جامعیت مقاله متوسط
عنوان بندی متوسط
مقاله مورد سنجش قرار گرفته است

خطبه فدکیه: تفاوت بین نسخه‌ها

از دانشنامه‌ی اسلامی
پرش به ناوبری پرش به جستجو
جز
 
(۶ نسخه‌ٔ میانی ویرایش شده توسط ۳ کاربر نشان داده نشده)
سطر ۱: سطر ۱:
 
{{خوب}}
 
{{خوب}}
{{و}}
+
پس از آنکه دستگاه خلافت، دهکده [[فدک]] را که [[پیامبر اسلام|رسول خدا]] (صلی الله علیه وآله) به [[حضرت زهرا]] (علیهاالسلام) بخشیده بودند، در جهت مبارزه اقتصادی با [[اهل البیت|اهل بیت]]، از ایشان [[غصب]] کردند، حضرت زهرا مردم را در [[مسجد]] فراخواندند و با خواندن [[خطبه|خطبه‌ای]] غرّا، پرده از چهره غاصبان [[خلافت]] برداشتند و آنان را رسوا نمودند.
پس آنکه دستگاه خلافت، دهکده فدک را که [[رسول خدا(ص)]] به [[حضرت زهرا]] (س) بخشیده بودند ،در جهت مبارزه اقتصادی با اهل بیت ، از ایشان غصب کردند، حضرت زهرا(س) مردم را مسجد رسول خدا(ص) فراخواندند و با خواندن خطبه ای قرّا پرده از چهره غاصبان خلافت برداشتند و آنان را رسوا نمودند.
 
  
== متن عربی خطبه فدک ==
+
==متن عربی خطبه فدک==
لَمَّا بَلَغَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ فَدَكَ، إِجْمَاعُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى مَنْعِهَا فَدَكَ لَاثَتْ خِمَارَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَ اشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا وَ أَقْبَلَتْ فِي لُمَةٍ مِنْ حَفَدَتِهَا وَ نِسَاءِ قَوْمِهَا تَطَأُ ذُيُولَهَا، مَا تَخْرِمُ مِشْيَتُهَا مِشْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ- وَ هُوَ فِي حَشَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ غَيْرِهِمْ فَنِيطَتْ دُونَهَا مُلَاءَةٌ، فَجَلَسَتْ ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً أَجْهَشَ الْقَوْمُ لَهَا بِالْبُكَاءِ، فَارْتَجَّ الْمَجْلِسُ، ثُمَّ أَمْهَلَتْ هُنَيْئَةً حَتَّى إِذَا سَكَنَ نَشِيجُ الْقَوْمِ وَ هَدَأَتْ فَوْرَتُهُمْ، افْتَتَحَتِ الْكَلَامَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)، فَعَادَ الْقَوْمُ فِي بُكَائِهِمْ فَلَمَّا أَمْسَكُوا عَادَتْ فِي كَلَامِهَا. فَقَالَتْ عَلَيْهَا السَّلَامُ:
+
لَمَّا بَلَغَ فَاطِمَةَ عَلَیهَا السَّلَامُ إِجْمَاعُ أَبِی بَکرٍ عَلَى مَنْعِهَا فَدَک، لَاثَتْ خِمَارَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَ اشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا وَ أَقْبَلَتْ فِی لُمَةٍ مِنْ حَفَدَتِهَا وَ نِسَاءِ قَوْمِهَا تَطَأُ ذُیولَهَا، مَا تَخْرِمُ مِشْیتُهَا مِشْیةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِی بَکرٍ- وَ هُوَ فِی حَشَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ غَیرِهِمْ فَنِیطَتْ دُونَهَا مُلَاءَةٌ، فَجَلَسَتْ ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً أَجْهَشَ الْقَوْمُ لَهَا بِالْبُکاءِ، فَارْتَجَّ الْمَجْلِسُ، ثُمَّ أَمْهَلَتْ هُنَیئَةً حَتَّى إِذَا سَکنَ نَشِیجُ الْقَوْمِ وَ هَدَأَتْ فَوْرَتُهُمْ، افْتَتَحَتِ الْکلَامَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَیهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)، فَعَادَ الْقَوْمُ فِی بُکائِهِمْ فَلَمَّا أَمْسَکوا عَادَتْ فِی کلَامِهَا. فَقَالَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ:
  
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ، وَ لَهُ الشُّكْرُ عَلَى مَا أَلْهَمَ، وَ الثَّنَاءُ بِمَا قَدَّمَ مِنْ عُمُومِ نِعَمٍ ابْتَدَأَهَا، وَ سُبُوغِ آلَاءٍ أَسْدَاهَا، وَ تَمَامِ مِنَنٍ وَالاهَا، جَمَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ عَدَدُهَا، وَ نَأَى عَنِ الْجَزَاءِ أَمَدُهَا، وَ تَفَاوَتَ عَنِ الْإِدْرَاكِ أَبَدُهَا، وَ نَدَبَهُمْ لِاسْتِزَادَتِهَا بِالشُّكْرِ لِاتِّصَالِهَا، وَ اسْتَحْمَدَ إِلَى الْخَلَائِقِ بِإِجْزَالِهَا، وَ ثَنَّى بِالنَّدْبِ إِلَى أَمْثَالِهَا، وَ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، كَلِمَةٌ جُعِلَ الْإِخْلَاصُ تَأْوِيلَهَا، وَ ضُمِّنَ الْقُلُوبُ مَوْصُولَهَا، وَ أَنَارَ فِي الْفِكْرَةِ مَعْقُولُهَا، الْمُمْتَنِعُ مِنَ الْأَبْصَارِ رُؤْيَتُهُ، وَ مِنَ الْأَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَ مِنَ الْأَوْهَامِ كَيْفِيَّتُهُ، ابْتَدَعَ الْأَشْيَاءَ لَا مِنْ شَيْ‌ءٍ كَانَ قَبْلَهَا، وَ أَنْشَأَهَا بِلَا احْتِذَاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَهَا، كَوَّنَهَا بِقُدْرَتِهِ، وَ ذَرَأَهَا بِمَشِيَّتِهِ، مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَى تَكْوِينِهَا، وَ لَا فَائِدَةٍ لَهُ فِي تَصْوِيرِهَا، إِلَّا تَثْبِيتاً لِحِكْمَتِهِ، وَ تَنْبِيهاً عَلَى طَاعَتِهِ، وَ إِظْهَاراً لِقُدْرَتِهِ، وَ تَعَبُّداً لِبَرِيَّتِهِ، وَإِعْزَازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ، وَ وَضَعَ الْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، زِيَادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نَقِمَتِهِ وَ حِيَاشَةً مِنْهُ إِلَى جَنَّتِهِ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ أَبِي مُحَمَّداً (ص) عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اخْتَارَهُ وَ انْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَ سَمَّاهُ قَبْلَ أَنِ يَجْتَبَلَهُ، وَ اصْطَفَاهُ قَبْلَ أَنِ ابْتَعَثَهُ، إِذِ الْخَلَائِقُ بِالْغَيْبِ مَكْنُونَةٌ، وَ بِسَتْرِ الْأَهَاوِيلِ مَصُونَةٌ، وَ بِنِهَايَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِمَائِلِ الْأُمُورِ، وَ إِحَاطَةً بِحَوَادِثِ الدُّهُورِ، وَ مَعْرِفَةً بِمَوَاقِعِ الْمَقْدُورِ.
+
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ، وَ لَهُ الشُّکرُ عَلَى مَا أَلْهَمَ، وَ الثَّنَاءُ بِمَا قَدَّمَ مِنْ عُمُومِ نِعَمٍ ابْتَدَأَهَا، وَ سُبُوغِ آلَاءٍ أَسْدَاهَا، وَ تَمَامِ مِنَنٍ وَالاهَا، جَمَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ عَدَدُهَا، وَ نَأَى عَنِ الْجَزَاءِ أَمَدُهَا، وَ تَفَاوَتَ عَنِ الْإِدْرَاک أَبَدُهَا، وَ نَدَبَهُمْ لِاسْتِزَادَتِهَا بِالشُّکرِ لِاتِّصَالِهَا، وَ اسْتَحْمَدَ إِلَى الْخَلَائِقِ بِإِجْزَالِهَا، وَ ثَنَّى بِالنَّدْبِ إِلَى أَمْثَالِهَا، وَ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیک لَهُ، کلِمَةٌ جُعِلَ الْإِخْلَاصُ تَأْوِیلَهَا، وَ ضُمِّنَ الْقُلُوبُ مَوْصُولَهَا، وَ أَنَارَ فِی الْفِکرَةِ مَعْقُولُهَا، الْمُمْتَنِعُ مِنَ الْأَبْصَارِ رُؤْیتُهُ، وَ مِنَ الْأَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَ مِنَ الْأَوْهَامِ کیفِیتُهُ، ابْتَدَعَ الْأَشْیاءَ لَا مِنْ شَی‌ءٍ کانَ قَبْلَهَا، وَ أَنْشَأَهَا بِلَا احْتِذَاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَهَا، کوَّنَهَا بِقُدْرَتِهِ، وَ ذَرَأَهَا بِمَشِیتِهِ، مِنْ غَیرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَى تَکوِینِهَا، وَ لَا فَائِدَةٍ لَهُ فِی تَصْوِیرِهَا، إِلَّا تَثْبِیتاً لِحِکمَتِهِ، وَ تَنْبِیهاً عَلَى طَاعَتِهِ، وَ إِظْهَاراً لِقُدْرَتِهِ، وَ تَعَبُّداً لِبَرِیتِهِ، وَإِعْزَازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ، وَ وَضَعَ الْعِقَابَ عَلَى مَعْصِیتِهِ، ذیادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نَقِمَتِهِ وَ حِیاشَةً مِنْهُ إِلَى جَنَّتِهِ؛
  
ابْتَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِتْمَاماً لِأَمْرِهِ، وَ عَزِيمَةً عَلَى إِمْضَاءِ حُكْمِهِ، وَ إِنْفَاذاً لِمَقَادِيرِ حَتْمِهِ، فَرَأَى الْأُمَمَ فِرَقاً فِي أَدْيَانِهَا، عُكَّفاً عَلَى نِيرَانِهَا، عَابِدَةً لِأَوْثَانِهَا، مُنْكِرَةً لِلَّهِ مَعَ عِرْفَانِهَا، فَأَنَارَ اللَّهُ بِأَبِي ظُلَمَهَا، وَ كَشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَهَا، وَ جَلَى عَنِ الْأَبْصَارِ غُمَمَهَا، وَ قَامَ فِي النَّاسِ بِالْهِدَايَةِ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغَوَايَةِ، وَ بَصَّرَهُمْ مِنَ الْعَمَايَةِ، وَ هَدَاهُمْ إِلَى الدِّينِ الْقَوِيمِ، وَ دَعَاهُمْ إِلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَ اخْتِيَارٍ، وَ رَغْبَةٍ بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ تَعَبِ هَذِهِ الدَّارِ فِي رَاحَةٍ، قَدْ حُفَّ بِالْمَلَائِكَةِ الْأَبْرَارِ، وَ رِضْوَانِ الرَّبِّ الْغَفَّارِ، وَ مُجَاوَرَةِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَبِي نَبِيِّهِ وَ أَمِينِهِ عَلَى الْوَحْيِ وَ صَفِيِّهِ وَ خِيَرَتِهِ مِنَ الْخَلْقِ وَ رَضِيِّهِ، وَ السَّلَامُ عَلَيْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
+
وَ أَشْهَدُ أَنَّ أَبِی مُحَمَّداً (صلی الله علیه وآله) عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اخْتَارَهُ وَ انْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَ سَمَّاهُ قَبْلَ أَنِ یجْتَبَلَهُ، وَ اصْطَفَاهُ قَبْلَ أَنِ ابْتَعَثَهُ، إِذِ الْخَلَائِقُ بِالْغَیبِ مَکنُونَةٌ، وَ بِسَتْرِ الْأَهَاوِیلِ مَصُونَةٌ، وَ بِنِهَایةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِمَائِلِ الْأُمُورِ، وَ إِحَاطَةً بِحَوَادِثِ الدُّهُورِ، وَ مَعْرِفَةً بِمَوَاقِعِ الْمَقْدُورِ. ابْتَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِتْمَاماً لِأَمْرِهِ، وَ عَزِیمَةً عَلَى إِمْضَاءِ حُکمِهِ، وَ إِنْفَاذاً لِمَقَادِیرِ حَتْمِهِ، فَرَأَى الْأُمَمَ فِرَقاً فِی أَدْیانِهَا، عُکفاً عَلَى نِیرَانِهَا، عَابِدَةً لِأَوْثَانِهَا، مُنْکرَةً لِلَّهِ مَعَ عِرْفَانِهَا، فَأَنَارَ اللَّهُ بِأَبِی ظُلَمَهَا، وَ کشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَهَا، وَ جَلَى عَنِ الْأَبْصَارِ غُمَمَهَا، وَ قَامَ فِی النَّاسِ بِالْهِدَایةِ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغَوَایةِ، وَ بَصَّرَهُمْ مِنَ الْعَمَایةِ، وَ هَدَاهُمْ إِلَى الدِّینِ الْقَوِیمِ، وَ دَعَاهُمْ إِلَى الطَّرِیقِ الْمُسْتَقِیمِ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَیهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَ اخْتِیارٍ، وَ رَغْبَةٍ بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ مِنْ تَعَبِ هَذِهِ الدَّارِ فِی رَاحَةٍ، قَدْ حُفَّ بِالْمَلَائِکةِ الْأَبْرَارِ، وَ رِضْوَانِ الرَّبِّ الْغَفَّارِ، وَ مُجَاوَرَةِ الْمَلِک الْجَبَّارِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَبِی نَبِیهِ وَ أَمِینِهِ عَلَى الْوَحْی وَ صَفِیهِ وَ خِیرَتِهِ مِنَ الْخَلْقِ وَ رَضِیهِ، وَ السَّلَامُ عَلَیهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکاتُهُ.
ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَى أَهْلِ الْمَجْلِسِ، وَ قَالَتْ: أَنْتُمْ عِبَادَ اللَّهِ نُصْبُ أَمْرِهِ وَ نَهْيِهِ، وَ حَمَلَةُ دِينِهِ وَ وَحْيِهِ، وَ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَ بُلَغَاؤُهُ إِلَى الْأُمَمِ، وَ زَعَمْتُمْ حَقٌّ لَكُمْ لِلَّهِ فِيكُمْ عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَيْكُمْ، وَ بَقِيَّةٌ اسْتَخْلَفَهَا عَلَيْكُمْ، كِتَابُ اللَّهِ النَّاطِقُ، وَ الْقُرْآنُ الصَّادِقُ، وَ النُّورُ السَّاطِعُ، وَ الضِّيَاءُ اللَّامِعُ، بَيِّنَةٌ بَصَائِرُهُ، مُنْكَشِفَةٌ سَرَائِرُهُ، مُتَجَلِّيَةٌ ظَوَاهِرُهُ، مُديما للبرية استماعه قَائِدا إِلَى الرِّضْوَانِ اتِّبَاعُهُ، مُؤَدٍّ إِلَى النَّجَاةِ أشياعُهُ، بِهِ تُنَالُ حُجَجُ اللَّهِ الْمُنَوَّرَةُ، وَ عَزَائِمُهُ الْمُفَسَّرَةُ، وَ مَحَارِمُهُ الْمُحَذَّرَةُ، وَ بَيِّنَاتُهُ الْجَالِيَةُ، وَ بَرَاهِينُهُ الْكَافِيَةُ، وَ فَضَائِلُهُ الْمَنْدُوبَةُ، وَ رُخَصُهُ الْمَوْهُوبَةُ، وَ شَرَائِعُهُ الْمَكْتُوبَةُ، فَجَعَلَ اللَّهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَ الصَّلَاةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الْكِبْرِ، وَ الزَّكَاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ، وَ نَمَاءً فِي الرِّزْقِ، وَ الصِّيَامَ تَثْبِيتاً لِلْإِخْلَاصِ، وَ الْحَجَّ تَشْيِيداً لِلدِّينِ، وَ الْعَدْلَ تَنْسِيقاً لِلْقُلُوبِ، وَ طَاعَتَنَا نِظَاماً لِلْمِلَّةِ، وَ إِمَامَتَنَا أَمَاناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلَامِ، وَ الصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجَابِ الْأَجْرِ، وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَامَّةِ، وَ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ وِقَايَةً مِنَ السَّخَطِ، وَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ، وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَ الْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ تَعْرِيضاً لِلْمَغْفِرَةِ، وَ تَوْفِيَةَ الْمَكَايِيلِ وَ الْمَوَازِينِ تَغْيِيراً لِلْبَخْسِ، وَ النَّهْيَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِيهاً مِنَالرِّجْسِ، وَ اجْتِنَابَ الْقَذْفِ حِجَاباً عَنِ اللَّعْنَةِ، وَ تَرْكَ السَّرِقَةِ إِيجَاباً لِلْعِفَّةِ، وَ حَرَّمَ اللَّهُ الشِّرْكَ إِخْلَاصاً لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، فَ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَ أَطِيعُوا اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَ نَهَاكُمْ عَنْهُ فَإِنَّهُ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ.
 
ثُمَّ قَالَتْ:
 
  
أَيُّهَا النَّاسُ! اعْلَمُوا أَنِّي فَاطِمَةُ وَ أَبِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَ بَدْءاً، وَ لَا أَقُولُ مَا أَقُولُ غَلَطاً، وَ لَا أَفْعَلُ مَا أَفْعَلُ شَطَطاً لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ، فَإِنْ تَعْزُوهُ وَ تَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أَبِي دُونَ آبَائِكُمْ، وَ أَخَا ابْنِ عَمِّي دُونَ رِجَالِكُمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِيُّ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، صَادِعاً بِالنِّذَارَةِ، مَائِلًا عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِكِينَ، ضَارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأَكْظَامِهِمْ، دَاعِياً إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، يَكْسِرُ 2) فِي الْمَصْدَرِ: يَجِفَّ. الْأَصْنَامَ، وَ يَنْكُثُ الْهَامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَ وَلَّوُا الدُّبُرَ، حَتَّى تَفَرَّى اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَ أَسْفَرَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَ نَطَقَ زَعِيمُ الدِّينِ، وَ خَرِسَتْ شَقَاشِقُ الشَّيَاطِينِ، وَ طَاحَ وَشِيظُ النِّفَاقِ، وَ انْحَلَّتْ عُقَدُ الْكُفْرِ وَ الشِّقَاقِ، وَ فُهْتُمْ بِكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ فِي نَفَرٍ مِنَ الْبِيضِ الْخِمَاصِ، وَ كُنْتُمْ عَلى‌ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ، مُذْقَةَ الشَّارِبِ، وَ نُهْزَةَ الطَّامِعِ، وَ قَبْسَةَ الْعَجْلَانِ، وَ مَوْطِئَ الْأَقْدَامِ، تَشْرَبُونَ الطَّرْقَ، وَ تَقْتَاتُونَ الْوَرَقَ، أَذِلَّةً خَاسِئِينَ، تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ، فَأَنْقَذَكُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِأَبِي بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَعْدَ اللَّتَيَّا وَ الَّتِي، وَ بَعْدَ أَنْ مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجَالِ، وَ ذُؤْبَانِ الْعَرَبِ، وَ مَرَدَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ، أَوْ نَجَمَ قَرْنٌ لِلشَّيْطَانِ، وَ فَغَرَتْ فَاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَذَفَ أَخَاهُ فِي لَهَوَاتِهَا، فَلَا يَنْكَفِئُ حَتَّى يَطَأَ صِمَاخَهَا بِأَخْمَصِهِ، وَ يُخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَيْفِهِ، مَكْدُوداً دؤوبا فِي ذَاتِ اللَّهِ، وَ مُجْتَهِداً فِي أَمْرِ اللَّهِ، قَرِيباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، سَيِّدَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ، مُشَمِّراً نَاصِحاً، مُجِدّاً كَادِحاً، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَ أَنْتُمْ فِي رَفَاهِيَةٍ مِنَ الْعَيْشِ، وَادِعُونَ فَاكِهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوَائِرَ، وَ تَتَوَكَّفُونَ الْأَخْبَارَ، وَ تَنْكِصُونَ عِنْدَ النِّزَالِ، وَ تَفِرُّونَ مِنَ الْقِتَالِ، فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ دَارَ أَنْبِيَائِهِ، وَ مَأْوَى أَصْفِيَائِهِ، ظَهَرَ فِيكُمْ حَسِيكَةُ النِّفَاقِ، وَ سَمَلَ جِلْبَابُ الدِّينِ، وَ نَطَقَ كَاظِمُ الْغَاوِينَ، وَ نَبَغَ خَامِلُ الْأَقَلِّينَ، وَ هَدَرَ فَنِيقُ الْمُبْطِلِينَ، فَخَطَرَ فِي عَرَصَاتِكُمْ، وَ أَطْلَعَ الشَّيْطَانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرَزِهِ هَاتِفاً بِكُمْ، فَأَلْفَاكُمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجِيبِينَ، وَ لِلْغِرَّةِ فِيهِ مُلَاحِظِينَ، ثُمَّ اسْتَنْهَضَكُمْ فَوَجَدَكُمْ خِفَافاً، وَ أَحْمَشَكُمْ فَأَلْفَاكُمْ غِضَاباً، فَوَسَمْتُمْ غَيْرَ إِبِلِكُمْ، وَ أَوْرَدْتُمْ غَيْرَ شِرْبِكُمْ،هَذَا وَ الْعَهْدُ قَرِيبٌ، وَ الْكَلْمُ رَحِيبٌ، وَ الْجُرْحُ لَمَّا يَنْدَمِلْ، وَ الرَّسُولُ لَمَّا يُقْبَرْ، ابْتِدَاراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ، فَهَيْهَاتَ مِنْكُمْ! وَ كَيْفَ بِكُمْ؟! وَ أَنَّى تُؤْفَكُونَ؟ وَ كِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، أُمُورُهُ ظَاهِرَةٌ، وَ أَحْكَامُهُ زَاهِرَةٌ، وَ أَعْلَامُهُ بَاهِرَةٌ، وَ زَوَاجِرُهُ لَائِحَةٌ، وَ أَوَامِرُهُ وَاضِحَةٌ، وَ قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ، أَ رَغْبَةً عَنْهُ تُرِيدُونَ، أَمْ بِغَيْرِهِ تَحْكُمُونَ؟! بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا، وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ، ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا إِلَّا رَيْثَ أَنْ تَسْكُنَ نَفْرَتُهَا، وَ يَسْلَسَ قِيَادُهَا، ثُمَّ أَخَذْتُمْ تُورُونَ وَقْدَتَهَا، وَ تُهَيِّجُونَ جَمْرَتَهَا، وَ تَسْتَجِيبُونَ لِهُتَافِ الشَّيْطَانِ الْغَوِيِّ، وَ إِطْفَاءِ أَنْوَارِ الدِّينِ الْجَلِيِّ، وَ إِهْمَادِ سُنَنِ النَّبِيِّ الصَّفِيِّ، تَشْرَبُونَ حَسْواً فِي ارْتِغَاءٍ، وَ تَمْشُونَ لِأَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ فِي الْخَمْرَةُ وَ الضَّرَاءِ، وَ نَصْبِرُ مِنْكُمْ عَلَى مِثْلِ حَزِّ الْمُدَى، وَ وَخْزِ السِّنَانِ فِي الْحَشَا، وَ أَنْتُمْ الْآنَ تَزْعُمُونَ أَلَّا إِرْثَ لَنَا أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ أَ فَلَا تَعْلَمُونَ؟! بَلَى، تَجَلَّى لَكُمْ كَالشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ أَنِّي ابْنَتُهُ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، أَ أُغْلَبُ عَلَى إِرْثِيَهْ؟!. يَا ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ، أَ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنْ تَرِثَ أَبَاكَ وَ لَا أَرِثَ أَبِي؟! لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً فَرِيًّا أَ فَعَلَى عَمْدٍ تَرَكْتُمْ كِتَابَ اللَّهِ وَ نَبَذْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ إِذْ يَقُولُ: وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ <ref> النمل: 16</ref>؟! وَ قَالَ فِيمَا اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا (ع) إِذْ قَالَ: فَهَبَّ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ <ref>مريم: 6</ref>، وَ قَالَ: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‌ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ <ref>الانفال: 74</ref>، وَ قَالَ:
+
ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَى أَهْلِ الْمَجْلِسِ، وَ قَالَتْ: أَنْتُمْ عِبَادَ اللَّهِ نُصْبُ أَمْرِهِ وَ نَهْیهِ، وَ حَمَلَةُ دِینِهِ وَ وَحْیهِ، وَ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِکمْ، وَ بُلَغَاؤُهُ إِلَى الْأُمَمِ، وَ زَعَمْتُمْ حَقٌّ لَکمْ لِلَّهِ فِیکمْ عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَیکمْ، وَ بَقِیةٌ اسْتَخْلَفَهَا عَلَیکمْ، کتَابُ اللَّهِ النَّاطِقُ، وَ الْقُرْآنُ الصَّادِقُ، وَ النُّورُ السَّاطِعُ، وَ الضِّیاءُ اللَّامِعُ، بَینَةٌ بَصَائِرُهُ، مُنْکشِفَةٌ سَرَائِرُهُ، مُتَجَلِّیةٌ ظَوَاهِرُهُ، مُدیما للبریة استماعه قَائِدا إِلَى الرِّضْوَانِ اتِّبَاعُهُ، مُؤَدٍّ إِلَى النَّجَاةِ أشیاعُهُ، بِهِ تُنَالُ حُجَجُ اللَّهِ الْمُنَوَّرَةُ، وَ عَزَائِمُهُ الْمُفَسَّرَةُ، وَ مَحَارِمُهُ الْمُحَذَّرَةُ، وَ بَینَاتُهُ الْجَالِیةُ، وَ بَرَاهِینُهُ الْکافِیةُ، وَ فَضَائِلُهُ الْمَنْدُوبَةُ، وَ رُخَصُهُ الْمَوْهُوبَةُ، وَ شَرَائِعُهُ الْمَکتُوبَةُ، فَجَعَلَ اللَّهُ الْإِیمَانَ تَطْهِیراً لَکمْ مِنَ الشِّرْک، وَ الصَّلَاةَ تَنْزِیهاً لَکمْ عَنِ الْکبْرِ، وَ الزَّکاةَ تَزْکیةً لِلنَّفْسِ وَ نَمَاءً فِی الرِّزْقِ، وَ الصِّیامَ تَثْبِیتاً لِلْإِخْلَاصِ، وَ الْحَجَّ تَشْییداً لِلدِّینِ، وَ الْعَدْلَ تَنْسِیقاً لِلْقُلُوبِ، وَ طَاعَتَنَا نِظَاماً لِلْمِلَّةِ، وَ إِمَامَتَنَا أَمَاناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلَامِ، وَ الصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِیجَابِ الْأَجْرِ، وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَامَّةِ، وَ بِرَّ الْوَالِدَینِ وِقَایةً مِنَ السَّخَطِ، وَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ، وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَ الْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ تَعْرِیضاً لِلْمَغْفِرَةِ، وَ تَوْفِیةَ الْمَکاییلِ وَ الْمَوَازِینِ تَغْییراً لِلْبَخْسِ، وَ النَّهْی عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِیهاً مِنَ الرِّجْسِ، وَ اجْتِنَابَ الْقَذْفِ حِجَاباً عَنِ اللَّعْنَةِ، وَ تَرْک السَّرِقَةِ إِیجَاباً لِلْعِفَّةِ، وَ حَرَّمَ اللَّهُ الشِّرْک إِخْلَاصاً لَهُ بِالرُّبُوبِیةِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَ أَطِیعُوا اللَّهَ فِیمَا أَمَرَکمْ بِهِ وَ نَهَاکمْ عَنْهُ فَإِنَّهُ إِنَّما یخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ.
يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ <ref>النساء: 11</ref>، وَ قَالَ: إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ <ref>(5) البقرة: 180.</ref>، وَ زَعَمْتُمْ أَنْ لَا حُظْوَةَ لِي وَ لَا أَرِثَ مِنْ أَبِي وَ لَا رَحِمَ بَيْنَنَا، أَ فَخَصَّكُمُ اللَّهُ بِآيَةٍ أَخْرَجَ أَبِي (ص) مِنْهَا؟! أَمْ تَقُولُونَ إِنِّ أَهْلَ الْمِلَّتَيْنِ لَا يَتَوَارَثَانِ؟!، أَ وَ لَسْتُ أَنَا وَ أَبِي مِنْ أَهْلِ مِلَّةٍ وَاحِدَةٍ؟! أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَ عُمُومِهِ مِنْ‌أَبِي وَ ابْنِ عَمِّي؟! فَدُونَكُمَا مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً تَلْقَاكَ يَوْمَ حَشْرِكَ، فَنِعْمَ الْحَكَمُ اللَّهُ، وَ الزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ، وَ الْمَوْعِدُ الْقِيَامَةُ، وَ عِنْدَ السَّاعَةِ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ،، وَ لَا يَنْفَعُكُمْ إِذْ تَنْدَمُونَ، وَ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَ يَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ قال و ما رأيت اكثر باكية و باك منه يومئذ ثُمَّ رَمَتْ بِطَرْفِهَا نَحْوَ الْأَنْصَارِ فَقَالَتْ: يَا مَعَاشِرَ النَّقِيبَةِ. وَ يَا عِمَادَ الْمِلَّةِ وَ حِصْنَةِ الْإِسْلَامِ، مَا هَذِهِ الْغَمِيزَةُ فِي حَقِّي، وَ السِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِي، أَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَبِي يَقُولُ: الْمَرْءُ يُحْفَظُ فِي وُلْدِهِ، سَرْعَانَ مَا أَحْدَثْتُمْ، وَ عَجْلَانَ ذَا إِهَالَةٍ، وَ لَكُمْ طَاقَةٌ بِمَا أُحَاوِلُ، وَ قُوَّةٌ عَلَى مَا أَطْلُبُ وَ أُزَاوِلُ، أَ تَقُولُونَ مَاتَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَخَطْبٌ جَلِيلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْنُهُ، وَ اسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ، وَ انْفَتَقَ رَتْقُهُ، وَ أَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَيْبَتِهِ، وَ كُسِفَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرِ وَ انْتَثَرَتْ النُّجُومُ لِمُصِيبَتِهِ، وَ أَكْدَتِ الْآمَالُ، وَ خَشَعَتِ الْجِبَالُ، وَ أُضِيعَ الْحَرِيمُ، وَ أُزِيلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَمَاتِهِ، فَتِلْكَ وَ اللَّهِ النَّازِلَةُ الْكُبْرَى، وَ الْمُصِيبَةُ الْعُظْمَى، لَا مِثْلَهَا نَازِلَةٌ، وَ لَا بَائِقَةٌ عَاجِلَةٌ، أَعْلَنَ بِهَا كِتَابُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي أَفْنِيَتِكُمْ مُمْسَاكُمْ وَ مُصْبَحِكُمْ، هُتَافاً وَ صُرَاخاً، وَ تِلَاوَةً وَ إِلْحَاناً، وَ لَقَبْلَهُ مَا حَلَّ بِأَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ، حُكْمٌ فَصْلٌ وَ قَضَاءٌ حَتْمٌ:
 
