو بر او نهاد و قبل از آنکه او را به پیامبرى برانگیزاند، از میان مردم انتخاب کرد و برگزید و این در آن هنگام بود که بندگان در حجاب غیب مستور، در پس پرده نیستى و در پهنه بیابان عدم، سرگردان بودند. پروردگار بزرگ بر پایان هر کار دانا و بر دگرگونیها محیط و به انجام هر چیز بینا بود. | |
− | + | محمّد صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم را برانگیخت تا فرمانش را کامل، حکمش را نافذ و آنچه را مقدّر ساخته بود، به انجام رساند. پیامبر مشاهده نمود که هر گروه آیینى را پذیرا گشتهاند. دستهاى بر گرد آتش در طواف، گروهى در برابر بت به نماز، و همگان یاد خدایى را که مىشناسند، از خاطر | |
− | + | زدودهاند. | |
− | |||
− | |||
− | او | ||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | + | پس خداوند به نور محمّد بساط ظلمت را برچید، و دلها را از تیرگى کفر رهانید، و ابرهاى تیره و تار را از مقابل دیدگان به یک سو فکند. او (پیامبر خدا) براى هدایت مردم به پاى خاست و آنها را از گمراهى و ناراستى رهایى بخشید و چشمانشان را بینا ساخت. آنان را به آیین پا بر جاى [[اسلام]] رهنمون و به راه راست دعوت نمود. سپس از روى اختیار و مهربانى، و میل و ایثار، جوار رحمت خود را به او ارزانى داشت، و او را از رنج این جهان دل آسوده و راحت نمود و فرشتگانى مقرّب بر او گماشت. چتر دولتش را در همسایگى خود افراشت و طومار مغفرت و رضوان را به نام او نگاشت. درود و برکات بىپایان خداوندى بر محمّد پیامآور رحمت، امین وحى و رسالت و برگزیده امّت باد. | |
− | + | سپس فاطمه علیها السّلام نگاهى به اهل مجلس افکند و این چنین به سخنان خود ادامه داد: شما بندگان خدا، نگاهبانان حلال و حرام، حاملان دین و احکام، امینان خداوند بر خویش و پیام آوران او به سوى امّتها هستید. حقّى از سوى خداوند بر عهده دارید و پیمانى را که با او بستهاید، پذیرفتهاید. و آنچه که پیامبر خدا پس از خود در میان شما باقى گذارده، کتاب گویاى خداوند و [[قرآن]] صادق مىباشد که نور او فروزان و شعاع او درخشان است. | |
+ | قرآن کتابى است که دلایلش روشن، لطایف و دقایقش آشکار، ظواهرش نورانى، پیروانش پر افتخارند و جهانیان بدیشان غبطه خورند و حسد برند. کتابى که پیرویش راهگشاى روضه رحمت الهى است و شنوندهاش رستگار در دو سرا. در پرتوى آن، دلیلهاى روشن الهى را مىتوان دید و نیز تفسیر احکام و واجبات او را دریافت. قرآن حرامهاى خداوندى را بازدارنده، حلالهاى او را رخصت دهنده و مستحبّات را نمایانیده است و بیانگر شریعت اسلام مى باشد. | ||
− | + | خداوند [[ایمان|ایمان]] را سبب زدودن زنگار شرک از دلهاتان قرار داد و [[نماز]] را موجبى براى دورى شما از خودپرستى، و [[زکات|زکات]] را دستمایه بىآلایشى نفس و افزایش روزى بىدریغ و [[روزه]] را عامل تثبیت دوستى و اخلاص و [[حج]] را وسیله تقویت دین، و [[عدالت]] را مایه پیوند قلوب، و پیروى ما را سبب نظم و [[امامت|پیشوایى]] ما را مانع جدایى و افتراق، [[جهاد]] را وسیله عزّت شما و خوارى و ذلّت کفار و منافقین، و شکیبایى و [[صبر]] را موجبى براى جلب پاداش، فرمان به [[حلال]] و نهى از [[حرام]] را براى مصلحت مردم، و نیکى به پدر و مادر را موجب | |
+ | پیشگیرى از خشم الهى قرار داد. [[صله رحم]] را باعث افزایش جمعیت، [[قصاص]] را سبب بقاى زندگانى، وفاى به [[نذر]] را موجب آمرزش و تمام پرداختن پیمانه و وزن را مانع از کم فروشى و کاهش (نعمات) قرار داد. بر کنار بودن از مىخوارگى را سبب پاکى از پلیدیها و پرهیز از تهمت و نسبتهاى ناروا را مانعى در برابر لعن و نفرین الهى و منع از دزدى را موجبى براى پوییدن راه عفت ساخت و پاکى و اجتناب از خوردن مال یتیمان و خوددارى از اختصاص غنیمت به خود و تقسیم آن در میان اصحاب استحقاق را باعث در امان ماندن از ظلم، و عدالت پیشگى در اجراى احکام را موجب راحتى و آرامش و ملایمت در امور مردم قرار داد. [[شرک|شرک]] را حرام نمود تا از سر اخلاص ره رستگارى پویند «پس چنان که شایسته ترس از خداست از او بترسید و تن به مرگ مدهید جز آنکه در طریق اسلام باشید» از خداوند در آنچه که شما را فرموده و یا از آنچه که بازداشته، فرمان برید که «از میان بندگان تنها دانایان از خداوند مىترسند». | ||
− | شما | + | سپس فرمود: اى مردم بدانید من فاطمه ام، و پدرم محمّد است- که صلوات و درود خداوند بر او و خاندانش باد- آنچه که در آغاز گفتهام، در پایان هم از آن سخن خواهم راند. در گفتارم ناراست نگویم و در کردارم راه خطا نپویم «همانا پیامبرى از میان شما به سوى شما آمد که رنج و محنت شما او را گران آمد، سخت به شما دل بسته است و براى مؤمنین مهربان و غمخوار است». اگر او را بشناسید خواهید دید که او پدر من است و نه پدر زنان شما. و برادر پسر عموى من بوده، نه برادر مردان شما. چه پر افتخار است این نسب- درود خداوند او و خاندانش را شامل باد. |
− | شما | + | او رسالت خود را به مردم ابلاغ و آنان را از عذاب خداوندى بر حذر داشت. از روش مشرکان روى گرداند و گردنهایشان را به ضرب تازیانه [[توحید|توحید]] کوفت و حلقومشان را به سختى فشرد. او مردم را با دلیل و برهان و اندرز سودمند به راه خداوند رهنمون بود. شوکت بت و بت پرستان را در هم شکست تا جمع آنها از هم گسیخت و ظلمت شب تار زدوده شد و صبح ایمان دمید و برقع و نقاب از چهره حقیقت به یک سو فکند. زبان پیشواى دین به گفتارباز شد و عربدهجوییهاى شیاطین به خاموشى گرایید. افسر و تاج نفاق بر زمین فرو افتاد، گرههاى کفر و اختلاف گشوده شد و شما به همراه گروهى از سپید رویان پاک نهاد (پارسایان آبرومندى که از شدت خویشتندارى و گرسنگى روزه سپید روى و رنگ پریده بودند) گویاى کلمه اخلاص (لا اله الّا اللَّه) شدید و حال آنکه بر لب پرتگاه گودال جهنّم بودید. به خاطر ضعف و ناتوانى شما، هر کس از راه مىرسید، مىتوانست شما را نابود کند، همچون جرعهاى براى تشنه و لقمهاى براى خورنده و شکار هر درنده و لگدکوب هر رونده و پایمال هر رهگذرى مىشدید. از آب گندیده و ناگوار مىنوشیدید و از پوست جانور و مردار سدّ جوع مىکردید. پست و ناچیز بودید و «از هجوم همسایه و همجوار در هراس». |
− | + | در چنین حالى خداوند تبارک و تعالى محمّد صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم پیامآور خود را به سوى شما گسیل داشت. او پس از آن همه رنجها که دید و سختىها که کشید، شما را از ذلت و خوارى رهایى بخشید. رزم آوران ماجراجو، سرکشان درّندهخو، جهودان دین به دنیا فروش و ترسایان دور از حق از هر سو به او تاختند و با او به مخالفت برخاستند. «چون هر زمان آتش اخگر به هیزم و هیمه فتنه افکندند، خداوند آن را خاموش ساخت» و هر گاه شاخ شیطان نمایان مىگشت و یا مشرکى دهان به یاوهگویى مىگشود، او برادرش [[امام علی علیه السلام|على]] علیه السّلام را در کام آن مىافکند. على علیه السّلام هم در مقابل تا آن زمان که بر مغز و سر مخالفان نمىکوبید و بینى آنها را به خاک مذلّت نمىمالید، ترک امر نمىنمود. او در راه خداوند کوشا، به رسول خدا نزدیک، و مهتر اولیاى نصیحتگر، تلاشگر و کوشنده بود، و شما در آن هنگام در آسایش مىزیستید و از امنیت برخوردار بودید. مترصّد تغییر جهت چرخ گردون علیه ما و گوش به زنگ اخبار بودید. به هنگام کارزار عقب گرد مىکردید و در میدان نبرد فرار را بر قرار ترجیح مىدادید. | |
− | + | چون خداوند سراى پیمبرانش را براى پیامبر خود برگزید و جایگاه برگزیدگانش را منزلگاه او ساخت، کینهها و دورویىها آشکار و پرده دین دریده شد. هر گمراهى مدّعى و هر گمنامى سالار و هر یاوهگویى در پى گرمى بازار خویش، شیطان سر از کمینگاه خود به درآورد و شما را به سوى خود فراخواند، و بسیارى از شما را آماده پذیرفتن دعوتش و منتظر فریبش یافت! شما هم سبکبار در پى او دویدید و به آسانى در دام فریبش خزیدید. و او آتش انتقام را در دلهاتان برافروخت. آثار خشم در چهره شما نمایان گردید و سبب شد،که بر غیر شتر خود داغ نهید و در غیر آبشخور خود وارد شوید. این در حالى بود که هنوز دو روزى از مرگ پیامبرتان نگذشته، سوز سینه ما خاموش نشده، جراحت قلب ما التیام نیافته، و هنوز پیامبر خدا در دل خاک جاى نگرفته بود. بهانه شما این بود که از بروز فتنهها جلوگیرى مىکنید «راهى جز راه حق مىپویید» و گر نه کتاب خدا در میان شماست! مطالب و موضوعاتش معلوم و احکام و دلایل آن روشن و درخشان، نشانههایش نورانى و هویدا، نواهیش آشکار و اوامرش گویاست. امّا شما آن را به پشت سرافکندید. آیا از کتاب خدا روى برتافته از آن اعراض مىکنید؟ آیا داورى جز قرآن مىگیرید؟ یا به غیر آن حکم مىکنید؟ «ستمکاران بد جانشینى را براى قرآن برگزیدهاند» «و هر کسى کیشى جز آیین اسلام را پذیرا گردد، از او پذیرفته نخواهد شد و در آخرت در زمره زیانکاران خواهد بود». | |
− | شما | + | حتى شما آن مقدار درنگ و تأمل نکردید تا ستور و اسب سرکش [[خلافت]] رام گردد و تسلیمتان شود که به راحتى بتوانید از آن سوارى بگیرید و کینه و نفرتتان فروکش کند. هیزم در آتش فتنه افکنده آن را براى شعلهور شدن برهم زدید. نداى شیطان فریبکار را لبّیک گفتید و به خاموش ساختن آیین حق و دین نورانى و از میان برداشتن سنّت پیامبر برگزیده کمر بستید. چنین ماند که زدودن کف از روى شیر را بهانه کرده آن را پنهانى تا به آخر سر کشیدید. براى گوشهنشین کردن خاندان و فرزندان پیامبر در کمینگاه خزیدید. ما چارهاى جز شکیبایى ندیدیم، و همچون خنجر به گلو فرو رفته و تیغ برّان بر دل نشسته سکوت نمودیم. |
− | |||
− | + | شما مىپندارید که ما ارثى نداریم؟ «مگر رسم جاهلیت را مىجویید؟ براى مردم داراى یقین چه حکمى از حکم خداوند بهتر است؟» آیا آگاه نیستید؟ چرا، آگاهید و همچون آفتاب درخشان براى شما روشن است که من دختر آن پیامبر هستم. شما اى مسلمانان! آیا رواست که میراث پدرم به زور از من ستانده شود؟ آه! دردا! اى گروه مهاجر! چقدر عجیب و در عین حال سخیف است که ارث پدرم مورد دستبرد و تجاوز قرار گیرد و من از آن محروم بمانم؟ | |
− | + | اى [[ابوبکر|فرزند ابو قحافه]]! خداوند گفته که تو از پدرت [[ارث]] برى و من از پدرم ارث نبرم؟ «چه سخن ناروایى!» آیا از سر عناد و لجاج کتاب خدا را ترک و به پشت سر افکندهاى؟ در حالى که او مىفرماید: «[[حضرت سلیمان علیه السلام|سلیمان]] از پدرش [[حضرت داوود علیه السلام|داود]] ارث برد.» و یا آنجا که داستان [[حضرت یحیی علیه السلام|یحیى]] فرزند [[حضرت زکریا علیه السلام|زکریا]]- که درود خداوندى شاملشان باد- را بازگو مىکند، مىفرماید: «مرا از جانب خود فرزندى عطا کن که وارث من و خاندان [[حضرت یعقوب علیه السلام|یعقوب]] باشد» و نیز مىفرماید: «هر گاه یکى از شما را مرگ فرا رسد و مالى بر جاى نهد در باره پدر و مادر و خویشان به دیده انصاف سفارش کند که این شایسته پرهیزگاران است». | |
