خطبه فدکیه
پس آنکه دستگاه خلافت، دهکده فدک را که رسول خدا(ص) به حضرت زهرا (س) بخشیده بودند ،در جهت مبارزه اقتصادی با اهل بیت ، از ایشان غصب کردند، حضرت زهرا(س) مردم را مسجد رسول خدا(ص) فراخواندند و با خواندن خطبه ای قرّا پرده از چهره غاصبان خلافت برداشتند و آنان را رسوا نمودند.
متن عربی خطبه فدک
لَمَّا بَلَغَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ فَدَكَ، إِجْمَاعُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى مَنْعِهَا فَدَكَ لَاثَتْ خِمَارَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَ اشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا وَ أَقْبَلَتْ فِي لُمَةٍ مِنْ حَفَدَتِهَا وَ نِسَاءِ قَوْمِهَا تَطَأُ ذُيُولَهَا، مَا تَخْرِمُ مِشْيَتُهَا مِشْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ- وَ هُوَ فِي حَشَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ غَيْرِهِمْ فَنِيطَتْ دُونَهَا مُلَاءَةٌ، فَجَلَسَتْ ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً أَجْهَشَ الْقَوْمُ لَهَا بِالْبُكَاءِ، فَارْتَجَّ الْمَجْلِسُ، ثُمَّ أَمْهَلَتْ هُنَيْئَةً حَتَّى إِذَا سَكَنَ نَشِيجُ الْقَوْمِ وَ هَدَأَتْ فَوْرَتُهُمْ، افْتَتَحَتِ الْكَلَامَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)، فَعَادَ الْقَوْمُ فِي بُكَائِهِمْ فَلَمَّا أَمْسَكُوا عَادَتْ فِي كَلَامِهَا. فَقَالَتْ عَلَيْهَا السَّلَامُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ، وَ لَهُ الشُّكْرُ عَلَى مَا أَلْهَمَ، وَ الثَّنَاءُ بِمَا قَدَّمَ مِنْ عُمُومِ نِعَمٍ ابْتَدَأَهَا، وَ سُبُوغِ آلَاءٍ أَسْدَاهَا، وَ تَمَامِ مِنَنٍ وَالاهَا، جَمَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ عَدَدُهَا، وَ نَأَى عَنِ الْجَزَاءِ أَمَدُهَا، وَ تَفَاوَتَ عَنِ الْإِدْرَاكِ أَبَدُهَا، وَ نَدَبَهُمْ لِاسْتِزَادَتِهَا بِالشُّكْرِ لِاتِّصَالِهَا، وَ اسْتَحْمَدَ إِلَى الْخَلَائِقِ بِإِجْزَالِهَا، وَ ثَنَّى بِالنَّدْبِ إِلَى أَمْثَالِهَا، وَ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، كَلِمَةٌ جُعِلَ الْإِخْلَاصُ تَأْوِيلَهَا، وَ ضُمِّنَ الْقُلُوبُ مَوْصُولَهَا، وَ أَنَارَ فِي الْفِكْرَةِ مَعْقُولُهَا، الْمُمْتَنِعُ مِنَ الْأَبْصَارِ رُؤْيَتُهُ، وَ مِنَ الْأَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَ مِنَ الْأَوْهَامِ كَيْفِيَّتُهُ، ابْتَدَعَ الْأَشْيَاءَ لَا مِنْ شَيْءٍ كَانَ قَبْلَهَا، وَ أَنْشَأَهَا بِلَا احْتِذَاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَهَا، كَوَّنَهَا بِقُدْرَتِهِ، وَ ذَرَأَهَا بِمَشِيَّتِهِ، مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَى تَكْوِينِهَا، وَ لَا فَائِدَةٍ لَهُ فِي تَصْوِيرِهَا، إِلَّا تَثْبِيتاً لِحِكْمَتِهِ، وَ تَنْبِيهاً عَلَى طَاعَتِهِ، وَ إِظْهَاراً لِقُدْرَتِهِ، وَ تَعَبُّداً لِبَرِيَّتِهِ، وَإِعْزَازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ، وَ وَضَعَ الْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، زِيَادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نَقِمَتِهِ وَ حِيَاشَةً مِنْهُ إِلَى جَنَّتِهِ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ أَبِي مُحَمَّداً (ص) عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اخْتَارَهُ وَ انْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَ سَمَّاهُ قَبْلَ أَنِ يَجْتَبَلَهُ، وَ اصْطَفَاهُ قَبْلَ أَنِ ابْتَعَثَهُ، إِذِ الْخَلَائِقُ بِالْغَيْبِ مَكْنُونَةٌ، وَ بِسَتْرِ الْأَهَاوِيلِ مَصُونَةٌ، وَ بِنِهَايَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِمَائِلِ الْأُمُورِ، وَ إِحَاطَةً بِحَوَادِثِ الدُّهُورِ، وَ مَعْرِفَةً بِمَوَاقِعِ الْمَقْدُورِ.
ابْتَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِتْمَاماً لِأَمْرِهِ، وَ عَزِيمَةً عَلَى إِمْضَاءِ حُكْمِهِ، وَ إِنْفَاذاً لِمَقَادِيرِ حَتْمِهِ، فَرَأَى الْأُمَمَ فِرَقاً فِي أَدْيَانِهَا، عُكَّفاً عَلَى نِيرَانِهَا، عَابِدَةً لِأَوْثَانِهَا، مُنْكِرَةً لِلَّهِ مَعَ عِرْفَانِهَا، فَأَنَارَ اللَّهُ بِأَبِي ظُلَمَهَا، وَ كَشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَهَا، وَ جَلَى عَنِ الْأَبْصَارِ غُمَمَهَا، وَ قَامَ فِي النَّاسِ بِالْهِدَايَةِ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغَوَايَةِ، وَ بَصَّرَهُمْ مِنَ الْعَمَايَةِ، وَ هَدَاهُمْ إِلَى الدِّينِ الْقَوِيمِ، وَ دَعَاهُمْ إِلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَ اخْتِيَارٍ، وَ رَغْبَةٍ بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ تَعَبِ هَذِهِ الدَّارِ فِي رَاحَةٍ، قَدْ حُفَّ بِالْمَلَائِكَةِ الْأَبْرَارِ، وَ رِضْوَانِ الرَّبِّ الْغَفَّارِ، وَ مُجَاوَرَةِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَبِي نَبِيِّهِ وَ أَمِينِهِ عَلَى الْوَحْيِ وَ صَفِيِّهِ وَ خِيَرَتِهِ مِنَ الْخَلْقِ وَ رَضِيِّهِ، وَ السَّلَامُ عَلَيْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ. ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَى أَهْلِ الْمَجْلِسِ، وَ قَالَتْ: أَنْتُمْ عِبَادَ اللَّهِ نُصْبُ أَمْرِهِ وَ نَهْيِهِ، وَ حَمَلَةُ دِينِهِ وَ وَحْيِهِ، وَ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَ بُلَغَاؤُهُ إِلَى الْأُمَمِ، وَ زَعَمْتُمْ حَقٌّ لَكُمْ لِلَّهِ فِيكُمْ عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَيْكُمْ، وَ بَقِيَّةٌ اسْتَخْلَفَهَا عَلَيْكُمْ، كِتَابُ اللَّهِ النَّاطِقُ، وَ الْقُرْآنُ الصَّادِقُ، وَ النُّورُ السَّاطِعُ، وَ الضِّيَاءُ اللَّامِعُ، بَيِّنَةٌ بَصَائِرُهُ، مُنْكَشِفَةٌ سَرَائِرُهُ، مُتَجَلِّيَةٌ ظَوَاهِرُهُ، مُديما للبرية استماعه قَائِدا إِلَى الرِّضْوَانِ اتِّبَاعُهُ، مُؤَدٍّ إِلَى النَّجَاةِ أشياعُهُ، بِهِ تُنَالُ حُجَجُ اللَّهِ الْمُنَوَّرَةُ، وَ عَزَائِمُهُ الْمُفَسَّرَةُ، وَ مَحَارِمُهُ الْمُحَذَّرَةُ، وَ بَيِّنَاتُهُ الْجَالِيَةُ، وَ بَرَاهِينُهُ الْكَافِيَةُ، وَ فَضَائِلُهُ الْمَنْدُوبَةُ، وَ رُخَصُهُ الْمَوْهُوبَةُ، وَ شَرَائِعُهُ الْمَكْتُوبَةُ، فَجَعَلَ اللَّهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَ الصَّلَاةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الْكِبْرِ، وَ الزَّكَاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ، وَ نَمَاءً فِي الرِّزْقِ، وَ الصِّيَامَ تَثْبِيتاً لِلْإِخْلَاصِ، وَ الْحَجَّ تَشْيِيداً لِلدِّينِ، وَ الْعَدْلَ تَنْسِيقاً لِلْقُلُوبِ، وَ طَاعَتَنَا نِظَاماً لِلْمِلَّةِ، وَ إِمَامَتَنَا أَمَاناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلَامِ، وَ الصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجَابِ الْأَجْرِ، وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَامَّةِ، وَ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ وِقَايَةً مِنَ السَّخَطِ، وَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ، وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَ الْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ تَعْرِيضاً لِلْمَغْفِرَةِ، وَ تَوْفِيَةَ الْمَكَايِيلِ وَ الْمَوَازِينِ تَغْيِيراً لِلْبَخْسِ، وَ النَّهْيَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِيهاً مِنَالرِّجْسِ، وَ اجْتِنَابَ الْقَذْفِ حِجَاباً عَنِ اللَّعْنَةِ، وَ تَرْكَ السَّرِقَةِ إِيجَاباً لِلْعِفَّةِ، وَ حَرَّمَ اللَّهُ الشِّرْكَ إِخْلَاصاً لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، فَ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَ أَطِيعُوا اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَ نَهَاكُمْ عَنْهُ فَإِنَّهُ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ. ثُمَّ قَالَتْ:
أَيُّهَا النَّاسُ! اعْلَمُوا أَنِّي فَاطِمَةُ وَ أَبِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَ بَدْءاً، وَ لَا أَقُولُ مَا أَقُولُ غَلَطاً، وَ لَا أَفْعَلُ مَا أَفْعَلُ شَطَطاً لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ، فَإِنْ تَعْزُوهُ وَ تَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أَبِي دُونَ آبَائِكُمْ، وَ أَخَا ابْنِ عَمِّي دُونَ رِجَالِكُمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِيُّ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، صَادِعاً بِالنِّذَارَةِ، مَائِلًا عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِكِينَ، ضَارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأَكْظَامِهِمْ، دَاعِياً إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، يَكْسِرُ 2) فِي الْمَصْدَرِ: يَجِفَّ. الْأَصْنَامَ، وَ يَنْكُثُ الْهَامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَ وَلَّوُا الدُّبُرَ، حَتَّى تَفَرَّى اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَ أَسْفَرَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَ نَطَقَ زَعِيمُ الدِّينِ، وَ خَرِسَتْ شَقَاشِقُ الشَّيَاطِينِ، وَ طَاحَ وَشِيظُ النِّفَاقِ، وَ انْحَلَّتْ عُقَدُ الْكُفْرِ وَ الشِّقَاقِ، وَ فُهْتُمْ بِكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ فِي نَفَرٍ مِنَ الْبِيضِ الْخِمَاصِ، وَ كُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ، مُذْقَةَ الشَّارِبِ، وَ نُهْزَةَ الطَّامِعِ، وَ قَبْسَةَ الْعَجْلَانِ، وَ مَوْطِئَ الْأَقْدَامِ، تَشْرَبُونَ الطَّرْقَ، وَ تَقْتَاتُونَ الْوَرَقَ، أَذِلَّةً خَاسِئِينَ، تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ، فَأَنْقَذَكُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِأَبِي بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَعْدَ اللَّتَيَّا وَ الَّتِي، وَ بَعْدَ أَنْ مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجَالِ، وَ ذُؤْبَانِ الْعَرَبِ، وَ مَرَدَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ، أَوْ نَجَمَ قَرْنٌ لِلشَّيْطَانِ، وَ فَغَرَتْ فَاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَذَفَ أَخَاهُ فِي لَهَوَاتِهَا، فَلَا يَنْكَفِئُ حَتَّى يَطَأَ صِمَاخَهَا بِأَخْمَصِهِ، وَ يُخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَيْفِهِ، مَكْدُوداً دؤوبا فِي ذَاتِ اللَّهِ، وَ مُجْتَهِداً فِي أَمْرِ اللَّهِ، قَرِيباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، سَيِّدَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ، مُشَمِّراً نَاصِحاً، مُجِدّاً كَادِحاً، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَ أَنْتُمْ فِي رَفَاهِيَةٍ مِنَ الْعَيْشِ، وَادِعُونَ فَاكِهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوَائِرَ، وَ تَتَوَكَّفُونَ الْأَخْبَارَ، وَ تَنْكِصُونَ عِنْدَ النِّزَالِ، وَ تَفِرُّونَ مِنَ الْقِتَالِ، فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ دَارَ أَنْبِيَائِهِ، وَ مَأْوَى أَصْفِيَائِهِ، ظَهَرَ فِيكُمْ حَسِيكَةُ النِّفَاقِ، وَ سَمَلَ جِلْبَابُ الدِّينِ، وَ نَطَقَ كَاظِمُ الْغَاوِينَ، وَ نَبَغَ خَامِلُ الْأَقَلِّينَ، وَ هَدَرَ فَنِيقُ الْمُبْطِلِينَ، فَخَطَرَ فِي عَرَصَاتِكُمْ، وَ أَطْلَعَ الشَّيْطَانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرَزِهِ هَاتِفاً بِكُمْ، فَأَلْفَاكُمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجِيبِينَ، وَ لِلْغِرَّةِ فِيهِ مُلَاحِظِينَ، ثُمَّ اسْتَنْهَضَكُمْ فَوَجَدَكُمْ خِفَافاً، وَ أَحْمَشَكُمْ فَأَلْفَاكُمْ غِضَاباً، فَوَسَمْتُمْ غَيْرَ إِبِلِكُمْ، وَ أَوْرَدْتُمْ غَيْرَ شِرْبِكُمْ،هَذَا وَ الْعَهْدُ قَرِيبٌ، وَ الْكَلْمُ رَحِيبٌ، وَ الْجُرْحُ لَمَّا يَنْدَمِلْ، وَ الرَّسُولُ لَمَّا يُقْبَرْ، ابْتِدَاراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ، فَهَيْهَاتَ مِنْكُمْ! وَ كَيْفَ بِكُمْ؟! وَ أَنَّى تُؤْفَكُونَ؟ وَ كِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، أُمُورُهُ ظَاهِرَةٌ، وَ أَحْكَامُهُ زَاهِرَةٌ، وَ أَعْلَامُهُ بَاهِرَةٌ، وَ زَوَاجِرُهُ لَائِحَةٌ، وَ أَوَامِرُهُ وَاضِحَةٌ، وَ قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ، أَ رَغْبَةً عَنْهُ تُرِيدُونَ، أَمْ بِغَيْرِهِ تَحْكُمُونَ؟! بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا، وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ، ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا إِلَّا رَيْثَ أَنْ تَسْكُنَ نَفْرَتُهَا، وَ يَسْلَسَ قِيَادُهَا، ثُمَّ أَخَذْتُمْ تُورُونَ وَقْدَتَهَا، وَ تُهَيِّجُونَ جَمْرَتَهَا، وَ تَسْتَجِيبُونَ لِهُتَافِ الشَّيْطَانِ الْغَوِيِّ، وَ إِطْفَاءِ أَنْوَارِ الدِّينِ الْجَلِيِّ، وَ إِهْمَادِ سُنَنِ النَّبِيِّ الصَّفِيِّ، تَشْرَبُونَ حَسْواً فِي ارْتِغَاءٍ، وَ تَمْشُونَ لِأَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ فِي الْخَمْرَةُ وَ الضَّرَاءِ، وَ نَصْبِرُ مِنْكُمْ عَلَى مِثْلِ حَزِّ الْمُدَى، وَ وَخْزِ السِّنَانِ فِي الْحَشَا، وَ أَنْتُمْ الْآنَ تَزْعُمُونَ أَلَّا إِرْثَ لَنَا أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ أَ فَلَا تَعْلَمُونَ؟! بَلَى، تَجَلَّى لَكُمْ كَالشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ أَنِّي ابْنَتُهُ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، أَ أُغْلَبُ عَلَى إِرْثِيَهْ؟!. يَا ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ، أَ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنْ تَرِثَ أَبَاكَ وَ لَا أَرِثَ أَبِي؟! لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً فَرِيًّا أَ فَعَلَى عَمْدٍ تَرَكْتُمْ كِتَابَ اللَّهِ وَ نَبَذْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ إِذْ يَقُولُ: وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ [۱]؟! وَ قَالَ فِيمَا اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا (ع) إِذْ قَالَ: فَهَبَّ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ [۲]، وَ قَالَ: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ [۳]، وَ قَالَ: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ [۴]، وَ قَالَ: إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ [۵]، وَ زَعَمْتُمْ أَنْ لَا حُظْوَةَ لِي وَ لَا أَرِثَ مِنْ أَبِي وَ لَا رَحِمَ بَيْنَنَا، أَ فَخَصَّكُمُ اللَّهُ بِآيَةٍ أَخْرَجَ أَبِي (ص) مِنْهَا؟! أَمْ تَقُولُونَ إِنِّ أَهْلَ الْمِلَّتَيْنِ لَا يَتَوَارَثَانِ؟!، أَ وَ لَسْتُ أَنَا وَ أَبِي مِنْ أَهْلِ مِلَّةٍ وَاحِدَةٍ؟! أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَ عُمُومِهِ مِنْأَبِي وَ ابْنِ عَمِّي؟! فَدُونَكُمَا مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً تَلْقَاكَ يَوْمَ حَشْرِكَ، فَنِعْمَ الْحَكَمُ اللَّهُ، وَ الزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ، وَ الْمَوْعِدُ الْقِيَامَةُ، وَ عِنْدَ السَّاعَةِ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ،، وَ لَا يَنْفَعُكُمْ إِذْ تَنْدَمُونَ، وَ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَ يَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ قال و ما رأيت اكثر باكية و باك منه يومئذ ثُمَّ رَمَتْ بِطَرْفِهَا نَحْوَ الْأَنْصَارِ فَقَالَتْ: يَا مَعَاشِرَ النَّقِيبَةِ. وَ يَا عِمَادَ الْمِلَّةِ وَ حِصْنَةِ الْإِسْلَامِ، مَا هَذِهِ الْغَمِيزَةُ فِي حَقِّي، وَ السِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِي، أَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَبِي يَقُولُ: الْمَرْءُ يُحْفَظُ فِي وُلْدِهِ، سَرْعَانَ مَا أَحْدَثْتُمْ، وَ عَجْلَانَ ذَا إِهَالَةٍ، وَ لَكُمْ طَاقَةٌ بِمَا أُحَاوِلُ، وَ قُوَّةٌ عَلَى مَا أَطْلُبُ وَ أُزَاوِلُ، أَ تَقُولُونَ مَاتَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَخَطْبٌ جَلِيلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْنُهُ، وَ اسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ، وَ انْفَتَقَ رَتْقُهُ، وَ أَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَيْبَتِهِ، وَ كُسِفَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرِ وَ انْتَثَرَتْ النُّجُومُ لِمُصِيبَتِهِ، وَ أَكْدَتِ الْآمَالُ، وَ خَشَعَتِ الْجِبَالُ، وَ أُضِيعَ الْحَرِيمُ، وَ أُزِيلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَمَاتِهِ، فَتِلْكَ وَ اللَّهِ النَّازِلَةُ الْكُبْرَى، وَ الْمُصِيبَةُ الْعُظْمَى، لَا مِثْلَهَا نَازِلَةٌ، وَ لَا بَائِقَةٌ عَاجِلَةٌ، أَعْلَنَ بِهَا كِتَابُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي أَفْنِيَتِكُمْ مُمْسَاكُمْ وَ مُصْبَحِكُمْ، هُتَافاً وَ صُرَاخاً، وَ تِلَاوَةً وَ إِلْحَاناً، وَ لَقَبْلَهُ مَا حَلَّ بِأَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ، حُكْمٌ فَصْلٌ وَ قَضَاءٌ حَتْمٌ:
وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ.[۶] إِيهاً بَنِي قَيْلَةَ! أَ أُهْضِمَ تُرَاثُ أَبِي وَ أَنْتُمْ بِمَرْأًى مِنِّي وَ مَسْمَعٍ، تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ، وَ تَشْمَلُكُمُ الْخِبْرَةُ، وَ أَنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَ الْعُدَّةِ، وَ عِنْدَكُمُ السِّلَاحُ وَ الْجُنَّةُ، تُوَافِيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلَا تُجِيبُونَ، وَ تَأْتِيكُمُ الصَّرْخَةُ فَلَا تُغِيثُونَ، وَ أَنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْكِفَاحِ، مَعْرُوفُونَ بِالْخَيْرِ وَ الصَّلَاحِ، وَ النُّخْبَةِ الَّتِي انْتَخَبْتُ، وَ الْخِيَرَةُ الَّتِي اخْتِيرَتْ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتَ.
قَاتَلَكُمْ الْعَرَبَ، وَ تَحَمَّلْتُمُ الْكَدَّ وَ التَّعَبَ، وَ نَاطَحْتُمُ الْأُمَمَ، وَ كَافَحْتُمُ الْبُهَمَ، لَا نَبْرَحُ أَوْ تَبْرَحُونَ، نَأْمُرُكُمْ فَتَأْتَمِرُونَ، حَتَّى إِذَا دَارَتْ بِنَا رَحَى الْإِسْلَامِ، وَ دَرَّ حَلَبُ الْأَيَّامِ، وَ خَضَعَتْ ثَغْرَةُ الشِّرْكِ، وَ سَكَنَتْ فَوْرَةُ الْإِفْكِ، وَ خَمَدَتْ نِيرَانُ الْكُفْرِ، وَ هَدَأَتْ دَعْوَةُ الْهَرْجِ، وَ اسْتَوْسَقَ نِظَامُ الدِّينِ، فَأَنَّى حُرْتُمْ بَعْدَ الْبَيَانِ، وَ أَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الْإِعْلَانِ، وَ نَكَصْتُمْ بَعْدَ الْإِقْدَامِ، وَ أَشْرَكْتُمْ بَعْدَ الْإِيمَانِ بُؤْساً لِقَوْمٍ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَ هَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَ هُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ أَلَا وَ قَدْ أَرَى أَنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إِلَى الْخَفْضِ، وَ أَبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَ الْقَبْضِ، وَ خَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ، وَ نَجَوْتُمْ بالضِّيقِ مِنَ السَّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ مَا وَعَيْتُمْ، وَ دَسَعْتُمُ الَّذِي تَسَوَّغْتُمْ، فَ: إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ أَلَا وَ قَدْ قُلْتُ الذي قُلْتُ عَلَى مَعْرِفَةٍ مِنِّي بِالْخَذْلَةِ الَّتِي خَامَرَتْكُمْ، وَ الْغَدْرَةِ الَّتِي اسْتَشْعَرَتْهَا قُلُوبُكُمْ، وَ لَكِنَّهَا فَيْضَةُ النَّفْسِ، وَ نَفْثَةُ الْغَيْظِ، وَ خَوْرُ الْقَنَاةِ، وَ بَثَّةُ الصَّدْرِ، وَ تَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ، فَدُونَكُمُوهَا فَاحْتَقِبُوهَا دَبِرَةَ الظَّهْرِ، نَقِبَةَ الْخُفِّ، بَاقِيَةَ الْعَارِ، مَوْسُومَةً بِغَضَبِ اللَّهِ مَوْصُولَةً بِ: نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ فَبِعَيْنِ اللَّهِ مَا تَفْعَلُونَ وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ. وَ أَنَا ابْنَةُ نَذِيرٍ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ فَ: اعْمَلُوا ... إِنَّا عامِلُونَ وَ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ فَأَجَابَهَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وَ قَالَ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)! لَقَدْ كَانَ أَبُوكِ بِالْمُؤْمِنِينَ عَطُوفاً كَرِيماً، رَءُوفاً رَحِيماً، وَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً، وَ عِقَاباً عَظِيماً، إِنِ عَزَوْنَاهُ وَجَدْنَاهُ أَبَاكِ دُونَ النِّسَاءِ، وَ أَخا إلفك، دُونَ الْأَخِلَّاءِ آثَرَهُ عَلَى كُلِّ حَمِيمٍ، وَ سَاعَدَهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ جَسِيمٍ، لَا يُحِبُّكُمْ إِلَّا سَعِيدٍ، وَ لَا يُبْغِضُكُمْ إِلَّا شقِيٌّ بَعِيدٌ، فَأَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) الطَّيِّبُونَ، وَ الْخِيَرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ، عَلَى الْخَيْرِ أَدِلَّتُنَا، وَ إِلَى الْجَنَّةِ مَسَالِكُنَا، وَ أَنْتِ يَا خِيَرَةَ النِّسَاءِ وَ ابْنَةَ خَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ صَادِقَةٌ فِي قَوْلِكِ، سَابِقَةٌ فِي وُفُورِ عَقْلِكِ، غَيْرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّكِ، وَ لَا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِكِ، وَ اللَّهِ مَا عَدَوْتُ رَأْيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ لَا عَمِلْتُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَ إِنَّ الرَّائِدَ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ، وَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَ كَفَى بِهِ شَهِيداً أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ: نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورِثُ ذَهَباً وَ لَا فِضَّةً وَ لَا دَاراً وَ لَا عَقَاراً وَ إِنَّمَا نُورِثُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ الْعِلْمَ وَ النُّبُوَّةَ، وَ مَا كَانَ لَنَا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِيِّ الْأَمْرِ بَعْدَنَا أَنْ يَحْكُمَ فِيهِ بِحُكْمِهِ، وَ قَدْ جَعَلْنَا مَا حَاوَلْتِهِ فِي الْكُرَاعِ وَ السِّلَاحِ يُقَاتِلُ بِهَا الْمُسْلِمُونَ وَ يُجَاهِدُونَ الْكُفَّارَ، وَ يُجَالِدُونَ الْمَرَدَةَ الْفُجَّارَ، وَ ذَلِكَ بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَمْ أنفرد بِهِ وَحْدِي، وَ لَمْ أَسْتَبِدَّ بِمَا كَانَ الرَّأْيُ عِنْدِي، وَ هَذِهِ حَالِي وَ مَالِي هِيَ لَكِ وَ بَيْنَ يَدَيْكِ لَا نَزْوِي عَنْكِ وَ لَا نَدَّخِرُ دُونَكِ، وَ أَنْتِ سَيِّدَةُ أُمَّةِ أَبِيكِ، وَ الشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ لِبَنِيكِ، لَا نَدْفَعَ مَا لَكِ مِنْ فَضْلِكِ، وَ لَا نُوضَعُ مِنْ فَرْعِكِ وَ أَصْلِكِ، حُكْمُكِ نَافِذٌ فِيمَا مَلَكَتْ يَدَايَ، فَهَلْ تَرَيْنَ أَنْ أُخَالِفَ فِي ذَلِكِ أَبَاكِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟!.
فَقَالَتْ عَلَيْهَا السَّلَامُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا كَانَ أَبِي رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ صَادِفاً وَ لَا لِأَحْكَامِهِ مُخَالِفاً، بَلْ كَانَ يَتْبَعُ أَثَرَهُ، وَ يَقْفُو سُوَرَهُ، أَ فَتَجْمَعُونَ إِلَى الْغَدْرِ اعْتِلَالًا عَلَيْهِ بِالزُّورِ و البهتان، وَ هَذَا بَعْدَ وَفَاتِهِ شَبِيهٌ بِمَا بُغِيَ لَهُ مِنَ الْغَوَائِلِ فِي حَيَاتِهِ، هَذَا كِتَابُ اللَّهِ حَكَماً عَدْلًا، وَ نَاطِقاً فَصْلًا، يَقُولُ: يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ [۷] وَ يَقُولُ وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ [۸] فَبَيَّنَ عَزَّ وَ جَلَّ فِيمَا وُزِّعَ مِنَ الْأَقْسَاطِ، وَ شَرَعَ مِنَ الْفَرَائِضِ وَ الْمِيرَاثِ، وَ أَبَاحَ مِنْ حَظِّ الذُّكْرَانِ وَ الْإِنَاثِ مَا أَزَاحَ بِهِ عِلَّةَ الْمُبْطِلِينَ، وَ أَزَالَ التَّظَنِّيَ وَ الشُّبُهَاتِ فِي الْغَابِرِينَ، كَلَّا! بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَتْ ابْنَتُهُ، أَنْتِ مَعْدِنُ الْحِكْمَةِ، وَ مَوْطِنُ الْهُدَى وَ الرَّحْمَةِ، وَ رُكْنُ الدِّينِ، وَ عَيْنُ الْحُجَّةِ، لَا أُبَعِّدُ صَوَابَكِ، وَ لَا أُنْكِرُ خِطَابَكِ، هَؤُلَاءِ الْمُسْلِمُونَ بَيْنِي وَ بَيْنَكِ قَلَّدُونِي مَا تَقَلَّدْتُ، وَ بِاتِّفَاقٍ مِنْهُمْ أَخَذْتُ مَا أَخَذْتُ، غَيْرَ مُكَابِرٍ وَ لَا مُسْتَبِدٍّ وَ لَا مُسْتَأْثِرٍ، وَ هُمْ بِذَلِكَ شُهُودٌ. فَالْتَفَتَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ النَّاسَ وَ قَالَتْ:
مَعَاشِرَ المُسْلِمينَ! الْمُسْرِعَةَ إِلَى قِيلِ الْبَاطِلِ، الْمُغْضِيَةَ عَلَى الْفِعْلِ الْقَبِيحِ الْخَاسِرِ أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها، كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِكُمْ، مَا أَسَأْتُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَأَخَذَ بِسَمْعِكُمْ وَ أَبْصَارِكُمْ، وَ لَبِئْسَ مَا تَأَوَّلْتُمْ، وَ سَاءَ مَا بِهِ أَشَرْتُمْ، وَ شَرَّ مَا اغتصبتم، لَتَجِدُنَّ وَ اللَّهِ مَحْمِلَهُ ثَقِيلًا، وَ غِبَّهُ وَبِيلًا، إِذَا كُشِفَ لَكُمُ الْغِطَاءُ، وَ بَانَ مَا وَرَاءَهُ من الْبَاسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ، وَ بَدَا لَكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَحْتَسِبُوُنَ وَ خَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ ثُمَّ عَطَفَتْ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَالَتْ:
قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ لَوْ كُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تَكْثُرْ الْخَطْبُ
لإِنَّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا وَ اخْتَلَّ قَوْمُكَ فَاشْهَدْهُمْ وَ لَا تَغِبْ
لوَ كُلُّ أَهْلٍ لَهُ قُرْبَى وَ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ الْإِلَهِ عَلَى الْأَدْنَيْنِ مُقْتَرِبٌ
أَبْدَتْ رِجَالٌ لَنَا نَجْوَى صُدُورِهِمْ لَمَّا مَضَيْتَ وَ حَالَتْ دُونَكَ التُّرَبُ
لتَجَهَّمَتْنَا رِجَالٌ وَ اسْتُخِفَّ بِنَا لَمَّا فُقِدْتَ وَ كُلُّ الْأَرْضِ مُغْتَصَبُ
لوَ كُنْتَ بَدْراً وَ نُوراً يُسْتَضَاءُ بِهِ عَلَيْكَ يَنْزِلُ مِنْ ذِي الْعِزَّةِ الْكُتُبُ
لوَ كَانَ جِبْرِيلُ بِالْآيَاتِ يُؤْنِسُنَا فَقَدْ فُقِدْتَ وَ كُلُّ الْخَيْرِ مُحْتَجَبُ
لفَلَيْتَ قَبْلَكَ كَانَ الْمَوْتُ صَادَفَنَا لَمَّا مَضَيْتَ وَ حَالَتْ دُونَكَ الْكُثُبُ
لإِنَّا رُزِينَا بِمَا لَمْ يُرْزَ ذُو شَجَنٍ مِنَ الْبَرِيَّةِ لَا عُجْمٌ وَ لَا عَرَبُ
ثُمَّ انْكَفَأَتْ عَلَيْهَا السَّلَامُ- وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَتَوَقَّعُ رُجُوعَهَا إِلَيْهِ وَ يَتَطَلَّعُ طُلُوعَهَا عَلَيْهِ- فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ بِهَا الدَّارُ، قَالَتْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْكَ السَّلَامُ: اشْتَمَلْتَ شَمْلَةَ الْجَنِينِ، وَ قَعَدْتَ حُجْرَةَ الظَّنِينِ، نَقَضْتَ قَادِمَةَ الْأَجْدَلِ، فَخَانَكَ رِيشُ الْأَعْزَلِ، هَذَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ يَبْتَزُّنِي نَحْلَةَ أَبِي وَ بُلْغَةَ ابْنَيَّ، لَقَدْ أَجْهَدَ فِي خِصَامِي، وَ أَلْفَيْتُهُ أَلَدَّ فِي كَلَامِي، حَتَّى حَبَسَتْنِي قَيْلَةٌ نَصْرَهَا، وَ الْمُهَاجِرَةُ وَصْلَهَا، وَ غَضَّتِ الْجَمَاعَةُ دُونِي طَرْفَهَا، فَلَا دَافِعَ وَ لَا مَانِعَ، خَرَجْتُ كَاظِمَةً، وَ عُدْتُ رَاغِمَةً، أَضْرَعْتَ خَدَّكَ يَوْمَ أَضَعْتَ حَدَّكَ، افْتَرَسَتِ الذِّئَابُ وَ افْتَرَشْتَ التُّرَابَ، مَا كَفَفْتَ قَائِلًا، وَ لَا أَغْنَيْتَ طَائِلًا، وَ لَا خِيَارَ لِي، لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَنِيئَتِي وَ دُونَ ذِلَّتِي، عَذِيرِي اللَّهُ مِنْكَ عَادِياً، وَ مِنْكَ حَامِياً، وَيْلَايَ! فِي كُلِّ شَارِقٍ ويلاي فِي كُلِّ غَارِب مَاتَ الْعَمَدُ، وَ وَهَنَ الْعَضُدُ، شَكْوَايَ إِلَى أَبِي، وَ عَدْوَايَ إِلَى رَبِّي، اللَّهُمَّ أَنْتَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ حَوْلًا وَ أَشَدُّ بَأْساً وَ تَنْكِيلًا فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا وَيْلَ لَكِ بَلْ الْوَيْلُ لِشَانِئِكِ، نَهْنِهِي عَنْ وَجْدِكِ يَا ابْنَةَ الصَّفْوَةِ، وَ بَقِيَّةَ النُّبُوَّةِ، فَمَا وَنَيْتُ عَنْ دِينِي، وَ لَا أَخْطَأْتُ مَقْدُورِي، فَإِنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ الْبُلْغَةَ، فَرِزْقُكِ مَضْمُونٌ، وَ كَفِيلُكِ مَأْمُونٌ، وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكِ أَفْضَلَ مِمَّا قُطِعَ عَنْكِ، فَاحْتَسِبِي اللَّهَ.