  
وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‌ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‌ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ.<ref>البقرة: 143</ref> إِيهاً بَنِي قَيْلَةَ! أَ أُهْضِمَ تُرَاثُ أَبِي وَ أَنْتُمْ بِمَرْأًى مِنِّي وَ مَسْمَعٍ، تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ، وَ تَشْمَلُكُمُ الْخِبْرَةُ، وَ أَنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَ الْعُدَّةِ، وَ عِنْدَكُمُ السِّلَاحُ وَ الْجُنَّةُ، تُوَافِيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلَا تُجِيبُونَ، وَ تَأْتِيكُمُ الصَّرْخَةُ فَلَا تُغِيثُونَ، وَ أَنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْكِفَاحِ، مَعْرُوفُونَ بِالْخَيْرِ وَ الصَّلَاحِ، وَ النُّخْبَةِ الَّتِي انْتَخَبْتُ، وَ الْخِيَرَةُ الَّتِي اخْتِيرَتْ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتَ.
+
ثُمَّ قَالَتْ: أَیهَا النَّاسُ! اعْلَمُوا أَنِّی فَاطِمَةُ وَ أَبِی مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَ بَدْءاً، وَ لَا أَقُولُ مَا أَقُولُ غَلَطاً، وَ لَا أَفْعَلُ مَا أَفْعَلُ شَطَطاً، لَقَدْ جاءَکمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکمْ عَزِیزٌ عَلَیهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیکمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ، فَإِنْ تَعْزُوهُ وَ تَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أَبِی دُونَ آبَائِکمْ، وَ أَخَا ابْنِ عَمِّی دُونَ رِجَالِکمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِی إِلَیهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، صَادِعاً بِالنِّذَارَةِ، مَائِلًا عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِکینَ، ضَارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأَکظَامِهِمْ، دَاعِیاً إِلَى سَبِیلِ رَبِّهِ بِالْحِکمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، یکسِرُ الْأَصْنَامَ، وَ ینْکثُ الْهَامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَ وَلَّوُا الدُّبُرَ، حَتَّى تَفَرَّى اللَّیلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَ أَسْفَرَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَ نَطَقَ زَعِیمُ الدِّینِ، وَ خَرِسَتْ شَقَاشِقُ الشَّیاطِینِ، وَ طَاحَ وَشِیظُ النِّفَاقِ، وَ انْحَلَّتْ عُقَدُ الْکفْرِ وَ الشِّقَاقِ، وَ فُهْتُمْ بِکلِمَةِ الْإِخْلَاصِ فِی نَفَرٍ مِنَ الْبِیضِ الْخِمَاصِ، وَ کنْتُمْ عَلى‌ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ، مُذْقَةَ الشَّارِبِ، وَ نُهْزَةَ الطَّامِعِ، وَ قَبْسَةَ الْعَجْلَانِ، وَ مَوْطِئَ الْأَقْدَامِ، تَشْرَبُونَ الطَّرْقَ، وَ تَقْتَاتُونَ الْوَرَقَ، أَذِلَّةً خَاسِئِینَ، تَخافُونَ أَنْ یتَخَطَّفَکمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِکمْ، فَأَنْقَذَکمُ اللَّهُ تَبَارَک وَ تَعَالَى بِأَبِی بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ بَعْدَ اللَّتَیا وَ الَّتِی، وَ بَعْدَ أَنْ مُنِی بِبُهَمِ الرِّجَالِ، وَ ذُؤْبَانِ الْعَرَبِ، وَ مَرَدَةِ أَهْلِ الْکتَابِ کلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ، أَوْ نَجَمَ قَرْنٌ لِلشَّیطَانِ، وَ فَغَرَتْ فَاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِکینَ، قَذَفَ أَخَاهُ فِی لَهَوَاتِهَا، فَلَا ینْکفِئُ حَتَّى یطَأَ صِمَاخَهَا بِأَخْمَصِهِ، وَ یخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَیفِهِ، مَکدُوداً دؤوبا فِی ذَاتِ اللَّهِ، وَ مُجْتَهِداً فِی أَمْرِ اللَّهِ، قَرِیباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، سَیدَ أَوْلِیاءِ اللَّهِ، مُشَمِّراً نَاصِحاً، مُجِدّاً کادِحاً، لَا تَأْخُذُهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَ أَنْتُمْ فِی رَفَاهِیةٍ مِنَ الْعَیشِ، وَادِعُونَ فَاکهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوَائِرَ، وَ تَتَوَکفُونَ الْأَخْبَارَ، وَ تَنْکصُونَ عِنْدَ النِّزَالِ، وَ تَفِرُّونَ مِنَ الْقِتَالِ؛
  
قَاتَلَكُمْ الْعَرَبَ، وَ تَحَمَّلْتُمُ الْكَدَّ وَ التَّعَبَ، وَ نَاطَحْتُمُ الْأُمَمَ، وَ كَافَحْتُمُ الْبُهَمَ، لَا نَبْرَحُ أَوْ تَبْرَحُونَ، نَأْمُرُكُمْ فَتَأْتَمِرُونَ، حَتَّى إِذَا دَارَتْ بِنَا رَحَى الْإِسْلَامِ، وَ دَرَّ حَلَبُ الْأَيَّامِ، وَ خَضَعَتْ ثَغْرَةُ الشِّرْكِ، وَ سَكَنَتْ فَوْرَةُ الْإِفْكِ، وَ خَمَدَتْ نِيرَانُ الْكُفْرِ، وَ هَدَأَتْ دَعْوَةُ الْهَرْجِ، وَ اسْتَوْسَقَ نِظَامُ الدِّينِ، فَأَنَّى حُرْتُمْ بَعْدَ الْبَيَانِ، وَ أَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الْإِعْلَانِ، وَ نَكَصْتُمْ بَعْدَ الْإِقْدَامِ، وَ أَشْرَكْتُمْ بَعْدَ
+
فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ لِنَبِیهِ دَارَ أَنْبِیائِهِ، وَ مَأْوَى أَصْفِیائِهِ، ظَهَرَ فِیکمْ حَسِیکةُ النِّفَاقِ، وَ سَمَلَ جِلْبَابُ الدِّینِ، وَ نَطَقَ کاظِمُ الْغَاوِینَ، وَ نَبَغَ خَامِلُ الْأَقَلِّینَ، وَ هَدَرَ فَنِیقُ الْمُبْطِلِینَ، فَخَطَرَ فِی عَرَصَاتِکمْ، وَ أَطْلَعَ الشَّیطَانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرَزِهِ هَاتِفاً بِکمْ، فَأَلْفَاکمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجِیبِینَ، وَ لِلْغِرَّةِ فِیهِ مُلَاحِظِینَ، ثُمَّ اسْتَنْهَضَکمْ فَوَجَدَکمْ خِفَافاً، وَ أَحْمَشَکمْ فَأَلْفَاکمْ غِضَاباً، فَوَسَمْتُمْ غَیرَ إِبِلِکمْ، وَ أَوْرَدْتُمْ غَیرَ شِرْبِکمْ، هَذَا وَ الْعَهْدُ قَرِیبٌ، وَ الْکلْمُ رَحِیبٌ، وَ الْجُرْحُ لَمَّا ینْدَمِلْ، وَ الرَّسُولُ لَمَّا یقْبَرْ، ابْتِدَاراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ أَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکافِرِینَ، فَهَیهَاتَ مِنْکمْ! وَ کیفَ بِکمْ؟! وَ أَنَّى تُؤْفَکونَ؟ وَ کتَابُ اللَّهِ بَینَ أَظْهُرِکمْ، أُمُورُهُ ظَاهِرَةٌ، وَ أَحْکامُهُ زَاهِرَةٌ، وَ أَعْلَامُهُ بَاهِرَةٌ، وَ زَوَاجِرُهُ لَائِحَةٌ، وَ أَوَامِرُهُ وَاضِحَةٌ، وَ قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکمْ، أَ رَغْبَةً عَنْهُ تُرِیدُونَ، أَمْ بِغَیرِهِ تَحْکمُونَ؟! بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا، وَ مَنْ یبْتَغِ غَیرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ، ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا إِلَّا رَیثَ أَنْ تَسْکنَ نَفْرَتُهَا، وَ یسْلَسَ قِیادُهَا، ثُمَّ أَخَذْتُمْ تُورُونَ وَقْدَتَهَا، وَ تُهَیجُونَ جَمْرَتَهَا، وَ تَسْتَجِیبُونَ لِهُتَافِ الشَّیطَانِ الْغَوِی، وَ إِطْفَاءِ أَنْوَارِ الدِّینِ الْجَلِی، وَ إِهْمَادِ سُنَنِ النَّبِی الصَّفِی، تَشْرَبُونَ حَسْواً فِی ارْتِغَاءٍ، وَ تَمْشُونَ لِأَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ فِی الْخَمْرَةُ وَ الضَّرَاءِ، وَ نَصْبِرُ مِنْکمْ عَلَى مِثْلِ حَزِّ الْمُدَى، وَ وَخْزِ السِّنَانِ فِی الْحَشَا، وَ أَنْتُمْ الْآنَ تَزْعُمُونَ أَلَّا إِرْثَ لَنَا، أَ فَحُکمَ الْجاهِلِیةِ یبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُکماً لِقَوْمٍ یوقِنُونَ أَ فَلَا تَعْلَمُونَ؟! بَلَى، تَجَلَّى لَکمْ کالشَّمْسِ الضَّاحِیةِ أَنِّی ابْنَتُهُ أَیهَا الْمُسْلِمُونَ، أَ أُغْلَبُ عَلَى إِرْثِیهْ؟!  
الْإِيمَانِ بُؤْساً لِقَوْمٍ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَ هَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَ هُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ أَلَا وَ قَدْ أَرَى أَنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إِلَى الْخَفْضِ، وَ أَبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَ الْقَبْضِ، وَ خَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ، وَ نَجَوْتُمْ بالضِّيقِ مِنَ السَّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ مَا وَعَيْتُمْ، وَ دَسَعْتُمُ الَّذِي تَسَوَّغْتُمْ، فَ: إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ أَلَا وَ قَدْ قُلْتُ الذي قُلْتُ عَلَى مَعْرِفَةٍ مِنِّي بِالْخَذْلَةِ الَّتِي خَامَرَتْكُمْ، وَ الْغَدْرَةِ الَّتِي اسْتَشْعَرَتْهَا قُلُوبُكُمْ، وَ لَكِنَّهَا فَيْضَةُ النَّفْسِ، وَ نَفْثَةُ الْغَيْظِ، وَ خَوْرُ الْقَنَاةِ، وَ بَثَّةُ الصَّدْرِ، وَ تَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ، فَدُونَكُمُوهَا فَاحْتَقِبُوهَا دَبِرَةَ الظَّهْرِ، نَقِبَةَ الْخُفِّ، بَاقِيَةَ الْعَارِ، مَوْسُومَةً بِغَضَبِ اللَّهِ مَوْصُولَةً بِ: نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ فَبِعَيْنِ اللَّهِ مَا تَفْعَلُونَ وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ. وَ أَنَا ابْنَةُ نَذِيرٍ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ فَ: اعْمَلُوا ... إِنَّا عامِلُونَ وَ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ فَأَجَابَهَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وَ قَالَ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)! لَقَدْ كَانَ أَبُوكِ بِالْمُؤْمِنِينَ عَطُوفاً كَرِيماً، رَءُوفاً رَحِيماً، وَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً، وَ عِقَاباً عَظِيماً، إِنِ عَزَوْنَاهُ وَجَدْنَاهُ أَبَاكِ دُونَ النِّسَاءِ، وَ أَخا إلفك، دُونَ الْأَخِلَّاءِ آثَرَهُ عَلَى كُلِّ حَمِيمٍ، وَ سَاعَدَهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ جَسِيمٍ، لَا يُحِبُّكُمْ إِلَّا سَعِيدٍ، وَ لَا يُبْغِضُكُمْ إِلَّا شقِيٌّ بَعِيدٌ، فَأَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) الطَّيِّبُونَ، وَ الْخِيَرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ، عَلَى الْخَيْرِ أَدِلَّتُنَا، وَ إِلَى الْجَنَّةِ مَسَالِكُنَا، وَ أَنْتِ يَا خِيَرَةَ النِّسَاءِ وَ ابْنَةَ خَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ صَادِقَةٌ فِي قَوْلِكِ، سَابِقَةٌ فِي وُفُورِ عَقْلِكِ، غَيْرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّكِ، وَ لَا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِكِ، وَ اللَّهِ مَا عَدَوْتُ رَأْيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ لَا عَمِلْتُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَ إِنَّ الرَّائِدَ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ، وَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَ كَفَى بِهِ شَهِيداً أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ: نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورِثُ ذَهَباً وَ لَا فِضَّةً وَ لَا دَاراً وَ لَا عَقَاراً وَ إِنَّمَا نُورِثُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ الْعِلْمَ وَ النُّبُوَّةَ، وَ مَا كَانَ لَنَا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِيِّ الْأَمْرِ بَعْدَنَا أَنْ يَحْكُمَ فِيهِ بِحُكْمِهِ، وَ قَدْ جَعَلْنَا مَا حَاوَلْتِهِ فِي الْكُرَاعِ وَ السِّلَاحِ يُقَاتِلُ بِهَا الْمُسْلِمُونَ وَ يُجَاهِدُونَ الْكُفَّارَ، وَ يُجَالِدُونَ الْمَرَدَةَ الْفُجَّارَ، وَ ذَلِكَ بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَمْ أنفرد بِهِ وَحْدِي، وَ لَمْ أَسْتَبِدَّ بِمَا كَانَ الرَّأْيُ عِنْدِي، وَ هَذِهِ حَالِي وَ مَالِي هِيَ لَكِ وَ بَيْنَ يَدَيْكِ لَا نَزْوِي عَنْكِ وَ لَا نَدَّخِرُ دُونَكِ، وَ أَنْتِ سَيِّدَةُ أُمَّةِ أَبِيكِ، وَ الشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ لِبَنِيكِ، لَا نَدْفَعَ مَا لَكِ مِنْ فَضْلِكِ، وَ لَا نُوضَعُ مِنْ فَرْعِكِ وَ أَصْلِكِ، حُكْمُكِ نَافِذٌ فِيمَا مَلَكَتْ يَدَايَ، فَهَلْ تَرَيْنَ أَنْ أُخَالِفَ فِي ذَلِكِ أَبَاكِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟!.
 
  
فَقَالَتْ عَلَيْهَا السَّلَامُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا كَانَ أَبِي رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ صَادِفاً وَ لَا لِأَحْكَامِهِ مُخَالِفاً، بَلْ كَانَ يَتْبَعُ أَثَرَهُ، وَ يَقْفُو سُوَرَهُ، أَ فَتَجْمَعُونَ إِلَى الْغَدْرِ اعْتِلَالًا عَلَيْهِ بِالزُّورِ و البهتان، وَ هَذَا بَعْدَ وَفَاتِهِ شَبِيهٌ بِمَا بُغِيَ لَهُ مِنَ الْغَوَائِلِ فِي حَيَاتِهِ، هَذَا كِتَابُ اللَّهِ حَكَماً عَدْلًا، وَ نَاطِقاً فَصْلًا، يَقُولُ: يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ <ref>مريم: 6</ref> وَ يَقُولُ وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ <ref>النمل: 16</ref> فَبَيَّنَ عَزَّ وَ جَلَّ فِيمَا وُزِّعَ مِنَ الْأَقْسَاطِ، وَ شَرَعَ مِنَ الْفَرَائِضِ وَ الْمِيرَاثِ، وَ أَبَاحَ مِنْ حَظِّ الذُّكْرَانِ وَ الْإِنَاثِ مَا أَزَاحَ بِهِ عِلَّةَ الْمُبْطِلِينَ، وَ أَزَالَ التَّظَنِّيَ وَ الشُّبُهَاتِ فِي الْغَابِرِينَ، كَلَّا! بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى‌ ما تَصِفُونَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَتْ ابْنَتُهُ، أَنْتِ مَعْدِنُ الْحِكْمَةِ، وَ مَوْطِنُ الْهُدَى وَ الرَّحْمَةِ، وَ رُكْنُ الدِّينِ، وَ عَيْنُ الْحُجَّةِ، لَا أُبَعِّدُ صَوَابَكِ، وَ لَا أُنْكِرُ خِطَابَكِ، هَؤُلَاءِ الْمُسْلِمُونَ بَيْنِي وَ بَيْنَكِ قَلَّدُونِي مَا تَقَلَّدْتُ، وَ بِاتِّفَاقٍ مِنْهُمْ أَخَذْتُ مَا أَخَذْتُ، غَيْرَ مُكَابِرٍ وَ لَا مُسْتَبِدٍّ وَ لَا مُسْتَأْثِرٍ، وَ هُمْ بِذَلِكَ شُهُودٌ.
+
یا ابْنَ أَبِی قُحَافَةَ، أَ فِی کتَابِ اللَّهِ أَنْ تَرِثَ أَبَاک وَ لَا أَرِثَ أَبِی؟! لَقَدْ جِئْتَ شَیئاً فَرِیا. أَ فَعَلَى عَمْدٍ تَرَکتُمْ کتَابَ اللَّهِ وَ نَبَذْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکمْ إِذْ یقُولُ: وَ وَرِثَ سُلَیمانُ داوُدَ؟!<ref> النمل: ۱۶</ref> وَ قَالَ فِیمَا اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ یحْیى بْنِ زَکرِیا (ع) إِذْ قَالَ: فَهَبَّ لِی مِنْ لَدُنْک وَلِیا یرِثُنِی وَ یرِثُ مِنْ آلِ یعْقُوبَ،<ref>مریم: ۶</ref> وَ قَالَ: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‌ بِبَعْضٍ فِی کتابِ اللَّهِ،<ref>الانفال: ۷۴</ref> وَ قَالَ:
فَالْتَفَتَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ النَّاسَ وَ قَالَتْ:
+
یوصِیکمُ اللَّهُ فِی أَوْلادِکمْ لِلذَّکرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیینِ،<ref>النساء: ۱۱</ref> وَ قَالَ: إِنْ تَرَک خَیراً الْوَصِیةُ لِلْوالِدَینِ وَ الْأَقْرَبِینَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِینَ،<ref>البقرة: ۱۸۰.</ref> وَ زَعَمْتُمْ أَنْ لَا حُظْوَةَ لِی وَ لَا أَرِثَ مِنْ أَبِی وَ لَا رَحِمَ بَینَنَا، أَ فَخَصَّکمُ اللَّهُ بِآیةٍ أَخْرَجَ أَبِی (ص) مِنْهَا؟! أَمْ تَقُولُونَ إِنِّ أَهْلَ الْمِلَّتَینِ لَا یتَوَارَثَانِ؟!، أَوَ لَسْتُ أَنَا وَ أَبِی مِنْ أَهْلِ مِلَّةٍ وَاحِدَةٍ؟! أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَ عُمُومِهِ مِنْ‌ أَبِی وَ ابْنِ عَمِّی؟! فَدُونَکمَا مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً تَلْقَاک یوْمَ حَشْرِک، فَنِعْمَ الْحَکمُ اللَّهُ، وَ الزَّعِیمُ مُحَمَّدٌ، وَ الْمَوْعِدُ الْقِیامَةُ، وَ عِنْدَ السَّاعَةِ یخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ، وَ لَا ینْفَعُکمْ إِذْ تَنْدَمُونَ، وَ لِکلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ یأْتِیهِ عَذابٌ یخْزِیهِ وَ یحِلُّ عَلَیهِ عَذابٌ مُقِیمٌ.  
  
مَعَاشِرَ المُسْلِمينَ! الْمُسْرِعَةَ إِلَى قِيلِ الْبَاطِلِ، الْمُغْضِيَةَ عَلَى الْفِعْلِ الْقَبِيحِ الْخَاسِرِ أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى‌ قُلُوبٍ أَقْفالُها، كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِكُمْ، مَا أَسَأْتُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَأَخَذَ بِسَمْعِكُمْ وَ أَبْصَارِكُمْ، وَ لَبِئْسَ مَا تَأَوَّلْتُمْ، وَ سَاءَ مَا بِهِ أَشَرْتُمْ، وَ شَرَّ مَا اغتصبتم، لَتَجِدُنَّ وَ اللَّهِ مَحْمِلَهُ ثَقِيلًا، وَ غِبَّهُ وَبِيلًا، إِذَا كُشِفَ لَكُمُ الْغِطَاءُ، وَ بَانَ مَا وَرَاءَهُ من الْبَاسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ، وَ بَدَا لَكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَحْتَسِبُوُنَ وَ خَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ ثُمَّ عَطَفَتْ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَالَتْ:
+
قال و ما رأیت اکثر باکیة و باک منه یومئذ؛ ثُمَّ رَمَتْ بِطَرْفِهَا نَحْوَ الْأَنْصَارِ فَقَالَتْ: یا مَعَاشِرَ النَّقِیبَةِ. وَ یا عِمَادَ الْمِلَّةِ وَ حِصْنَةِ الْإِسْلَامِ، مَا هَذِهِ الْغَمِیزَةُ فِی حَقِّی، وَ السِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِی، أَ مَا کانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ أَبِی یقُولُ: الْمَرْءُ یحْفَظُ فِی وُلْدِهِ، سَرْعَانَ مَا أَحْدَثْتُمْ، وَ عَجْلَانَ ذَا إِهَالَةٍ، وَ لَکمْ طَاقَةٌ بِمَا أُحَاوِلُ، وَ قُوَّةٌ عَلَى مَا أَطْلُبُ وَ أُزَاوِلُ، أَ تَقُولُونَ مَاتَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ، فَخَطْبٌ جَلِیلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْنُهُ، وَ اسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ، وَ انْفَتَقَ رَتْقُهُ، وَ أَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَیبَتِهِ، وَ کسِفَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرِ وَ انْتَثَرَتْ النُّجُومُ لِمُصِیبَتِهِ، وَ أَکدَتِ الْآمَالُ، وَ خَشَعَتِ الْجِبَالُ، وَ أُضِیعَ الْحَرِیمُ، وَ أُزِیلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَمَاتِهِ، فَتِلْک وَ اللَّهِ النَّازِلَةُ الْکبْرَى، وَ الْمُصِیبَةُ الْعُظْمَى، لَا مِثْلَهَا نَازِلَةٌ، وَ لَا بَائِقَةٌ عَاجِلَةٌ، أَعْلَنَ بِهَا کتَابُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِی أَفْنِیتِکمْ مُمْسَاکمْ وَ مُصْبَحِکمْ، هُتَافاً وَ صُرَاخاً، وَ تِلَاوَةً وَ إِلْحَاناً، وَ لَقَبْلَهُ مَا حَلَّ بِأَنْبِیاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ، حُکمٌ فَصْلٌ وَ قَضَاءٌ حَتْمٌ: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‌ أَعْقابِکمْ وَ مَنْ ینْقَلِبْ عَلى‌ عَقِبَیهِ فَلَنْ یضُرَّ اللَّهَ شَیئاً وَ سَیجْزِی اللَّهُ الشَّاکرِینَ.<ref>البقرة: ۱۴۳</ref>
{{بیت| قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ|لَوْ كُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تَكْثُرْ الْخَطْبُ‌}}
 
{{بیت|لإِنَّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا|وَ اخْتَلَّ قَوْمُكَ فَاشْهَدْهُمْ وَ لَا تَغِبْ}}
 
{{بیت|لوَ كُلُّ أَهْلٍ لَهُ قُرْبَى وَ مَنْزِلَةٌ|عِنْدَ الْإِلَهِ عَلَى الْأَدْنَيْنِ مُقْتَرِبٌ‌}}
 
{{بیت|أَبْدَتْ رِجَالٌ لَنَا نَجْوَى صُدُورِهِمْ|لَمَّا مَضَيْتَ وَ حَالَتْ دُونَكَ التُّرَبُ}}
 
{{بیت|لتَجَهَّمَتْنَا رِجَالٌ وَ اسْتُخِفَّ بِنَا|لَمَّا فُقِدْتَ وَ كُلُّ الْأَرْضِ مُغْتَصَبُ}}
 
{{بیت|لوَ كُنْتَ بَدْراً وَ نُوراً يُسْتَضَاءُ بِهِ|عَلَيْكَ يَنْزِلُ مِنْ ذِي الْعِزَّةِ الْكُتُبُ}}
 
{{بیت|لوَ كَانَ جِبْرِيلُ بِالْآيَاتِ يُؤْنِسُنَا|فَقَدْ فُقِدْتَ وَ كُلُّ الْخَيْرِ مُحْتَجَبُ}}
 
{{بیت|لفَلَيْتَ قَبْلَكَ كَانَ الْمَوْتُ صَادَفَنَا|لَمَّا مَضَيْتَ وَ حَالَتْ دُونَكَ الْكُثُبُ}}
 
{{بیت|لإِنَّا رُزِينَا بِمَا لَمْ يُرْزَ ذُو شَجَنٍ|مِنَ الْبَرِيَّةِ لَا عُجْمٌ وَ لَا عَرَبُ}}
 
             
 
ثُمَّ انْكَفَأَتْ عَلَيْهَا السَّلَامُ- وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَتَوَقَّعُ رُجُوعَهَا إِلَيْهِ وَ يَتَطَلَّعُ طُلُوعَهَا عَلَيْهِ- فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ بِهَا الدَّارُ، قَالَتْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
 
يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْكَ السَّلَامُ: اشْتَمَلْتَ شَمْلَةَ الْجَنِينِ، وَ قَعَدْتَ حُجْرَةَ الظَّنِينِ، نَقَضْتَ قَادِمَةَ الْأَجْدَلِ، فَخَانَكَ رِيشُ الْأَعْزَلِ، هَذَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ يَبْتَزُّنِي نَحْلَةَ أَبِي وَ بُلْغَةَ ابْنَيَّ، لَقَدْ أَجْهَدَ فِي خِصَامِي، وَ أَلْفَيْتُهُ أَلَدَّ فِي كَلَامِي، حَتَّى حَبَسَتْنِي قَيْلَةٌ نَصْرَهَا، وَ الْمُهَاجِرَةُ وَصْلَهَا، وَ غَضَّتِ الْجَمَاعَةُ دُونِي طَرْفَهَا، فَلَا دَافِعَ وَ لَا مَانِعَ، خَرَجْتُ كَاظِمَةً، وَ عُدْتُ رَاغِمَةً، أَضْرَعْتَ خَدَّكَ يَوْمَ أَضَعْتَ حَدَّكَ، افْتَرَسَتِ الذِّئَابُ وَ افْتَرَشْتَ التُّرَابَ، مَا كَفَفْتَ قَائِلًا، وَ لَا أَغْنَيْتَ طَائِلًا، وَ لَا خِيَارَ لِي، لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَنِيئَتِي وَ دُونَ ذِلَّتِي، عَذِيرِي اللَّهُ مِنْكَ عَادِياً، وَ مِنْكَ حَامِياً، وَيْلَايَ! فِي كُلِّ شَارِقٍ ويلاي فِي كُلِّ غَارِب مَاتَ الْعَمَدُ، وَ وَهَنَ الْعَضُدُ، شَكْوَايَ إِلَى أَبِي، وَ عَدْوَايَ إِلَى رَبِّي، اللَّهُمَّ أَنْتَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ حَوْلًا وَ أَشَدُّ بَأْساً وَ تَنْكِيلًا فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا وَيْلَ لَكِ بَلْ الْوَيْلُ لِشَانِئِكِ، نَهْنِهِي عَنْ وَجْدِكِ يَا ابْنَةَ الصَّفْوَةِ، وَ بَقِيَّةَ النُّبُوَّةِ، فَمَا وَنَيْتُ عَنْ دِينِي، وَ لَا أَخْطَأْتُ مَقْدُورِي، فَإِنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ الْبُلْغَةَ، فَرِزْقُكِ مَضْمُونٌ، وَ كَفِيلُكِ مَأْمُونٌ، وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكِ أَفْضَلَ مِمَّا قُطِعَ عَنْكِ، فَاحْتَسِبِي اللَّهَ.
 