− | |||
− | + | شما به خیال باطل خود چنین پنداشتید که من هیچ بهره و ارثى از پدر ندارم؟ و هیچ خویشاوندى و قرابتى میان ما وجود ندارد؟ آیا خداوند آیهاى در خصوص شما فرو فرستاده که پدرم از آن خارج است؟ یا بر این رأى و نظرید که و من و پدرم هر یک به آیینى جدا سر نهادهایم؟ یا اینکه دعوى آن دارید که از پدرم و پسر عمویم به خاص و عام قرآن آگاهتر هستید؟ | |
+ | حال که چنین است بگیر آن شترى را که آماده است و مهار زده و بر آن سوار شو! لیکن بدان در روز برپایى رستاخیز تو را دیدار مىکند و بازخواستت مىنماید و آن روز چه روزیست! در آن ساعت «گمراهان زیان خواهند دید» اما چه سود که پشیمانى فایدهاى نخواهد داشت. «که براى هر خبر زمانى معین است و به زودى خواهد دانست که چه کسى به عذابى که خوارش مىسازد، گرفتار مىآید و یا عذاب جاوید بر سر او فرود مىآید». | ||
− | + | سپس حضرت فاطمه علیها السّلام گروه [[انصار]] را مخاطب قرار داده فرمودند: اى جوانان و اى بازوان توانمند ملت و یاران اسلام، این سهلانگارى شما در ستاندن حقّ من از چیست؟ این چه سستى است که در برابر ستمى که بر من شده، روا مىدارید؟ آیا پدرم رسول خدا صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم نمىفرمود: «بزرگداشت مرد را در باره فرزندان هم باید پاس داشت»؟ چه زود اوضاع را واژگون نمودید و به بیراهه گام نهادید، با اینکه توانایى بر احقاق حقوق مرا در بازو و عدّه کافى در اختیار دارید. | |
+ | آیا مىگویید که محمّد صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم از دنیا رفت و با رفتن او همه چیز تمام شد؟ آرى مرگ او ضربه هولناکى بر پیکره اسلام بود، فاجعه بزرگى است که بر همه غبار غم فرو ریخت که شکافش هر روز فراختر و گسستگیش دامنهدارتر و وسعتش فزونتر مىگردد. زمین از نبود او تاریک و ظلمانى و در مصیبت حضرتش بهترین بندگان او محزون و اندوهگین شدند و خورشید و ماه پشت ابرهاى تیره و تار پنهان، و به خاطر این مصیبت ستارگان از هم جدا و پراکنده شدند. امیدها ناامید، کوهها متزلزل، حریم افراد شکسته، و گرامیداشت و حرمتها پایمال شد. به خداوند سوگند مرگ او حادثهاى بزرگ، مصیبتى دهشتناک و ضایعهاى جبران ناپذیر بود که هیچ بلیهاى بدان پایه نمىرسد. اما به یاد داشته باشید که قرآن از پیش این واقعه را گوشزد نموده بود. همان کتابى که پیوسته در خانههاى شماست و صبح و شامگاه با صداى بلند و زمانى آهسته و با الحان مختلف به تلاوت آن مىپردازید. در این مسیر انبیاى پیشین هم واقع شدند چرا که مرگ فرمان تخلف ناپذیر الهى است: «جز این نیست که محمّد پیامبرى است که پیش از او پیامبران دیگرى هم بودهاند، اگر او بمیرد و یا کشته شود شما به آیین پیشین خود بازمىگردید؟ بازگشت هر کس زیانى را متوجّه ذات حق نخواهد کرد. و خداوند سپاسگزاران را پاداش خواهد داد». | ||
− | با عرب | + | هیهات! پسران قَیله (اى قبیلههاى [[اوس]] و [[خزرج]]) پیش چشمان شما میراث پدرم را ببرند! حرمتم بشکنند! در حالى که شما آشکارا مىبینید و مىشنوید و اخبارش به شما مىرسد. اما شما بیهوش و خاموش نشستهاید؟ در حالى که سرباز و نیروى بسیار دارید. ساز و برگ فراوان دارید و سلاح و سپر بىشمار. دعوتم را مىشنوید و پاسخ نمىگویید! فریاد من در میان شما طنین افکن است اما چه سود که به فریاد نمىرسید! در حالى که شما در شجاعت زبانزد خاص و عام، در خیر و صلاح شهره آفاق، و برگزیدگان قبایل و اقوامید. و نزد ما اهل بیت از بهترین مردمان محسوب مىشدید. با عرب درگیر شده، رنج و محنت فراوان تحمل کردید. شاخهاى گردنکشان را شکستید و با جنگجویان قدر دست و پنجه نرم نمودید. شما بودید که پیوسته در راه ما، و سر به فرمان ما داشتید، تا اینکه آسیاى اسلام بر محور وجود ما به گردش در آمد و شیر مادر روزگار رو به فزونى نهاد. نعره مشرکان گلوگیرشان شد، لهیب دروغ فروکش کرد، آتش کفر بىفروغ شد، فراخوانى به جدایى و تفرقه بازایستاد، و دین نظام یافت. اکنون پس از آن همه زبانآورى چرا دم فرو بستید؟ و حقایق را پس از آشکار شدن مکتوم مىدارید؟ آنهم برابر مردمى که پیمان خود را شکستند؟ و پس از قبول ایمان راه شرک پیشه کردند «آیا با مردمى که سوگندخود را شکستند و آهنگ اخراج رسول کردند و بر ضد شما دشمنى آغاز کردند نمىجنگید؟ آیا از آنها مىترسید؟ و حال آنکه اگر ایمان آورده باشید سزاوارتر است که از خداوند بترسید و بس». اما مىبینم که به تنآسایى خو گرفتهاید، و کسى را که از همه براى زعامت و اداره امور مسلمانان شایستهتر است دور ساختهاید، و به آسودن در گوشهاى دنج و خلوت تن دادهاید، و از فشار و تنگناى مسئولیت به بىتفاوتى روى آوردهاید. آرى آنچه از ایمان و آگاهى در درون داشتید، بیرون افکندید، و آب گوارایى که نوشیده بودید، به سختى از گلو برآوردید. |
+ | «اگر شما و همه روى زمین کافر گردند خداوند بىنیاز و در خور ستایش است». | ||
− | اما | + | من آنچه شرط بلاغ است، با شما گفتم. اما مىدانم مردمى خوار، و در چنگال زبونى گرفتار، و خیانت پیشه هستید و قلبهاى شما بدان گواه است. چه کنم که دلى پر خون دارم. و از این رو بازداشتن زبان شکایت از طاقتم بیرون است! اندوهى که در سینهام موج مىزند، بیرون ریختم، تا با شما اتمام حجت کنم و عذرى براى کسى باقى نماند. اکنون که چنین است این مرکب خلافت ارزانى شما، به آن محکم درآویزید و هرگز رهایش مسازید. ولى آگاه باشید که پشت این شتر مجروح و پاى آن تاول زده و سوراخ است. داغ ننگ بر خود دارد و نشانى از خشم خداوند و رسوایى ابدى با او همراه است. اما شما را آسوده نخواهد گذارد تا به آتش خشم خداوندى بیازارد «آتشى که هر دم مىافزود و دل و جان را مىسوزد». آنچه مىکنید در نزد خداوند حاضر است «و ستمکاران به زودى درمىیابند که به چه مکانى بازمىگردند». من دختر پیامبرى هستم که شما را از عذاب الهى بر حذر مىداشت. آنچه در توان دارید انجام دهید. «ما نیز به وظیفه خود عمل مىکنیم. شما انتظار بکشید ما نیز منتظر مىمانیم». |
− | |||
− | + | پس از سخنان فاطمه علیها السّلام، [[ابوبکر]] (عبداللَّه بن عثمان) در آن جمع پاسخ دختر [[پیامبر اسلام|پیامبر]] را چنین داد: اى دختر پیامبر خدا! پدرت غمخوار مؤمنین بود و بر آنان چون دایهاى مهربان، و دشمن کافران بود و نشانى از قهر یزدان. اگر نسبت به او دقیق گردیم مىیابیم که او پدر توست، و نه پدر دیگر زنان، برادر پسر عموى توست نه دیگر مردان، در دیده پیامبر، او | |
+ | (على) از همه خویشان برتر و در کارهاى بزرگ او را یاور. جز سعادتمند شما را دوست نمىدارد و جز بدکار شما را دشمن نمىدارد، چرا که شما خاندان پاک رسولید و برگزیده خوشنامان جهان. شما ما را به خیر و صلاح راهبر و به سوى جنّت و رضوان راهنما بودید. و تو، اى برگزیده بانوان اى دختر بهترین فرستادگان! در گفتارت راستگو و در وفور عقلت پیشگام هستى، هرگز از حقّت بر کنار نخواهى بود و در راستى گفتارت شک نخواهیم نمود. | ||
− | + | امّا به خداوند سوگند که من گامى فراتر از آنچه که رسول خدا فرمود، ننهادم و جز به رخصتى که او فرموده بود، اقدام نکردم. بدان که راهبر قبیله به خیل و خویشان خود از سر دروغ چیزى نمىگوید. من خداوند را به شهادت مىطلبم، که خداوند بر این گواهى مرا کفایت مىکند، من از پیامبر خدا شنیدم که مىفرمود: «ما پیامبران دینار و درهم و خانه و مزرعه به ارث نمىگذاریم، بلکه آنچه بر جاى مىنهیم، کتاب و حکمت و دانش و نبوّت است و آنچه طعمه، و وسیله ارتزاق داریم بر دوش ولىّ امر بعد از ما مىباشد، که هر گونه بخواهد در بارهاش حکم مىکند». و ما آنچه را که تو در طلب آن هستى، در مصرف خرید اسب و اسلحه قرار دادیم، تا مسلمانان با آن به میدان کارزار رفته به جهاد با کفّار برخیزند و بر سرکشان بدکار پیروز شوند. | |
− | + | من این کار را به اتّفاق تمامى مسلمانان به انجام رساندم و در این کار یک تنه وارد نگردیدم و بر رأى و نظر خود مستبدّانه عمل ننمودم. اینک این حال من و این مال من، براى تو و در اختیار تو. نه از تو دریغ داشته و نه براى دیگرى انباشتهام. تو بانوى امّت پدر خود و درخت بارور و پاک، براى فرزندان خود هستى. انکار فضایلى که خاصّه توست، نخواهد شد و از شاخه و ساقه تو فروگذار نتوان نمود. حکم تو در آنچه که من آن را مالکم، نافذ است. امّا تو خود روا مىدارى در این باب خلاف گفتار پدرت عمل نمایم؟ | |
− | + | حضرت علیها السّلام در پاسخ ابوبکر فرمود: | |
− | + | هرگز پیامبر خدا از کتاب الهى رویگردان نبود و نسبت به احکام آن مخالف نبود و مخالف احکامش حکمى نمىفرمود، بلکه پیوسته، او پیرو قرآن بود و در طریق سورههاى قرآن راه مىپیمود. آیا در سر دارید مکر و غدر را به زور پیرایه او کنید؟ مشى شما پس از | |
+ | رحلت او همچون دامهایى است که در زمان حیات براى هلاکتش گسترده مىشد. این کتاب خداست که میان من و شما به دیده انصاف حکم خواهد نمود، چرا که مبین حق و باطل است. این کتاب مىگوید که: «... وارث من و خاندان یعقوب باشد» و «سلیمان از پدرش داود ارث برد»، (مىبینید که) خداوند در آنچه که مربوط به سهمیه وارث است، بیانى روشن دارد، و در باب واجبات و میراث و آن بهرههایى که از براى مردان و زنان مقرّر فرموده، به تفصیل سخن رانده است، و جاى بهانهگیرى براى پیروان باطل ننهاده و گمان و شبهه را از ذهن گمراهان زدوده است. پس این چنین نیست که شما مىگویید «بلکه نفس شما کارى را در انظارتان آراسته است. اکنون براى من صبر جمیل بهتر است و خداوند را در این باره باید به مدد طلبید». | ||
− | و | + | [[ابوبکر]] پاسخ داد: خداوند راست گفته و فرستاده او راستگو بود و دختر پیامبرش هم نیز گفتارى از سر صدق دارد. تو گنج حکمت، قلب هدایت و رحمت، و ستون دین هستى. سخن حق تو را دور از حقیقت نمىدانم و در مقام انکار و عیبجویى از آن برنمىآیم. اینک، این مسلمانان حکم میان من و تو. این مسئولیتى که به گردن گرفتهام، آنان به گردنم انداختهاند و آنچه را که تصرّف کردهام، به اتّفاق ایشان بوده است. نه اظهار کبر و بزرگى مىنمایم و نه بر رأى خویش پاى مىفشارم و نه آنچه را که به تصرّف درآوردهام، از براى خود برداشتهام، که اینان شاهد صدق ادعایم هستند. |
− | |||
− | |||
− | |||
− | ابو | + | پس از اتمام سخن ابو بکر، حضرت فاطمه علیها السّلام نگاهى به مردم افکنده چنین فرمودند: |