  
فَقَالَتْ: حَسْبِيَ اللَّهُ .. وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ أَمْسَكَتْ.
+
إِیهاً بَنِی قَیلَةَ! أَ أُهْضِمَ تُرَاثُ أَبِی وَ أَنْتُمْ بِمَرْأًى مِنِّی وَ مَسْمَعٍ، تَلْبَسُکمُ الدَّعْوَةُ، وَ تَشْمَلُکمُ الْخِبْرَةُ، وَ أَنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَ الْعُدَّةِ، وَ عِنْدَکمُ السِّلَاحُ وَ الْجُنَّةُ، تُوَافِیکمُ الدَّعْوَةُ فَلَا تُجِیبُونَ، وَ تَأْتِیکمُ الصَّرْخَةُ فَلَا تُغِیثُونَ، وَ أَنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْکفَاحِ، مَعْرُوفُونَ بِالْخَیرِ وَ الصَّلَاحِ، وَ النُّخْبَةِ الَّتِی انْتَخَبْتُ، وَ الْخِیرَةُ الَّتِی اخْتِیرَتْ لَنَا أَهْلَ الْبَیتَ. قَاتَلَکمْ الْعَرَبَ، وَ تَحَمَّلْتُمُ الْکدَّ وَ التَّعَبَ، وَ نَاطَحْتُمُ الْأُمَمَ، وَ کافَحْتُمُ الْبُهَمَ، لَا نَبْرَحُ أَوْ تَبْرَحُونَ، نَأْمُرُکمْ فَتَأْتَمِرُونَ، حَتَّى إِذَا دَارَتْ بِنَا رَحَى الْإِسْلَامِ، وَ دَرَّ حَلَبُ الْأَیامِ، وَ خَضَعَتْ ثَغْرَةُ الشِّرْک، وَ سَکنَتْ فَوْرَةُ الْإِفْک، وَ خَمَدَتْ نِیرَانُ الْکفْرِ، وَ هَدَأَتْ دَعْوَةُ الْهَرْجِ، وَ اسْتَوْسَقَ نِظَامُ الدِّینِ، فَأَنَّى حُرْتُمْ بَعْدَ الْبَیانِ، وَ أَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الْإِعْلَانِ، وَ نَکصْتُمْ بَعْدَ الْإِقْدَامِ، وَ أَشْرَکتُمْ بَعْدَ الْإِیمَانِ، بُؤْساً لِقَوْمٍ نَکثُوا أَیمانَهُمْ وَ هَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَ هُمْ بَدَؤُکمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ کنْتُمْ مُؤْمِنِینَ، أَلَا وَ قَدْ أَرَى أَنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إِلَى الْخَفْضِ، وَ أَبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَ الْقَبْضِ، وَ خَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ، وَ نَجَوْتُمْ بالضِّیقِ مِنَ السَّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ مَا وَعَیتُمْ، وَ دَسَعْتُمُ الَّذِی تَسَوَّغْتُمْ، فَإِنْ تَکفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِی حَمِیدٌ. أَلَا وَ قَدْ قُلْتُ الذی قُلْتُ عَلَى مَعْرِفَةٍ مِنِّی بِالْخَذْلَةِ الَّتِی خَامَرَتْکمْ، وَ الْغَدْرَةِ الَّتِی اسْتَشْعَرَتْهَا قُلُوبُکمْ، وَ لَکنَّهَا فَیضَةُ النَّفْسِ، وَ نَفْثَةُ الْغَیظِ، وَ خَوْرُ الْقَنَاةِ، وَ بَثَّةُ الصَّدْرِ، وَ تَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ، فَدُونَکمُوهَا فَاحْتَقِبُوهَا دَبِرَةَ الظَّهْرِ، نَقِبَةَ الْخُفِّ، بَاقِیةَ الْعَارِ، مَوْسُومَةً بِغَضَبِ اللَّهِ مَوْصُولَةً بِنارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ فَبِعَینِ اللَّهِ مَا تَفْعَلُونَ وَ سَیعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَی مُنْقَلَبٍ ینْقَلِبُونَ. وَ أَنَا ابْنَةُ نَذِیرٍ لَکمْ بَینَ یدَی عَذابٍ شَدِیدٍ فَاعْمَلُوا ... إِنَّا عامِلُونَ وَ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ.  
                       
 
== ترجمه فارسی خطبه فدک ==
 
بد اللَّه بن الحسن مثنّى به اسناد خود از پدران گرامش- درود خداوند بر آنان باد- نقل مى‌كند:
 
ابو بكر عزم خود را بر گرفتن فدك از فاطمه زهرا عليها السّلام جزم كرد. چون خبر به سمع و نظر حضرت رسيد، سرپوش بر سر افكند و خود را در چادرى پيچيده با گروهى از زنان به جانب مسجد به راه افتاد. حضرت خود را سخت مستور داشته بود و همچون پيامبر خدا صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم بدون هيچ كاستى قدم برمى‌داشت، تا اينكه بر ابو بكر وارد شد. ابو بكر در مسجد نشسته بود و گروهى از مهاجرين و انصار بر گردش جمع شده بودند. براى دور ماندن حضرت از نگاه نامحرمان پرده‌اى در مسجد آويخته شد و فاطمه عليها السّلام در پس آن قرار گرفتند.
 
در ابتدا فاطمه زهرا عليها السّلام صداى خود را به ناله‌اى دلخراش بلند كرد، مسجد لرزيد و حاضران به گريه افتادند. سپس لختى سكوت كرد تا مجلس از جنب و جوش خود باز ايستاد.
 
فريادها و همهمه‌ها چون به سكوت گراييد، كلام خود را با سپاس و ستايش از خداوند و درود بر رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم آغاز نمود. بار ديگر ناله‌ها به اوج خود رسيد. با برقرارى آرامش مجدد، فاطمه عليها السّلام اين گونه ادامه داد:
 
  
خداوند را بر آنچه ارزانى داشت، سپاسگزار و بر انديشه نيكو كه در دل نهاد، شاكر و برنعمتهاى فراگيرش ثنا مى‌گويم. نعمت‌هايى كه از چشمه لطفش جوشيد و عطاهاى فراوانى كه بخشيد و احسانى كه پياپى پراكند. نعمت‌هايى كه از شمار بيرون است و شكر و جبران (نعمتها) از توان افزون، و درك نهايتش نه در حد انديشه ناموزون. بندگان را براى فزونى نعمتها و استمرار عطايا به شكر خويش فراخوانده براى تكميل به ستايش آن متوجه نموده آنان را براى نعمتها دو چندان تشويق فرموده است.
+
فَأَجَابَهَا أَبُو بَکرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وَ قَالَ: یا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)! لَقَدْ کانَ أَبُوک بِالْمُؤْمِنِینَ عَطُوفاً کرِیماً، رَءُوفاً رَحِیماً، وَ عَلَى الْکافِرِینَ عَذَاباً أَلِیماً، وَ عِقَاباً عَظِیماً، إِنِ عَزَوْنَاهُ وَجَدْنَاهُ أَبَاک دُونَ النِّسَاءِ، وَ أَخا إلفک دُونَ الْأَخِلَّاءِ آثَرَهُ عَلَى کلِّ حَمِیمٍ، وَ سَاعَدَهُ فِی کلِّ أَمْرٍ جَسِیمٍ، لَا یحِبُّکمْ إِلَّا سَعِیدٍ، وَ لَا یبْغِضُکمْ إِلَّا شقِی بَعِیدٌ، فَأَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) الطَّیبُونَ، وَ الْخِیرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ، عَلَى الْخَیرِ أَدِلَّتُنَا، وَ إِلَى الْجَنَّةِ مَسَالِکنَا، وَ أَنْتِ یا خِیرَةَ النِّسَاءِ وَ ابْنَةَ خَیرِ الْأَنْبِیاءِ صَادِقَةٌ فِی قَوْلِک، سَابِقَةٌ فِی وُفُورِ عَقْلِک، غَیرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّک، وَ لَا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِک، وَ اللَّهِ مَا عَدَوْتُ رَأْی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ لَا عَمِلْتُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَ إِنَّ الرَّائِدَ لَا یکذِبُ أَهْلَهُ، وَ إِنِّی أُشْهِدُ اللَّهَ وَ کفَى بِهِ شَهِیداً أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ یقُولُ: نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْبِیاءِ لَا نُورِثُ ذَهَباً وَ لَا فِضَّةً وَ لَا دَاراً وَ لَا عَقَاراً وَ إِنَّمَا نُورِثُ الْکتَابَ وَ الْحِکمَةَ وَ الْعِلْمَ وَ النُّبُوَّةَ، وَ مَا کانَ لَنَا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِی الْأَمْرِ بَعْدَنَا أَنْ یحْکمَ فِیهِ بِحُکمِهِ، وَ قَدْ جَعَلْنَا مَا حَاوَلْتِهِ فِی الْکرَاعِ وَ السِّلَاحِ یقَاتِلُ بِهَا الْمُسْلِمُونَ وَ یجَاهِدُونَ الْکفَّارَ، وَ یجَالِدُونَ الْمَرَدَةَ الْفُجَّارَ، وَ ذَلِک بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ، لَمْ أنفرد بِهِ وَحْدِی، وَ لَمْ أَسْتَبِدَّ بِمَا کانَ الرَّأْی عِنْدِی، وَ هَذِهِ حَالِی وَ مَالِی هِی لَک وَ بَینَ یدَیک لَا نَزْوِی عَنْک وَ لَا نَدَّخِرُ دُونَک، وَ أَنْتِ سَیدَةُ أُمَّةِ أَبِیک، وَ الشَّجَرَةُ الطَّیبَةُ لِبَنِیک، لَا نَدْفَعَ مَا لَک مِنْ فَضْلِک، وَ لَا نُوضَعُ مِنْ فَرْعِک وَ أَصْلِک، حُکمُک نَافِذٌ فِیمَا مَلَکتْ یدَای، فَهَلْ تَرَینَ أَنْ أُخَالِفَ فِی ذَلِک أَبَاک صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟!
گواهى مى‌دهم كه معبودى جز او نيست و يكتايى است بى‌انباز و شريك.
 
  
روح اين گواهى، دوستى بى‌آلايش و خلوص است، كه دلهاى مشتاقان با آن درآميخته آثارش در افكار پرتو افكن شده است. خدايى كه ديدگان را توانايى ديدن، زبان را ياراى بيان، و گمانها را قدرت بر ادراك او نيست.
+
فَقَالَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا کانَ أَبِی رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ عَنْ کتَابِ اللَّهِ صَادِفاً وَ لَا لِأَحْکامِهِ مُخَالِفاً، بَلْ کانَ یتْبَعُ أَثَرَهُ، وَ یقْفُو سُوَرَهُ، أَ فَتَجْمَعُونَ إِلَى الْغَدْرِ اعْتِلَالًا عَلَیهِ بِالزُّورِ و البهتان، وَ هَذَا بَعْدَ وَفَاتِهِ شَبِیهٌ بِمَا بُغِی لَهُ مِنَ الْغَوَائِلِ فِی حَیاتِهِ، هَذَا کتَابُ اللَّهِ حَکماً عَدْلًا، وَ نَاطِقاً فَصْلًا، یقُولُ: یرِثُنِی وَ یرِثُ مِنْ آلِ یعْقُوبَ <ref>مریم: ۶</ref> وَ یقُولُ وَ وَرِثَ سُلَیمانُ داوُدَ <ref>النمل: ۱۶</ref> فَبَینَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیمَا وُزِّعَ مِنَ الْأَقْسَاطِ، وَ شَرَعَ مِنَ الْفَرَائِضِ وَ الْمِیرَاثِ، وَ أَبَاحَ مِنْ حَظِّ الذُّکرَانِ وَ الْإِنَاثِ مَا أَزَاحَ بِهِ عِلَّةَ الْمُبْطِلِینَ، وَ أَزَالَ التَّظَنِّی وَ الشُّبُهَاتِ فِی الْغَابِرِینَ، کلَّا! بَلْ سَوَّلَتْ لَکمْ أَنْفُسُکمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِیلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى‌ ما تَصِفُونَ.  
همه چيز را از نيستى به هستى در آورد، و آنان را بدون وجود الگو و نمونه‌اى ايجاد نمود.
 
  
بايد قدرت خود همه را بالندگى داد و با اراده‌اش به خلق موجودات دست يازيد، بى‌آنكه به آفرينش آنها نيازمند باشد و از اين صورتگرى طرفى ببندد. او مى‌خواست حكمتش را آشكار سازد و مردم را به فرمانبرداريش هشيار كند و بندگان را به عبوديتش رهنمون گرداند و براى دعوتش موجب سرافرازى باشد پس آنگاه پاداش را در اطاعت و كيفر را در نافرمانى نهاد تا بندگان را از خشم و عذاب خود رهانيده به سوى بهشت و كانون رحمتش سوق دهد.
+
فَقَالَ أَبُو بَکرٍ: صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَتْ ابْنَتُهُ، أَنْتِ مَعْدِنُ الْحِکمَةِ، وَ مَوْطِنُ الْهُدَى وَ الرَّحْمَةِ، وَ رُکنُ الدِّینِ، وَ عَینُ الْحُجَّةِ، لَا أُبَعِّدُ صَوَابَک، وَ لَا أُنْکرُ خِطَابَک، هَؤُلَاءِ الْمُسْلِمُونَ بَینِی وَ بَینَک قَلَّدُونِی مَا تَقَلَّدْتُ، وَ بِاتِّفَاقٍ مِنْهُمْ أَخَذْتُ مَا أَخَذْتُ، غَیرَ مُکابِرٍ وَ لَا مُسْتَبِدٍّ وَ لَا مُسْتَأْثِرٍ، وَ هُمْ بِذَلِک شُهُودٌ.
  
گواهى مى‌دهم كه پدرم، محمّد، بنده و فرستاده اوست. او را برگزيد و انتخاب كرد قبل از آنكه به سوى مردم براى هدايت آنان بفرستد و پيش از انتخاب كردن، نامى نيكو بر او نهاد و قبل از آنكه او را به پيامبرى برانگيزاند، از ميان مردم انتخاب كرد و برگزيد و اين در آن هنگام بود كه بندگان در حجاب غيب مستور، در پس پرده نيستى و در پهنه بيابان عدم، سرگردان بودند. پروردگار بزرگ بر پايان هر كار دانا و بر دگرگونيها محيط و به انجام هر چيز بينا بود.
+
فَالْتَفَتَتْ فَاطِمَةُ عَلَیهَا السَّلَامُ النَّاسَ وَ قَالَتْ: مَعَاشِرَ المُسْلِمینَ! الْمُسْرِعَةَ إِلَى قِیلِ الْبَاطِلِ، الْمُغْضِیةَ عَلَى الْفِعْلِ الْقَبِیحِ الْخَاسِرِ أَ فَلا یتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى‌ قُلُوبٍ أَقْفالُها، کلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِکمْ، مَا أَسَأْتُمْ مِنْ أَعْمَالِکمْ، فَأَخَذَ بِسَمْعِکمْ وَ أَبْصَارِکمْ، وَ لَبِئْسَ مَا تَأَوَّلْتُمْ، وَ سَاءَ مَا بِهِ أَشَرْتُمْ، وَ شَرَّ مَا اغتصبتم، لَتَجِدُنَّ وَ اللَّهِ مَحْمِلَهُ ثَقِیلًا، وَ غِبَّهُ وَبِیلًا، إِذَا کشِفَ لَکمُ الْغِطَاءُ، وَ بَانَ مَا وَرَاءَهُ من الْبَاسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ، وَ بَدَا لَکمْ مِنْ رَبِّکمْ مَا لَمْ تَکونُوا تَحْتَسِبُوُنَ وَ خَسِرَ هُنالِک الْمُبْطِلُونَ. ثُمَّ عَطَفَتْ عَلَى قَبْرِ النَّبِی صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ قَالَتْ:{{بیت| قَدْ کانَ بَعْدَک أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ|لَوْ کنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تَکثُرْ الْخَطْبُ‌}}
محمّد صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم را برانگيخت تا فرمانش را كامل، حكمش را نافذ و آنچه را مقدّر ساخته بود، به انجام رساند. پيامبر مشاهده نمود كه هر گروه آيينى را پذيرا گشته‌اند. دسته‌اى بر گرد آتش در طواف، گروهى در برابر بت به نماز، و همگان ياد خدايى را كه مى‌شناسند، از خاطر
+
{{بیت|لإِنَّا فَقَدْنَاک فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا|وَ اخْتَلَّ قَوْمُک فَاشْهَدْهُمْ وَ لَا تَغِبْ}}
زدوده‌اند.
+
{{بیت|لوَ کلُّ أَهْلٍ لَهُ قُرْبَى وَ مَنْزِلَةٌ|عِنْدَ الْإِلَهِ عَلَى الْأَدْنَینِ مُقْتَرِبٌ‌}}
 +
{{بیت|أَبْدَتْ رِجَالٌ لَنَا نَجْوَى صُدُورِهِمْ|لَمَّا مَضَیتَ وَ حَالَتْ دُونَک التُّرَبُ}}
 +
{{بیت|لتَجَهَّمَتْنَا رِجَالٌ وَ اسْتُخِفَّ بِنَا|لَمَّا فُقِدْتَ وَ کلُّ الْأَرْضِ مُغْتَصَبُ}}
 +
{{بیت|لوَ کنْتَ بَدْراً وَ نُوراً یسْتَضَاءُ بِهِ|عَلَیک ینْزِلُ مِنْ ذِی الْعِزَّةِ الْکتُبُ}}
 +
{{بیت|لوَ کانَ جِبْرِیلُ بِالْآیاتِ یؤْنِسُنَا|فَقَدْ فُقِدْتَ وَ کلُّ الْخَیرِ مُحْتَجَبُ}}
 +
{{بیت|لفَلَیتَ قَبْلَک کانَ الْمَوْتُ صَادَفَنَا|لَمَّا مَضَیتَ وَ حَالَتْ دُونَک الْکثُبُ}}
 +
{{بیت|لإِنَّا رُزِینَا بِمَا لَمْ یرْزَ ذُو شَجَنٍ|مِنَ الْبَرِیةِ لَا عُجْمٌ وَ لَا عَرَبُ}}
 +
             
 +
ثُمَّ انْکفَأَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ- وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ یتَوَقَّعُ رُجُوعَهَا إِلَیهِ وَ یتَطَلَّعُ طُلُوعَهَا عَلَیهِ- فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ بِهَا الدَّارُ، قَالَتْ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ: یا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ عَلَیک السَّلَامُ: اشْتَمَلْتَ شَمْلَةَ الْجَنِینِ، وَ قَعَدْتَ حُجْرَةَ الظَّنِینِ، نَقَضْتَ قَادِمَةَ الْأَجْدَلِ، فَخَانَک رِیشُ الْأَعْزَلِ، هَذَا ابْنُ أَبِی قُحَافَةَ یبْتَزُّنِی نَحْلَةَ أَبِی وَ بُلْغَةَ ابْنَی، لَقَدْ أَجْهَدَ فِی خِصَامِی، وَ أَلْفَیتُهُ أَلَدَّ فِی کلَامِی، حَتَّى حَبَسَتْنِی قَیلَةٌ نَصْرَهَا، وَ الْمُهَاجِرَةُ وَصْلَهَا، وَ غَضَّتِ الْجَمَاعَةُ دُونِی طَرْفَهَا، فَلَا دَافِعَ وَ لَا مَانِعَ، خَرَجْتُ کاظِمَةً، وَ عُدْتُ رَاغِمَةً، أَضْرَعْتَ خَدَّک یوْمَ أَضَعْتَ حَدَّک، افْتَرَسَتِ الذِّئَابُ وَ افْتَرَشْتَ التُّرَابَ، مَا کفَفْتَ قَائِلًا، وَ لَا أَغْنَیتَ طَائِلًا، وَ لَا خِیارَ لِی، لَیتَنِی مِتُّ قَبْلَ هَنِیئَتِی وَ دُونَ ذِلَّتِی، عَذِیرِی اللَّهُ مِنْک عَادِیاً، وَ مِنْک حَامِیاً، وَیلَای! فِی کلِّ شَارِقٍ ویلای فِی کلِّ غَارِب، مَاتَ الْعَمَدُ، وَ وَهَنَ الْعَضُدُ، شَکوَای إِلَى أَبِی، وَ عَدْوَای إِلَى رَبِّی، اللَّهُمَّ أَنْتَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ حَوْلًا وَ أَشَدُّ بَأْساً وَ تَنْکیلًا.  
  