+ | اى مردم! که براى شنیدن سخن بیهوده در شتاب هستید، و کردار زشت و زیانبار را نادیده مىگیرید، «آیا در [[قرآن]] نمىاندیشند (نمىاندیشید) یا بر دلهایشان (دلهایتان) قفل است؟» خیر، بلکه این کردار زشت شماست که بر صفحه دلهایتان تیرگى کشیده، گوشها و چشمهایتان را فرا گرفته است. شما مآل اندیشى کردید و آیات قرآن را تأویل نمودید و به بد راهى رهنمون شدید و بد معارضه کردید. به خداوند سوگند تحمّل این بار برایتان سنگین و سرانجامى مالامال از وزر و وبال در پیش دارید. آنگاه که پردهها به کنارى رود، خسران این امر براى شما آشکار مىگردد. «و از خداوند بر ایشان چیزهایى آشکار شود که هرگز حسابش را نمىکردند» «و آنجا آنان که بر باطل بودهاند، زیان خواهند دید.» | ||
− | + | سپس به قبر پدر نگریسته و این اشعار را سرود: | |
− | |||
− | + | #رفتى و پس از تو فتنه ها برخاست، که اگر تو مىبودى آنچنان بزرگ رخ نمىنمودند. | |
+ | #همچون زمینى از باران گرفته شده، ما تو را از کف دادیم. (قوم و ملت تو از هم پاشیدند) و ارزشها در قومت به هم ریخت. بیا و ببین که چگونه از راه مستقیم منحرف شدهاند. | ||
+ | #هر خاندانى اگر در نزد خداوند قرب و منزلتى داشت نزد بیگانگان هم محترم بود، جز خاندان ما. | ||
+ | #تا از این سرا به دیگر سراى رخت بر بستى و خاک میان ما و تو جدایى افکند، مردانى از قومت راز دل خود را بر ملا ساختند. | ||
+ | #چون فقدان تو را مشاهده کردند بر ما یورش آورده خفیفمان داشتند و هر چه از تو ارث برده بودیم، غصب شد. | ||
+ | #پدر، تو ماه شب چهارده و چراغ فروزان زندگانى ما بودى، که از جانب خداوند بر تو کتبى چند فرود مىآمد. | ||
+ | #جبرئیل با آیاتى از قرآن همدم و مونس ما بود. امّا تو رفتى و خیرها از ما پوشیده شد. | ||
+ | #اى کاش پیش از آنکه تو از میان ما رخت بربندى و خاک تو را در درون خود پنهان نماید، ما مرده بودیم. | ||
+ | #به راستى ما بلا دیدگان در دام مصیبتى گرفتار آمدیم که هیچ مصیبت زدهاى در عرب و عجم بدان مبتلا نگردیده بود.» | ||
+ | در حالى که [[امیرالمومنین|امیرالمؤمنین]] علیه السّلام به انتظار نشسته بود و براى بازگشت [[حضرت فاطمه زهرا سلام الله علیها|فاطمه]] علیها السّلام لحظه شمارى مىکرد، بانوى بانوان علیها السّلام به خانه مراجعت نمود و با مشاهده امیر مؤمنان علیه السّلام چنین فرمود: | ||
− | + | اى پسر ابو طالب! آیا همچون جنین پردهنشین شدهاى و چون مظنونین، در گوشه خانه نشسته اى؟ (تو همانى که) شاهپرهاى شاهین را شکستى، حال چه شد که دستخوش پرهاى کوچک شدهاى؟ پسر ابو قحافه عطیه پدر را از من و نان خورش از دو فرزندم سلب کرد. | |
− | + | آشکارا به دشمنى من برخاست و از لجاج و عناد خود روى برنتافت. چندان که [[انصار]] از من بریدند و [[مهاجرین|مهاجرین]] دیده از حمایت من پوشیدند. مردم نیز از یاوریم فروگذار کردند. در دفع ترکتازى از او نه یاورى دارم و نه مددکارى. خشم فرو خورده، از خانه بیرون شدم و خوار بازگشتم. آن روز که منزلت خویش را نادیده گرفتى، همان روز خود را در مضیق ذلّت افکندى و چهره فروتنى و خوارى بر خاک ساییدى. تو شیرى بودى که گرگها را در هم شکستى، در حالى که امروز در به روى خود بستهاى. آیا نمىتوانى گویندهاى را از گفتار بیهودهاش بازدارى، و یا با ابطال باطل نفع و فایدهاى به من عاید گردانى؟ چرا که قدرت حمایت از خود ندارم. اى کاش پیش از این خوارى مرده بودم. اگر سخن به تندى گفتم و یا از یارى نکردنت بر آشفتم خداوند را پوزش مىطلبم. واى بر من! هر بامدادى که خورشید سر از بام خاور برمىدارد و به هنگام غروب خورشید، این کلام در وجودم طنینانداز است که پناه من از دنیا رفت و بازویم ناتوان گردید. چه کنم جز آنکه شکایت به نزد پدر برم و رعایت و یارى از حق طلبم؟ بار الها نیرویت از همه کس فزونتر و عذاب تو از حوصله بیرون است، تو خود داد من بستان! | |
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | + | امیر مؤمنان، على علیه السّلام فرمود: اى دختر برگزیده عالمیان! و یادگار بهترین پیمبران! افسوس براى تو نیست بلکه براى دشمن توست. غم مخور (آه و ناله کردن تو را به حقّ خود نمىرساند) من از سستى گوشهنشین نشدم، بلکه آنچه در توانم بود، به کار بستم. اگر نان خورش مىخواهى روزى تو نزد خداوند محفوظ است و او خود عهدهدار آن مىباشد، آرام گیر و آنان را به خداوند واگذار. | |
− | + | حضرت فاطمه علیها السّلام فرمود: خدا مرا کافی است ... و سپس سکوت کرد. | |
− | |||
− | + | ==پانویس== | |
+ | {{پانویس}} | ||
− | + | ==منابع== | |
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | == منابع == | ||
− | |||
+ | *"زندگانى حضرت زهرا علیها السلام"، ترجمه جلد ۴۳ [[بحارالأنوار|بحارالانوار]]، مترجم محمد روحانى علىآبادى، ناشر: مهام - تهران، ۱۳۷۹ ش. | ||
+ | {{شناختنامه حضرت زهرا (س)}} | ||
[[رده:حضرت فاطمه سلام الله علیها]] | [[رده:حضرت فاطمه سلام الله علیها]] | ||
[[رده:خطبه های اهل البیت علیهم السلام]] | [[رده:خطبه های اهل البیت علیهم السلام]] | ||
+ | [[رده: مقاله های مهم]] | ||
+ | |||
+ | {{سنجش کیفی | ||
+ | |سنجش=شده | ||
+ | |شناسه= خوب | ||
+ | |عنوان بندی مناسب= متوسط | ||
+ | |کفایت منابع و پی نوشت ها= خوب | ||
+ | |رعایت سطح مخاطب عام= خوب | ||
+ | |رعایت ادبیات دانشنامه ای= خوب | ||
+ | |جامعیت= متوسط | ||
+ | |رعایت اختصار= خوب | ||
+ | |سیر منطقی= خوب | ||
+ | |کیفیت پژوهش= خوب | ||
+ | |رده= دارد | ||
+ | }} |
نسخهٔ کنونی تا ۲۳ اوت ۲۰۲۱، ساعت ۰۶:۴۰
پس از آنکه دستگاه خلافت، دهکده فدک را که رسول خدا (صلی الله علیه وآله) به حضرت زهرا (علیهاالسلام) بخشیده بودند، در جهت مبارزه اقتصادی با اهل بیت، از ایشان غصب کردند، حضرت زهرا مردم را در مسجد فراخواندند و با خواندن خطبهای غرّا، پرده از چهره غاصبان خلافت برداشتند و آنان را رسوا نمودند.
متن عربی خطبه فدک
لَمَّا بَلَغَ فَاطِمَةَ عَلَیهَا السَّلَامُ إِجْمَاعُ أَبِی بَکرٍ عَلَى مَنْعِهَا فَدَک، لَاثَتْ خِمَارَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَ اشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا وَ أَقْبَلَتْ فِی لُمَةٍ مِنْ حَفَدَتِهَا وَ نِسَاءِ قَوْمِهَا تَطَأُ ذُیولَهَا، مَا تَخْرِمُ مِشْیتُهَا مِشْیةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِی بَکرٍ- وَ هُوَ فِی حَشَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ غَیرِهِمْ فَنِیطَتْ دُونَهَا مُلَاءَةٌ، فَجَلَسَتْ ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً أَجْهَشَ الْقَوْمُ لَهَا بِالْبُکاءِ، فَارْتَجَّ الْمَجْلِسُ، ثُمَّ أَمْهَلَتْ هُنَیئَةً حَتَّى إِذَا سَکنَ نَشِیجُ الْقَوْمِ وَ هَدَأَتْ فَوْرَتُهُمْ، افْتَتَحَتِ الْکلَامَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَیهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)، فَعَادَ الْقَوْمُ فِی بُکائِهِمْ فَلَمَّا أَمْسَکوا عَادَتْ فِی کلَامِهَا. فَقَالَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ، وَ لَهُ الشُّکرُ عَلَى مَا أَلْهَمَ، وَ الثَّنَاءُ بِمَا قَدَّمَ مِنْ عُمُومِ نِعَمٍ ابْتَدَأَهَا، وَ سُبُوغِ آلَاءٍ أَسْدَاهَا، وَ تَمَامِ مِنَنٍ وَالاهَا، جَمَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ عَدَدُهَا، وَ نَأَى عَنِ الْجَزَاءِ أَمَدُهَا، وَ تَفَاوَتَ عَنِ الْإِدْرَاک أَبَدُهَا، وَ نَدَبَهُمْ لِاسْتِزَادَتِهَا بِالشُّکرِ لِاتِّصَالِهَا، وَ اسْتَحْمَدَ إِلَى الْخَلَائِقِ بِإِجْزَالِهَا، وَ ثَنَّى بِالنَّدْبِ إِلَى أَمْثَالِهَا، وَ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیک لَهُ، کلِمَةٌ جُعِلَ الْإِخْلَاصُ تَأْوِیلَهَا، وَ ضُمِّنَ الْقُلُوبُ مَوْصُولَهَا، وَ أَنَارَ فِی الْفِکرَةِ مَعْقُولُهَا، الْمُمْتَنِعُ مِنَ الْأَبْصَارِ رُؤْیتُهُ، وَ مِنَ الْأَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَ مِنَ الْأَوْهَامِ کیفِیتُهُ، ابْتَدَعَ الْأَشْیاءَ لَا مِنْ شَیءٍ کانَ قَبْلَهَا، وَ أَنْشَأَهَا بِلَا احْتِذَاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَهَا، کوَّنَهَا بِقُدْرَتِهِ، وَ ذَرَأَهَا بِمَشِیتِهِ، مِنْ غَیرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَى تَکوِینِهَا، وَ لَا فَائِدَةٍ لَهُ فِی تَصْوِیرِهَا، إِلَّا تَثْبِیتاً لِحِکمَتِهِ، وَ تَنْبِیهاً عَلَى طَاعَتِهِ، وَ إِظْهَاراً لِقُدْرَتِهِ، وَ تَعَبُّداً لِبَرِیتِهِ، وَإِعْزَازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ، وَ وَضَعَ الْعِقَابَ عَلَى مَعْصِیتِهِ، ذیادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نَقِمَتِهِ وَ حِیاشَةً مِنْهُ إِلَى جَنَّتِهِ؛
وَ أَشْهَدُ أَنَّ أَبِی مُحَمَّداً (صلی الله علیه وآله) عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اخْتَارَهُ وَ انْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَ سَمَّاهُ قَبْلَ أَنِ یجْتَبَلَهُ، وَ اصْطَفَاهُ قَبْلَ أَنِ ابْتَعَثَهُ، إِذِ الْخَلَائِقُ بِالْغَیبِ مَکنُونَةٌ، وَ بِسَتْرِ الْأَهَاوِیلِ مَصُونَةٌ، وَ بِنِهَایةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِمَائِلِ الْأُمُورِ، وَ إِحَاطَةً بِحَوَادِثِ الدُّهُورِ، وَ مَعْرِفَةً بِمَوَاقِعِ الْمَقْدُورِ. ابْتَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِتْمَاماً لِأَمْرِهِ، وَ عَزِیمَةً عَلَى إِمْضَاءِ حُکمِهِ، وَ إِنْفَاذاً لِمَقَادِیرِ حَتْمِهِ، فَرَأَى الْأُمَمَ فِرَقاً فِی أَدْیانِهَا، عُکفاً عَلَى نِیرَانِهَا، عَابِدَةً لِأَوْثَانِهَا، مُنْکرَةً لِلَّهِ مَعَ عِرْفَانِهَا، فَأَنَارَ اللَّهُ بِأَبِی ظُلَمَهَا، وَ کشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَهَا، وَ جَلَى عَنِ الْأَبْصَارِ غُمَمَهَا، وَ قَامَ فِی النَّاسِ بِالْهِدَایةِ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغَوَایةِ، وَ بَصَّرَهُمْ مِنَ الْعَمَایةِ، وَ هَدَاهُمْ إِلَى الدِّینِ الْقَوِیمِ، وَ دَعَاهُمْ إِلَى الطَّرِیقِ الْمُسْتَقِیمِ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَیهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَ اخْتِیارٍ، وَ رَغْبَةٍ بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ مِنْ تَعَبِ هَذِهِ الدَّارِ فِی رَاحَةٍ، قَدْ حُفَّ بِالْمَلَائِکةِ الْأَبْرَارِ، وَ رِضْوَانِ الرَّبِّ الْغَفَّارِ، وَ مُجَاوَرَةِ الْمَلِک الْجَبَّارِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَبِی نَبِیهِ وَ أَمِینِهِ عَلَى الْوَحْی وَ صَفِیهِ وَ خِیرَتِهِ مِنَ الْخَلْقِ وَ رَضِیهِ، وَ السَّلَامُ عَلَیهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکاتُهُ.
ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَى أَهْلِ الْمَجْلِسِ، وَ قَالَتْ: أَنْتُمْ عِبَادَ اللَّهِ نُصْبُ أَمْرِهِ وَ نَهْیهِ، وَ حَمَلَةُ دِینِهِ وَ وَحْیهِ، وَ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِکمْ، وَ بُلَغَاؤُهُ إِلَى الْأُمَمِ، وَ زَعَمْتُمْ حَقٌّ لَکمْ لِلَّهِ فِیکمْ عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَیکمْ، وَ بَقِیةٌ اسْتَخْلَفَهَا عَلَیکمْ، کتَابُ اللَّهِ النَّاطِقُ، وَ الْقُرْآنُ الصَّادِقُ، وَ النُّورُ السَّاطِعُ، وَ الضِّیاءُ اللَّامِعُ، بَینَةٌ بَصَائِرُهُ، مُنْکشِفَةٌ سَرَائِرُهُ، مُتَجَلِّیةٌ ظَوَاهِرُهُ، مُدیما للبریة استماعه قَائِدا إِلَى الرِّضْوَانِ اتِّبَاعُهُ، مُؤَدٍّ إِلَى النَّجَاةِ أشیاعُهُ، بِهِ تُنَالُ حُجَجُ اللَّهِ الْمُنَوَّرَةُ، وَ عَزَائِمُهُ الْمُفَسَّرَةُ، وَ مَحَارِمُهُ الْمُحَذَّرَةُ، وَ بَینَاتُهُ الْجَالِیةُ، وَ بَرَاهِینُهُ الْکافِیةُ، وَ فَضَائِلُهُ الْمَنْدُوبَةُ، وَ رُخَصُهُ الْمَوْهُوبَةُ، وَ شَرَائِعُهُ الْمَکتُوبَةُ، فَجَعَلَ اللَّهُ الْإِیمَانَ تَطْهِیراً لَکمْ مِنَ الشِّرْک، وَ الصَّلَاةَ تَنْزِیهاً لَکمْ عَنِ الْکبْرِ، وَ الزَّکاةَ تَزْکیةً لِلنَّفْسِ وَ نَمَاءً فِی الرِّزْقِ، وَ الصِّیامَ تَثْبِیتاً لِلْإِخْلَاصِ، وَ الْحَجَّ تَشْییداً لِلدِّینِ، وَ الْعَدْلَ تَنْسِیقاً لِلْقُلُوبِ، وَ طَاعَتَنَا نِظَاماً لِلْمِلَّةِ، وَ إِمَامَتَنَا أَمَاناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلَامِ، وَ الصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِیجَابِ الْأَجْرِ، وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَامَّةِ، وَ بِرَّ الْوَالِدَینِ وِقَایةً مِنَ السَّخَطِ، وَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ، وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَ الْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ تَعْرِیضاً لِلْمَغْفِرَةِ، وَ تَوْفِیةَ الْمَکاییلِ وَ الْمَوَازِینِ تَغْییراً لِلْبَخْسِ، وَ النَّهْی عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِیهاً مِنَ الرِّجْسِ، وَ اجْتِنَابَ الْقَذْفِ حِجَاباً عَنِ اللَّعْنَةِ، وَ تَرْک السَّرِقَةِ إِیجَاباً لِلْعِفَّةِ، وَ حَرَّمَ اللَّهُ الشِّرْک إِخْلَاصاً لَهُ بِالرُّبُوبِیةِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَ أَطِیعُوا اللَّهَ فِیمَا أَمَرَکمْ بِهِ وَ نَهَاکمْ عَنْهُ فَإِنَّهُ إِنَّما یخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ.
ثُمَّ قَالَتْ: أَیهَا النَّاسُ! اعْلَمُوا أَنِّی فَاطِمَةُ وَ أَبِی مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَ بَدْءاً، وَ لَا أَقُولُ مَا أَقُولُ غَلَطاً، وَ لَا أَفْعَلُ مَا أَفْعَلُ شَطَطاً، لَقَدْ جاءَکمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکمْ عَزِیزٌ عَلَیهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیکمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ، فَإِنْ تَعْزُوهُ وَ تَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أَبِی دُونَ آبَائِکمْ، وَ أَخَا ابْنِ عَمِّی دُونَ رِجَالِکمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِی إِلَیهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، صَادِعاً بِالنِّذَارَةِ، مَائِلًا عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِکینَ، ضَارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأَکظَامِهِمْ، دَاعِیاً إِلَى سَبِیلِ رَبِّهِ بِالْحِکمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، یکسِرُ الْأَصْنَامَ، وَ ینْکثُ الْهَامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَ وَلَّوُا الدُّبُرَ، حَتَّى تَفَرَّى اللَّیلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَ أَسْفَرَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَ نَطَقَ زَعِیمُ الدِّینِ، وَ خَرِسَتْ شَقَاشِقُ الشَّیاطِینِ، وَ طَاحَ وَشِیظُ النِّفَاقِ، وَ انْحَلَّتْ عُقَدُ الْکفْرِ وَ الشِّقَاقِ، وَ فُهْتُمْ بِکلِمَةِ الْإِخْلَاصِ فِی نَفَرٍ مِنَ الْبِیضِ الْخِمَاصِ، وَ کنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ، مُذْقَةَ الشَّارِبِ، وَ نُهْزَةَ الطَّامِعِ، وَ قَبْسَةَ الْعَجْلَانِ، وَ مَوْطِئَ الْأَقْدَامِ، تَشْرَبُونَ الطَّرْقَ، وَ تَقْتَاتُونَ الْوَرَقَ، أَذِلَّةً خَاسِئِینَ، تَخافُونَ أَنْ یتَخَطَّفَکمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِکمْ، فَأَنْقَذَکمُ اللَّهُ تَبَارَک وَ تَعَالَى بِأَبِی بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ بَعْدَ اللَّتَیا وَ الَّتِی، وَ بَعْدَ أَنْ مُنِی بِبُهَمِ الرِّجَالِ، وَ ذُؤْبَانِ الْعَرَبِ، وَ مَرَدَةِ أَهْلِ الْکتَابِ کلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ، أَوْ نَجَمَ قَرْنٌ لِلشَّیطَانِ، وَ فَغَرَتْ فَاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِکینَ، قَذَفَ أَخَاهُ فِی لَهَوَاتِهَا، فَلَا ینْکفِئُ حَتَّى یطَأَ صِمَاخَهَا بِأَخْمَصِهِ، وَ یخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَیفِهِ، مَکدُوداً دؤوبا فِی ذَاتِ اللَّهِ، وَ مُجْتَهِداً فِی أَمْرِ اللَّهِ، قَرِیباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، سَیدَ أَوْلِیاءِ اللَّهِ، مُشَمِّراً نَاصِحاً، مُجِدّاً کادِحاً، لَا تَأْخُذُهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَ أَنْتُمْ فِی رَفَاهِیةٍ مِنَ الْعَیشِ، وَادِعُونَ فَاکهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوَائِرَ، وَ تَتَوَکفُونَ الْأَخْبَارَ، وَ تَنْکصُونَ عِنْدَ النِّزَالِ، وَ تَفِرُّونَ مِنَ الْقِتَالِ؛
فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ لِنَبِیهِ دَارَ أَنْبِیائِهِ، وَ مَأْوَى أَصْفِیائِهِ، ظَهَرَ فِیکمْ حَسِیکةُ النِّفَاقِ، وَ سَمَلَ جِلْبَابُ الدِّینِ، وَ نَطَقَ کاظِمُ الْغَاوِینَ، وَ نَبَغَ خَامِلُ الْأَقَلِّینَ، وَ هَدَرَ فَنِیقُ الْمُبْطِلِینَ، فَخَطَرَ فِی عَرَصَاتِکمْ، وَ أَطْلَعَ الشَّیطَانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرَزِهِ هَاتِفاً بِکمْ، فَأَلْفَاکمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجِیبِینَ، وَ لِلْغِرَّةِ فِیهِ مُلَاحِظِینَ، ثُمَّ اسْتَنْهَضَکمْ فَوَجَدَکمْ خِفَافاً، وَ أَحْمَشَکمْ فَأَلْفَاکمْ غِضَاباً، فَوَسَمْتُمْ غَیرَ إِبِلِکمْ، وَ أَوْرَدْتُمْ غَیرَ شِرْبِکمْ، هَذَا وَ الْعَهْدُ قَرِیبٌ، وَ الْکلْمُ رَحِیبٌ، وَ الْجُرْحُ لَمَّا ینْدَمِلْ، وَ الرَّسُولُ لَمَّا یقْبَرْ، ابْتِدَاراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ أَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکافِرِینَ، فَهَیهَاتَ مِنْکمْ! وَ کیفَ بِکمْ؟! وَ أَنَّى تُؤْفَکونَ؟ وَ کتَابُ اللَّهِ بَینَ أَظْهُرِکمْ، أُمُورُهُ ظَاهِرَةٌ، وَ أَحْکامُهُ زَاهِرَةٌ، وَ أَعْلَامُهُ بَاهِرَةٌ، وَ زَوَاجِرُهُ لَائِحَةٌ، وَ أَوَامِرُهُ وَاضِحَةٌ، وَ قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکمْ، أَ رَغْبَةً عَنْهُ تُرِیدُونَ، أَمْ بِغَیرِهِ تَحْکمُونَ؟! بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا، وَ مَنْ یبْتَغِ غَیرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ، ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا إِلَّا رَیثَ أَنْ تَسْکنَ نَفْرَتُهَا، وَ یسْلَسَ قِیادُهَا، ثُمَّ أَخَذْتُمْ تُورُونَ وَقْدَتَهَا، وَ تُهَیجُونَ جَمْرَتَهَا، وَ تَسْتَجِیبُونَ لِهُتَافِ الشَّیطَانِ الْغَوِی، وَ إِطْفَاءِ أَنْوَارِ الدِّینِ الْجَلِی، وَ إِهْمَادِ سُنَنِ النَّبِی الصَّفِی، تَشْرَبُونَ حَسْواً فِی ارْتِغَاءٍ، وَ تَمْشُونَ لِأَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ فِی الْخَمْرَةُ وَ الضَّرَاءِ، وَ نَصْبِرُ مِنْکمْ عَلَى مِثْلِ حَزِّ الْمُدَى، وَ وَخْزِ السِّنَانِ فِی الْحَشَا، وَ أَنْتُمْ الْآنَ تَزْعُمُونَ أَلَّا إِرْثَ لَنَا، أَ فَحُکمَ الْجاهِلِیةِ یبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُکماً لِقَوْمٍ یوقِنُونَ أَ فَلَا تَعْلَمُونَ؟! بَلَى، تَجَلَّى لَکمْ کالشَّمْسِ الضَّاحِیةِ أَنِّی ابْنَتُهُ أَیهَا الْمُسْلِمُونَ، أَ أُغْلَبُ عَلَى إِرْثِیهْ؟!
یا ابْنَ أَبِی قُحَافَةَ، أَ فِی کتَابِ اللَّهِ أَنْ تَرِثَ أَبَاک وَ لَا أَرِثَ أَبِی؟! لَقَدْ جِئْتَ شَیئاً فَرِیا. أَ فَعَلَى عَمْدٍ تَرَکتُمْ کتَابَ اللَّهِ وَ نَبَذْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکمْ إِذْ یقُولُ: وَ وَرِثَ سُلَیمانُ داوُدَ؟![۱] وَ قَالَ فِیمَا اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ یحْیى بْنِ زَکرِیا (ع) إِذْ قَالَ: فَهَبَّ لِی مِنْ لَدُنْک وَلِیا یرِثُنِی وَ یرِثُ مِنْ آلِ یعْقُوبَ،[۲] وَ قَالَ: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِی کتابِ اللَّهِ،[۳] وَ قَالَ: یوصِیکمُ اللَّهُ فِی أَوْلادِکمْ لِلذَّکرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیینِ،[۴] وَ قَالَ: إِنْ تَرَک خَیراً الْوَصِیةُ لِلْوالِدَینِ وَ الْأَقْرَبِینَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِینَ،[۵] وَ زَعَمْتُمْ أَنْ لَا حُظْوَةَ لِی وَ لَا أَرِثَ مِنْ أَبِی وَ لَا رَحِمَ بَینَنَا، أَ فَخَصَّکمُ اللَّهُ بِآیةٍ أَخْرَجَ أَبِی (ص) مِنْهَا؟! أَمْ تَقُولُونَ إِنِّ أَهْلَ الْمِلَّتَینِ لَا یتَوَارَثَانِ؟!، أَوَ لَسْتُ أَنَا وَ أَبِی مِنْ أَهْلِ مِلَّةٍ وَاحِدَةٍ؟! أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَ عُمُومِهِ مِنْ أَبِی وَ ابْنِ عَمِّی؟! فَدُونَکمَا مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً تَلْقَاک یوْمَ حَشْرِک، فَنِعْمَ الْحَکمُ اللَّهُ، وَ الزَّعِیمُ مُحَمَّدٌ، وَ الْمَوْعِدُ الْقِیامَةُ، وَ عِنْدَ السَّاعَةِ یخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ، وَ لَا ینْفَعُکمْ إِذْ تَنْدَمُونَ، وَ لِکلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ یأْتِیهِ عَذابٌ یخْزِیهِ وَ یحِلُّ عَلَیهِ عَذابٌ مُقِیمٌ.
قال و ما رأیت اکثر باکیة و باک منه یومئذ؛ ثُمَّ رَمَتْ بِطَرْفِهَا نَحْوَ الْأَنْصَارِ فَقَالَتْ: یا مَعَاشِرَ النَّقِیبَةِ. وَ یا عِمَادَ الْمِلَّةِ وَ حِصْنَةِ الْإِسْلَامِ، مَا هَذِهِ الْغَمِیزَةُ فِی حَقِّی، وَ السِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِی، أَ مَا کانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ أَبِی یقُولُ: الْمَرْءُ یحْفَظُ فِی وُلْدِهِ، سَرْعَانَ مَا أَحْدَثْتُمْ، وَ عَجْلَانَ ذَا إِهَالَةٍ، وَ لَکمْ طَاقَةٌ بِمَا أُحَاوِلُ، وَ قُوَّةٌ عَلَى مَا أَطْلُبُ وَ أُزَاوِلُ، أَ تَقُولُونَ مَاتَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ، فَخَطْبٌ جَلِیلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْنُهُ، وَ اسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ، وَ انْفَتَقَ رَتْقُهُ، وَ أَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَیبَتِهِ، وَ کسِفَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرِ وَ انْتَثَرَتْ النُّجُومُ لِمُصِیبَتِهِ، وَ أَکدَتِ الْآمَالُ، وَ خَشَعَتِ الْجِبَالُ، وَ أُضِیعَ الْحَرِیمُ، وَ أُزِیلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَمَاتِهِ، فَتِلْک وَ اللَّهِ النَّازِلَةُ الْکبْرَى، وَ الْمُصِیبَةُ الْعُظْمَى، لَا مِثْلَهَا نَازِلَةٌ، وَ لَا بَائِقَةٌ عَاجِلَةٌ، أَعْلَنَ بِهَا کتَابُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِی أَفْنِیتِکمْ مُمْسَاکمْ وَ مُصْبَحِکمْ، هُتَافاً وَ صُرَاخاً، وَ تِلَاوَةً وَ إِلْحَاناً، وَ لَقَبْلَهُ مَا حَلَّ بِأَنْبِیاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ، حُکمٌ فَصْلٌ وَ قَضَاءٌ حَتْمٌ: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِکمْ وَ مَنْ ینْقَلِبْ عَلى عَقِبَیهِ فَلَنْ یضُرَّ اللَّهَ شَیئاً وَ سَیجْزِی اللَّهُ الشَّاکرِینَ.[۶]
إِیهاً بَنِی قَیلَةَ! أَ أُهْضِمَ تُرَاثُ أَبِی وَ أَنْتُمْ بِمَرْأًى مِنِّی وَ مَسْمَعٍ، تَلْبَسُکمُ الدَّعْوَةُ، وَ تَشْمَلُکمُ الْخِبْرَةُ، وَ أَنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَ الْعُدَّةِ، وَ عِنْدَکمُ السِّلَاحُ وَ الْجُنَّةُ، تُوَافِیکمُ الدَّعْوَةُ فَلَا تُجِیبُونَ، وَ تَأْتِیکمُ الصَّرْخَةُ فَلَا تُغِیثُونَ، وَ أَنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْکفَاحِ، مَعْرُوفُونَ بِالْخَیرِ وَ الصَّلَاحِ، وَ النُّخْبَةِ الَّتِی انْتَخَبْتُ، وَ الْخِیرَةُ الَّتِی اخْتِیرَتْ لَنَا أَهْلَ الْبَیتَ. قَاتَلَکمْ الْعَرَبَ، وَ تَحَمَّلْتُمُ الْکدَّ وَ التَّعَبَ، وَ نَاطَحْتُمُ الْأُمَمَ، وَ کافَحْتُمُ الْبُهَمَ، لَا نَبْرَحُ أَوْ تَبْرَحُونَ، نَأْمُرُکمْ فَتَأْتَمِرُونَ، حَتَّى إِذَا دَارَتْ بِنَا رَحَى الْإِسْلَامِ، وَ دَرَّ حَلَبُ الْأَیامِ، وَ خَضَعَتْ ثَغْرَةُ الشِّرْک، وَ سَکنَتْ فَوْرَةُ الْإِفْک، وَ خَمَدَتْ نِیرَانُ الْکفْرِ، وَ هَدَأَتْ دَعْوَةُ الْهَرْجِ، وَ اسْتَوْسَقَ نِظَامُ الدِّینِ، فَأَنَّى حُرْتُمْ بَعْدَ الْبَیانِ، وَ أَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الْإِعْلَانِ، وَ نَکصْتُمْ بَعْدَ الْإِقْدَامِ، وَ أَشْرَکتُمْ بَعْدَ الْإِیمَانِ، بُؤْساً لِقَوْمٍ نَکثُوا أَیمانَهُمْ وَ هَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَ هُمْ بَدَؤُکمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ کنْتُمْ مُؤْمِنِینَ، أَلَا وَ قَدْ أَرَى أَنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إِلَى الْخَفْضِ، وَ أَبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَ الْقَبْضِ، وَ خَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ، وَ نَجَوْتُمْ بالضِّیقِ مِنَ السَّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ مَا وَعَیتُمْ، وَ دَسَعْتُمُ الَّذِی تَسَوَّغْتُمْ، فَإِنْ تَکفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِی حَمِیدٌ. أَلَا وَ قَدْ قُلْتُ الذی قُلْتُ عَلَى مَعْرِفَةٍ مِنِّی بِالْخَذْلَةِ الَّتِی خَامَرَتْکمْ، وَ الْغَدْرَةِ الَّتِی اسْتَشْعَرَتْهَا قُلُوبُکمْ، وَ لَکنَّهَا فَیضَةُ النَّفْسِ، وَ نَفْثَةُ الْغَیظِ، وَ خَوْرُ الْقَنَاةِ، وَ بَثَّةُ الصَّدْرِ، وَ تَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ، فَدُونَکمُوهَا فَاحْتَقِبُوهَا دَبِرَةَ الظَّهْرِ، نَقِبَةَ الْخُفِّ، بَاقِیةَ الْعَارِ، مَوْسُومَةً بِغَضَبِ اللَّهِ مَوْصُولَةً بِنارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ فَبِعَینِ اللَّهِ مَا تَفْعَلُونَ وَ سَیعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَی مُنْقَلَبٍ ینْقَلِبُونَ. وَ أَنَا ابْنَةُ نَذِیرٍ لَکمْ بَینَ یدَی عَذابٍ شَدِیدٍ فَاعْمَلُوا ... إِنَّا عامِلُونَ وَ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ.
فَأَجَابَهَا أَبُو بَکرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وَ قَالَ: یا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)! لَقَدْ کانَ أَبُوک بِالْمُؤْمِنِینَ عَطُوفاً کرِیماً، رَءُوفاً رَحِیماً، وَ عَلَى الْکافِرِینَ عَذَاباً أَلِیماً، وَ عِقَاباً عَظِیماً، إِنِ عَزَوْنَاهُ وَجَدْنَاهُ أَبَاک دُونَ النِّسَاءِ، وَ أَخا إلفک دُونَ الْأَخِلَّاءِ آثَرَهُ عَلَى کلِّ حَمِیمٍ، وَ سَاعَدَهُ فِی کلِّ أَمْرٍ جَسِیمٍ، لَا یحِبُّکمْ إِلَّا سَعِیدٍ، وَ لَا یبْغِضُکمْ إِلَّا شقِی بَعِیدٌ، فَأَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) الطَّیبُونَ، وَ الْخِیرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ، عَلَى الْخَیرِ أَدِلَّتُنَا، وَ إِلَى الْجَنَّةِ مَسَالِکنَا، وَ أَنْتِ یا خِیرَةَ النِّسَاءِ وَ ابْنَةَ خَیرِ الْأَنْبِیاءِ صَادِقَةٌ فِی قَوْلِک، سَابِقَةٌ فِی وُفُورِ عَقْلِک، غَیرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّک، وَ لَا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِک، وَ اللَّهِ مَا عَدَوْتُ رَأْی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ لَا عَمِلْتُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَ إِنَّ الرَّائِدَ لَا یکذِبُ أَهْلَهُ، وَ إِنِّی أُشْهِدُ اللَّهَ وَ کفَى بِهِ شَهِیداً أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ یقُولُ: نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْبِیاءِ لَا نُورِثُ ذَهَباً وَ لَا فِضَّةً وَ لَا دَاراً وَ لَا عَقَاراً وَ إِنَّمَا نُورِثُ الْکتَابَ وَ الْحِکمَةَ وَ الْعِلْمَ وَ النُّبُوَّةَ، وَ مَا کانَ لَنَا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِی الْأَمْرِ بَعْدَنَا أَنْ یحْکمَ فِیهِ بِحُکمِهِ، وَ قَدْ جَعَلْنَا مَا حَاوَلْتِهِ فِی الْکرَاعِ وَ السِّلَاحِ یقَاتِلُ بِهَا الْمُسْلِمُونَ وَ یجَاهِدُونَ الْکفَّارَ، وَ یجَالِدُونَ الْمَرَدَةَ الْفُجَّارَ، وَ ذَلِک بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ، لَمْ أنفرد بِهِ وَحْدِی، وَ لَمْ أَسْتَبِدَّ بِمَا کانَ الرَّأْی عِنْدِی، وَ هَذِهِ حَالِی وَ مَالِی هِی لَک وَ بَینَ یدَیک لَا نَزْوِی عَنْک وَ لَا نَدَّخِرُ دُونَک، وَ أَنْتِ سَیدَةُ أُمَّةِ أَبِیک، وَ الشَّجَرَةُ الطَّیبَةُ لِبَنِیک، لَا نَدْفَعَ مَا لَک مِنْ فَضْلِک، وَ لَا نُوضَعُ مِنْ فَرْعِک وَ أَصْلِک، حُکمُک نَافِذٌ فِیمَا مَلَکتْ یدَای، فَهَلْ تَرَینَ أَنْ أُخَالِفَ فِی ذَلِک أَبَاک صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟!
فَقَالَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا کانَ أَبِی رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ عَنْ کتَابِ اللَّهِ صَادِفاً وَ لَا لِأَحْکامِهِ مُخَالِفاً، بَلْ کانَ یتْبَعُ أَثَرَهُ، وَ یقْفُو سُوَرَهُ، أَ فَتَجْمَعُونَ إِلَى الْغَدْرِ اعْتِلَالًا عَلَیهِ بِالزُّورِ و البهتان، وَ هَذَا بَعْدَ وَفَاتِهِ شَبِیهٌ بِمَا بُغِی لَهُ مِنَ الْغَوَائِلِ فِی حَیاتِهِ، هَذَا کتَابُ اللَّهِ حَکماً عَدْلًا، وَ نَاطِقاً فَصْلًا، یقُولُ: یرِثُنِی وَ یرِثُ مِنْ آلِ یعْقُوبَ [۷] وَ یقُولُ وَ وَرِثَ سُلَیمانُ داوُدَ [۸] فَبَینَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیمَا وُزِّعَ مِنَ الْأَقْسَاطِ، وَ شَرَعَ مِنَ الْفَرَائِضِ وَ الْمِیرَاثِ، وَ أَبَاحَ مِنْ حَظِّ الذُّکرَانِ وَ الْإِنَاثِ مَا أَزَاحَ بِهِ عِلَّةَ الْمُبْطِلِینَ، وَ أَزَالَ التَّظَنِّی وَ الشُّبُهَاتِ فِی الْغَابِرِینَ، کلَّا! بَلْ سَوَّلَتْ لَکمْ أَنْفُسُکمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِیلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ.
فَقَالَ أَبُو بَکرٍ: صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَتْ ابْنَتُهُ، أَنْتِ مَعْدِنُ الْحِکمَةِ، وَ مَوْطِنُ الْهُدَى وَ الرَّحْمَةِ، وَ رُکنُ الدِّینِ، وَ عَینُ الْحُجَّةِ، لَا أُبَعِّدُ صَوَابَک، وَ لَا أُنْکرُ خِطَابَک، هَؤُلَاءِ الْمُسْلِمُونَ بَینِی وَ بَینَک قَلَّدُونِی مَا تَقَلَّدْتُ، وَ بِاتِّفَاقٍ مِنْهُمْ أَخَذْتُ مَا أَخَذْتُ، غَیرَ مُکابِرٍ وَ لَا مُسْتَبِدٍّ وَ لَا مُسْتَأْثِرٍ، وَ هُمْ بِذَلِک شُهُودٌ.