پس خداوند به نور محمّد بساط ظلمت را برچيد، و دلها را از تيرگى كفر رهانيد، و ابرهاى تيره و تار را از مقابل ديدگان به يك سو فكند. او (پيامبر خدا) براى هدايت مردم به پاى خاست و آنها را از گمراهى و ناراستى رهايى بخشيد و چشمانشان را بينا ساخت. آنان را به آيين پا بر جاى اسلام رهنمون و به راه راست دعوت نمود. سپس از روى اختيار و مهربانى، و ميل و ايثار، جوار رحمت خود را به او ارزانى داشت، و او را از رنج اين جهان دل آسوده و راحت نمود و فرشتگانى مقرّب بر او گماشت. چتر دولتش را در همسايگى خود افراشت و طومار مغفرت و رضوان را به نام او نگاشت. درود و بركات بى‌پايان خداوندى بر محمّد پيام‌آور رحمت، امين وحى و رسالت و برگزيده امّت باد.
+
فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ: لَا وَیلَ لَک بَلْ الْوَیلُ لِشَانِئِک، نَهْنِهِی عَنْ وَجْدِک یا ابْنَةَ الصَّفْوَةِ، وَ بَقِیةَ النُّبُوَّةِ، فَمَا وَنَیتُ عَنْ دِینِی، وَ لَا أَخْطَأْتُ مَقْدُورِی، فَإِنْ کنْتِ تُرِیدِینَ الْبُلْغَةَ، فَرِزْقُک مَضْمُونٌ وَ کفِیلُک مَأْمُونٌ، وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَک أَفْضَلَ مِمَّا قُطِعَ عَنْک، فَاحْتَسِبِی اللَّهَ.
سپس فاطمه عليها السّلام نگاهى به اهل مجلس افكند و اين چنين به سخنان خود ادامه داد:
 
  
شما بندگان خدا، نگاهبانان حلال و حرام، حاملان دين و احكام، امينان خداوند بر خويش و پيام آوران او به سوى امّتها هستيد. حقّى از سوى خداوند بر عهده داريد و پيمانى را كه با او بسته‌ايد، پذيرفته‌ايد. و آنچه كه پيامبر خدا پس از خود در ميان شما باقى گذارده، كتاب گوياى خداوند و قرآن صادق مى‌باشد كه نور او فروزان و شعاع او درخشان است.
+
فَقَالَتْ: حَسْبِی اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکیلُ وَ أَمْسَکتْ.
قرآن كتابى است كه دلايلش روشن، لطايف و دقايقش آشكار، ظواهرش نورانى، پيروانش پر افتخارند و جهانيان بديشان غبطه خورند و حسد برند. كتابى كه پيرويش راهگشاى روضه رحمت الهى است و شنونده‌اش رستگار در دو سرا. در پرتوى آن، دليلهاى روشن الهى را مى‌توان ديد و نيز تفسير احكام و واجبات او را دريافت. قرآن حرامهاى خداوندى را بازدارنده، حلالهاى او را رخصت دهنده و مستحبّات را نمايانيده است و بيانگر شريعت اسلام مى ‌باشد.
+
                       
 +
==ترجمه خطبه فدکیه==
 +
عبداللَّه بن [[حسن مثنی|حسن مثنّى]] به اسناد خود از پدران گرامی اش -درود خداوند بر آنان باد- نقل مى‌کند:
 +
[[ابوبکر|ابوبکر]] عزم خود را بر گرفتن [[فدک|فدک]] از [[حضرت فاطمه زهرا سلام الله علیها|فاطمه زهرا]] علیها السّلام جزم کرد. چون خبر به سمع و نظر حضرت رسید، سرپوش بر سر افکند و خود را در چادرى پیچیده با گروهى از زنان به جانب مسجد به راه افتاد. حضرت خود را سخت مستور داشته بود و همچون [[پیامبر اسلام|پیامبر خدا]] صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم بدون هیچ کاستى قدم برمى‌داشت، تا اینکه بر ابو بکر وارد شد. ابو بکر در مسجد نشسته بود و گروهى از [[مهاجرین|مهاجرین]] و [[انصار]] بر گردش جمع شده بودند. براى دور ماندن حضرت از نگاه نامحرمان پرده‌اى در مسجد آویخته شد و فاطمه علیها السّلام در پس آن قرار گرفتند.
 +
در ابتدا فاطمه زهرا علیها السّلام صداى خود را به ناله‌اى دلخراش بلند کرد، مسجد لرزید و حاضران به گریه افتادند. سپس لختى سکوت کرد تا مجلس از جنب و جوش خود باز ایستاد.
 +
فریادها و همهمه‌ها چون به سکوت گرایید، کلام خود را با سپاس و ستایش از خداوند و درود بر رسول خدا صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم آغاز نمود. بار دیگر ناله‌ها به اوج خود رسید. با برقرارى آرامش مجدد، فاطمه علیها السّلام این گونه ادامه داد:
  
خداوند ايمان را سبب زدودن زنگار شرك از دلهاتان قرار داد و نماز را موجبى براى دورى شما از خودپرستى، و زكات را دستمايه بى‌آلايشى نفس و افزايش روزى بى‌دريغ و روزه را عامل تثبيت دوستى و اخلاص و حج را وسيله تقويت دين، و عدالت را مايه پيوند قلوب، و پيروى ما را سبب نظم و پيشوايى ما را مانع جدايى و افتراق، جهاد را وسيله عزّت شما و خوارى و ذلّت كفار و منافقين، و شكيبايى و صبر را موجبى براى جلب پاداش، فرمان به حلال و نهى از حرام را براى مصلحت مردم، و نيكى به پدر و مادر را موجب‌
+
«[[الله|خداوند]] را بر آنچه ارزانى داشت، سپاسگزار و بر اندیشه نیکو که در دل نهاد، شاکر و برنعمتهاى فراگیرش ثنا مى‌گویم. نعمت‌هایى که از چشمه لطفش جوشید و عطاهاى فراوانى که بخشید و احسانى که پیاپى پراکند. نعمت‌هایى که از شمار بیرون است و شکر و جبران (نعمتها) از توان افزون، و درک نهایتش نه در حد اندیشه ناموزون. بندگان را براى فزونى نعمتها و استمرار عطایا به شکر خویش فراخوانده براى تکمیل به ستایش آن متوجه نموده آنان را براى نعمتها دو چندان تشویق فرموده است.
پيشگيرى از خشم الهى قرار داد. صله رحم را باعث افزايش جمعيت، قصاص را سبب بقاى زندگانى، وفاى به نذر را موجب آمرزش و تمام پرداختن پيمانه و وزن را مانع از كم فروشى و كاهش (نعمات) قرار داد. بر كنار بودن از مى‌خوارگى را سبب پاكى از پليديها و پرهيز از تهمت و نسبتهاى ناروا را مانعى در برابر لعن و نفرين الهى و منع از دزدى را موجبى براى پوييدن راه عفت ساخت و پاكى و اجتناب از خوردن مال يتيمان و خوددارى از اختصاص غنيمت به خود و تقسيم آن در ميان اصحاب استحقاق را باعث در امان ماندن از ظلم، و عدالت پيشگى در اجراى احكام را موجب راحتى و آرامش و ملايمت در امور مردم قرار داد.
+
گواهى مى‌دهم که معبودى جز او نیست و یکتایى است بى‌انباز و شریک. روح این گواهى، دوستى بى‌آلایش و خلوص است، که دلهاى مشتاقان با آن درآمیخته آثارش در افکار پرتو افکن شده است. خدایى که دیدگان را توانایى دیدن، زبان را یاراى بیان، و گمانها را قدرت بر ادراک او نیست.
 +
همه چیز را از نیستى به هستى در آورد، و آنان را بدون وجود الگو و نمونه‌اى ایجاد نمود. با قدرت خود همه را بالندگى داد و با اراده‌اش به خلق موجودات دست یازید، بى‌آنکه به آفرینش آنها نیازمند باشد و از این صورتگرى طرفى ببندد. او مى‌خواست حکمتش را آشکار سازد و مردم را به فرمانبرداریش هشیار کند و بندگان را به عبودیتش رهنمون گرداند و براى دعوتش موجب سرافرازى باشد پس آنگاه پاداش را در اطاعت و کیفر را در نافرمانى نهاد تا بندگان را از خشم و عذاب خود رهانیده به سوى بهشت و کانون رحمتش سوق دهد.
  
شرك را حرام نمود تا از سر اخلاص ره رستگارى پويند «پس چنان كه شايسته ترس از خداست از او بترسيد و تن به مرگ مدهيد جز آنكه در طريق اسلام باشيد» از خداوند در آنچه كه شما را فرموده و يا از آنچه كه بازداشته، فرمان بريد كه «از ميان بندگان تنها دانايان از خداوند مى‌ترسند».
+
گواهى مى‌دهم که پدرم، [[پیامبر اسلام|محمّد]]، بنده و فرستاده اوست. او را برگزید و انتخاب کرد قبل از آنکه به سوى مردم براى هدایت آنان بفرستد و پیش از انتخاب کردن، نامى نیکو بر او نهاد و قبل از آنکه او را به پیامبرى برانگیزاند، از میان مردم انتخاب کرد و برگزید و این در آن هنگام بود که بندگان در حجاب غیب مستور، در پس پرده نیستى و در پهنه بیابان عدم، سرگردان بودند. پروردگار بزرگ بر پایان هر کار دانا و بر دگرگونیها محیط و به انجام هر چیز بینا بود.
سپس فرمود:
+
محمّد صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم را برانگیخت تا فرمانش را کامل، حکمش را نافذ و آنچه را مقدّر ساخته بود، به انجام رساند. پیامبر مشاهده نمود که هر گروه آیینى را پذیرا گشته‌اند. دسته‌اى بر گرد آتش در طواف، گروهى در برابر بت به نماز، و همگان یاد خدایى را که مى‌شناسند، از خاطر
 +
زدوده‌اند.
  
اى مردم بدانيد من فاطمه‌ ام، و پدرم محمّد است- كه صلوات و درود خداوند بر او و خاندانش باد- آنچه كه در آغاز گفته‌ام، در پايان هم از آن سخن خواهم راند. در گفتارم ناراست نگويم و در كردارم راه خطا نپويم «همانا پيامبرى از ميان شما به سوى شما آمد كه رنج و محنت شما او را گران آمد، سخت به شما دل بسته است و براى مؤمنين مهربان و غمخوار است». اگر او را بشناسيد خواهيد ديد كه او پدر من است و نه پدر زنان شما. و برادر پسر عموى من بوده، نه برادر مردان شما. چه پر افتخار است اين نسب- درود خداوند او و خاندانش را شامل باد.
+
پس خداوند به نور محمّد بساط ظلمت را برچید، و دلها را از تیرگى کفر رهانید، و ابرهاى تیره و تار را از مقابل دیدگان به یک سو فکند. او (پیامبر خدا) براى هدایت مردم به پاى خاست و آنها را از گمراهى و ناراستى رهایى بخشید و چشمانشان را بینا ساخت. آنان را به آیین پا بر جاى [[اسلام]] رهنمون و به راه راست دعوت نمود. سپس از روى اختیار و مهربانى، و میل و ایثار، جوار رحمت خود را به او ارزانى داشت، و او را از رنج این جهان دل آسوده و راحت نمود و فرشتگانى مقرّب بر او گماشت. چتر دولتش را در همسایگى خود افراشت و طومار مغفرت و رضوان را به نام او نگاشت. درود و برکات بى‌پایان خداوندى بر محمّد پیام‌آور رحمت، امین وحى و رسالت و برگزیده امّت باد.
  
او رسالت خود را به مردم ابلاغ و آنان را از عذاب خداوندى بر حذر داشت. از روش مشركان روى گرداند و گردنهايشان را به ضرب تازيانه توحيد كوفت و حلقومشان را به سختى فشرد. او مردم را با دليل و برهان و اندرز سودمند به راه خداوند رهنمون بود. شوكت بت و بت پرستان را در هم شكست تا جمع آنها از هم گسيخت و ظلمت شب تار زدوده شد و صبح ايمان دميد و برقع و نقاب از چهره حقيقت به يك سو فكند. زبان پيشواى دين به گفتارباز شد و عربده‌جوييهاى شياطين به خاموشى گراييد. افسر و تاج نفاق بر زمين فرو افتاد، گره‌هاى كفر و اختلاف گشوده شد و شما به همراه گروهى از سپيد رويان پاك نهاد (پارسايان آبرومندى كه از شدت خويشتن‌دارى و گرسنگى روزه سپيد روى و رنگ پريده بودند) گوياى كلمه اخلاص (لا اله الّا اللَّه) شديد و حال آنكه بر لب پرتگاه گودال جهنّم بوديد.
+
سپس فاطمه علیها السّلام نگاهى به اهل مجلس افکند و این چنین به سخنان خود ادامه داد: شما بندگان خدا، نگاهبانان حلال و حرام، حاملان دین و احکام، امینان خداوند بر خویش و پیام آوران او به سوى امّتها هستید. حقّى از سوى خداوند بر عهده دارید و پیمانى را که با او بسته‌اید، پذیرفته‌اید. و آنچه که پیامبر خدا پس از خود در میان شما باقى گذارده، کتاب گویاى خداوند و [[قرآن]] صادق مى‌باشد که نور او فروزان و شعاع او درخشان است.
 +
قرآن کتابى است که دلایلش روشن، لطایف و دقایقش آشکار، ظواهرش نورانى، پیروانش پر افتخارند و جهانیان بدیشان غبطه خورند و حسد برند. کتابى که پیرویش راهگشاى روضه رحمت الهى است و شنونده‌اش رستگار در دو سرا. در پرتوى آن، دلیلهاى روشن الهى را مى‌توان دید و نیز تفسیر احکام و واجبات او را دریافت. قرآن حرامهاى خداوندى را بازدارنده، حلالهاى او را رخصت دهنده و مستحبّات را نمایانیده است و بیانگر شریعت اسلام مى ‌باشد.
  
به خاطر ضعف و ناتوانى شما، هر كس از راه مى‌رسيد، مى‌توانست شما را نابود كند، همچون جرعه‌اى براى تشنه و لقمه‌اى براى خورنده و شكار هر درنده و لگدكوب هر رونده و پايمال هر رهگذرى مى‌شديد. از آب گنديده و ناگوار مى‌نوشيديد و از پوست جانور و مردار سدّ جوع مى‌كرديد. پست و ناچيز بوديد و «از هجوم همسايه و همجوار در هراس». در چنين حالى خداوند تبارك و تعالى محمّد صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم پيام‌آور خود را به سوى شما گسيل داشت.
+
خداوند [[ایمان|ایمان]] را سبب زدودن زنگار شرک از دلهاتان قرار داد و [[نماز]] را موجبى براى دورى شما از خودپرستى، و [[زکات|زکات]] را دستمایه بى‌آلایشى نفس و افزایش روزى بى‌دریغ و [[روزه]] را عامل تثبیت دوستى و اخلاص و [[حج]] را وسیله تقویت دین، و [[عدالت]] را مایه پیوند قلوب، و پیروى ما را سبب نظم و [[امامت|پیشوایى]] ما را مانع جدایى و افتراق، [[جهاد]] را وسیله عزّت شما و خوارى و ذلّت کفار و منافقین، و شکیبایى و [[صبر]] را موجبى براى جلب پاداش، فرمان به [[حلال]] و نهى از [[حرام]] را براى مصلحت مردم، و نیکى به پدر و مادر را موجب‌
 +
پیشگیرى از خشم الهى قرار داد. [[صله رحم]] را باعث افزایش جمعیت، [[قصاص]] را سبب بقاى زندگانى، وفاى به [[نذر]] را موجب آمرزش و تمام پرداختن پیمانه و وزن را مانع از کم فروشى و کاهش (نعمات) قرار داد. بر کنار بودن از مى‌خوارگى را سبب پاکى از پلیدیها و پرهیز از تهمت و نسبتهاى ناروا را مانعى در برابر لعن و نفرین الهى و منع از دزدى را موجبى براى پوییدن راه عفت ساخت و پاکى و اجتناب از خوردن مال یتیمان و خوددارى از اختصاص غنیمت به خود و تقسیم آن در میان اصحاب استحقاق را باعث در امان ماندن از ظلم، و عدالت پیشگى در اجراى احکام را موجب راحتى و آرامش و ملایمت در امور مردم قرار داد. [[شرک|شرک]] را حرام نمود تا از سر اخلاص ره رستگارى پویند «پس چنان که شایسته ترس از خداست از او بترسید و تن به مرگ مدهید جز آنکه در طریق اسلام باشید» از خداوند در آنچه که شما را فرموده و یا از آنچه که بازداشته، فرمان برید که «از میان بندگان تنها دانایان از خداوند مى‌ترسند».
  
او پس از آن همه رنجها كه ديد و سختى‌ها كه كشيد، شما را از ذلت و خوارى رهايى بخشيد.
+
سپس فرمود: اى مردم بدانید من فاطمه‌ ام، و پدرم محمّد است- که صلوات و درود خداوند بر او و خاندانش باد- آنچه که در آغاز گفته‌ام، در پایان هم از آن سخن خواهم راند. در گفتارم ناراست نگویم و در کردارم راه خطا نپویم «همانا پیامبرى از میان شما به سوى شما آمد که رنج و محنت شما او را گران آمد، سخت به شما دل بسته است و براى مؤمنین مهربان و غمخوار است». اگر او را بشناسید خواهید دید که او پدر من است و نه پدر زنان شما. و برادر پسر عموى من بوده، نه برادر مردان شما. چه پر افتخار است این نسب- درود خداوند او و خاندانش را شامل باد.
  
رزم آوران ماجراجو، سركشان درّنده‌خو، جهودان دين به دنيا فروش و ترسايان دور از حق از هر سو به او تاختند و با او به مخالفت برخاستند. «چون هر زمان آتش اخگر به هيزم و هيمه فتنه افكندند، خداوند آن را خاموش ساخت» و هر گاه شاخ شيطان نمايان مى‌گشت و يا مشركى دهان به ياوه‌گويى مى‌گشود، او برادرش على عليه السّلام را در كام آن مى‌افكند. على عليه السّلام هم در مقابل تا آن زمان كه بر مغز و سر مخالفان نمى‌كوبيد و بينى آنها را به خاك مذلّت نمى‌ماليد، ترك امر نمى‌نمود. او در راه خداوند كوشا، به رسول خدا نزديك، و مهتر اولياى نصيحتگر، تلاشگر و كوشنده بود، و شما در آن هنگام در آسايش مى‌زيستيد و از امنيت برخوردار بوديد. مترصّد تغيير جهت چرخ گردون عليه ما و گوش به زنگ اخبار بوديد. به هنگام كارزار عقب گرد مى‌كرديد و در ميدان نبرد فرار را بر قرار ترجيح مى‌داديد.
+
او رسالت خود را به مردم ابلاغ و آنان را از عذاب خداوندى بر حذر داشت. از روش مشرکان روى گرداند و گردنهایشان را به ضرب تازیانه [[توحید|توحید]] کوفت و حلقومشان را به سختى فشرد. او مردم را با دلیل و برهان و اندرز سودمند به راه خداوند رهنمون بود. شوکت بت و بت پرستان را در هم شکست تا جمع آنها از هم گسیخت و ظلمت شب تار زدوده شد و صبح ایمان دمید و برقع و نقاب از چهره حقیقت به یک سو فکند. زبان پیشواى دین به گفتارباز شد و عربده‌جوییهاى شیاطین به خاموشى گرایید. افسر و تاج نفاق بر زمین فرو افتاد، گره‌هاى کفر و اختلاف گشوده شد و شما به همراه گروهى از سپید رویان پاک نهاد (پارسایان آبرومندى که از شدت خویشتن‌دارى و گرسنگى روزه سپید روى و رنگ پریده بودند) گویاى کلمه اخلاص (لا اله الّا اللَّه) شدید و حال آنکه بر لب پرتگاه گودال جهنّم بودید. به خاطر ضعف و ناتوانى شما، هر کس از راه مى‌رسید، مى‌توانست شما را نابود کند، همچون جرعه‌اى براى تشنه و لقمه‌اى براى خورنده و شکار هر درنده و لگدکوب هر رونده و پایمال هر رهگذرى مى‌شدید. از آب گندیده و ناگوار مى‌نوشیدید و از پوست جانور و مردار سدّ جوع مى‌کردید. پست و ناچیز بودید و «از هجوم همسایه و همجوار در هراس».  
  
چون خداوند سراى پيمبرانش را براى پيامبر خود برگزيد و جايگاه برگزيدگانش را منزلگاه او ساخت، كينه‌ها و دورويى‌ها آشكار و پرده دين دريده شد. هر گمراهى مدّعى و هر گمنامى سالار و هر ياوه‌گويى در پى گرمى بازار خويش، شيطان سر از كمينگاه خود به درآورد و شما را به سوى خود فراخواند، و بسيارى از شما را آماده پذيرفتن دعوتش و منتظر فريبش يافت! شما هم سبكبار در پى او دويديد و به آسانى در دام فريبش خزيديد. و او آتش انتقام را در دلهاتان برافروخت. آثار خشم در چهره شما نمايان گرديد و سبب شد،كه بر غير شتر خود داغ نهيد و در غير آبشخور خود وارد شويد. اين در حالى بود كه هنوز دو روزى از مرگ پيامبرتان نگذشته، سوز سينه ما خاموش نشده، جراحت قلب ما التيام نيافته، و هنوز پيامبر خدا در دل خاك جاى نگرفته بود. بهانه شما اين بود كه از بروز فتنه‌ها جلوگيرى مى‌كنيد «راهى جز راه حق مى‌پوييد» و گر نه كتاب خدا در ميان شماست! مطالب و موضوعاتش معلوم و احكام و دلايل آن روشن و درخشان، نشانه‌هايش نورانى و هويدا، نواهيش آشكار و اوامرش گوياست. امّا شما آن را به پشت سرافكنديد. آيا از كتاب خدا روى برتافته از آن اعراض مى‌كنيد؟ آيا داورى جز قرآن مى‌گيريد؟ يا به غير آن حكم مى‌كنيد؟ «ستمكاران بد جانشينى را براى قرآن برگزيده‌اند» «و هر كسى كيشى جز آيين اسلام را پذيرا گردد، از او پذيرفته نخواهد شد و در آخرت در زمره زيانكاران خواهد بود».
+
در چنین حالى خداوند تبارک و تعالى محمّد صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم پیام‌آور خود را به سوى شما گسیل داشت. او پس از آن همه رنجها که دید و سختى‌ها که کشید، شما را از ذلت و خوارى رهایى بخشید. رزم آوران ماجراجو، سرکشان درّنده‌خو، جهودان دین به دنیا فروش و ترسایان دور از حق از هر سو به او تاختند و با او به مخالفت برخاستند. «چون هر زمان آتش اخگر به هیزم و هیمه فتنه افکندند، خداوند آن را خاموش ساخت» و هر گاه شاخ شیطان نمایان مى‌گشت و یا مشرکى دهان به یاوه‌گویى مى‌گشود، او برادرش [[امام علی علیه السلام|على]] علیه السّلام را در کام آن مى‌افکند. على علیه السّلام هم در مقابل تا آن زمان که بر مغز و سر مخالفان نمى‌کوبید و بینى آنها را به خاک مذلّت نمى‌مالید، ترک امر نمى‌نمود. او در راه خداوند کوشا، به رسول خدا نزدیک، و مهتر اولیاى نصیحتگر، تلاشگر و کوشنده بود، و شما در آن هنگام در آسایش مى‌زیستید و از امنیت برخوردار بودید. مترصّد تغییر جهت چرخ گردون علیه ما و گوش به زنگ اخبار بودید. به هنگام کارزار عقب گرد مى‌کردید و در میدان نبرد فرار را بر قرار ترجیح مى‌دادید.
  
حتى شما آن مقدار درنگ و تأمل نكرديد تا ستور و اسب سركش خلافت رام گردد و تسليمتان شود كه به راحتى بتوانيد از آن سوارى بگيريد و كينه و نفرتتان فروكش كند. هيزم در آتش فتنه افكنده آن را براى شعله‌ور شدن برهم زديد. نداى شيطان فريبكار را لبّيك گفتيد و به خاموش ساختن آيين حق و دين نورانى و از ميان برداشتن سنّت پيامبر برگزيده كمر بستيد. چنين ماند كه زدودن كف از روى شير را بهانه كرده آن را پنهانى تا به آخر سر كشيديد. براى گوشه‌نشين كردن خاندان و فرزندان پيامبر در كمينگاه خزيديد. ما چاره‌اى جز شكيبايى نديديم، و همچون خنجر به گلو فرو رفته و تيغ برّان بر دل نشسته سكوت نموديم.
+
چون خداوند سراى پیمبرانش را براى پیامبر خود برگزید و جایگاه برگزیدگانش را منزلگاه او ساخت، کینه‌ها و دورویى‌ها آشکار و پرده دین دریده شد. هر گمراهى مدّعى و هر گمنامى سالار و هر یاوه‌گویى در پى گرمى بازار خویش، شیطان سر از کمینگاه خود به درآورد و شما را به سوى خود فراخواند، و بسیارى از شما را آماده پذیرفتن دعوتش و منتظر فریبش یافت! شما هم سبکبار در پى او دویدید و به آسانى در دام فریبش خزیدید. و او آتش انتقام را در دلهاتان برافروخت. آثار خشم در چهره شما نمایان گردید و سبب شد،که بر غیر شتر خود داغ نهید و در غیر آبشخور خود وارد شوید. این در حالى بود که هنوز دو روزى از مرگ پیامبرتان نگذشته، سوز سینه ما خاموش نشده، جراحت قلب ما التیام نیافته، و هنوز پیامبر خدا در دل خاک جاى نگرفته بود. بهانه شما این بود که از بروز فتنه‌ها جلوگیرى مى‌کنید «راهى جز راه حق مى‌پویید» و گر نه کتاب خدا در میان شماست! مطالب و موضوعاتش معلوم و احکام و دلایل آن روشن و درخشان، نشانه‌هایش نورانى و هویدا، نواهیش آشکار و اوامرش گویاست. امّا شما آن را به پشت سرافکندید. آیا از کتاب خدا روى برتافته از آن اعراض مى‌کنید؟ آیا داورى جز قرآن مى‌گیرید؟ یا به غیر آن حکم مى‌کنید؟ «ستمکاران بد جانشینى را براى قرآن برگزیده‌اند» «و هر کسى کیشى جز آیین اسلام را پذیرا گردد، از او پذیرفته نخواهد شد و در آخرت در زمره زیانکاران خواهد بود».
  
شما مى‌پنداريد كه ما ارثى نداريم؟ «مگر رسم جاهليت را مى‌جوييد؟ براى مردم داراى يقين چه حكمى از حكم خداوند بهتر است؟» آيا آگاه نيستيد؟ چرا، آگاهيد و همچون آفتاب درخشان براى شما روشن است كه من دختر آن پيامبر هستم.
+
حتى شما آن مقدار درنگ و تأمل نکردید تا ستور و اسب سرکش [[خلافت]] رام گردد و تسلیمتان شود که به راحتى بتوانید از آن سوارى بگیرید و کینه و نفرتتان فروکش کند. هیزم در آتش فتنه افکنده آن را براى شعله‌ور شدن برهم زدید. نداى شیطان فریبکار را لبّیک گفتید و به خاموش ساختن آیین حق و دین نورانى و از میان برداشتن سنّت پیامبر برگزیده کمر بستید. چنین ماند که زدودن کف از روى شیر را بهانه کرده آن را پنهانى تا به آخر سر کشیدید. براى گوشه‌نشین کردن خاندان و فرزندان پیامبر در کمینگاه خزیدید. ما چاره‌اى جز شکیبایى ندیدیم، و همچون خنجر به گلو فرو رفته و تیغ برّان بر دل نشسته سکوت نمودیم.
  
شما اى مسلمانان! آيا رواست كه ميراث پدرم به زور از من ستانده شود؟
+
شما مى‌پندارید که ما ارثى نداریم؟ «مگر رسم جاهلیت را مى‌جویید؟ براى مردم داراى یقین چه حکمى از حکم خداوند بهتر است؟» آیا آگاه نیستید؟ چرا، آگاهید و همچون آفتاب درخشان براى شما روشن است که من دختر آن پیامبر هستم. شما اى مسلمانان! آیا رواست که میراث پدرم به زور از من ستانده شود؟ آه! دردا! اى گروه مهاجر! چقدر عجیب و در عین حال سخیف است که ارث پدرم مورد دستبرد و تجاوز قرار گیرد و من از آن محروم بمانم؟
  
آه! دردا! اى گروه مهاجر! چقدر عجيب و در عين حال سخيف است كه ارث پدرم مورد دستبرد و تجاوز قرار گيرد و من از آن محروم بمانم؟ اى فرزند ابو قحافه! خداوند گفته كه تو از پدرت ارث برى و من از پدرم ارث نبرم؟ «چه سخن ناروايىآيا از سر عناد و لجاج كتاب خدا را ترك و به پشت سر افكنده‌اى؟
+
اى [[ابوبکر|فرزند ابو قحافه]]! خداوند گفته که تو از پدرت [[ارث]] برى و من از پدرم ارث نبرم؟ «چه سخن ناروایىآیا از سر عناد و لجاج کتاب خدا را ترک و به پشت سر افکنده‌اى؟ در حالى که او مى‌فرماید: «[[حضرت سلیمان علیه السلام|سلیمان]] از پدرش [[حضرت داوود علیه السلام|داود]] ارث برد.» و یا آنجا که داستان [[حضرت یحیی علیه السلام|یحیى]] فرزند [[حضرت زکریا علیه السلام|زکریا]]- که درود خداوندى شاملشان باد- را بازگو مى‌کند، مى‌فرماید: «مرا از جانب خود فرزندى عطا کن که وارث من و خاندان [[حضرت یعقوب علیه السلام|یعقوب]] باشد» و نیز مى‌فرماید: «هر گاه یکى از شما را مرگ فرا رسد و مالى بر جاى نهد در باره پدر و مادر و خویشان به دیده انصاف سفارش کند که این شایسته پرهیزگاران است».
  
در حالى كه او مى‌فرمايد: «سليمان از پدرش داود ارث برد.» و يا آنجا كه داستان يحيى فرزند زكريا- كه درود خداوندى شاملشان باد- را بازگو مى‌كند، مى‌فرمايد: «مرا از جانب خود فرزندى عطا كن كه وارث من و خاندان يعقوب باشد» و نيز مى‌فرمايد: «هر گاه يكى از شما را مرگ فرا رسد و مالى بر جاى نهد در باره پدر و مادر و خويشان به ديده انصاف سفارش كند كه اين شايسته پرهيزگاران است».
+
شما به خیال باطل خود چنین پنداشتید که من هیچ بهره و ارثى از پدر ندارم؟ و هیچ خویشاوندى و قرابتى میان ما وجود ندارد؟ آیا خداوند آیه‌اى در خصوص شما فرو فرستاده که پدرم از آن خارج است؟ یا بر این رأى و نظرید که و من و پدرم هر یک به آیینى جدا سر نهاده‌ایم؟ یا اینکه دعوى آن دارید که از پدرم و پسر عمویم به خاص و عام قرآن آگاهتر هستید؟
 +
حال که چنین است بگیر آن شترى را که آماده است و مهار زده و بر آن سوار شو! لیکن بدان در روز برپایى رستاخیز تو را دیدار مى‌کند و بازخواستت مى‌نماید و آن روز چه روزیست! در آن ساعت «گمراهان زیان خواهند دید» اما چه سود که پشیمانى فایده‌اى نخواهد داشت. «که براى هر خبر زمانى معین است و به زودى خواهد دانست که چه کسى به عذابى که خوارش مى‌سازد، گرفتار مى‌آید و یا عذاب جاوید بر سر او فرود مى‌آید».
  
شما به خيال باطل خود چنين پنداشتيد كه من هيچ بهره و ارثى از پدر ندارم؟ و هيچ خويشاوندى و قرابتى ميان ما وجود ندارد؟ آيا خداوند آيه‌اى در خصوص شما فرو فرستاده كه پدرم از آن خارج است؟ يا بر اين رأى و نظريد كه و من و پدرم هر يك به آيينى جدا سر نهاده‌ايم؟ يا اينكه دعوى آن داريد كه از پدرم و پسر عمويم به خاص و عام قرآن آگاهتر هستيد؟
+
سپس حضرت فاطمه علیها السّلام گروه [[انصار]] را مخاطب قرار داده فرمودند: اى جوانان و اى بازوان توانمند ملت و یاران اسلام، این سهل‌انگارى شما در ستاندن حقّ من از چیست؟ این چه سستى است که در برابر ستمى که بر من شده، روا مى‌دارید؟ آیا پدرم رسول خدا صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم نمى‌فرمود: «بزرگداشت مرد را در باره فرزندان هم باید پاس داشت»؟ چه زود اوضاع را واژگون نمودید و به بیراهه گام نهادید، با اینکه توانایى بر احقاق حقوق مرا در بازو و عدّه کافى در اختیار دارید.
حال كه چنين است بگير آن شترى را كه آماده است و مهار زده و بر آن سوار شو! ليكن بدان در روز برپايى رستاخيز تو را ديدار مى‌كند و بازخواستت مى‌نمايد و آن روز چه روزيست! در آن ساعت «گمراهان زيان خواهند ديد» اما چه سود كه پشيمانى فايده‌اى نخواهد داشت.
+
آیا مى‌گویید که محمّد صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم از دنیا رفت و با رفتن او همه چیز تمام شد؟ آرى مرگ او ضربه هولناکى بر پیکره اسلام بود، فاجعه بزرگى است که بر همه غبار غم فرو ریخت که شکافش هر روز فراختر و گسستگیش دامنه‌دارتر و وسعتش فزونتر مى‌گردد. زمین از نبود او تاریک و ظلمانى و در مصیبت حضرتش بهترین بندگان او محزون و اندوهگین شدند و خورشید و ماه پشت ابرهاى تیره و تار پنهان، و به خاطر این مصیبت ستارگان از هم جدا و پراکنده شدند. امیدها ناامید، کوهها متزلزل، حریم افراد شکسته، و گرامیداشت و حرمتها پایمال شد. به خداوند سوگند مرگ او حادثه‌اى بزرگ، مصیبتى دهشتناک و ضایعه‌اى جبران ناپذیر بود که هیچ بلیه‌اى بدان پایه نمى‌رسد. اما به یاد داشته باشید که قرآن از پیش این واقعه را گوشزد نموده بود. همان کتابى که پیوسته در خانه‌هاى شماست و صبح و شامگاه با صداى بلند و زمانى آهسته و با الحان مختلف به تلاوت آن مى‌پردازید. در این مسیر انبیاى پیشین هم واقع شدند چرا که مرگ فرمان تخلف ناپذیر الهى است: «جز این نیست که محمّد پیامبرى است که پیش از او پیامبران دیگرى هم بوده‌اند، اگر او بمیرد و یا کشته شود شما به آیین پیشین خود بازمى‌گردید؟ بازگشت هر کس زیانى را متوجّه ذات حق نخواهد کرد. و خداوند سپاسگزاران را پاداش خواهد داد».
  
«كه براى هر خبر زمانى معيّن است و به زودى خواهد دانست كه چه كسى به عذابى كه خوارش مى‌سازد، گرفتار مى‌آيد و يا عذاب جاويد بر سر او فرود مى‌آيد».
+
هیهات! پسران قَیله (اى قبیله‌هاى [[اوس]] و [[خزرج]]) پیش چشمان شما میراث پدرم را ببرند! حرمتم بشکنند! در حالى که شما آشکارا مى‌بینید و مى‌شنوید و اخبارش به شما مى‌رسد. اما شما بیهوش و خاموش نشسته‌اید؟ در حالى که سرباز و نیروى بسیار دارید. ساز و برگ فراوان دارید و سلاح و سپر بى‌شمار. دعوتم را مى‌شنوید و پاسخ نمى‌گویید! فریاد من در میان شما طنین افکن است اما چه سود که به فریاد نمى‌رسید! در حالى که شما در شجاعت زبانزد خاص و عام، در خیر و صلاح شهره آفاق، و برگزیدگان قبایل و اقوامید. و نزد ما اهل بیت از بهترین مردمان محسوب مى‌شدید. با عرب درگیر شده، رنج و محنت فراوان تحمل کردید. شاخهاى گردنکشان را شکستید و با جنگجویان قدر دست و پنجه نرم نمودید. شما بودید که پیوسته در راه ما، و سر به فرمان ما داشتید، تا اینکه آسیاى اسلام بر محور وجود ما به گردش در آمد و شیر مادر روزگار رو به فزونى نهاد. نعره مشرکان گلوگیرشان شد، لهیب دروغ فروکش کرد، آتش کفر بى‌فروغ شد، فراخوانى به جدایى و تفرقه بازایستاد، و دین نظام یافت. اکنون پس از آن همه زبان‌آورى چرا دم فرو بستید؟ و حقایق را پس از آشکار شدن مکتوم مى‌دارید؟ آنهم برابر مردمى که پیمان خود را شکستند؟ و پس از قبول ایمان راه شرک پیشه کردند «آیا با مردمى که سوگندخود را شکستند و آهنگ اخراج رسول کردند و بر ضد شما دشمنى آغاز کردند نمى‌جنگید؟ آیا از آنها مى‌ترسید؟ و حال آنکه اگر ایمان آورده باشید سزاوارتر است که از خداوند بترسید و بس». اما مى‌بینم که به تن‌آسایى خو گرفته‌اید، و کسى را که از همه براى زعامت و اداره امور مسلمانان شایسته‌تر است دور ساخته‌اید، و به آسودن در گوشه‌اى دنج و خلوت تن داده‌اید، و از فشار و تنگناى مسئولیت به بى‌تفاوتى روى آورده‌اید. آرى آنچه از ایمان و آگاهى در درون داشتید، بیرون افکندید، و آب گوارایى که نوشیده بودید، به سختى از گلو برآوردید.
 +
«اگر شما و همه روى زمین کافر گردند خداوند بى‌نیاز و در خور ستایش است».
  
سپس حضرت فاطمه عليها السّلام گروه انصار را مخاطب قرار داده فرمودند:اى جوانان و اى بازوان توانمند ملت و ياران اسلام، اين سهل‌انگارى شما در ستاندن حقّ من از چيست؟ اين چه سستى است كه در برابر ستمى كه بر من شده، روا مى‌داريد؟ آيا پدرم رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم نمى‌فرمود: «بزرگداشت مرد را در باره فرزندان هم بايد پاس داشت»؟ چه زود اوضاع را واژگون نموديد و به بيراهه گام نهاديد، با اينكه توانايى بر احقاق حقوق مرا در بازو و عدّه كافى در اختيار داريد.
+
من آنچه شرط بلاغ است، با شما گفتم. اما مى‌دانم مردمى خوار، و در چنگال زبونى گرفتار، و خیانت پیشه هستید و قلبهاى شما بدان گواه است. چه کنم که دلى پر خون دارم. و از این رو بازداشتن زبان شکایت از طاقتم بیرون است! اندوهى که در سینه‌ام موج مى‌زند، بیرون ریختم، تا با شما اتمام حجت کنم و عذرى براى کسى باقى نماند. اکنون که چنین است این مرکب خلافت ارزانى شما، به آن محکم درآویزید و هرگز رهایش مسازید. ولى آگاه باشید که پشت این شتر مجروح و پاى آن تاول زده و سوراخ است. داغ ننگ بر خود دارد و نشانى از خشم خداوند و رسوایى ابدى با او همراه است. اما شما را آسوده نخواهد گذارد تا به آتش خشم خداوندى بیازارد «آتشى که هر دم مى‌افزود و دل و جان را مى‌سوزد». آنچه مى‌کنید در نزد خداوند حاضر است «و ستمکاران به زودى درمى‌یابند که به چه مکانى بازمى‌گردند». من دختر پیامبرى هستم که شما را از عذاب الهى بر حذر مى‌داشت. آنچه در توان دارید انجام دهید. «ما نیز به وظیفه خود عمل مى‌کنیم. شما انتظار بکشید ما نیز منتظر مى‌مانیم».
آيا مى‌گوييد كه محمّد صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم از دنيا رفت و با رفتن او همه چيز تمام شد؟ آرى مرگ او ضربه هولناكى بر پيكره اسلام بود، فاجعه بزرگى است كه بر همه غبار غم فرو ريخت كه شكافش هر روز فراختر و گسستگيش دامنه‌دارتر و وسعتش فزونتر مى‌گردد. زمين از نبود او
 
  
تاريك و ظلمانى و در مصيبت حضرتش بهترين بندگان او محزون و اندوهگين شدند و خورشيد و ماه پشت ابرهاى تيره و تار پنهان، و به خاطر اين مصيبت ستارگان از هم جدا و پراكنده شدند. اميدها نااميد، كوهها متزلزل، حريم افراد شكسته، و گراميداشت و حرمتها پايمال شد. به خداوند سوگند مرگ او حادثه‌اى بزرگ، مصيبتى دهشتناك و ضايعه‌اى جبران ناپذير بود كه هيچ بليّه‌اى بدان پايه نمى‌رسد. اما به ياد داشته باشيد كه قرآن از پيش اين واقعه را گوشزد نموده بود. همان كتابى كه پيوسته در خانه‌هاى شماست و صبح و شامگاه با صداى بلند و زمانى آهسته و با الحان مختلف به تلاوت آن مى‌پردازيد. در اين مسير انبياى پيشين هم واقع شدند چرا كه مرگ فرمان تخلف ناپذير الهى است: «جز اين نيست كه محمّد پيامبرى است كه پيش از او پيامبران ديگرى هم بوده‌اند، اگر او بميرد و يا كشته شود شما به آيين پيشين خود بازمى‌گرديد؟ بازگشت هر كس زيانى را متوجّه ذات حق نخواهد كرد. و خداوند سپاسگزاران را پاداش خواهد داد».
+
پس از سخنان فاطمه علیها السّلام، [[ابوبکر]] (عبداللَّه بن عثمان) در آن جمع پاسخ دختر [[پیامبر اسلام|پیامبر]] را چنین داد: اى دختر پیامبر خدا! پدرت غمخوار مؤمنین بود و بر آنان چون دایه‌اى مهربان، و دشمن کافران بود و نشانى از قهر یزدان. اگر نسبت به او دقیق گردیم مى‌یابیم که او پدر توست، و نه پدر دیگر زنان، برادر پسر عموى توست نه دیگر مردان، در دیده پیامبر، او
 +
(على) از همه خویشان برتر و در کارهاى بزرگ او را یاور. جز سعادتمند شما را دوست نمى‌دارد و جز بدکار شما را دشمن نمى‌دارد، چرا که شما خاندان پاک رسولید و برگزیده خوشنامان جهان. شما ما را به خیر و صلاح راهبر و به سوى جنّت و رضوان راهنما بودید. و تو، اى برگزیده بانوان اى دختر بهترین فرستادگان! در گفتارت راستگو و در وفور عقلت پیشگام هستى، هرگز از حقّت بر کنار نخواهى بود و در راستى گفتارت شک نخواهیم نمود.
  
هيهات! پسران قيله (اى قبيله‌هاى اوس و خزرج) پيش چشمان شما ميراث پدرم را ببرند! حرمتم بشكنند! در حالى كه شما آشكارا مى‌بينيد و مى‌شنويد و اخبارش به شما مى‌رسد. اما شما بيهوش و خاموش نشسته‌ايد؟ در حالى كه سرباز و نيروى بسيار داريد. ساز و برگ فراوان داريد و سلاح و سپر بى‌شمار. دعوتم را مى‌شنويد و پاسخ نمى‌گوييد! فرياد من در ميان شما طنين افكن است اما چه سود كه به فرياد نمى‌رسيد! در حالى كه شما در شجاعت زبانزد خاص و عام، در خير و صلاح شهره آفاق، و برگزيدگان قبايل و اقواميد. و نزد ما اهل بيت از بهترين مردمان محسوب مى‌شديد.
+
امّا به خداوند سوگند که من گامى فراتر از آنچه که رسول خدا فرمود، ننهادم و جز به رخصتى که او فرموده بود، اقدام نکردم. بدان که راهبر قبیله به خیل و خویشان خود از سر دروغ چیزى نمى‌گوید. من خداوند را به شهادت مى‌طلبم، که خداوند بر این گواهى مرا کفایت مى‌کند، من از پیامبر خدا شنیدم که مى‌فرمود: «ما پیامبران دینار و درهم و خانه و مزرعه به ارث نمى‌گذاریم، بلکه آنچه بر جاى مى‌نهیم، کتاب و حکمت و دانش و نبوّت است و آنچه طعمه، و وسیله ارتزاق داریم بر دوش ولىّ امر بعد از ما مى‌باشد، که هر گونه بخواهد در باره‌اش حکم مى‌کند». و ما آنچه را که تو در طلب آن هستى، در مصرف خرید اسب و اسلحه قرار دادیم، تا مسلمانان با آن به میدان کارزار رفته به جهاد با کفّار برخیزند و بر سرکشان بدکار پیروز شوند.
 +
من این کار را به اتّفاق تمامى مسلمانان به انجام رساندم و در این کار یک تنه وارد نگردیدم و بر رأى و نظر خود مستبدّانه عمل ننمودم. اینک این حال من و این مال من، براى تو و در اختیار تو. نه از تو دریغ داشته و نه براى دیگرى انباشته‌ام. تو بانوى امّت پدر خود و درخت بارور و پاک، براى فرزندان خود هستى. انکار فضایلى که خاصّه توست، نخواهد شد و از شاخه و ساقه تو فروگذار نتوان نمود. حکم تو در آنچه که من آن را مالکم، نافذ است. امّا تو خود روا مى‌دارى در این باب خلاف گفتار پدرت عمل نمایم؟
  
با عرب درگير شده، رنج و محنت فراوان تحمل كرديد. شاخهاى گردنكشان را شكستيد و با جنگجويان قدر دست و پنجه نرم نموديد. شما بوديد كه پيوسته در راه ما، و سر به فرمان ما داشتيد، تا اينكه آسياى اسلام بر محور وجود ما به گردش در آمد و شير مادر روزگار رو به فزونى نهاد. نعره مشركان گلوگيرشان شد، لهيب دروغ فروكش كرد، آتش كفر بى‌فروغ شد، فراخوانى به جدايى و تفرقه بازايستاد، و دين نظام يافت. اكنون پس از آن همه زبان‌آورى چرا دم فرو بستيد؟ و حقايق را پس از آشكار شدن مكتوم مى‌داريد؟ آنهم برابر مردمى كه پيمان خود را شكستند؟ و پس از قبول ايمان راه شرك پيشه كردند «آيا با مردمى كه سوگندخود را شكستند و آهنگ اخراج رسول كردند و بر ضد شما دشمنى آغاز كردند نمى‌جنگيد؟ آيا از آنها مى‌ترسيد؟ و حال آنكه اگر ايمان آورده باشيد سزاوارتر است كه از خداوند بترسيد و بس».
+
حضرت علیها السّلام در پاسخ ابوبکر فرمود:
 +
هرگز پیامبر خدا از کتاب الهى رویگردان نبود و نسبت به احکام آن مخالف نبود و مخالف احکامش حکمى نمى‌فرمود، بلکه پیوسته، او پیرو قرآن بود و در طریق سوره‌هاى قرآن راه مى‌پیمود. آیا در سر دارید مکر و غدر را به زور پیرایه او کنید؟ مشى شما پس از
 +
رحلت او همچون دامهایى است که در زمان حیات براى هلاکتش گسترده مى‌شد. این کتاب خداست که میان من و شما به دیده انصاف حکم خواهد نمود، چرا که مبین حق و باطل است. این کتاب مى‌گوید که: «... وارث من و خاندان یعقوب باشد» و «سلیمان از پدرش داود ارث برد»، (مى‌بینید که) خداوند در آنچه که مربوط به سهمیه وارث است، بیانى روشن دارد، و در باب واجبات و میراث و آن بهره‌هایى که از براى مردان و زنان مقرّر فرموده، به تفصیل سخن رانده است، و جاى بهانه‌گیرى براى پیروان باطل ننهاده و گمان و شبهه را از ذهن گمراهان زدوده است. پس این چنین نیست که شما مى‌گویید «بلکه نفس شما کارى را در انظارتان آراسته است. اکنون براى من صبر جمیل بهتر است و خداوند را در این باره باید به مدد طلبید».
  
اما مى‌بينم كه به تن‌آسايى خو گرفته‌ايد، و كسى را كه از همه براى زعامت و اداره امور مسلمانان شايسته‌تر است دور ساخته‌ايد، و به آسودن در گوشه‌اى دنج و خلوت تن داده‌ايد، و از فشار و تنگناى مسئوليت به بى‌تفاوتى روى آورده‌ايد. آرى آنچه از ايمان و آگاهى در درون داشتيد، بيرون افكنديد، و آب گوارايى كه نوشيده بوديد، به سختى از گلو برآورديد.
+
[[ابوبکر]] پاسخ داد: خداوند راست گفته و فرستاده او راستگو بود و دختر پیامبرش هم نیز گفتارى از سر صدق دارد. تو گنج حکمت، قلب هدایت و رحمت، و ستون دین هستى. سخن حق تو را دور از حقیقت نمى‌دانم و در مقام انکار و عیب‌جویى از آن برنمى‌آیم. اینک، این مسلمانان حکم میان من و تو. این مسئولیتى که به گردن گرفته‌ام، آنان به گردنم انداخته‌اند و آنچه را که تصرّف کرده‌ام، به اتّفاق ایشان بوده است. نه اظهار کبر و بزرگى مى‌نمایم و نه بر رأى خویش پاى مى‌فشارم و نه آنچه را که به تصرّف درآورده‌ام، از براى خود برداشته‌ام، که اینان شاهد صدق ادعایم هستند.
«اگر شما و همه روى زمين كافر گردند خداوند بى‌نياز و در خور ستايش است».
 
  
من آنچه شرط بلاغ است، با شما گفتم. اما مى‌دانم مردمى خوار، و در چنگال زبونى گرفتار، و خيانت پيشه هستيد و قلبهاى شما بدان گواه است. چه كنم كه دلى پر خون دارم. و از اين رو بازداشتن زبان شكايت از طاقتم بيرون است! اندوهى كه در سينه‌ام موج مى‌زند، بيرون ريختم، تا با شما اتمام حجت كنم و عذرى براى كسى باقى نماند. اكنون كه چنين است اين مركب خلافت ارزانى شما، به آن محكم درآويزيد و هرگز رهايش مسازيد. ولى آگاه باشيد كه پشت اين شتر مجروح و پاى آن تاول زده و سوراخ است. داغ ننگ بر خود دارد و نشانى از خشم خداوند و رسوايى ابدى با او همراه است. اما شما را آسوده نخواهد گذارد تا به آتش خشم خداوندى بيازارد «آتشى كه هر دم مى‌افزود و دل و جان را مى‌سوزد». آنچه مى‌كنيد در نزد خداوند حاضر است «و ستمكاران به زودى درمى‌يابند كه به چه مكانى بازمى‌گردند» من دختر پيامبرى هستم كه شما را از عذاب الهى بر حذر مى‌داشت. آنچه در توان داريد انجام دهيد. «ما نيز به وظيفه خود عمل مى‌كنيم. شما انتظار بكشيد ما نيز منتظر مى‌مانيم».
+
پس از اتمام سخن ابو بکر، حضرت فاطمه علیها السّلام نگاهى به مردم افکنده چنین فرمودند:
 +
اى مردم! که براى شنیدن سخن بیهوده در شتاب هستید، و کردار زشت و زیانبار را نادیده مى‌گیرید، «آیا در [[قرآن]] نمى‌اندیشند (نمى‌اندیشید) یا بر دلهایشان (دلهایتان) قفل است؟» خیر، بلکه این کردار زشت شماست که بر صفحه دلهایتان تیرگى کشیده، گوشها و چشمهایتان را فرا گرفته است. شما مآل اندیشى کردید و آیات قرآن را تأویل نمودید و به بد راهى رهنمون شدید و بد معارضه کردید. به خداوند سوگند تحمّل این بار برایتان سنگین و سرانجامى مالامال از وزر و وبال در پیش دارید. آنگاه که پرده‌ها به کنارى رود، خسران این امر براى شما آشکار مى‌گردد. «و از خداوند بر ایشان چیزهایى آشکار شود که هرگز حسابش را نمى‌کردند» «و آنجا آنان که بر باطل بوده‌اند، زیان خواهند دید.»
  
پس از سخنان فاطمه عليها السّلام ابو بكر عبد اللَّه بن عثمان در آن جمع پاسخ دختر پيامبر را چنين داد: اى دختر پيامبر خدا! پدرت غمخوار مؤمنين بود و بر آنان چون دايه‌اى مهربان، و دشمن كافران بود و نشانى از قهر يزدان. اگر نسبت به او دقيق گرديم مى‌يابيم كه او پدر توست، و نه پدر ديگر زنان، برادر پسر عموى توست نه ديگر مردان، در ديده پيامبر، او
+
سپس به قبر پدر نگریسته و این اشعار را سرود:
(على) از همه خويشان برتر و در كارهاى بزرگ او را ياور. جز سعادتمند شما را دوست نمى‌دارد و جز بدكار شما را دشمن نمى‌دارد، چرا كه شما خاندان پاك رسوليد و برگزيده خوشنامان جهان. شما ما را به خير و صلاح راهبر و به سوى جنّت و رضوان راهنما بوديد.
 
  
و تو، اى برگزيده بانوان اى دختر بهترين فرستادگان! در گفتارت راستگو و در وفور عقلت پيشگام هستى، هرگز از حقّت بر كنار نخواهى بود و در راستى گفتارت شك نخواهيم نمود.
+
#رفتى و پس از تو فتنه‌ ها برخاست، که اگر تو مى‌بودى آنچنان بزرگ رخ نمى‌نمودند.
امّا به خداوند سوگند كه من گامى فراتر از آنچه كه رسول خدا فرمود، ننهادم و جز به رخصتى كه او فرموده بود، اقدام نكردم. بدان كه راهبر قبيله به خيل و خويشان خود از سر دروغ چيزى نمى‌گويد. من خداوند را به شهادت مى‌طلبم، كه خداوند بر اين گواهى مرا كفايت مى‌كند. من از پيامبر خدا شنيدم كه مى‌فرمود: «ما پيامبران دينار و درهم و خانه و مزرعه به ارث نمى‌گذاريم، بلكه آنچه بر جاى مى‌نهيم، كتاب و حكمت و دانش و نبوّت است و آنچه طعمه، و وسيله ارتزاق داريم بر دوش ولىّ امر بعد از ما مى‌باشد، كه هر گونه بخواهد در باره‌اش حكم مى‌كند».
+
#همچون زمینى از باران گرفته شده، ما تو را از کف دادیم. (قوم و ملت تو از هم پاشیدند) و ارزشها در قومت به هم ریخت. بیا و ببین که چگونه از راه مستقیم منحرف شده‌اند.
 +
#هر خاندانى اگر در نزد خداوند قرب و منزلتى داشت نزد بیگانگان هم محترم بود، جز خاندان ما.
 +
#تا از این سرا به دیگر سراى رخت بر بستى و خاک میان ما و تو جدایى افکند، مردانى از قومت راز دل خود را بر ملا ساختند.
 +
#چون فقدان تو را مشاهده کردند بر ما یورش آورده خفیفمان داشتند و هر چه از تو ارث برده بودیم، غصب شد.
 +
#پدر، تو ماه شب چهارده و چراغ فروزان زندگانى ما بودى، که از جانب خداوند بر تو کتبى چند فرود مى‌آمد.
 +
#جبرئیل با آیاتى از قرآن همدم و مونس ما بود. امّا تو رفتى و خیرها از ما پوشیده شد.
 +
#اى کاش پیش از آنکه تو از میان ما رخت بربندى و خاک تو را در درون خود پنهان نماید، ما مرده بودیم.
 +
#به راستى ما بلا دیدگان در دام مصیبتى گرفتار آمدیم که هیچ مصیبت زده‌اى در عرب و عجم بدان مبتلا نگردیده بود.»
  
و ما آنچه را كه تو در طلب آن هستى، در مصرف خريد اسب و اسلحه قرار داديم، تا مسلمانان با آن به ميدان كارزار رفته به جهاد با كفّار برخيزند و بر سركشان بدكار پيروز شوند.
+
در حالى که [[امیرالمومنین|امیرالمؤمنین]] علیه السّلام به انتظار نشسته بود و براى بازگشت [[حضرت فاطمه زهرا سلام الله علیها|فاطمه]] علیها السّلام لحظه شمارى مى‌کرد، بانوى بانوان علیها السّلام به خانه مراجعت نمود و با مشاهده امیر مؤمنان علیه السّلام چنین فرمود:
من اين كار را به اتّفاق تمامى مسلمانان به انجام رساندم و در اين كار يك تنه وارد نگرديدم و بر رأى و نظر خود مستبدّانه عمل ننمودم. اينك اين حال من و اين مال من، براى تو و در اختيار تو. نه از تو دريغ داشته و نه براى ديگرى انباشته‌ام. تو بانوى امّت پدر خود و درخت بارور و پاك، براى فرزندان خود هستى. انكار فضايلى كه خاصّه توست، نخواهد شد و از شاخه و ساقه تو فروگذار نتوان نمود. حكم تو در آنچه كه من آن را مالكم، نافذ است. امّا تو خود روا مى‌دارى در اين باب خلاف گفتار پدرت عمل نمايم؟ حضرت عليها السّلام در پاسخ او فرمود:
 
هرگز پيامبر خدا از كتاب الهى رويگردان نبود و نسبت به احكام آن مخالف نبود و مخالف احكامش حكمى نمى‌فرمود، بلكه پيوسته، او پيرو قرآن بود و در طريق سوره‌هاى قرآن راه مى‌پيمود. آيا در سر داريد مكر و غدر را به زور پيرايه او كنيد؟ مشى شما پس از
 
رحلت او همچون دامهايى است كه در زمان حيات براى هلاكتش گسترده مى‌شد. اين كتاب خداست كه ميان من و شما به ديده انصاف حكم خواهد نمود، چرا كه مبيّن حق و باطل است. اين كتاب مى‌گويد: «... كه وارث من و خاندان يعقوب باشد» و «سليمان از پدرش داود ارث برد»، (مى‌بينيد كه) خداوند در آنچه كه مربوط به سهميه وارث است، بيانى روشن دارد، و در باب واجبات و ميراث و آن بهره‌هايى كه از براى مردان و زنان مقرّر فرموده، به تفصيل سخن رانده است، و جاى بهانه‌گيرى براى پيروان باطل ننهاده و گمان و شبهه را از ذهن گمراهان زدوده است. پس اين چنين نيست كه شما مى‌گوييد «بلكه نفس شما كارى را در انظارتان آراسته است. اكنون براى من صبر جميل بهتر است و خداوند را در اين باره بايد به مدد طلبيد».
 
  
ابو بكر پاسخ داد:خداوند راست گفته و فرستاده او راستگو بود و دختر پيامبرش هم نيز گفتارى از سر صدق دارد. تو گنج حكمت، قلب هدايت و رحمت، و ستون دين هستى. سخن حق تو را دور از حقيقت نمى‌دانم و در مقام انكار و عيب‌جويى از آن برنمى‌آيم. اينك، اين مسلمانان حكم ميان من و تو. اين مسئوليتى كه به گردن گرفته‌ام، آنان به گردنم انداخته‌اند و آنچه را كه تصرّف كرده‌ام، به اتّفاق ايشان بوده است. نه اظهار كبر و بزرگى مى‌نمايم و نه بر رأى خويش پاى مى‌فشارم و نه آنچه را كه به تصرّف درآورده‌ام، از براى خود برداشته‌ام، كه اينان شاهد صدق ادعايم هستند.
+
اى پسر ابو طالب! آیا همچون جنین پرده‌نشین شده‌اى و چون مظنونین، در گوشه خانه نشسته ‌اى؟ (تو همانى که) شاه‌پرهاى شاهین را شکستى، حال چه شد که دستخوش پرهاى کوچک‌ شده‌اى؟ پسر ابو قحافه عطیه پدر را از من و نان خورش از دو فرزندم سلب کرد.
 +
آشکارا به دشمنى من برخاست و از لجاج و عناد خود روى برنتافت. چندان که [[انصار]] از من بریدند و [[مهاجرین|مهاجرین]] دیده از حمایت من پوشیدند. مردم نیز از یاوریم فروگذار کردند. در دفع ترک‌تازى از او نه یاورى دارم و نه مددکارى. خشم فرو خورده، از خانه بیرون شدم و خوار بازگشتم. آن روز که منزلت خویش را نادیده گرفتى، همان روز خود را در مضیق ذلّت افکندى و چهره فروتنى و خوارى بر خاک ساییدى. تو شیرى بودى که گرگها را در هم شکستى، در حالى که امروز در به روى خود بسته‌اى. آیا نمى‌توانى گوینده‌اى را از گفتار بیهوده‌اش بازدارى، و یا با ابطال باطل نفع و فایده‌اى به من عاید گردانى؟ چرا که قدرت حمایت از خود ندارم. اى کاش پیش از این خوارى مرده بودم. اگر سخن به تندى گفتم و یا از یارى نکردنت بر آشفتم خداوند را پوزش مى‌طلبم. واى بر من! هر بامدادى که خورشید سر از بام خاور برمى‌دارد و به هنگام غروب خورشید، این کلام در وجودم طنین‌انداز است که پناه من از دنیا رفت و بازویم ناتوان گردید. چه کنم جز آنکه شکایت به نزد پدر برم و رعایت و یارى از حق طلبم؟ بار الها نیرویت از همه کس فزونتر و عذاب تو از حوصله بیرون است، تو خود داد من بستان!
  
پس از اتمام سخن ابو بكر، حضرت فاطمه عليها السّلام نگاهى به مردم افكنده چنين فرمودند:
+
امیر مؤمنان، على علیه السّلام فرمود: اى دختر برگزیده عالمیان! و یادگار بهترین پیمبران! افسوس براى تو نیست بلکه براى دشمن توست. غم مخور (آه و ناله کردن تو را به حقّ خود نمى‌رساند) من از سستى گوشه‌نشین نشدم، بلکه آنچه در توانم بود، به کار بستم. اگر نان خورش مى‌خواهى روزى تو نزد خداوند محفوظ است و او خود عهده‌دار آن مى‌باشد، آرام گیر و آنان را به خداوند واگذار.
اى مردم! كه براى شنيدن سخن بيهوده در شتاب هستيد، و كردار زشت و زيانبار را ناديده مى‌گيريد. «آيا در قرآن نمى‌انديشند (نمى‌انديشيد) يا بر دلهايشان (دلهايتان) قفل است؟» خير، بلكه اين كردار زشت شماست كه بر صفحه دلهايتان تيرگى كشيده، گوشها و چشمهايتان را فرا گرفته است. شما مآل انديشى كرديد و آيات قرآن را تأويل نموديد و به بد راهى رهنمون شديد و بد معارضه كرديد به خداوند سوگند تحمّل اين بار برايتان سنگين و سرانجامى مالامال از وزر و وبال در پيش داريد. آنگاه كه پرده‌ها به كنارى رود، خسران اين امر براى شما آشكار مى‌گردد. «و از خداوند بر ايشان چيزهايى آشكار شود كه هرگز حسابش را نمى‌كردند» «و آنجا آنان كه بر باطل بوده‌اند، زيان خواهند ديد.»
 
  
سپس به قبر پدر نگريسته فرمودند:د كان بعدك أنباء و هنبثه* لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب‌
+
حضرت فاطمه علیها السّلام فرمود: خدا مرا کافی است ... و سپس سکوت کرد.
  
 +
==پانویس==
 +
{{پانویس}}
  
#رفتى و پس از تو فتنه‌ ها برخاست، كه اگر تو مى‌بودى آنچنان بزرگ رخ نمى‌نمودند.
+
==منابع==
#همچون زمينى از باران گرفته شده، ما تو را از كف داديم. (قوم و ملت تو از هم پاشيدند) و ارزشها در قومت به هم ريخت. بيا و ببين كه چگونه از راه مستقيم منحرف شده‌اند.
 
#هر خاندانى اگر در نزد خداوند قرب و منزلتى داشت نزد بيگانگان هم محترم بود، جز خاندان ما.
 
#تا از اين سرا به ديگر سراى رخت بر بستى و خاك ميان ما و تو جدايى افكند، مردانى از قومت راز دل خود را بر ملا ساختند.
 
#چون فقدان تو را مشاهده كردند بر ما يورش آورده خفيفمان داشتند و هر چه از تو ارث برده بوديم، غصب شد.
 
#پدر، تو ماه شب چهارده و چراغ فروزان زندگانى ما بودى، كه از جانب خداوند بر تو كتبى چند فرود مى‌آمد.
 
#جبرئيل با آياتى از قرآن همدم و مونس ما بود. امّا تو رفتى و خيرها از ما پوشيده شد.
 
#اى كاش پيش از آنكه تو از ميان ما رخت بربندى و خاك تو را در درون خود پنهان نمايد، ما مرده بوديم.
 
#به راستى ما بلا ديدگان در دام مصيبتى گرفتار آمديم كه هيچ مصيبت زده‌اى در عرب و عجم بدان مبتلا نگرديده بود.
 
  
در حالى كه امير المؤمنين عليه السّلام به انتظار نشسته بود و براى بازگشت فاطمه عليها السّلام لحظه شمارى مى‌كرد، بانوى بانوان عليها السّلام به خانه مراجعت نمود و با مشاهده امير مؤمنان عليه السّلام چنين فرمود:
+
*"زندگانى حضرت زهرا علیها السلام"، ترجمه جلد ۴۳ [[بحارالأنوار|بحارالانوار]]، مترجم محمد روحانى على‌آبادى، ناشر: مهام‌ - تهران، ۱۳۷۹ ش‌.
 
+
{{شناختنامه حضرت زهرا (س)}}
اى پسر ابو طالب! آيا همچون جنين پرده‌نشين شده‌اى و چون مظنونين، در گوشه خانه نشسته ‌اى؟ (تو همانى كه) شاه‌پرهاى شاهين را شكستى، حال چه شد كه دستخوش پرهاى كوچك‌شده‌اى؟ پسر ابو قحافه عطيّه پدر را از من و نان خورش از دو فرزندم سلب كرد.
+
[[رده:حضرت فاطمه سلام الله علیها]]
آشكارا به دشمنى من برخاست و از لجاج و عناد خود روى برنتافت. چندان كه انصار از من بريدند و مهاجرين ديده از حمايت من پوشيدند. مردم نيز از ياوريم فروگذار كردند.
+
[[رده:خطبه های اهل البیت علیهم السلام]]
در دفع تركتازى از او نه ياورى دارم و نه مددكارى. خشم فرو خورده، از خانه بيرون شدم و خوار بازگشتم. آن روز كه منزلت خويش را ناديده گرفتى، همان روز خود را در مضيق ذلّت افكندى و چهره فروتنى و خوارى بر خاك ساييدى. تو شيرى بودى كه گرگها را در هم شكستى، در حالى كه امروز در به روى خود بسته‌اى. آيا نمى‌توانى گوينده‌اى را از گفتار بيهوده‌اش بازدارى، و يا با ابطال باطل نفع و فايده‌اى به من عايد گردانى؟ چرا كه قدرت حمايت از خود ندارم. اى كاش پيش از اين خوارى مرده بودم. اگر سخن به تندى گفتم و يا از يارى نكردنت بر آشفتم خداوند را پوزش مى‌طلبم. واى بر من! هر بامدادى كه خورشيد سر از بام خاور برمى‌دارد و به هنگام غروب خورشيد، اين كلام در وجودم طنين‌انداز است كه پناه من از دنيا رفت و بازويم ناتوان گرديد. چه كنم جز آنكه شكايت به نزد پدر برم و رعايت و يارى از حق طلبم؟ بار الها نيرويت از همه كس فزونتر و عذاب تو از حوصله بيرون است، تو خود داد من بستان!
+
[[رده: مقاله های مهم]]
 
 
امير مؤمنان، على عليه السّلام فرمود:اى دختر برگزيده عالميان! و يادگار بهترين پيمبران! افسوس براى تو نيست بلكه براى دشمن توست. غم مخور (آه و ناله كردن تو را به حقّ خود نمى‌رساند بلكه دشمن تو را شادمان نيز خواهد كرد).
 
 
 
من از سستى گوشه‌نشين نشدم، بلكه آنچه در توانم بود، به كار بستم. اگر نان خورش مى‌خواهى روزى تو نزد خداوند محفوظ است و او خود عهده‌دار آن مى‌باشد، آرام گير و آنان را به خداوند واگذار.
 
  
فاطمه عليها السّلام فرمود: آنها را به خداوند وانهادم.
+
{{سنجش کیفی
 
+
|سنجش=شده
== منابع ==
+
|شناسه= خوب
*زندگانى حضرت زهرا عليها السلام / ترجمه جلد 43 بحارالنوار،علامه مجلسى / مترجم محمد روحانى على‌آبادى،ناشر: مهام‌ - تهران ،1379 ش‌ ، نوبت چاپ اوّل
+
|عنوان بندی مناسب= متوسط
[[رده:ائمه اطهار]]
+
|کفایت منابع و پی نوشت ها= خوب
[[رده:اهل البیت]]
+
|رعایت سطح مخاطب عام= خوب
[[Category:زنان نمونه قرن اول]]
+
|رعایت ادبیات دانشنامه ای= خوب
[[رده:حضرت فاطمه سلام الله علیها]]
+
|جامعیت= متوسط
[[رده:آل عبا]]
+
|رعایت اختصار= خوب
[[رده:شخصیت ها]‌
+
|سیر منطقی= خوب
 +
|کیفیت پژوهش= خوب
 +
|رده= دارد
 +
}}

نسخهٔ کنونی تا ‏۲۳ اوت ۲۰۲۱، ساعت ۰۶:۴۰

پس از آنکه دستگاه خلافت، دهکده فدک را که رسول خدا (صلی الله علیه وآله) به حضرت زهرا (علیهاالسلام) بخشیده بودند، در جهت مبارزه اقتصادی با اهل بیت، از ایشان غصب کردند، حضرت زهرا مردم را در مسجد فراخواندند و با خواندن خطبه‌ای غرّا، پرده از چهره غاصبان خلافت برداشتند و آنان را رسوا نمودند.

متن عربی خطبه فدک

لَمَّا بَلَغَ فَاطِمَةَ عَلَیهَا السَّلَامُ إِجْمَاعُ أَبِی بَکرٍ عَلَى مَنْعِهَا فَدَک، لَاثَتْ خِمَارَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَ اشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا وَ أَقْبَلَتْ فِی لُمَةٍ مِنْ حَفَدَتِهَا وَ نِسَاءِ قَوْمِهَا تَطَأُ ذُیولَهَا، مَا تَخْرِمُ مِشْیتُهَا مِشْیةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِی بَکرٍ- وَ هُوَ فِی حَشَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ غَیرِهِمْ فَنِیطَتْ دُونَهَا مُلَاءَةٌ، فَجَلَسَتْ ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً أَجْهَشَ الْقَوْمُ لَهَا بِالْبُکاءِ، فَارْتَجَّ الْمَجْلِسُ، ثُمَّ أَمْهَلَتْ هُنَیئَةً حَتَّى إِذَا سَکنَ نَشِیجُ الْقَوْمِ وَ هَدَأَتْ فَوْرَتُهُمْ، افْتَتَحَتِ الْکلَامَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَیهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)، فَعَادَ الْقَوْمُ فِی بُکائِهِمْ فَلَمَّا أَمْسَکوا عَادَتْ فِی کلَامِهَا. فَقَالَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ، وَ لَهُ الشُّکرُ عَلَى مَا أَلْهَمَ، وَ الثَّنَاءُ بِمَا قَدَّمَ مِنْ عُمُومِ نِعَمٍ ابْتَدَأَهَا، وَ سُبُوغِ آلَاءٍ أَسْدَاهَا، وَ تَمَامِ مِنَنٍ وَالاهَا، جَمَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ عَدَدُهَا، وَ نَأَى عَنِ الْجَزَاءِ أَمَدُهَا، وَ تَفَاوَتَ عَنِ الْإِدْرَاک أَبَدُهَا، وَ نَدَبَهُمْ لِاسْتِزَادَتِهَا بِالشُّکرِ لِاتِّصَالِهَا، وَ اسْتَحْمَدَ إِلَى الْخَلَائِقِ بِإِجْزَالِهَا، وَ ثَنَّى بِالنَّدْبِ إِلَى أَمْثَالِهَا، وَ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیک لَهُ، کلِمَةٌ جُعِلَ الْإِخْلَاصُ تَأْوِیلَهَا، وَ ضُمِّنَ الْقُلُوبُ مَوْصُولَهَا، وَ أَنَارَ فِی الْفِکرَةِ مَعْقُولُهَا، الْمُمْتَنِعُ مِنَ الْأَبْصَارِ رُؤْیتُهُ، وَ مِنَ الْأَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَ مِنَ الْأَوْهَامِ کیفِیتُهُ، ابْتَدَعَ الْأَشْیاءَ لَا مِنْ شَی‌ءٍ کانَ قَبْلَهَا، وَ أَنْشَأَهَا بِلَا احْتِذَاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَهَا، کوَّنَهَا بِقُدْرَتِهِ، وَ ذَرَأَهَا بِمَشِیتِهِ، مِنْ غَیرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَى تَکوِینِهَا، وَ لَا فَائِدَةٍ لَهُ فِی تَصْوِیرِهَا، إِلَّا تَثْبِیتاً لِحِکمَتِهِ، وَ تَنْبِیهاً عَلَى طَاعَتِهِ، وَ إِظْهَاراً لِقُدْرَتِهِ، وَ تَعَبُّداً لِبَرِیتِهِ، وَإِعْزَازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ، وَ وَضَعَ الْعِقَابَ عَلَى مَعْصِیتِهِ، ذیادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نَقِمَتِهِ وَ حِیاشَةً مِنْهُ إِلَى جَنَّتِهِ؛

وَ أَشْهَدُ أَنَّ أَبِی مُحَمَّداً (صلی الله علیه وآله) عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اخْتَارَهُ وَ انْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَ سَمَّاهُ قَبْلَ أَنِ یجْتَبَلَهُ، وَ اصْطَفَاهُ قَبْلَ أَنِ ابْتَعَثَهُ، إِذِ الْخَلَائِقُ بِالْغَیبِ مَکنُونَةٌ، وَ بِسَتْرِ الْأَهَاوِیلِ مَصُونَةٌ، وَ بِنِهَایةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِمَائِلِ الْأُمُورِ، وَ إِحَاطَةً بِحَوَادِثِ الدُّهُورِ، وَ مَعْرِفَةً بِمَوَاقِعِ الْمَقْدُورِ. ابْتَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِتْمَاماً لِأَمْرِهِ، وَ عَزِیمَةً عَلَى إِمْضَاءِ حُکمِهِ، وَ إِنْفَاذاً لِمَقَادِیرِ حَتْمِهِ، فَرَأَى الْأُمَمَ فِرَقاً فِی أَدْیانِهَا، عُکفاً عَلَى نِیرَانِهَا، عَابِدَةً لِأَوْثَانِهَا، مُنْکرَةً لِلَّهِ مَعَ عِرْفَانِهَا، فَأَنَارَ اللَّهُ بِأَبِی ظُلَمَهَا، وَ کشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَهَا، وَ جَلَى عَنِ الْأَبْصَارِ غُمَمَهَا، وَ قَامَ فِی النَّاسِ بِالْهِدَایةِ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغَوَایةِ، وَ بَصَّرَهُمْ مِنَ الْعَمَایةِ، وَ هَدَاهُمْ إِلَى الدِّینِ الْقَوِیمِ، وَ دَعَاهُمْ إِلَى الطَّرِیقِ الْمُسْتَقِیمِ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَیهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَ اخْتِیارٍ، وَ رَغْبَةٍ بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ مِنْ تَعَبِ هَذِهِ الدَّارِ فِی رَاحَةٍ، قَدْ حُفَّ بِالْمَلَائِکةِ الْأَبْرَارِ، وَ رِضْوَانِ الرَّبِّ الْغَفَّارِ، وَ مُجَاوَرَةِ الْمَلِک الْجَبَّارِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَبِی نَبِیهِ وَ أَمِینِهِ عَلَى الْوَحْی وَ صَفِیهِ وَ خِیرَتِهِ مِنَ الْخَلْقِ وَ رَضِیهِ، وَ السَّلَامُ عَلَیهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکاتُهُ.

ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَى أَهْلِ الْمَجْلِسِ، وَ قَالَتْ: أَنْتُمْ عِبَادَ اللَّهِ نُصْبُ أَمْرِهِ وَ نَهْیهِ، وَ حَمَلَةُ دِینِهِ وَ وَحْیهِ، وَ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِکمْ، وَ بُلَغَاؤُهُ إِلَى الْأُمَمِ، وَ زَعَمْتُمْ حَقٌّ لَکمْ لِلَّهِ فِیکمْ عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَیکمْ، وَ بَقِیةٌ اسْتَخْلَفَهَا عَلَیکمْ، کتَابُ اللَّهِ النَّاطِقُ، وَ الْقُرْآنُ الصَّادِقُ، وَ النُّورُ السَّاطِعُ، وَ الضِّیاءُ اللَّامِعُ، بَینَةٌ بَصَائِرُهُ، مُنْکشِفَةٌ سَرَائِرُهُ، مُتَجَلِّیةٌ ظَوَاهِرُهُ، مُدیما للبریة استماعه قَائِدا إِلَى الرِّضْوَانِ اتِّبَاعُهُ، مُؤَدٍّ إِلَى النَّجَاةِ أشیاعُهُ، بِهِ تُنَالُ حُجَجُ اللَّهِ الْمُنَوَّرَةُ، وَ عَزَائِمُهُ الْمُفَسَّرَةُ، وَ مَحَارِمُهُ الْمُحَذَّرَةُ، وَ بَینَاتُهُ الْجَالِیةُ، وَ بَرَاهِینُهُ الْکافِیةُ، وَ فَضَائِلُهُ الْمَنْدُوبَةُ، وَ رُخَصُهُ الْمَوْهُوبَةُ، وَ شَرَائِعُهُ الْمَکتُوبَةُ، فَجَعَلَ اللَّهُ الْإِیمَانَ تَطْهِیراً لَکمْ مِنَ الشِّرْک، وَ الصَّلَاةَ تَنْزِیهاً لَکمْ عَنِ الْکبْرِ، وَ الزَّکاةَ تَزْکیةً لِلنَّفْسِ وَ نَمَاءً فِی الرِّزْقِ، وَ الصِّیامَ تَثْبِیتاً لِلْإِخْلَاصِ، وَ الْحَجَّ تَشْییداً لِلدِّینِ، وَ الْعَدْلَ تَنْسِیقاً لِلْقُلُوبِ، وَ طَاعَتَنَا نِظَاماً لِلْمِلَّةِ، وَ إِمَامَتَنَا أَمَاناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلَامِ، وَ الصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِیجَابِ الْأَجْرِ، وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَامَّةِ، وَ بِرَّ الْوَالِدَینِ وِقَایةً مِنَ السَّخَطِ، وَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ، وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَ الْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ تَعْرِیضاً لِلْمَغْفِرَةِ، وَ تَوْفِیةَ الْمَکاییلِ وَ الْمَوَازِینِ تَغْییراً لِلْبَخْسِ، وَ النَّهْی عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِیهاً مِنَ الرِّجْسِ، وَ اجْتِنَابَ الْقَذْفِ حِجَاباً عَنِ اللَّعْنَةِ، وَ تَرْک السَّرِقَةِ إِیجَاباً لِلْعِفَّةِ، وَ حَرَّمَ اللَّهُ الشِّرْک إِخْلَاصاً لَهُ بِالرُّبُوبِیةِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَ أَطِیعُوا اللَّهَ فِیمَا أَمَرَکمْ بِهِ وَ نَهَاکمْ عَنْهُ فَإِنَّهُ إِنَّما یخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ.

ثُمَّ قَالَتْ: أَیهَا النَّاسُ! اعْلَمُوا أَنِّی فَاطِمَةُ وَ أَبِی مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَ بَدْءاً، وَ لَا أَقُولُ مَا أَقُولُ غَلَطاً، وَ لَا أَفْعَلُ مَا أَفْعَلُ شَطَطاً، لَقَدْ جاءَکمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکمْ عَزِیزٌ عَلَیهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیکمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ، فَإِنْ تَعْزُوهُ وَ تَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أَبِی دُونَ آبَائِکمْ، وَ أَخَا ابْنِ عَمِّی دُونَ رِجَالِکمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِی إِلَیهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، صَادِعاً بِالنِّذَارَةِ، مَائِلًا عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِکینَ، ضَارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأَکظَامِهِمْ، دَاعِیاً إِلَى سَبِیلِ رَبِّهِ بِالْحِکمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، یکسِرُ الْأَصْنَامَ، وَ ینْکثُ الْهَامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَ وَلَّوُا الدُّبُرَ، حَتَّى تَفَرَّى اللَّیلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَ أَسْفَرَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَ نَطَقَ زَعِیمُ الدِّینِ، وَ خَرِسَتْ شَقَاشِقُ الشَّیاطِینِ، وَ طَاحَ وَشِیظُ النِّفَاقِ، وَ انْحَلَّتْ عُقَدُ الْکفْرِ وَ الشِّقَاقِ، وَ فُهْتُمْ بِکلِمَةِ الْإِخْلَاصِ فِی نَفَرٍ مِنَ الْبِیضِ الْخِمَاصِ، وَ کنْتُمْ عَلى‌ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ، مُذْقَةَ الشَّارِبِ، وَ نُهْزَةَ الطَّامِعِ، وَ قَبْسَةَ الْعَجْلَانِ، وَ مَوْطِئَ الْأَقْدَامِ، تَشْرَبُونَ الطَّرْقَ، وَ تَقْتَاتُونَ الْوَرَقَ، أَذِلَّةً خَاسِئِینَ، تَخافُونَ أَنْ یتَخَطَّفَکمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِکمْ، فَأَنْقَذَکمُ اللَّهُ تَبَارَک وَ تَعَالَى بِأَبِی بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ بَعْدَ اللَّتَیا وَ الَّتِی، وَ بَعْدَ أَنْ مُنِی بِبُهَمِ الرِّجَالِ، وَ ذُؤْبَانِ الْعَرَبِ، وَ مَرَدَةِ أَهْلِ الْکتَابِ کلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ، أَوْ نَجَمَ قَرْنٌ لِلشَّیطَانِ، وَ فَغَرَتْ فَاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِکینَ، قَذَفَ أَخَاهُ فِی لَهَوَاتِهَا، فَلَا ینْکفِئُ حَتَّى یطَأَ صِمَاخَهَا بِأَخْمَصِهِ، وَ یخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَیفِهِ، مَکدُوداً دؤوبا فِی ذَاتِ اللَّهِ، وَ مُجْتَهِداً فِی أَمْرِ اللَّهِ، قَرِیباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، سَیدَ أَوْلِیاءِ اللَّهِ، مُشَمِّراً نَاصِحاً، مُجِدّاً کادِحاً، لَا تَأْخُذُهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَ أَنْتُمْ فِی رَفَاهِیةٍ مِنَ الْعَیشِ، وَادِعُونَ فَاکهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوَائِرَ، وَ تَتَوَکفُونَ الْأَخْبَارَ، وَ تَنْکصُونَ عِنْدَ النِّزَالِ، وَ تَفِرُّونَ مِنَ الْقِتَالِ؛

فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ لِنَبِیهِ دَارَ أَنْبِیائِهِ، وَ مَأْوَى أَصْفِیائِهِ، ظَهَرَ فِیکمْ حَسِیکةُ النِّفَاقِ، وَ سَمَلَ جِلْبَابُ الدِّینِ، وَ نَطَقَ کاظِمُ الْغَاوِینَ، وَ نَبَغَ خَامِلُ الْأَقَلِّینَ، وَ هَدَرَ فَنِیقُ الْمُبْطِلِینَ، فَخَطَرَ فِی عَرَصَاتِکمْ، وَ أَطْلَعَ الشَّیطَانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرَزِهِ هَاتِفاً بِکمْ، فَأَلْفَاکمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجِیبِینَ، وَ لِلْغِرَّةِ فِیهِ مُلَاحِظِینَ، ثُمَّ اسْتَنْهَضَکمْ فَوَجَدَکمْ خِفَافاً، وَ أَحْمَشَکمْ فَأَلْفَاکمْ غِضَاباً، فَوَسَمْتُمْ غَیرَ إِبِلِکمْ، وَ أَوْرَدْتُمْ غَیرَ شِرْبِکمْ، هَذَا وَ الْعَهْدُ قَرِیبٌ، وَ الْکلْمُ رَحِیبٌ، وَ الْجُرْحُ لَمَّا ینْدَمِلْ، وَ الرَّسُولُ لَمَّا یقْبَرْ، ابْتِدَاراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ أَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکافِرِینَ، فَهَیهَاتَ مِنْکمْ! وَ کیفَ بِکمْ؟! وَ أَنَّى تُؤْفَکونَ؟ وَ کتَابُ اللَّهِ بَینَ أَظْهُرِکمْ، أُمُورُهُ ظَاهِرَةٌ، وَ أَحْکامُهُ زَاهِرَةٌ، وَ أَعْلَامُهُ بَاهِرَةٌ، وَ زَوَاجِرُهُ لَائِحَةٌ، وَ أَوَامِرُهُ وَاضِحَةٌ، وَ قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکمْ، أَ رَغْبَةً عَنْهُ تُرِیدُونَ، أَمْ بِغَیرِهِ تَحْکمُونَ؟! بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا، وَ مَنْ یبْتَغِ غَیرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ، ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا إِلَّا رَیثَ أَنْ تَسْکنَ نَفْرَتُهَا، وَ یسْلَسَ قِیادُهَا، ثُمَّ أَخَذْتُمْ تُورُونَ وَقْدَتَهَا، وَ تُهَیجُونَ جَمْرَتَهَا، وَ تَسْتَجِیبُونَ لِهُتَافِ الشَّیطَانِ الْغَوِی، وَ إِطْفَاءِ أَنْوَارِ الدِّینِ الْجَلِی، وَ إِهْمَادِ سُنَنِ النَّبِی الصَّفِی، تَشْرَبُونَ حَسْواً فِی ارْتِغَاءٍ، وَ تَمْشُونَ لِأَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ فِی الْخَمْرَةُ وَ الضَّرَاءِ، وَ نَصْبِرُ مِنْکمْ عَلَى مِثْلِ حَزِّ الْمُدَى، وَ وَخْزِ السِّنَانِ فِی الْحَشَا، وَ أَنْتُمْ الْآنَ تَزْعُمُونَ أَلَّا إِرْثَ لَنَا، أَ فَحُکمَ الْجاهِلِیةِ یبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُکماً لِقَوْمٍ یوقِنُونَ أَ فَلَا تَعْلَمُونَ؟! بَلَى، تَجَلَّى لَکمْ کالشَّمْسِ الضَّاحِیةِ أَنِّی ابْنَتُهُ أَیهَا الْمُسْلِمُونَ، أَ أُغْلَبُ عَلَى إِرْثِیهْ؟!