فَالْتَفَتَتْ فَاطِمَةُ عَلَیهَا السَّلَامُ النَّاسَ وَ قَالَتْ: مَعَاشِرَ المُسْلِمینَ! الْمُسْرِعَةَ إِلَى قِیلِ الْبَاطِلِ، الْمُغْضِیةَ عَلَى الْفِعْلِ الْقَبِیحِ الْخَاسِرِ أَ فَلا یتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها، کلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِکمْ، مَا أَسَأْتُمْ مِنْ أَعْمَالِکمْ، فَأَخَذَ بِسَمْعِکمْ وَ أَبْصَارِکمْ، وَ لَبِئْسَ مَا تَأَوَّلْتُمْ، وَ سَاءَ مَا بِهِ أَشَرْتُمْ، وَ شَرَّ مَا اغتصبتم، لَتَجِدُنَّ وَ اللَّهِ مَحْمِلَهُ ثَقِیلًا، وَ غِبَّهُ وَبِیلًا، إِذَا کشِفَ لَکمُ الْغِطَاءُ، وَ بَانَ مَا وَرَاءَهُ من الْبَاسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ، وَ بَدَا لَکمْ مِنْ رَبِّکمْ مَا لَمْ تَکونُوا تَحْتَسِبُوُنَ وَ خَسِرَ هُنالِک الْمُبْطِلُونَ. ثُمَّ عَطَفَتْ عَلَى قَبْرِ النَّبِی صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ قَالَتْ:
قَدْ کانَ بَعْدَک أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ لَوْ کنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تَکثُرْ الْخَطْبُ
لإِنَّا فَقَدْنَاک فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا وَ اخْتَلَّ قَوْمُک فَاشْهَدْهُمْ وَ لَا تَغِبْ
لوَ کلُّ أَهْلٍ لَهُ قُرْبَى وَ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ الْإِلَهِ عَلَى الْأَدْنَینِ مُقْتَرِبٌ
أَبْدَتْ رِجَالٌ لَنَا نَجْوَى صُدُورِهِمْ لَمَّا مَضَیتَ وَ حَالَتْ دُونَک التُّرَبُ
لتَجَهَّمَتْنَا رِجَالٌ وَ اسْتُخِفَّ بِنَا لَمَّا فُقِدْتَ وَ کلُّ الْأَرْضِ مُغْتَصَبُ
لوَ کنْتَ بَدْراً وَ نُوراً یسْتَضَاءُ بِهِ عَلَیک ینْزِلُ مِنْ ذِی الْعِزَّةِ الْکتُبُ
لوَ کانَ جِبْرِیلُ بِالْآیاتِ یؤْنِسُنَا فَقَدْ فُقِدْتَ وَ کلُّ الْخَیرِ مُحْتَجَبُ
لفَلَیتَ قَبْلَک کانَ الْمَوْتُ صَادَفَنَا لَمَّا مَضَیتَ وَ حَالَتْ دُونَک الْکثُبُ
لإِنَّا رُزِینَا بِمَا لَمْ یرْزَ ذُو شَجَنٍ مِنَ الْبَرِیةِ لَا عُجْمٌ وَ لَا عَرَبُ
ثُمَّ انْکفَأَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ- وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ یتَوَقَّعُ رُجُوعَهَا إِلَیهِ وَ یتَطَلَّعُ طُلُوعَهَا عَلَیهِ- فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ بِهَا الدَّارُ، قَالَتْ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ: یا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ عَلَیک السَّلَامُ: اشْتَمَلْتَ شَمْلَةَ الْجَنِینِ، وَ قَعَدْتَ حُجْرَةَ الظَّنِینِ، نَقَضْتَ قَادِمَةَ الْأَجْدَلِ، فَخَانَک رِیشُ الْأَعْزَلِ، هَذَا ابْنُ أَبِی قُحَافَةَ یبْتَزُّنِی نَحْلَةَ أَبِی وَ بُلْغَةَ ابْنَی، لَقَدْ أَجْهَدَ فِی خِصَامِی، وَ أَلْفَیتُهُ أَلَدَّ فِی کلَامِی، حَتَّى حَبَسَتْنِی قَیلَةٌ نَصْرَهَا، وَ الْمُهَاجِرَةُ وَصْلَهَا، وَ غَضَّتِ الْجَمَاعَةُ دُونِی طَرْفَهَا، فَلَا دَافِعَ وَ لَا مَانِعَ، خَرَجْتُ کاظِمَةً، وَ عُدْتُ رَاغِمَةً، أَضْرَعْتَ خَدَّک یوْمَ أَضَعْتَ حَدَّک، افْتَرَسَتِ الذِّئَابُ وَ افْتَرَشْتَ التُّرَابَ، مَا کفَفْتَ قَائِلًا، وَ لَا أَغْنَیتَ طَائِلًا، وَ لَا خِیارَ لِی، لَیتَنِی مِتُّ قَبْلَ هَنِیئَتِی وَ دُونَ ذِلَّتِی، عَذِیرِی اللَّهُ مِنْک عَادِیاً، وَ مِنْک حَامِیاً، وَیلَای! فِی کلِّ شَارِقٍ ویلای فِی کلِّ غَارِب، مَاتَ الْعَمَدُ، وَ وَهَنَ الْعَضُدُ، شَکوَای إِلَى أَبِی، وَ عَدْوَای إِلَى رَبِّی، اللَّهُمَّ أَنْتَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ حَوْلًا وَ أَشَدُّ بَأْساً وَ تَنْکیلًا.
فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ: لَا وَیلَ لَک بَلْ الْوَیلُ لِشَانِئِک، نَهْنِهِی عَنْ وَجْدِک یا ابْنَةَ الصَّفْوَةِ، وَ بَقِیةَ النُّبُوَّةِ، فَمَا وَنَیتُ عَنْ دِینِی، وَ لَا أَخْطَأْتُ مَقْدُورِی، فَإِنْ کنْتِ تُرِیدِینَ الْبُلْغَةَ، فَرِزْقُک مَضْمُونٌ وَ کفِیلُک مَأْمُونٌ، وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَک أَفْضَلَ مِمَّا قُطِعَ عَنْک، فَاحْتَسِبِی اللَّهَ.
فَقَالَتْ: حَسْبِی اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکیلُ وَ أَمْسَکتْ.
ترجمه خطبه فدکیه
عبداللَّه بن حسن مثنّى به اسناد خود از پدران گرامی اش -درود خداوند بر آنان باد- نقل مىکند: ابوبکر عزم خود را بر گرفتن فدک از فاطمه زهرا علیها السّلام جزم کرد. چون خبر به سمع و نظر حضرت رسید، سرپوش بر سر افکند و خود را در چادرى پیچیده با گروهى از زنان به جانب مسجد به راه افتاد. حضرت خود را سخت مستور داشته بود و همچون پیامبر خدا صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم بدون هیچ کاستى قدم برمىداشت، تا اینکه بر ابو بکر وارد شد. ابو بکر در مسجد نشسته بود و گروهى از مهاجرین و انصار بر گردش جمع شده بودند. براى دور ماندن حضرت از نگاه نامحرمان پردهاى در مسجد آویخته شد و فاطمه علیها السّلام در پس آن قرار گرفتند. در ابتدا فاطمه زهرا علیها السّلام صداى خود را به نالهاى دلخراش بلند کرد، مسجد لرزید و حاضران به گریه افتادند. سپس لختى سکوت کرد تا مجلس از جنب و جوش خود باز ایستاد. فریادها و همهمهها چون به سکوت گرایید، کلام خود را با سپاس و ستایش از خداوند و درود بر رسول خدا صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم آغاز نمود. بار دیگر نالهها به اوج خود رسید. با برقرارى آرامش مجدد، فاطمه علیها السّلام این گونه ادامه داد:
«خداوند را بر آنچه ارزانى داشت، سپاسگزار و بر اندیشه نیکو که در دل نهاد، شاکر و برنعمتهاى فراگیرش ثنا مىگویم. نعمتهایى که از چشمه لطفش جوشید و عطاهاى فراوانى که بخشید و احسانى که پیاپى پراکند. نعمتهایى که از شمار بیرون است و شکر و جبران (نعمتها) از توان افزون، و درک نهایتش نه در حد اندیشه ناموزون. بندگان را براى فزونى نعمتها و استمرار عطایا به شکر خویش فراخوانده براى تکمیل به ستایش آن متوجه نموده آنان را براى نعمتها دو چندان تشویق فرموده است. گواهى مىدهم که معبودى جز او نیست و یکتایى است بىانباز و شریک. روح این گواهى، دوستى بىآلایش و خلوص است، که دلهاى مشتاقان با آن درآمیخته آثارش در افکار پرتو افکن شده است. خدایى که دیدگان را توانایى دیدن، زبان را یاراى بیان، و گمانها را قدرت بر ادراک او نیست. همه چیز را از نیستى به هستى در آورد، و آنان را بدون وجود الگو و نمونهاى ایجاد نمود. با قدرت خود همه را بالندگى داد و با ارادهاش به خلق موجودات دست یازید، بىآنکه به آفرینش آنها نیازمند باشد و از این صورتگرى طرفى ببندد. او مىخواست حکمتش را آشکار سازد و مردم را به فرمانبرداریش هشیار کند و بندگان را به عبودیتش رهنمون گرداند و براى دعوتش موجب سرافرازى باشد پس آنگاه پاداش را در اطاعت و کیفر را در نافرمانى نهاد تا بندگان را از خشم و عذاب خود رهانیده به سوى بهشت و کانون رحمتش سوق دهد.
گواهى مىدهم که پدرم، محمّد، بنده و فرستاده اوست. او را برگزید و انتخاب کرد قبل از آنکه به سوى مردم براى هدایت آنان بفرستد و پیش از انتخاب کردن، نامى نیکو بر او نهاد و قبل از آنکه او را به پیامبرى برانگیزاند، از میان مردم انتخاب کرد و برگزید و این در آن هنگام بود که بندگان در حجاب غیب مستور، در پس پرده نیستى و در پهنه بیابان عدم، سرگردان بودند. پروردگار بزرگ بر پایان هر کار دانا و بر دگرگونیها محیط و به انجام هر چیز بینا بود. محمّد صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم را برانگیخت تا فرمانش را کامل، حکمش را نافذ و آنچه را مقدّر ساخته بود، به انجام رساند. پیامبر مشاهده نمود که هر گروه آیینى را پذیرا گشتهاند. دستهاى بر گرد آتش در طواف، گروهى در برابر بت به نماز، و همگان یاد خدایى را که مىشناسند، از خاطر زدودهاند.
پس خداوند به نور محمّد بساط ظلمت را برچید، و دلها را از تیرگى کفر رهانید، و ابرهاى تیره و تار را از مقابل دیدگان به یک سو فکند. او (پیامبر خدا) براى هدایت مردم به پاى خاست و آنها را از گمراهى و ناراستى رهایى بخشید و چشمانشان را بینا ساخت. آنان را به آیین پا بر جاى اسلام رهنمون و به راه راست دعوت نمود. سپس از روى اختیار و مهربانى، و میل و ایثار، جوار رحمت خود را به او ارزانى داشت، و او را از رنج این جهان دل آسوده و راحت نمود و فرشتگانى مقرّب بر او گماشت. چتر دولتش را در همسایگى خود افراشت و طومار مغفرت و رضوان را به نام او نگاشت. درود و برکات بىپایان خداوندى بر محمّد پیامآور رحمت، امین وحى و رسالت و برگزیده امّت باد.
سپس فاطمه علیها السّلام نگاهى به اهل مجلس افکند و این چنین به سخنان خود ادامه داد: شما بندگان خدا، نگاهبانان حلال و حرام، حاملان دین و احکام، امینان خداوند بر خویش و پیام آوران او به سوى امّتها هستید. حقّى از سوى خداوند بر عهده دارید و پیمانى را که با او بستهاید، پذیرفتهاید. و آنچه که پیامبر خدا پس از خود در میان شما باقى گذارده، کتاب گویاى خداوند و قرآن صادق مىباشد که نور او فروزان و شعاع او درخشان است. قرآن کتابى است که دلایلش روشن، لطایف و دقایقش آشکار، ظواهرش نورانى، پیروانش پر افتخارند و جهانیان بدیشان غبطه خورند و حسد برند. کتابى که پیرویش راهگشاى روضه رحمت الهى است و شنوندهاش رستگار در دو سرا. در پرتوى آن، دلیلهاى روشن الهى را مىتوان دید و نیز تفسیر احکام و واجبات او را دریافت. قرآن حرامهاى خداوندى را بازدارنده، حلالهاى او را رخصت دهنده و مستحبّات را نمایانیده است و بیانگر شریعت اسلام مى باشد.
خداوند ایمان را سبب زدودن زنگار شرک از دلهاتان قرار داد و نماز را موجبى براى دورى شما از خودپرستى، و زکات را دستمایه بىآلایشى نفس و افزایش روزى بىدریغ و روزه را عامل تثبیت دوستى و اخلاص و حج را وسیله تقویت دین، و عدالت را مایه پیوند قلوب، و پیروى ما را سبب نظم و پیشوایى ما را مانع جدایى و افتراق، جهاد را وسیله عزّت شما و خوارى و ذلّت کفار و منافقین، و شکیبایى و صبر را موجبى براى جلب پاداش، فرمان به حلال و نهى از حرام را براى مصلحت مردم، و نیکى به پدر و مادر را موجب پیشگیرى از خشم الهى قرار داد. صله رحم را باعث افزایش جمعیت، قصاص را سبب بقاى زندگانى، وفاى به نذر را موجب آمرزش و تمام پرداختن پیمانه و وزن را مانع از کم فروشى و کاهش (نعمات) قرار داد. بر کنار بودن از مىخوارگى را سبب پاکى از پلیدیها و پرهیز از تهمت و نسبتهاى ناروا را مانعى در برابر لعن و نفرین الهى و منع از دزدى را موجبى براى پوییدن راه عفت ساخت و پاکى و اجتناب از خوردن مال یتیمان و خوددارى از اختصاص غنیمت به خود و تقسیم آن در میان اصحاب استحقاق را باعث در امان ماندن از ظلم، و عدالت پیشگى در اجراى احکام را موجب راحتى و آرامش و ملایمت در امور مردم قرار داد. شرک را حرام نمود تا از سر اخلاص ره رستگارى پویند «پس چنان که شایسته ترس از خداست از او بترسید و تن به مرگ مدهید جز آنکه در طریق اسلام باشید» از خداوند در آنچه که شما را فرموده و یا از آنچه که بازداشته، فرمان برید که «از میان بندگان تنها دانایان از خداوند مىترسند».