یا ابْنَ أَبِی قُحَافَةَ، أَ فِی کتَابِ اللَّهِ أَنْ تَرِثَ أَبَاک وَ لَا أَرِثَ أَبِی؟! لَقَدْ جِئْتَ شَیئاً فَرِیا. أَ فَعَلَى عَمْدٍ تَرَکتُمْ کتَابَ اللَّهِ وَ نَبَذْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکمْ إِذْ یقُولُ: وَ وَرِثَ سُلَیمانُ داوُدَ؟![۱] وَ قَالَ فِیمَا اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ یحْیى بْنِ زَکرِیا (ع) إِذْ قَالَ: فَهَبَّ لِی مِنْ لَدُنْک وَلِیا یرِثُنِی وَ یرِثُ مِنْ آلِ یعْقُوبَ،[۲] وَ قَالَ: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‌ بِبَعْضٍ فِی کتابِ اللَّهِ،[۳] وَ قَالَ: یوصِیکمُ اللَّهُ فِی أَوْلادِکمْ لِلذَّکرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیینِ،[۴] وَ قَالَ: إِنْ تَرَک خَیراً الْوَصِیةُ لِلْوالِدَینِ وَ الْأَقْرَبِینَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِینَ،[۵] وَ زَعَمْتُمْ أَنْ لَا حُظْوَةَ لِی وَ لَا أَرِثَ مِنْ أَبِی وَ لَا رَحِمَ بَینَنَا، أَ فَخَصَّکمُ اللَّهُ بِآیةٍ أَخْرَجَ أَبِی (ص) مِنْهَا؟! أَمْ تَقُولُونَ إِنِّ أَهْلَ الْمِلَّتَینِ لَا یتَوَارَثَانِ؟!، أَوَ لَسْتُ أَنَا وَ أَبِی مِنْ أَهْلِ مِلَّةٍ وَاحِدَةٍ؟! أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَ عُمُومِهِ مِنْ‌ أَبِی وَ ابْنِ عَمِّی؟! فَدُونَکمَا مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً تَلْقَاک یوْمَ حَشْرِک، فَنِعْمَ الْحَکمُ اللَّهُ، وَ الزَّعِیمُ مُحَمَّدٌ، وَ الْمَوْعِدُ الْقِیامَةُ، وَ عِنْدَ السَّاعَةِ یخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ، وَ لَا ینْفَعُکمْ إِذْ تَنْدَمُونَ، وَ لِکلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ یأْتِیهِ عَذابٌ یخْزِیهِ وَ یحِلُّ عَلَیهِ عَذابٌ مُقِیمٌ.

قال و ما رأیت اکثر باکیة و باک منه یومئذ؛ ثُمَّ رَمَتْ بِطَرْفِهَا نَحْوَ الْأَنْصَارِ فَقَالَتْ: یا مَعَاشِرَ النَّقِیبَةِ. وَ یا عِمَادَ الْمِلَّةِ وَ حِصْنَةِ الْإِسْلَامِ، مَا هَذِهِ الْغَمِیزَةُ فِی حَقِّی، وَ السِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِی، أَ مَا کانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ أَبِی یقُولُ: الْمَرْءُ یحْفَظُ فِی وُلْدِهِ، سَرْعَانَ مَا أَحْدَثْتُمْ، وَ عَجْلَانَ ذَا إِهَالَةٍ، وَ لَکمْ طَاقَةٌ بِمَا أُحَاوِلُ، وَ قُوَّةٌ عَلَى مَا أَطْلُبُ وَ أُزَاوِلُ، أَ تَقُولُونَ مَاتَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ، فَخَطْبٌ جَلِیلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْنُهُ، وَ اسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ، وَ انْفَتَقَ رَتْقُهُ، وَ أَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَیبَتِهِ، وَ کسِفَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرِ وَ انْتَثَرَتْ النُّجُومُ لِمُصِیبَتِهِ، وَ أَکدَتِ الْآمَالُ، وَ خَشَعَتِ الْجِبَالُ، وَ أُضِیعَ الْحَرِیمُ، وَ أُزِیلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَمَاتِهِ، فَتِلْک وَ اللَّهِ النَّازِلَةُ الْکبْرَى، وَ الْمُصِیبَةُ الْعُظْمَى، لَا مِثْلَهَا نَازِلَةٌ، وَ لَا بَائِقَةٌ عَاجِلَةٌ، أَعْلَنَ بِهَا کتَابُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِی أَفْنِیتِکمْ مُمْسَاکمْ وَ مُصْبَحِکمْ، هُتَافاً وَ صُرَاخاً، وَ تِلَاوَةً وَ إِلْحَاناً، وَ لَقَبْلَهُ مَا حَلَّ بِأَنْبِیاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ، حُکمٌ فَصْلٌ وَ قَضَاءٌ حَتْمٌ: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‌ أَعْقابِکمْ وَ مَنْ ینْقَلِبْ عَلى‌ عَقِبَیهِ فَلَنْ یضُرَّ اللَّهَ شَیئاً وَ سَیجْزِی اللَّهُ الشَّاکرِینَ.[۶]

إِیهاً بَنِی قَیلَةَ! أَ أُهْضِمَ تُرَاثُ أَبِی وَ أَنْتُمْ بِمَرْأًى مِنِّی وَ مَسْمَعٍ، تَلْبَسُکمُ الدَّعْوَةُ، وَ تَشْمَلُکمُ الْخِبْرَةُ، وَ أَنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَ الْعُدَّةِ، وَ عِنْدَکمُ السِّلَاحُ وَ الْجُنَّةُ، تُوَافِیکمُ الدَّعْوَةُ فَلَا تُجِیبُونَ، وَ تَأْتِیکمُ الصَّرْخَةُ فَلَا تُغِیثُونَ، وَ أَنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْکفَاحِ، مَعْرُوفُونَ بِالْخَیرِ وَ الصَّلَاحِ، وَ النُّخْبَةِ الَّتِی انْتَخَبْتُ، وَ الْخِیرَةُ الَّتِی اخْتِیرَتْ لَنَا أَهْلَ الْبَیتَ. قَاتَلَکمْ الْعَرَبَ، وَ تَحَمَّلْتُمُ الْکدَّ وَ التَّعَبَ، وَ نَاطَحْتُمُ الْأُمَمَ، وَ کافَحْتُمُ الْبُهَمَ، لَا نَبْرَحُ أَوْ تَبْرَحُونَ، نَأْمُرُکمْ فَتَأْتَمِرُونَ، حَتَّى إِذَا دَارَتْ بِنَا رَحَى الْإِسْلَامِ، وَ دَرَّ حَلَبُ الْأَیامِ، وَ خَضَعَتْ ثَغْرَةُ الشِّرْک، وَ سَکنَتْ فَوْرَةُ الْإِفْک، وَ خَمَدَتْ نِیرَانُ الْکفْرِ، وَ هَدَأَتْ دَعْوَةُ الْهَرْجِ، وَ اسْتَوْسَقَ نِظَامُ الدِّینِ، فَأَنَّى حُرْتُمْ بَعْدَ الْبَیانِ، وَ أَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الْإِعْلَانِ، وَ نَکصْتُمْ بَعْدَ الْإِقْدَامِ، وَ أَشْرَکتُمْ بَعْدَ الْإِیمَانِ، بُؤْساً لِقَوْمٍ نَکثُوا أَیمانَهُمْ وَ هَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَ هُمْ بَدَؤُکمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ کنْتُمْ مُؤْمِنِینَ، أَلَا وَ قَدْ أَرَى أَنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إِلَى الْخَفْضِ، وَ أَبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَ الْقَبْضِ، وَ خَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ، وَ نَجَوْتُمْ بالضِّیقِ مِنَ السَّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ مَا وَعَیتُمْ، وَ دَسَعْتُمُ الَّذِی تَسَوَّغْتُمْ، فَإِنْ تَکفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِی حَمِیدٌ. أَلَا وَ قَدْ قُلْتُ الذی قُلْتُ عَلَى مَعْرِفَةٍ مِنِّی بِالْخَذْلَةِ الَّتِی خَامَرَتْکمْ، وَ الْغَدْرَةِ الَّتِی اسْتَشْعَرَتْهَا قُلُوبُکمْ، وَ لَکنَّهَا فَیضَةُ النَّفْسِ، وَ نَفْثَةُ الْغَیظِ، وَ خَوْرُ الْقَنَاةِ، وَ بَثَّةُ الصَّدْرِ، وَ تَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ، فَدُونَکمُوهَا فَاحْتَقِبُوهَا دَبِرَةَ الظَّهْرِ، نَقِبَةَ الْخُفِّ، بَاقِیةَ الْعَارِ، مَوْسُومَةً بِغَضَبِ اللَّهِ مَوْصُولَةً بِنارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ فَبِعَینِ اللَّهِ مَا تَفْعَلُونَ وَ سَیعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَی مُنْقَلَبٍ ینْقَلِبُونَ. وَ أَنَا ابْنَةُ نَذِیرٍ لَکمْ بَینَ یدَی عَذابٍ شَدِیدٍ فَاعْمَلُوا ... إِنَّا عامِلُونَ وَ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ.

فَأَجَابَهَا أَبُو بَکرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وَ قَالَ: یا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)! لَقَدْ کانَ أَبُوک بِالْمُؤْمِنِینَ عَطُوفاً کرِیماً، رَءُوفاً رَحِیماً، وَ عَلَى الْکافِرِینَ عَذَاباً أَلِیماً، وَ عِقَاباً عَظِیماً، إِنِ عَزَوْنَاهُ وَجَدْنَاهُ أَبَاک دُونَ النِّسَاءِ، وَ أَخا إلفک دُونَ الْأَخِلَّاءِ آثَرَهُ عَلَى کلِّ حَمِیمٍ، وَ سَاعَدَهُ فِی کلِّ أَمْرٍ جَسِیمٍ، لَا یحِبُّکمْ إِلَّا سَعِیدٍ، وَ لَا یبْغِضُکمْ إِلَّا شقِی بَعِیدٌ، فَأَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) الطَّیبُونَ، وَ الْخِیرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ، عَلَى الْخَیرِ أَدِلَّتُنَا، وَ إِلَى الْجَنَّةِ مَسَالِکنَا، وَ أَنْتِ یا خِیرَةَ النِّسَاءِ وَ ابْنَةَ خَیرِ الْأَنْبِیاءِ صَادِقَةٌ فِی قَوْلِک، سَابِقَةٌ فِی وُفُورِ عَقْلِک، غَیرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّک، وَ لَا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِک، وَ اللَّهِ مَا عَدَوْتُ رَأْی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ لَا عَمِلْتُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَ إِنَّ الرَّائِدَ لَا یکذِبُ أَهْلَهُ، وَ إِنِّی أُشْهِدُ اللَّهَ وَ کفَى بِهِ شَهِیداً أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ یقُولُ: نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْبِیاءِ لَا نُورِثُ ذَهَباً وَ لَا فِضَّةً وَ لَا دَاراً وَ لَا عَقَاراً وَ إِنَّمَا نُورِثُ الْکتَابَ وَ الْحِکمَةَ وَ الْعِلْمَ وَ النُّبُوَّةَ، وَ مَا کانَ لَنَا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِی الْأَمْرِ بَعْدَنَا أَنْ یحْکمَ فِیهِ بِحُکمِهِ، وَ قَدْ جَعَلْنَا مَا حَاوَلْتِهِ فِی الْکرَاعِ وَ السِّلَاحِ یقَاتِلُ بِهَا الْمُسْلِمُونَ وَ یجَاهِدُونَ الْکفَّارَ، وَ یجَالِدُونَ الْمَرَدَةَ الْفُجَّارَ، وَ ذَلِک بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ، لَمْ أنفرد بِهِ وَحْدِی، وَ لَمْ أَسْتَبِدَّ بِمَا کانَ الرَّأْی عِنْدِی، وَ هَذِهِ حَالِی وَ مَالِی هِی لَک وَ بَینَ یدَیک لَا نَزْوِی عَنْک وَ لَا نَدَّخِرُ دُونَک، وَ أَنْتِ سَیدَةُ أُمَّةِ أَبِیک، وَ الشَّجَرَةُ الطَّیبَةُ لِبَنِیک، لَا نَدْفَعَ مَا لَک مِنْ فَضْلِک، وَ لَا نُوضَعُ مِنْ فَرْعِک وَ أَصْلِک، حُکمُک نَافِذٌ فِیمَا مَلَکتْ یدَای، فَهَلْ تَرَینَ أَنْ أُخَالِفَ فِی ذَلِک أَبَاک صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟!

فَقَالَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا کانَ أَبِی رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ عَنْ کتَابِ اللَّهِ صَادِفاً وَ لَا لِأَحْکامِهِ مُخَالِفاً، بَلْ کانَ یتْبَعُ أَثَرَهُ، وَ یقْفُو سُوَرَهُ، أَ فَتَجْمَعُونَ إِلَى الْغَدْرِ اعْتِلَالًا عَلَیهِ بِالزُّورِ و البهتان، وَ هَذَا بَعْدَ وَفَاتِهِ شَبِیهٌ بِمَا بُغِی لَهُ مِنَ الْغَوَائِلِ فِی حَیاتِهِ، هَذَا کتَابُ اللَّهِ حَکماً عَدْلًا، وَ نَاطِقاً فَصْلًا، یقُولُ: یرِثُنِی وَ یرِثُ مِنْ آلِ یعْقُوبَ [۷] وَ یقُولُ وَ وَرِثَ سُلَیمانُ داوُدَ [۸] فَبَینَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیمَا وُزِّعَ مِنَ الْأَقْسَاطِ، وَ شَرَعَ مِنَ الْفَرَائِضِ وَ الْمِیرَاثِ، وَ أَبَاحَ مِنْ حَظِّ الذُّکرَانِ وَ الْإِنَاثِ مَا أَزَاحَ بِهِ عِلَّةَ الْمُبْطِلِینَ، وَ أَزَالَ التَّظَنِّی وَ الشُّبُهَاتِ فِی الْغَابِرِینَ، کلَّا! بَلْ سَوَّلَتْ لَکمْ أَنْفُسُکمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِیلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى‌ ما تَصِفُونَ.

فَقَالَ أَبُو بَکرٍ: صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَتْ ابْنَتُهُ، أَنْتِ مَعْدِنُ الْحِکمَةِ، وَ مَوْطِنُ الْهُدَى وَ الرَّحْمَةِ، وَ رُکنُ الدِّینِ، وَ عَینُ الْحُجَّةِ، لَا أُبَعِّدُ صَوَابَک، وَ لَا أُنْکرُ خِطَابَک، هَؤُلَاءِ الْمُسْلِمُونَ بَینِی وَ بَینَک قَلَّدُونِی مَا تَقَلَّدْتُ، وَ بِاتِّفَاقٍ مِنْهُمْ أَخَذْتُ مَا أَخَذْتُ، غَیرَ مُکابِرٍ وَ لَا مُسْتَبِدٍّ وَ لَا مُسْتَأْثِرٍ، وَ هُمْ بِذَلِک شُهُودٌ.

فَالْتَفَتَتْ فَاطِمَةُ عَلَیهَا السَّلَامُ النَّاسَ وَ قَالَتْ: مَعَاشِرَ المُسْلِمینَ! الْمُسْرِعَةَ إِلَى قِیلِ الْبَاطِلِ، الْمُغْضِیةَ عَلَى الْفِعْلِ الْقَبِیحِ الْخَاسِرِ أَ فَلا یتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى‌ قُلُوبٍ أَقْفالُها، کلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِکمْ، مَا أَسَأْتُمْ مِنْ أَعْمَالِکمْ، فَأَخَذَ بِسَمْعِکمْ وَ أَبْصَارِکمْ، وَ لَبِئْسَ مَا تَأَوَّلْتُمْ، وَ سَاءَ مَا بِهِ أَشَرْتُمْ، وَ شَرَّ مَا اغتصبتم، لَتَجِدُنَّ وَ اللَّهِ مَحْمِلَهُ ثَقِیلًا، وَ غِبَّهُ وَبِیلًا، إِذَا کشِفَ لَکمُ الْغِطَاءُ، وَ بَانَ مَا وَرَاءَهُ من الْبَاسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ، وَ بَدَا لَکمْ مِنْ رَبِّکمْ مَا لَمْ تَکونُوا تَحْتَسِبُوُنَ وَ خَسِرَ هُنالِک الْمُبْطِلُونَ. ثُمَّ عَطَفَتْ عَلَى قَبْرِ النَّبِی صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ قَالَتْ:

قَدْ کانَ بَعْدَک أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ لَوْ کنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تَکثُرْ الْخَطْبُ‌

لإِنَّا فَقَدْنَاک فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا وَ اخْتَلَّ قَوْمُک فَاشْهَدْهُمْ وَ لَا تَغِبْ

لوَ کلُّ أَهْلٍ لَهُ قُرْبَى وَ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ الْإِلَهِ عَلَى الْأَدْنَینِ مُقْتَرِبٌ‌

أَبْدَتْ رِجَالٌ لَنَا نَجْوَى صُدُورِهِمْ لَمَّا مَضَیتَ وَ حَالَتْ دُونَک التُّرَبُ

لتَجَهَّمَتْنَا رِجَالٌ وَ اسْتُخِفَّ بِنَا لَمَّا فُقِدْتَ وَ کلُّ الْأَرْضِ مُغْتَصَبُ

لوَ کنْتَ بَدْراً وَ نُوراً یسْتَضَاءُ بِهِ عَلَیک ینْزِلُ مِنْ ذِی الْعِزَّةِ الْکتُبُ

لوَ کانَ جِبْرِیلُ بِالْآیاتِ یؤْنِسُنَا فَقَدْ فُقِدْتَ وَ کلُّ الْخَیرِ مُحْتَجَبُ

لفَلَیتَ قَبْلَک کانَ الْمَوْتُ صَادَفَنَا لَمَّا مَضَیتَ وَ حَالَتْ دُونَک الْکثُبُ

لإِنَّا رُزِینَا بِمَا لَمْ یرْزَ ذُو شَجَنٍ مِنَ الْبَرِیةِ لَا عُجْمٌ وَ لَا عَرَبُ

ثُمَّ انْکفَأَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ- وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ یتَوَقَّعُ رُجُوعَهَا إِلَیهِ وَ یتَطَلَّعُ طُلُوعَهَا عَلَیهِ- فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ بِهَا الدَّارُ، قَالَتْ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ: یا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ عَلَیک السَّلَامُ: اشْتَمَلْتَ شَمْلَةَ الْجَنِینِ، وَ قَعَدْتَ حُجْرَةَ الظَّنِینِ، نَقَضْتَ قَادِمَةَ الْأَجْدَلِ، فَخَانَک رِیشُ الْأَعْزَلِ، هَذَا ابْنُ أَبِی قُحَافَةَ یبْتَزُّنِی نَحْلَةَ أَبِی وَ بُلْغَةَ ابْنَی، لَقَدْ أَجْهَدَ فِی خِصَامِی، وَ أَلْفَیتُهُ أَلَدَّ فِی کلَامِی، حَتَّى حَبَسَتْنِی قَیلَةٌ نَصْرَهَا، وَ الْمُهَاجِرَةُ وَصْلَهَا، وَ غَضَّتِ الْجَمَاعَةُ دُونِی طَرْفَهَا، فَلَا دَافِعَ وَ لَا مَانِعَ، خَرَجْتُ کاظِمَةً، وَ عُدْتُ رَاغِمَةً، أَضْرَعْتَ خَدَّک یوْمَ أَضَعْتَ حَدَّک، افْتَرَسَتِ الذِّئَابُ وَ افْتَرَشْتَ التُّرَابَ، مَا کفَفْتَ قَائِلًا، وَ لَا أَغْنَیتَ طَائِلًا، وَ لَا خِیارَ لِی، لَیتَنِی مِتُّ قَبْلَ هَنِیئَتِی وَ دُونَ ذِلَّتِی، عَذِیرِی اللَّهُ مِنْک عَادِیاً، وَ مِنْک حَامِیاً، وَیلَای! فِی کلِّ شَارِقٍ ویلای فِی کلِّ غَارِب، مَاتَ الْعَمَدُ، وَ وَهَنَ الْعَضُدُ، شَکوَای إِلَى أَبِی، وَ عَدْوَای إِلَى رَبِّی، اللَّهُمَّ أَنْتَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ حَوْلًا وَ أَشَدُّ بَأْساً وَ تَنْکیلًا.

فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ: لَا وَیلَ لَک بَلْ الْوَیلُ لِشَانِئِک، نَهْنِهِی عَنْ وَجْدِک یا ابْنَةَ الصَّفْوَةِ، وَ بَقِیةَ النُّبُوَّةِ، فَمَا وَنَیتُ عَنْ دِینِی، وَ لَا أَخْطَأْتُ مَقْدُورِی، فَإِنْ کنْتِ تُرِیدِینَ الْبُلْغَةَ، فَرِزْقُک مَضْمُونٌ وَ کفِیلُک مَأْمُونٌ، وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَک أَفْضَلَ مِمَّا قُطِعَ عَنْک، فَاحْتَسِبِی اللَّهَ.

فَقَالَتْ: حَسْبِی اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکیلُ وَ أَمْسَکتْ.

ترجمه خطبه فدکیه

عبداللَّه بن حسن مثنّى به اسناد خود از پدران گرامی اش -درود خداوند بر آنان باد- نقل مى‌کند: ابوبکر عزم خود را بر گرفتن فدک از فاطمه زهرا علیها السّلام جزم کرد. چون خبر به سمع و نظر حضرت رسید، سرپوش بر سر افکند و خود را در چادرى پیچیده با گروهى از زنان به جانب مسجد به راه افتاد. حضرت خود را سخت مستور داشته بود و همچون پیامبر خدا صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم بدون هیچ کاستى قدم برمى‌داشت، تا اینکه بر ابو بکر وارد شد. ابو بکر در مسجد نشسته بود و گروهى از مهاجرین و انصار بر گردش جمع شده بودند. براى دور ماندن حضرت از نگاه نامحرمان پرده‌اى در مسجد آویخته شد و فاطمه علیها السّلام در پس آن قرار گرفتند. در ابتدا فاطمه زهرا علیها السّلام صداى خود را به ناله‌اى دلخراش بلند کرد، مسجد لرزید و حاضران به گریه افتادند. سپس لختى سکوت کرد تا مجلس از جنب و جوش خود باز ایستاد. فریادها و همهمه‌ها چون به سکوت گرایید، کلام خود را با سپاس و ستایش از خداوند و درود بر رسول خدا صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم آغاز نمود. بار دیگر ناله‌ها به اوج خود رسید. با برقرارى آرامش مجدد، فاطمه علیها السّلام این گونه ادامه داد:

«خداوند را بر آنچه ارزانى داشت، سپاسگزار و بر اندیشه نیکو که در دل نهاد، شاکر و برنعمتهاى فراگیرش ثنا مى‌گویم. نعمت‌هایى که از چشمه لطفش جوشید و عطاهاى فراوانى که بخشید و احسانى که پیاپى پراکند. نعمت‌هایى که از شمار بیرون است و شکر و جبران (نعمتها) از توان افزون، و درک نهایتش نه در حد اندیشه ناموزون. بندگان را براى فزونى نعمتها و استمرار عطایا به شکر خویش فراخوانده براى تکمیل به ستایش آن متوجه نموده آنان را براى نعمتها دو چندان تشویق فرموده است. گواهى مى‌دهم که معبودى جز او نیست و یکتایى است بى‌انباز و شریک. روح این گواهى، دوستى بى‌آلایش و خلوص است، که دلهاى مشتاقان با آن درآمیخته آثارش در افکار پرتو افکن شده است. خدایى که دیدگان را توانایى دیدن، زبان را یاراى بیان، و گمانها را قدرت بر ادراک او نیست. همه چیز را از نیستى به هستى در آورد، و آنان را بدون وجود الگو و نمونه‌اى ایجاد نمود. با قدرت خود همه را بالندگى داد و با اراده‌اش به خلق موجودات دست یازید، بى‌آنکه به آفرینش آنها نیازمند باشد و از این صورتگرى طرفى ببندد. او مى‌خواست حکمتش را آشکار سازد و مردم را به فرمانبرداریش هشیار کند و بندگان را به عبودیتش رهنمون گرداند و براى دعوتش موجب سرافرازى باشد پس آنگاه پاداش را در اطاعت و کیفر را در نافرمانى نهاد تا بندگان را از خشم و عذاب خود رهانیده به سوى بهشت و کانون رحمتش سوق دهد.

گواهى مى‌دهم که پدرم، محمّد، بنده و فرستاده اوست. او را برگزید و انتخاب کرد قبل از آنکه به سوى مردم براى هدایت آنان بفرستد و پیش از انتخاب کردن، نامى نیکو بر او نهاد و قبل از آنکه او را به پیامبرى برانگیزاند، از میان مردم انتخاب کرد و برگزید و این در آن هنگام بود که بندگان در حجاب غیب مستور، در پس پرده نیستى و در پهنه بیابان عدم، سرگردان بودند. پروردگار بزرگ بر پایان هر کار دانا و بر دگرگونیها محیط و به انجام هر چیز بینا بود. محمّد صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم را برانگیخت تا فرمانش را کامل، حکمش را نافذ و آنچه را مقدّر ساخته بود، به انجام رساند. پیامبر مشاهده نمود که هر گروه آیینى را پذیرا گشته‌اند. دسته‌اى بر گرد آتش در طواف، گروهى در برابر بت به نماز، و همگان یاد خدایى را که مى‌شناسند، از خاطر زدوده‌اند.

پس خداوند به نور محمّد بساط ظلمت را برچید، و دلها را از تیرگى کفر رهانید، و ابرهاى تیره و تار را از مقابل دیدگان به یک سو فکند. او (پیامبر خدا) براى هدایت مردم به پاى خاست و آنها را از گمراهى و ناراستى رهایى بخشید و چشمانشان را بینا ساخت. آنان را به آیین پا بر جاى اسلام رهنمون و به راه راست دعوت نمود. سپس از روى اختیار و مهربانى، و میل و ایثار، جوار رحمت خود را به او ارزانى داشت، و او را از رنج این جهان دل آسوده و راحت نمود و فرشتگانى مقرّب بر او گماشت. چتر دولتش را در همسایگى خود افراشت و طومار مغفرت و رضوان را به نام او نگاشت. درود و برکات بى‌پایان خداوندى بر محمّد پیام‌آور رحمت، امین وحى و رسالت و برگزیده امّت باد.

سپس فاطمه علیها السّلام نگاهى به اهل مجلس افکند و این چنین به سخنان خود ادامه داد: شما بندگان خدا، نگاهبانان حلال و حرام، حاملان دین و احکام، امینان خداوند بر خویش و پیام آوران او به سوى امّتها هستید. حقّى از سوى خداوند بر عهده دارید و پیمانى را که با او بسته‌اید، پذیرفته‌اید. و آنچه که پیامبر خدا پس از خود در میان شما باقى گذارده، کتاب گویاى خداوند و قرآن صادق مى‌باشد که نور او فروزان و شعاع او درخشان است. قرآن کتابى است که دلایلش روشن، لطایف و دقایقش آشکار، ظواهرش نورانى، پیروانش پر افتخارند و جهانیان بدیشان غبطه خورند و حسد برند. کتابى که پیرویش راهگشاى روضه رحمت الهى است و شنونده‌اش رستگار در دو سرا. در پرتوى آن، دلیلهاى روشن الهى را مى‌توان دید و نیز تفسیر احکام و واجبات او را دریافت. قرآن حرامهاى خداوندى را بازدارنده، حلالهاى او را رخصت دهنده و مستحبّات را نمایانیده است و بیانگر شریعت اسلام مى ‌باشد.

خداوند ایمان را سبب زدودن زنگار شرک از دلهاتان قرار داد و نماز را موجبى براى دورى شما از خودپرستى، و زکات را دستمایه بى‌آلایشى نفس و افزایش روزى بى‌دریغ و روزه را عامل تثبیت دوستى و اخلاص و حج را وسیله تقویت دین، و عدالت را مایه پیوند قلوب، و پیروى ما را سبب نظم و پیشوایى ما را مانع جدایى و افتراق، جهاد را وسیله عزّت شما و خوارى و ذلّت کفار و منافقین، و شکیبایى و صبر را موجبى براى جلب پاداش، فرمان به حلال و نهى از حرام را براى مصلحت مردم، و نیکى به پدر و مادر را موجب‌ پیشگیرى از خشم الهى قرار داد. صله رحم را باعث افزایش جمعیت، قصاص را سبب بقاى زندگانى، وفاى به نذر را موجب آمرزش و تمام پرداختن پیمانه و وزن را مانع از کم فروشى و کاهش (نعمات) قرار داد. بر کنار بودن از مى‌خوارگى را سبب پاکى از پلیدیها و پرهیز از تهمت و نسبتهاى ناروا را مانعى در برابر لعن و نفرین الهى و منع از دزدى را موجبى براى پوییدن راه عفت ساخت و پاکى و اجتناب از خوردن مال یتیمان و خوددارى از اختصاص غنیمت به خود و تقسیم آن در میان اصحاب استحقاق را باعث در امان ماندن از ظلم، و عدالت پیشگى در اجراى احکام را موجب راحتى و آرامش و ملایمت در امور مردم قرار داد. شرک را حرام نمود تا از سر اخلاص ره رستگارى پویند «پس چنان که شایسته ترس از خداست از او بترسید و تن به مرگ مدهید جز آنکه در طریق اسلام باشید» از خداوند در آنچه که شما را فرموده و یا از آنچه که بازداشته، فرمان برید که «از میان بندگان تنها دانایان از خداوند مى‌ترسند».

سپس فرمود: اى مردم بدانید من فاطمه‌ ام، و پدرم محمّد است- که صلوات و درود خداوند بر او و خاندانش باد- آنچه که در آغاز گفته‌ام، در پایان هم از آن سخن خواهم راند. در گفتارم ناراست نگویم و در کردارم راه خطا نپویم «همانا پیامبرى از میان شما به سوى شما آمد که رنج و محنت شما او را گران آمد، سخت به شما دل بسته است و براى مؤمنین مهربان و غمخوار است». اگر او را بشناسید خواهید دید که او پدر من است و نه پدر زنان شما. و برادر پسر عموى من بوده، نه برادر مردان شما. چه پر افتخار است این نسب- درود خداوند او و خاندانش را شامل باد.

او رسالت خود را به مردم ابلاغ و آنان را از عذاب خداوندى بر حذر داشت. از روش مشرکان روى گرداند و گردنهایشان را به ضرب تازیانه توحید کوفت و حلقومشان را به سختى فشرد. او مردم را با دلیل و برهان و اندرز سودمند به راه خداوند رهنمون بود. شوکت بت و بت پرستان را در هم شکست تا جمع آنها از هم گسیخت و ظلمت شب تار زدوده شد و صبح ایمان دمید و برقع و نقاب از چهره حقیقت به یک سو فکند. زبان پیشواى دین به گفتارباز شد و عربده‌جوییهاى شیاطین به خاموشى گرایید. افسر و تاج نفاق بر زمین فرو افتاد، گره‌هاى کفر و اختلاف گشوده شد و شما به همراه گروهى از سپید رویان پاک نهاد (پارسایان آبرومندى که از شدت خویشتن‌دارى و گرسنگى روزه سپید روى و رنگ پریده بودند) گویاى کلمه اخلاص (لا اله الّا اللَّه) شدید و حال آنکه بر لب پرتگاه گودال جهنّم بودید. به خاطر ضعف و ناتوانى شما، هر کس از راه مى‌رسید، مى‌توانست شما را نابود کند، همچون جرعه‌اى براى تشنه و لقمه‌اى براى خورنده و شکار هر درنده و لگدکوب هر رونده و پایمال هر رهگذرى مى‌شدید. از آب گندیده و ناگوار مى‌نوشیدید و از پوست جانور و مردار سدّ جوع مى‌کردید. پست و ناچیز بودید و «از هجوم همسایه و همجوار در هراس».

در چنین حالى خداوند تبارک و تعالى محمّد صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم پیام‌آور خود را به سوى شما گسیل داشت. او پس از آن همه رنجها که دید و سختى‌ها که کشید، شما را از ذلت و خوارى رهایى بخشید. رزم آوران ماجراجو، سرکشان درّنده‌خو، جهودان دین به دنیا فروش و ترسایان دور از حق از هر سو به او تاختند و با او به مخالفت برخاستند. «چون هر زمان آتش اخگر به هیزم و هیمه فتنه افکندند، خداوند آن را خاموش ساخت» و هر گاه شاخ شیطان نمایان مى‌گشت و یا مشرکى دهان به یاوه‌گویى مى‌گشود، او برادرش على علیه السّلام را در کام آن مى‌افکند. على علیه السّلام هم در مقابل تا آن زمان که بر مغز و سر مخالفان نمى‌کوبید و بینى آنها را به خاک مذلّت نمى‌مالید، ترک امر نمى‌نمود. او در راه خداوند کوشا، به رسول خدا نزدیک، و مهتر اولیاى نصیحتگر، تلاشگر و کوشنده بود، و شما در آن هنگام در آسایش مى‌زیستید و از امنیت برخوردار بودید. مترصّد تغییر جهت چرخ گردون علیه ما و گوش به زنگ اخبار بودید. به هنگام کارزار عقب گرد مى‌کردید و در میدان نبرد فرار را بر قرار ترجیح مى‌دادید.

چون خداوند سراى پیمبرانش را براى پیامبر خود برگزید و جایگاه برگزیدگانش را منزلگاه او ساخت، کینه‌ها و دورویى‌ها آشکار و پرده دین دریده شد. هر گمراهى مدّعى و هر گمنامى سالار و هر یاوه‌گویى در پى گرمى بازار خویش، شیطان سر از کمینگاه خود به درآورد و شما را به سوى خود فراخواند، و بسیارى از شما را آماده پذیرفتن دعوتش و منتظر فریبش یافت! شما هم سبکبار در پى او دویدید و به آسانى در دام فریبش خزیدید. و او آتش انتقام را در دلهاتان برافروخت. آثار خشم در چهره شما نمایان گردید و سبب شد،که بر غیر شتر خود داغ نهید و در غیر آبشخور خود وارد شوید. این در حالى بود که هنوز دو روزى از مرگ پیامبرتان نگذشته، سوز سینه ما خاموش نشده، جراحت قلب ما التیام نیافته، و هنوز پیامبر خدا در دل خاک جاى نگرفته بود. بهانه شما این بود که از بروز فتنه‌ها جلوگیرى مى‌کنید «راهى جز راه حق مى‌پویید» و گر نه کتاب خدا در میان شماست! مطالب و موضوعاتش معلوم و احکام و دلایل آن روشن و درخشان، نشانه‌هایش نورانى و هویدا، نواهیش آشکار و اوامرش گویاست. امّا شما آن را به پشت سرافکندید. آیا از کتاب خدا روى برتافته از آن اعراض مى‌کنید؟ آیا داورى جز قرآن مى‌گیرید؟ یا به غیر آن حکم مى‌کنید؟ «ستمکاران بد جانشینى را براى قرآن برگزیده‌اند» «و هر کسى کیشى جز آیین اسلام را پذیرا گردد، از او پذیرفته نخواهد شد و در آخرت در زمره زیانکاران خواهد بود».

حتى شما آن مقدار درنگ و تأمل نکردید تا ستور و اسب سرکش خلافت رام گردد و تسلیمتان شود که به راحتى بتوانید از آن سوارى بگیرید و کینه و نفرتتان فروکش کند. هیزم در آتش فتنه افکنده آن را براى شعله‌ور شدن برهم زدید. نداى شیطان فریبکار را لبّیک گفتید و به خاموش ساختن آیین حق و دین نورانى و از میان برداشتن سنّت پیامبر برگزیده کمر بستید. چنین ماند که زدودن کف از روى شیر را بهانه کرده آن را پنهانى تا به آخر سر کشیدید. براى گوشه‌نشین کردن خاندان و فرزندان پیامبر در کمینگاه خزیدید. ما چاره‌اى جز شکیبایى ندیدیم، و همچون خنجر به گلو فرو رفته و تیغ برّان بر دل نشسته سکوت نمودیم.

شما مى‌پندارید که ما ارثى نداریم؟ «مگر رسم جاهلیت را مى‌جویید؟ براى مردم داراى یقین چه حکمى از حکم خداوند بهتر است؟» آیا آگاه نیستید؟ چرا، آگاهید و همچون آفتاب درخشان براى شما روشن است که من دختر آن پیامبر هستم. شما اى مسلمانان! آیا رواست که میراث پدرم به زور از من ستانده شود؟ آه! دردا! اى گروه مهاجر! چقدر عجیب و در عین حال سخیف است که ارث پدرم مورد دستبرد و تجاوز قرار گیرد و من از آن محروم بمانم؟

اى فرزند ابو قحافه! خداوند گفته که تو از پدرت ارث برى و من از پدرم ارث نبرم؟ «چه سخن ناروایى!» آیا از سر عناد و لجاج کتاب خدا را ترک و به پشت سر افکنده‌اى؟ در حالى که او مى‌فرماید: «سلیمان از پدرش داود ارث برد.» و یا آنجا که داستان یحیى فرزند زکریا- که درود خداوندى شاملشان باد- را بازگو مى‌کند، مى‌فرماید: «مرا از جانب خود فرزندى عطا کن که وارث من و خاندان یعقوب باشد» و نیز مى‌فرماید: «هر گاه یکى از شما را مرگ فرا رسد و مالى بر جاى نهد در باره پدر و مادر و خویشان به دیده انصاف سفارش کند که این شایسته پرهیزگاران است».

شما به خیال باطل خود چنین پنداشتید که من هیچ بهره و ارثى از پدر ندارم؟ و هیچ خویشاوندى و قرابتى میان ما وجود ندارد؟ آیا خداوند آیه‌اى در خصوص شما فرو فرستاده که پدرم از آن خارج است؟ یا بر این رأى و نظرید که و من و پدرم هر یک به آیینى جدا سر نهاده‌ایم؟ یا اینکه دعوى آن دارید که از پدرم و پسر عمویم به خاص و عام قرآن آگاهتر هستید؟ حال که چنین است بگیر آن شترى را که آماده است و مهار زده و بر آن سوار شو! لیکن بدان در روز برپایى رستاخیز تو را دیدار مى‌کند و بازخواستت مى‌نماید و آن روز چه روزیست! در آن ساعت «گمراهان زیان خواهند دید» اما چه سود که پشیمانى فایده‌اى نخواهد داشت. «که براى هر خبر زمانى معین است و به زودى خواهد دانست که چه کسى به عذابى که خوارش مى‌سازد، گرفتار مى‌آید و یا عذاب جاوید بر سر او فرود مى‌آید».

سپس حضرت فاطمه علیها السّلام گروه انصار را مخاطب قرار داده فرمودند: اى جوانان و اى بازوان توانمند ملت و یاران اسلام، این سهل‌انگارى شما در ستاندن حقّ من از چیست؟ این چه سستى است که در برابر ستمى که بر من شده، روا مى‌دارید؟ آیا پدرم رسول خدا صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم نمى‌فرمود: «بزرگداشت مرد را در باره فرزندان هم باید پاس داشت»؟ چه زود اوضاع را واژگون نمودید و به بیراهه گام نهادید، با اینکه توانایى بر احقاق حقوق مرا در بازو و عدّه کافى در اختیار دارید. آیا مى‌گویید که محمّد صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم از دنیا رفت و با رفتن او همه چیز تمام شد؟ آرى مرگ او ضربه هولناکى بر پیکره اسلام بود، فاجعه بزرگى است که بر همه غبار غم فرو ریخت که شکافش هر روز فراختر و گسستگیش دامنه‌دارتر و وسعتش فزونتر مى‌گردد. زمین از نبود او تاریک و ظلمانى و در مصیبت حضرتش بهترین بندگان او محزون و اندوهگین شدند و خورشید و ماه پشت ابرهاى تیره و تار پنهان، و به خاطر این مصیبت ستارگان از هم جدا و پراکنده شدند. امیدها ناامید، کوهها متزلزل، حریم افراد شکسته، و گرامیداشت و حرمتها پایمال شد. به خداوند سوگند مرگ او حادثه‌اى بزرگ، مصیبتى دهشتناک و ضایعه‌اى جبران ناپذیر بود که هیچ بلیه‌اى بدان پایه نمى‌رسد. اما به یاد داشته باشید که قرآن از پیش این واقعه را گوشزد نموده بود. همان کتابى که پیوسته در خانه‌هاى شماست و صبح و شامگاه با صداى بلند و زمانى آهسته و با الحان مختلف به تلاوت آن مى‌پردازید. در این مسیر انبیاى پیشین هم واقع شدند چرا که مرگ فرمان تخلف ناپذیر الهى است: «جز این نیست که محمّد پیامبرى است که پیش از او پیامبران دیگرى هم بوده‌اند، اگر او بمیرد و یا کشته شود شما به آیین پیشین خود بازمى‌گردید؟ بازگشت هر کس زیانى را متوجّه ذات حق نخواهد کرد. و خداوند سپاسگزاران را پاداش خواهد داد».

هیهات! پسران قَیله (اى قبیله‌هاى اوس و خزرج) پیش چشمان شما میراث پدرم را ببرند! حرمتم بشکنند! در حالى که شما آشکارا مى‌بینید و مى‌شنوید و اخبارش به شما مى‌رسد. اما شما بیهوش و خاموش نشسته‌اید؟ در حالى که سرباز و نیروى بسیار دارید. ساز و برگ فراوان دارید و سلاح و سپر بى‌شمار. دعوتم را مى‌شنوید و پاسخ نمى‌گویید! فریاد من در میان شما طنین افکن است اما چه سود که به فریاد نمى‌رسید! در حالى که شما در شجاعت زبانزد خاص و عام، در خیر و صلاح شهره آفاق، و برگزیدگان قبایل و اقوامید. و نزد ما اهل بیت از بهترین مردمان محسوب مى‌شدید. با عرب درگیر شده، رنج و محنت فراوان تحمل کردید. شاخهاى گردنکشان را شکستید و با جنگجویان قدر دست و پنجه نرم نمودید. شما بودید که پیوسته در راه ما، و سر به فرمان ما داشتید، تا اینکه آسیاى اسلام بر محور وجود ما به گردش در آمد و شیر مادر روزگار رو به فزونى نهاد. نعره مشرکان گلوگیرشان شد، لهیب دروغ فروکش کرد، آتش کفر بى‌فروغ شد، فراخوانى به جدایى و تفرقه بازایستاد، و دین نظام یافت. اکنون پس از آن همه زبان‌آورى چرا دم فرو بستید؟ و حقایق را پس از آشکار شدن مکتوم مى‌دارید؟ آنهم برابر مردمى که پیمان خود را شکستند؟ و پس از قبول ایمان راه شرک پیشه کردند «آیا با مردمى که سوگندخود را شکستند و آهنگ اخراج رسول کردند و بر ضد شما دشمنى آغاز کردند نمى‌جنگید؟ آیا از آنها مى‌ترسید؟ و حال آنکه اگر ایمان آورده باشید سزاوارتر است که از خداوند بترسید و بس». اما مى‌بینم که به تن‌آسایى خو گرفته‌اید، و کسى را که از همه براى زعامت و اداره امور مسلمانان شایسته‌تر است دور ساخته‌اید، و به آسودن در گوشه‌اى دنج و خلوت تن داده‌اید، و از فشار و تنگناى مسئولیت به بى‌تفاوتى روى آورده‌اید. آرى آنچه از ایمان و آگاهى در درون داشتید، بیرون افکندید، و آب گوارایى که نوشیده بودید، به سختى از گلو برآوردید. «اگر شما و همه روى زمین کافر گردند خداوند بى‌نیاز و در خور ستایش است».

من آنچه شرط بلاغ است، با شما گفتم. اما مى‌دانم مردمى خوار، و در چنگال زبونى گرفتار، و خیانت پیشه هستید و قلبهاى شما بدان گواه است. چه کنم که دلى پر خون دارم. و از این رو بازداشتن زبان شکایت از طاقتم بیرون است! اندوهى که در سینه‌ام موج مى‌زند، بیرون ریختم، تا با شما اتمام حجت کنم و عذرى براى کسى باقى نماند. اکنون که چنین است این مرکب خلافت ارزانى شما، به آن محکم درآویزید و هرگز رهایش مسازید. ولى آگاه باشید که پشت این شتر مجروح و پاى آن تاول زده و سوراخ است. داغ ننگ بر خود دارد و نشانى از خشم خداوند و رسوایى ابدى با او همراه است. اما شما را آسوده نخواهد گذارد تا به آتش خشم خداوندى بیازارد «آتشى که هر دم مى‌افزود و دل و جان را مى‌سوزد». آنچه مى‌کنید در نزد خداوند حاضر است «و ستمکاران به زودى درمى‌یابند که به چه مکانى بازمى‌گردند». من دختر پیامبرى هستم که شما را از عذاب الهى بر حذر مى‌داشت. آنچه در توان دارید انجام دهید. «ما نیز به وظیفه خود عمل مى‌کنیم. شما انتظار بکشید ما نیز منتظر مى‌مانیم».

پس از سخنان فاطمه علیها السّلام، ابوبکر (عبداللَّه بن عثمان) در آن جمع پاسخ دختر پیامبر را چنین داد: اى دختر پیامبر خدا! پدرت غمخوار مؤمنین بود و بر آنان چون دایه‌اى مهربان، و دشمن کافران بود و نشانى از قهر یزدان. اگر نسبت به او دقیق گردیم مى‌یابیم که او پدر توست، و نه پدر دیگر زنان، برادر پسر عموى توست نه دیگر مردان، در دیده پیامبر، او (على) از همه خویشان برتر و در کارهاى بزرگ او را یاور. جز سعادتمند شما را دوست نمى‌دارد و جز بدکار شما را دشمن نمى‌دارد، چرا که شما خاندان پاک رسولید و برگزیده خوشنامان جهان. شما ما را به خیر و صلاح راهبر و به سوى جنّت و رضوان راهنما بودید. و تو، اى برگزیده بانوان اى دختر بهترین فرستادگان! در گفتارت راستگو و در وفور عقلت پیشگام هستى، هرگز از حقّت بر کنار نخواهى بود و در راستى گفتارت شک نخواهیم نمود.

امّا به خداوند سوگند که من گامى فراتر از آنچه که رسول خدا فرمود، ننهادم و جز به رخصتى که او فرموده بود، اقدام نکردم. بدان که راهبر قبیله به خیل و خویشان خود از سر دروغ چیزى نمى‌گوید. من خداوند را به شهادت مى‌طلبم، که خداوند بر این گواهى مرا کفایت مى‌کند، من از پیامبر خدا شنیدم که مى‌فرمود: «ما پیامبران دینار و درهم و خانه و مزرعه به ارث نمى‌گذاریم، بلکه آنچه بر جاى مى‌نهیم، کتاب و حکمت و دانش و نبوّت است و آنچه طعمه، و وسیله ارتزاق داریم بر دوش ولىّ امر بعد از ما مى‌باشد، که هر گونه بخواهد در باره‌اش حکم مى‌کند». و ما آنچه را که تو در طلب آن هستى، در مصرف خرید اسب و اسلحه قرار دادیم، تا مسلمانان با آن به میدان کارزار رفته به جهاد با کفّار برخیزند و بر سرکشان بدکار پیروز شوند. من این کار را به اتّفاق تمامى مسلمانان به انجام رساندم و در این کار یک تنه وارد نگردیدم و بر رأى و نظر خود مستبدّانه عمل ننمودم. اینک این حال من و این مال من، براى تو و در اختیار تو. نه از تو دریغ داشته و نه براى دیگرى انباشته‌ام. تو بانوى امّت پدر خود و درخت بارور و پاک، براى فرزندان خود هستى. انکار فضایلى که خاصّه توست، نخواهد شد و از شاخه و ساقه تو فروگذار نتوان نمود. حکم تو در آنچه که من آن را مالکم، نافذ است. امّا تو خود روا مى‌دارى در این باب خلاف گفتار پدرت عمل نمایم؟

حضرت علیها السّلام در پاسخ ابوبکر فرمود: هرگز پیامبر خدا از کتاب الهى رویگردان نبود و نسبت به احکام آن مخالف نبود و مخالف احکامش حکمى نمى‌فرمود، بلکه پیوسته، او پیرو قرآن بود و در طریق سوره‌هاى قرآن راه مى‌پیمود. آیا در سر دارید مکر و غدر را به زور پیرایه او کنید؟ مشى شما پس از رحلت او همچون دامهایى است که در زمان حیات براى هلاکتش گسترده مى‌شد. این کتاب خداست که میان من و شما به دیده انصاف حکم خواهد نمود، چرا که مبین حق و باطل است. این کتاب مى‌گوید که: «... وارث من و خاندان یعقوب باشد» و «سلیمان از پدرش داود ارث برد»، (مى‌بینید که) خداوند در آنچه که مربوط به سهمیه وارث است، بیانى روشن دارد، و در باب واجبات و میراث و آن بهره‌هایى که از براى مردان و زنان مقرّر فرموده، به تفصیل سخن رانده است، و جاى بهانه‌گیرى براى پیروان باطل ننهاده و گمان و شبهه را از ذهن گمراهان زدوده است. پس این چنین نیست که شما مى‌گویید «بلکه نفس شما کارى را در انظارتان آراسته است. اکنون براى من صبر جمیل بهتر است و خداوند را در این باره باید به مدد طلبید».

ابوبکر پاسخ داد: خداوند راست گفته و فرستاده او راستگو بود و دختر پیامبرش هم نیز گفتارى از سر صدق دارد. تو گنج حکمت، قلب هدایت و رحمت، و ستون دین هستى. سخن حق تو را دور از حقیقت نمى‌دانم و در مقام انکار و عیب‌جویى از آن برنمى‌آیم. اینک، این مسلمانان حکم میان من و تو. این مسئولیتى که به گردن گرفته‌ام، آنان به گردنم انداخته‌اند و آنچه را که تصرّف کرده‌ام، به اتّفاق ایشان بوده است. نه اظهار کبر و بزرگى مى‌نمایم و نه بر رأى خویش پاى مى‌فشارم و نه آنچه را که به تصرّف درآورده‌ام، از براى خود برداشته‌ام، که اینان شاهد صدق ادعایم هستند.

پس از اتمام سخن ابو بکر، حضرت فاطمه علیها السّلام نگاهى به مردم افکنده چنین فرمودند: اى مردم! که براى شنیدن سخن بیهوده در شتاب هستید، و کردار زشت و زیانبار را نادیده مى‌گیرید، «آیا در قرآن نمى‌اندیشند (نمى‌اندیشید) یا بر دلهایشان (دلهایتان) قفل است؟» خیر، بلکه این کردار زشت شماست که بر صفحه دلهایتان تیرگى کشیده، گوشها و چشمهایتان را فرا گرفته است. شما مآل اندیشى کردید و آیات قرآن را تأویل نمودید و به بد راهى رهنمون شدید و بد معارضه کردید. به خداوند سوگند تحمّل این بار برایتان سنگین و سرانجامى مالامال از وزر و وبال در پیش دارید. آنگاه که پرده‌ها به کنارى رود، خسران این امر براى شما آشکار مى‌گردد. «و از خداوند بر ایشان چیزهایى آشکار شود که هرگز حسابش را نمى‌کردند» «و آنجا آنان که بر باطل بوده‌اند، زیان خواهند دید.»

سپس به قبر پدر نگریسته و این اشعار را سرود:

  1. رفتى و پس از تو فتنه‌ ها برخاست، که اگر تو مى‌بودى آنچنان بزرگ رخ نمى‌نمودند.
  2. همچون زمینى از باران گرفته شده، ما تو را از کف دادیم. (قوم و ملت تو از هم پاشیدند) و ارزشها در قومت به هم ریخت. بیا و ببین که چگونه از راه مستقیم منحرف شده‌اند.
  3. هر خاندانى اگر در نزد خداوند قرب و منزلتى داشت نزد بیگانگان هم محترم بود، جز خاندان ما.
  4. تا از این سرا به دیگر سراى رخت بر بستى و خاک میان ما و تو جدایى افکند، مردانى از قومت راز دل خود را بر ملا ساختند.
  5. چون فقدان تو را مشاهده کردند بر ما یورش آورده خفیفمان داشتند و هر چه از تو ارث برده بودیم، غصب شد.
  6. پدر، تو ماه شب چهارده و چراغ فروزان زندگانى ما بودى، که از جانب خداوند بر تو کتبى چند فرود مى‌آمد.
  7. جبرئیل با آیاتى از قرآن همدم و مونس ما بود. امّا تو رفتى و خیرها از ما پوشیده شد.
  8. اى کاش پیش از آنکه تو از میان ما رخت بربندى و خاک تو را در درون خود پنهان نماید، ما مرده بودیم.
  9. به راستى ما بلا دیدگان در دام مصیبتى گرفتار آمدیم که هیچ مصیبت زده‌اى در عرب و عجم بدان مبتلا نگردیده بود.»

در حالى که امیرالمؤمنین علیه السّلام به انتظار نشسته بود و براى بازگشت فاطمه علیها السّلام لحظه شمارى مى‌کرد، بانوى بانوان علیها السّلام به خانه مراجعت نمود و با مشاهده امیر مؤمنان علیه السّلام چنین فرمود:

اى پسر ابو طالب! آیا همچون جنین پرده‌نشین شده‌اى و چون مظنونین، در گوشه خانه نشسته ‌اى؟ (تو همانى که) شاه‌پرهاى شاهین را شکستى، حال چه شد که دستخوش پرهاى کوچک‌ شده‌اى؟ پسر ابو قحافه عطیه پدر را از من و نان خورش از دو فرزندم سلب کرد. آشکارا به دشمنى من برخاست و از لجاج و عناد خود روى برنتافت. چندان که انصار از من بریدند و مهاجرین دیده از حمایت من پوشیدند. مردم نیز از یاوریم فروگذار کردند. در دفع ترک‌تازى از او نه یاورى دارم و نه مددکارى. خشم فرو خورده، از خانه بیرون شدم و خوار بازگشتم. آن روز که منزلت خویش را نادیده گرفتى، همان روز خود را در مضیق ذلّت افکندى و چهره فروتنى و خوارى بر خاک ساییدى. تو شیرى بودى که گرگها را در هم شکستى، در حالى که امروز در به روى خود بسته‌اى. آیا نمى‌توانى گوینده‌اى را از گفتار بیهوده‌اش بازدارى، و یا با ابطال باطل نفع و فایده‌اى به من عاید گردانى؟ چرا که قدرت حمایت از خود ندارم. اى کاش پیش از این خوارى مرده بودم. اگر سخن به تندى گفتم و یا از یارى نکردنت بر آشفتم خداوند را پوزش مى‌طلبم. واى بر من! هر بامدادى که خورشید سر از بام خاور برمى‌دارد و به هنگام غروب خورشید، این کلام در وجودم طنین‌انداز است که پناه من از دنیا رفت و بازویم ناتوان گردید. چه کنم جز آنکه شکایت به نزد پدر برم و رعایت و یارى از حق طلبم؟ بار الها نیرویت از همه کس فزونتر و عذاب تو از حوصله بیرون است، تو خود داد من بستان!

امیر مؤمنان، على علیه السّلام فرمود: اى دختر برگزیده عالمیان! و یادگار بهترین پیمبران! افسوس براى تو نیست بلکه براى دشمن توست. غم مخور (آه و ناله کردن تو را به حقّ خود نمى‌رساند) من از سستى گوشه‌نشین نشدم، بلکه آنچه در توانم بود، به کار بستم. اگر نان خورش مى‌خواهى روزى تو نزد خداوند محفوظ است و او خود عهده‌دار آن مى‌باشد، آرام گیر و آنان را به خداوند واگذار.

حضرت فاطمه علیها السّلام فرمود: خدا مرا کافی است ... و سپس سکوت کرد.

پانویس

  1. النمل: ۱۶
  2. مریم: ۶
  3. الانفال: ۷۴
  4. النساء: ۱۱
  5. البقرة: ۱۸۰.
  6. البقرة: ۱۴۳
  7. مریم: ۶
  8. النمل: ۱۶


منابع

  • "زندگانى حضرت زهرا علیها السلام"، ترجمه جلد ۴۳ بحارالانوار، مترجم محمد روحانى على‌آبادى، ناشر: مهام‌ - تهران، ۱۳۷۹ ش‌.