سپس فرمود: اى مردم بدانید من فاطمه ام، و پدرم محمّد است- که صلوات و درود خداوند بر او و خاندانش باد- آنچه که در آغاز گفتهام، در پایان هم از آن سخن خواهم راند. در گفتارم ناراست نگویم و در کردارم راه خطا نپویم «همانا پیامبرى از میان شما به سوى شما آمد که رنج و محنت شما او را گران آمد، سخت به شما دل بسته است و براى مؤمنین مهربان و غمخوار است». اگر او را بشناسید خواهید دید که او پدر من است و نه پدر زنان شما. و برادر پسر عموى من بوده، نه برادر مردان شما. چه پر افتخار است این نسب- درود خداوند او و خاندانش را شامل باد.
او رسالت خود را به مردم ابلاغ و آنان را از عذاب خداوندى بر حذر داشت. از روش مشرکان روى گرداند و گردنهایشان را به ضرب تازیانه توحید کوفت و حلقومشان را به سختى فشرد. او مردم را با دلیل و برهان و اندرز سودمند به راه خداوند رهنمون بود. شوکت بت و بت پرستان را در هم شکست تا جمع آنها از هم گسیخت و ظلمت شب تار زدوده شد و صبح ایمان دمید و برقع و نقاب از چهره حقیقت به یک سو فکند. زبان پیشواى دین به گفتارباز شد و عربدهجوییهاى شیاطین به خاموشى گرایید. افسر و تاج نفاق بر زمین فرو افتاد، گرههاى کفر و اختلاف گشوده شد و شما به همراه گروهى از سپید رویان پاک نهاد (پارسایان آبرومندى که از شدت خویشتندارى و گرسنگى روزه سپید روى و رنگ پریده بودند) گویاى کلمه اخلاص (لا اله الّا اللَّه) شدید و حال آنکه بر لب پرتگاه گودال جهنّم بودید. به خاطر ضعف و ناتوانى شما، هر کس از راه مىرسید، مىتوانست شما را نابود کند، همچون جرعهاى براى تشنه و لقمهاى براى خورنده و شکار هر درنده و لگدکوب هر رونده و پایمال هر رهگذرى مىشدید. از آب گندیده و ناگوار مىنوشیدید و از پوست جانور و مردار سدّ جوع مىکردید. پست و ناچیز بودید و «از هجوم همسایه و همجوار در هراس».
در چنین حالى خداوند تبارک و تعالى محمّد صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم پیامآور خود را به سوى شما گسیل داشت. او پس از آن همه رنجها که دید و سختىها که کشید، شما را از ذلت و خوارى رهایى بخشید. رزم آوران ماجراجو، سرکشان درّندهخو، جهودان دین به دنیا فروش و ترسایان دور از حق از هر سو به او تاختند و با او به مخالفت برخاستند. «چون هر زمان آتش اخگر به هیزم و هیمه فتنه افکندند، خداوند آن را خاموش ساخت» و هر گاه شاخ شیطان نمایان مىگشت و یا مشرکى دهان به یاوهگویى مىگشود، او برادرش على علیه السّلام را در کام آن مىافکند. على علیه السّلام هم در مقابل تا آن زمان که بر مغز و سر مخالفان نمىکوبید و بینى آنها را به خاک مذلّت نمىمالید، ترک امر نمىنمود. او در راه خداوند کوشا، به رسول خدا نزدیک، و مهتر اولیاى نصیحتگر، تلاشگر و کوشنده بود، و شما در آن هنگام در آسایش مىزیستید و از امنیت برخوردار بودید. مترصّد تغییر جهت چرخ گردون علیه ما و گوش به زنگ اخبار بودید. به هنگام کارزار عقب گرد مىکردید و در میدان نبرد فرار را بر قرار ترجیح مىدادید.
چون خداوند سراى پیمبرانش را براى پیامبر خود برگزید و جایگاه برگزیدگانش را منزلگاه او ساخت، کینهها و دورویىها آشکار و پرده دین دریده شد. هر گمراهى مدّعى و هر گمنامى سالار و هر یاوهگویى در پى گرمى بازار خویش، شیطان سر از کمینگاه خود به درآورد و شما را به سوى خود فراخواند، و بسیارى از شما را آماده پذیرفتن دعوتش و منتظر فریبش یافت! شما هم سبکبار در پى او دویدید و به آسانى در دام فریبش خزیدید. و او آتش انتقام را در دلهاتان برافروخت. آثار خشم در چهره شما نمایان گردید و سبب شد،که بر غیر شتر خود داغ نهید و در غیر آبشخور خود وارد شوید. این در حالى بود که هنوز دو روزى از مرگ پیامبرتان نگذشته، سوز سینه ما خاموش نشده، جراحت قلب ما التیام نیافته، و هنوز پیامبر خدا در دل خاک جاى نگرفته بود. بهانه شما این بود که از بروز فتنهها جلوگیرى مىکنید «راهى جز راه حق مىپویید» و گر نه کتاب خدا در میان شماست! مطالب و موضوعاتش معلوم و احکام و دلایل آن روشن و درخشان، نشانههایش نورانى و هویدا، نواهیش آشکار و اوامرش گویاست. امّا شما آن را به پشت سرافکندید. آیا از کتاب خدا روى برتافته از آن اعراض مىکنید؟ آیا داورى جز قرآن مىگیرید؟ یا به غیر آن حکم مىکنید؟ «ستمکاران بد جانشینى را براى قرآن برگزیدهاند» «و هر کسى کیشى جز آیین اسلام را پذیرا گردد، از او پذیرفته نخواهد شد و در آخرت در زمره زیانکاران خواهد بود».
حتى شما آن مقدار درنگ و تأمل نکردید تا ستور و اسب سرکش خلافت رام گردد و تسلیمتان شود که به راحتى بتوانید از آن سوارى بگیرید و کینه و نفرتتان فروکش کند. هیزم در آتش فتنه افکنده آن را براى شعلهور شدن برهم زدید. نداى شیطان فریبکار را لبّیک گفتید و به خاموش ساختن آیین حق و دین نورانى و از میان برداشتن سنّت پیامبر برگزیده کمر بستید. چنین ماند که زدودن کف از روى شیر را بهانه کرده آن را پنهانى تا به آخر سر کشیدید. براى گوشهنشین کردن خاندان و فرزندان پیامبر در کمینگاه خزیدید. ما چارهاى جز شکیبایى ندیدیم، و همچون خنجر به گلو فرو رفته و تیغ برّان بر دل نشسته سکوت نمودیم.
شما مىپندارید که ما ارثى نداریم؟ «مگر رسم جاهلیت را مىجویید؟ براى مردم داراى یقین چه حکمى از حکم خداوند بهتر است؟» آیا آگاه نیستید؟ چرا، آگاهید و همچون آفتاب درخشان براى شما روشن است که من دختر آن پیامبر هستم. شما اى مسلمانان! آیا رواست که میراث پدرم به زور از من ستانده شود؟ آه! دردا! اى گروه مهاجر! چقدر عجیب و در عین حال سخیف است که ارث پدرم مورد دستبرد و تجاوز قرار گیرد و من از آن محروم بمانم؟
اى فرزند ابو قحافه! خداوند گفته که تو از پدرت ارث برى و من از پدرم ارث نبرم؟ «چه سخن ناروایى!» آیا از سر عناد و لجاج کتاب خدا را ترک و به پشت سر افکندهاى؟ در حالى که او مىفرماید: «سلیمان از پدرش داود ارث برد.» و یا آنجا که داستان یحیى فرزند زکریا- که درود خداوندى شاملشان باد- را بازگو مىکند، مىفرماید: «مرا از جانب خود فرزندى عطا کن که وارث من و خاندان یعقوب باشد» و نیز مىفرماید: «هر گاه یکى از شما را مرگ فرا رسد و مالى بر جاى نهد در باره پدر و مادر و خویشان به دیده انصاف سفارش کند که این شایسته پرهیزگاران است».
شما به خیال باطل خود چنین پنداشتید که من هیچ بهره و ارثى از پدر ندارم؟ و هیچ خویشاوندى و قرابتى میان ما وجود ندارد؟ آیا خداوند آیهاى در خصوص شما فرو فرستاده که پدرم از آن خارج است؟ یا بر این رأى و نظرید که و من و پدرم هر یک به آیینى جدا سر نهادهایم؟ یا اینکه دعوى آن دارید که از پدرم و پسر عمویم به خاص و عام قرآن آگاهتر هستید؟ حال که چنین است بگیر آن شترى را که آماده است و مهار زده و بر آن سوار شو! لیکن بدان در روز برپایى رستاخیز تو را دیدار مىکند و بازخواستت مىنماید و آن روز چه روزیست! در آن ساعت «گمراهان زیان خواهند دید» اما چه سود که پشیمانى فایدهاى نخواهد داشت. «که براى هر خبر زمانى معین است و به زودى خواهد دانست که چه کسى به عذابى که خوارش مىسازد، گرفتار مىآید و یا عذاب جاوید بر سر او فرود مىآید».
سپس حضرت فاطمه علیها السّلام گروه انصار را مخاطب قرار داده فرمودند: اى جوانان و اى بازوان توانمند ملت و یاران اسلام، این سهلانگارى شما در ستاندن حقّ من از چیست؟ این چه سستى است که در برابر ستمى که بر من شده، روا مىدارید؟ آیا پدرم رسول خدا صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم نمىفرمود: «بزرگداشت مرد را در باره فرزندان هم باید پاس داشت»؟ چه زود اوضاع را واژگون نمودید و به بیراهه گام نهادید، با اینکه توانایى بر احقاق حقوق مرا در بازو و عدّه کافى در اختیار دارید. آیا مىگویید که محمّد صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم از دنیا رفت و با رفتن او همه چیز تمام شد؟ آرى مرگ او ضربه هولناکى بر پیکره اسلام بود، فاجعه بزرگى است که بر همه غبار غم فرو ریخت که شکافش هر روز فراختر و گسستگیش دامنهدارتر و وسعتش فزونتر مىگردد. زمین از نبود او تاریک و ظلمانى و در مصیبت حضرتش بهترین بندگان او محزون و اندوهگین شدند و خورشید و ماه پشت ابرهاى تیره و تار پنهان، و به خاطر این مصیبت ستارگان از هم جدا و پراکنده شدند. امیدها ناامید، کوهها متزلزل، حریم افراد شکسته، و گرامیداشت و حرمتها پایمال شد. به خداوند سوگند مرگ او حادثهاى بزرگ، مصیبتى دهشتناک و ضایعهاى جبران ناپذیر بود که هیچ بلیهاى بدان پایه نمىرسد. اما به یاد داشته باشید که قرآن از پیش این واقعه را گوشزد نموده بود. همان کتابى که پیوسته در خانههاى شماست و صبح و شامگاه با صداى بلند و زمانى آهسته و با الحان مختلف به تلاوت آن مىپردازید. در این مسیر انبیاى پیشین هم واقع شدند چرا که مرگ فرمان تخلف ناپذیر الهى است: «جز این نیست که محمّد پیامبرى است که پیش از او پیامبران دیگرى هم بودهاند، اگر او بمیرد و یا کشته شود شما به آیین پیشین خود بازمىگردید؟ بازگشت هر کس زیانى را متوجّه ذات حق نخواهد کرد. و خداوند سپاسگزاران را پاداش خواهد داد».
هیهات! پسران قَیله (اى قبیلههاى اوس و خزرج) پیش چشمان شما میراث پدرم را ببرند! حرمتم بشکنند! در حالى که شما آشکارا مىبینید و مىشنوید و اخبارش به شما مىرسد. اما شما بیهوش و خاموش نشستهاید؟ در حالى که سرباز و نیروى بسیار دارید. ساز و برگ فراوان دارید و سلاح و سپر بىشمار. دعوتم را مىشنوید و پاسخ نمىگویید! فریاد من در میان شما طنین افکن است اما چه سود که به فریاد نمىرسید! در حالى که شما در شجاعت زبانزد خاص و عام، در خیر و صلاح شهره آفاق، و برگزیدگان قبایل و اقوامید. و نزد ما اهل بیت از بهترین مردمان محسوب مىشدید. با عرب درگیر شده، رنج و محنت فراوان تحمل کردید. شاخهاى گردنکشان را شکستید و با جنگجویان قدر دست و پنجه نرم نمودید. شما بودید که پیوسته در راه ما، و سر به فرمان ما داشتید، تا اینکه آسیاى اسلام بر محور وجود ما به گردش در آمد و شیر مادر روزگار رو به فزونى نهاد. نعره مشرکان گلوگیرشان شد، لهیب دروغ فروکش کرد، آتش کفر بىفروغ شد، فراخوانى به جدایى و تفرقه بازایستاد، و دین نظام یافت. اکنون پس از آن همه زبانآورى چرا دم فرو بستید؟ و حقایق را پس از آشکار شدن مکتوم مىدارید؟ آنهم برابر مردمى که پیمان خود را شکستند؟ و پس از قبول ایمان راه شرک پیشه کردند «آیا با مردمى که سوگندخود را شکستند و آهنگ اخراج رسول کردند و بر ضد شما دشمنى آغاز کردند نمىجنگید؟ آیا از آنها مىترسید؟ و حال آنکه اگر ایمان آورده باشید سزاوارتر است که از خداوند بترسید و بس». اما مىبینم که به تنآسایى خو گرفتهاید، و کسى را که از همه براى زعامت و اداره امور مسلمانان شایستهتر است دور ساختهاید، و به آسودن در گوشهاى دنج و خلوت تن دادهاید، و از فشار و تنگناى مسئولیت به بىتفاوتى روى آوردهاید. آرى آنچه از ایمان و آگاهى در درون داشتید، بیرون افکندید، و آب گوارایى که نوشیده بودید، به سختى از گلو برآوردید. «اگر شما و همه روى زمین کافر گردند خداوند بىنیاز و در خور ستایش است».
من آنچه شرط بلاغ است، با شما گفتم. اما مىدانم مردمى خوار، و در چنگال زبونى گرفتار، و خیانت پیشه هستید و قلبهاى شما بدان گواه است. چه کنم که دلى پر خون دارم. و از این رو بازداشتن زبان شکایت از طاقتم بیرون است! اندوهى که در سینهام موج مىزند، بیرون ریختم، تا با شما اتمام حجت کنم و عذرى براى کسى باقى نماند. اکنون که چنین است این مرکب خلافت ارزانى شما، به آن محکم درآویزید و هرگز رهایش مسازید. ولى آگاه باشید که پشت این شتر مجروح و پاى آن تاول زده و سوراخ است. داغ ننگ بر خود دارد و نشانى از خشم خداوند و رسوایى ابدى با او همراه است. اما شما را آسوده نخواهد گذارد تا به آتش خشم خداوندى بیازارد «آتشى که هر دم مىافزود و دل و جان را مىسوزد». آنچه مىکنید در نزد خداوند حاضر است «و ستمکاران به زودى درمىیابند که به چه مکانى بازمىگردند». من دختر پیامبرى هستم که شما را از عذاب الهى بر حذر مىداشت. آنچه در توان دارید انجام دهید. «ما نیز به وظیفه خود عمل مىکنیم. شما انتظار بکشید ما نیز منتظر مىمانیم».
پس از سخنان فاطمه علیها السّلام، ابوبکر (عبداللَّه بن عثمان) در آن جمع پاسخ دختر پیامبر را چنین داد: اى دختر پیامبر خدا! پدرت غمخوار مؤمنین بود و بر آنان چون دایهاى مهربان، و دشمن کافران بود و نشانى از قهر یزدان. اگر نسبت به او دقیق گردیم مىیابیم که او پدر توست، و نه پدر دیگر زنان، برادر پسر عموى توست نه دیگر مردان، در دیده پیامبر، او (على) از همه خویشان برتر و در کارهاى بزرگ او را یاور. جز سعادتمند شما را دوست نمىدارد و جز بدکار شما را دشمن نمىدارد، چرا که شما خاندان پاک رسولید و برگزیده خوشنامان جهان. شما ما را به خیر و صلاح راهبر و به سوى جنّت و رضوان راهنما بودید. و تو، اى برگزیده بانوان اى دختر بهترین فرستادگان! در گفتارت راستگو و در وفور عقلت پیشگام هستى، هرگز از حقّت بر کنار نخواهى بود و در راستى گفتارت شک نخواهیم نمود.
امّا به خداوند سوگند که من گامى فراتر از آنچه که رسول خدا فرمود، ننهادم و جز به رخصتى که او فرموده بود، اقدام نکردم. بدان که راهبر قبیله به خیل و خویشان خود از سر دروغ چیزى نمىگوید. من خداوند را به شهادت مىطلبم، که خداوند بر این گواهى مرا کفایت مىکند، من از پیامبر خدا شنیدم که مىفرمود: «ما پیامبران دینار و درهم و خانه و مزرعه به ارث نمىگذاریم، بلکه آنچه بر جاى مىنهیم، کتاب و حکمت و دانش و نبوّت است و آنچه طعمه، و وسیله ارتزاق داریم بر دوش ولىّ امر بعد از ما مىباشد، که هر گونه بخواهد در بارهاش حکم مىکند». و ما آنچه را که تو در طلب آن هستى، در مصرف خرید اسب و اسلحه قرار دادیم، تا مسلمانان با آن به میدان کارزار رفته به جهاد با کفّار برخیزند و بر سرکشان بدکار پیروز شوند. من این کار را به اتّفاق تمامى مسلمانان به انجام رساندم و در این کار یک تنه وارد نگردیدم و بر رأى و نظر خود مستبدّانه عمل ننمودم. اینک این حال من و این مال من، براى تو و در اختیار تو. نه از تو دریغ داشته و نه براى دیگرى انباشتهام. تو بانوى امّت پدر خود و درخت بارور و پاک، براى فرزندان خود هستى. انکار فضایلى که خاصّه توست، نخواهد شد و از شاخه و ساقه تو فروگذار نتوان نمود. حکم تو در آنچه که من آن را مالکم، نافذ است. امّا تو خود روا مىدارى در این باب خلاف گفتار پدرت عمل نمایم؟
حضرت علیها السّلام در پاسخ ابوبکر فرمود: هرگز پیامبر خدا از کتاب الهى رویگردان نبود و نسبت به احکام آن مخالف نبود و مخالف احکامش حکمى نمىفرمود، بلکه پیوسته، او پیرو قرآن بود و در طریق سورههاى قرآن راه مىپیمود. آیا در سر دارید مکر و غدر را به زور پیرایه او کنید؟ مشى شما پس از رحلت او همچون دامهایى است که در زمان حیات براى هلاکتش گسترده مىشد. این کتاب خداست که میان من و شما به دیده انصاف حکم خواهد نمود، چرا که مبین حق و باطل است. این کتاب مىگوید که: «... وارث من و خاندان یعقوب باشد» و «سلیمان از پدرش داود ارث برد»، (مىبینید که) خداوند در آنچه که مربوط به سهمیه وارث است، بیانى روشن دارد، و در باب واجبات و میراث و آن بهرههایى که از براى مردان و زنان مقرّر فرموده، به تفصیل سخن رانده است، و جاى بهانهگیرى براى پیروان باطل ننهاده و گمان و شبهه را از ذهن گمراهان زدوده است. پس این چنین نیست که شما مىگویید «بلکه نفس شما کارى را در انظارتان آراسته است. اکنون براى من صبر جمیل بهتر است و خداوند را در این باره باید به مدد طلبید».
ابوبکر پاسخ داد: خداوند راست گفته و فرستاده او راستگو بود و دختر پیامبرش هم نیز گفتارى از سر صدق دارد. تو گنج حکمت، قلب هدایت و رحمت، و ستون دین هستى. سخن حق تو را دور از حقیقت نمىدانم و در مقام انکار و عیبجویى از آن برنمىآیم. اینک، این مسلمانان حکم میان من و تو. این مسئولیتى که به گردن گرفتهام، آنان به گردنم انداختهاند و آنچه را که تصرّف کردهام، به اتّفاق ایشان بوده است. نه اظهار کبر و بزرگى مىنمایم و نه بر رأى خویش پاى مىفشارم و نه آنچه را که به تصرّف درآوردهام، از براى خود برداشتهام، که اینان شاهد صدق ادعایم هستند.
پس از اتمام سخن ابو بکر، حضرت فاطمه علیها السّلام نگاهى به مردم افکنده چنین فرمودند: اى مردم! که براى شنیدن سخن بیهوده در شتاب هستید، و کردار زشت و زیانبار را نادیده مىگیرید، «آیا در قرآن نمىاندیشند (نمىاندیشید) یا بر دلهایشان (دلهایتان) قفل است؟» خیر، بلکه این کردار زشت شماست که بر صفحه دلهایتان تیرگى کشیده، گوشها و چشمهایتان را فرا گرفته است. شما مآل اندیشى کردید و آیات قرآن را تأویل نمودید و به بد راهى رهنمون شدید و بد معارضه کردید. به خداوند سوگند تحمّل این بار برایتان سنگین و سرانجامى مالامال از وزر و وبال در پیش دارید. آنگاه که پردهها به کنارى رود، خسران این امر براى شما آشکار مىگردد. «و از خداوند بر ایشان چیزهایى آشکار شود که هرگز حسابش را نمىکردند» «و آنجا آنان که بر باطل بودهاند، زیان خواهند دید.»
سپس به قبر پدر نگریسته و این اشعار را سرود:
- رفتى و پس از تو فتنه ها برخاست، که اگر تو مىبودى آنچنان بزرگ رخ نمىنمودند.
- همچون زمینى از باران گرفته شده، ما تو را از کف دادیم. (قوم و ملت تو از هم پاشیدند) و ارزشها در قومت به هم ریخت. بیا و ببین که چگونه از راه مستقیم منحرف شدهاند.
- هر خاندانى اگر در نزد خداوند قرب و منزلتى داشت نزد بیگانگان هم محترم بود، جز خاندان ما.
- تا از این سرا به دیگر سراى رخت بر بستى و خاک میان ما و تو جدایى افکند، مردانى از قومت راز دل خود را بر ملا ساختند.
- چون فقدان تو را مشاهده کردند بر ما یورش آورده خفیفمان داشتند و هر چه از تو ارث برده بودیم، غصب شد.
- پدر، تو ماه شب چهارده و چراغ فروزان زندگانى ما بودى، که از جانب خداوند بر تو کتبى چند فرود مىآمد.
- جبرئیل با آیاتى از قرآن همدم و مونس ما بود. امّا تو رفتى و خیرها از ما پوشیده شد.
- اى کاش پیش از آنکه تو از میان ما رخت بربندى و خاک تو را در درون خود پنهان نماید، ما مرده بودیم.
- به راستى ما بلا دیدگان در دام مصیبتى گرفتار آمدیم که هیچ مصیبت زدهاى در عرب و عجم بدان مبتلا نگردیده بود.»
در حالى که امیرالمؤمنین علیه السّلام به انتظار نشسته بود و براى بازگشت فاطمه علیها السّلام لحظه شمارى مىکرد، بانوى بانوان علیها السّلام به خانه مراجعت نمود و با مشاهده امیر مؤمنان علیه السّلام چنین فرمود:
اى پسر ابو طالب! آیا همچون جنین پردهنشین شدهاى و چون مظنونین، در گوشه خانه نشسته اى؟ (تو همانى که) شاهپرهاى شاهین را شکستى، حال چه شد که دستخوش پرهاى کوچک شدهاى؟ پسر ابو قحافه عطیه پدر را از من و نان خورش از دو فرزندم سلب کرد. آشکارا به دشمنى من برخاست و از لجاج و عناد خود روى برنتافت. چندان که انصار از من بریدند و مهاجرین دیده از حمایت من پوشیدند. مردم نیز از یاوریم فروگذار کردند. در دفع ترکتازى از او نه یاورى دارم و نه مددکارى. خشم فرو خورده، از خانه بیرون شدم و خوار بازگشتم. آن روز که منزلت خویش را نادیده گرفتى، همان روز خود را در مضیق ذلّت افکندى و چهره فروتنى و خوارى بر خاک ساییدى. تو شیرى بودى که گرگها را در هم شکستى، در حالى که امروز در به روى خود بستهاى. آیا نمىتوانى گویندهاى را از گفتار بیهودهاش بازدارى، و یا با ابطال باطل نفع و فایدهاى به من عاید گردانى؟ چرا که قدرت حمایت از خود ندارم. اى کاش پیش از این خوارى مرده بودم. اگر سخن به تندى گفتم و یا از یارى نکردنت بر آشفتم خداوند را پوزش مىطلبم. واى بر من! هر بامدادى که خورشید سر از بام خاور برمىدارد و به هنگام غروب خورشید، این کلام در وجودم طنینانداز است که پناه من از دنیا رفت و بازویم ناتوان گردید. چه کنم جز آنکه شکایت به نزد پدر برم و رعایت و یارى از حق طلبم؟ بار الها نیرویت از همه کس فزونتر و عذاب تو از حوصله بیرون است، تو خود داد من بستان!
امیر مؤمنان، على علیه السّلام فرمود: اى دختر برگزیده عالمیان! و یادگار بهترین پیمبران! افسوس براى تو نیست بلکه براى دشمن توست. غم مخور (آه و ناله کردن تو را به حقّ خود نمىرساند) من از سستى گوشهنشین نشدم، بلکه آنچه در توانم بود، به کار بستم. اگر نان خورش مىخواهى روزى تو نزد خداوند محفوظ است و او خود عهدهدار آن مىباشد، آرام گیر و آنان را به خداوند واگذار.
حضرت فاطمه علیها السّلام فرمود: خدا مرا کافی است ... و سپس سکوت کرد.
پانویس
منابع
- "زندگانى حضرت زهرا علیها السلام"، ترجمه جلد ۴۳ بحارالانوار، مترجم محمد روحانى علىآبادى، ناشر: مهام - تهران، ۱۳۷۹ ش.