فَقَالَتْ: حَسْبِيَ اللَّهُ .. وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ أَمْسَكَتْ.
ترجمه فارسی خطبه فدک
بد اللَّه بن الحسن مثنّى به اسناد خود از پدران گرامش- درود خداوند بر آنان باد- نقل مىكند: ابو بكر عزم خود را بر گرفتن فدك از فاطمه زهرا عليها السّلام جزم كرد. چون خبر به سمع و نظر حضرت رسيد، سرپوش بر سر افكند و خود را در چادرى پيچيده با گروهى از زنان به جانب مسجد به راه افتاد. حضرت خود را سخت مستور داشته بود و همچون پيامبر خدا صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم بدون هيچ كاستى قدم برمىداشت، تا اينكه بر ابو بكر وارد شد. ابو بكر در مسجد نشسته بود و گروهى از مهاجرين و انصار بر گردش جمع شده بودند. براى دور ماندن حضرت از نگاه نامحرمان پردهاى در مسجد آويخته شد و فاطمه عليها السّلام در پس آن قرار گرفتند. در ابتدا فاطمه زهرا عليها السّلام صداى خود را به نالهاى دلخراش بلند كرد، مسجد لرزيد و حاضران به گريه افتادند. سپس لختى سكوت كرد تا مجلس از جنب و جوش خود باز ايستاد. فريادها و همهمهها چون به سكوت گراييد، كلام خود را با سپاس و ستايش از خداوند و درود بر رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم آغاز نمود. بار ديگر نالهها به اوج خود رسيد. با برقرارى آرامش مجدد، فاطمه عليها السّلام اين گونه ادامه داد:
خداوند را بر آنچه ارزانى داشت، سپاسگزار و بر انديشه نيكو كه در دل نهاد، شاكر و برنعمتهاى فراگيرش ثنا مىگويم. نعمتهايى كه از چشمه لطفش جوشيد و عطاهاى فراوانى كه بخشيد و احسانى كه پياپى پراكند. نعمتهايى كه از شمار بيرون است و شكر و جبران (نعمتها) از توان افزون، و درك نهايتش نه در حد انديشه ناموزون. بندگان را براى فزونى نعمتها و استمرار عطايا به شكر خويش فراخوانده براى تكميل به ستايش آن متوجه نموده آنان را براى نعمتها دو چندان تشويق فرموده است. گواهى مىدهم كه معبودى جز او نيست و يكتايى است بىانباز و شريك.
روح اين گواهى، دوستى بىآلايش و خلوص است، كه دلهاى مشتاقان با آن درآميخته آثارش در افكار پرتو افكن شده است. خدايى كه ديدگان را توانايى ديدن، زبان را ياراى بيان، و گمانها را قدرت بر ادراك او نيست. همه چيز را از نيستى به هستى در آورد، و آنان را بدون وجود الگو و نمونهاى ايجاد نمود.
بايد قدرت خود همه را بالندگى داد و با ارادهاش به خلق موجودات دست يازيد، بىآنكه به آفرينش آنها نيازمند باشد و از اين صورتگرى طرفى ببندد. او مىخواست حكمتش را آشكار سازد و مردم را به فرمانبرداريش هشيار كند و بندگان را به عبوديتش رهنمون گرداند و براى دعوتش موجب سرافرازى باشد پس آنگاه پاداش را در اطاعت و كيفر را در نافرمانى نهاد تا بندگان را از خشم و عذاب خود رهانيده به سوى بهشت و كانون رحمتش سوق دهد.
گواهى مىدهم كه پدرم، محمّد، بنده و فرستاده اوست. او را برگزيد و انتخاب كرد قبل از آنكه به سوى مردم براى هدايت آنان بفرستد و پيش از انتخاب كردن، نامى نيكو بر او نهاد و قبل از آنكه او را به پيامبرى برانگيزاند، از ميان مردم انتخاب كرد و برگزيد و اين در آن هنگام بود كه بندگان در حجاب غيب مستور، در پس پرده نيستى و در پهنه بيابان عدم، سرگردان بودند. پروردگار بزرگ بر پايان هر كار دانا و بر دگرگونيها محيط و به انجام هر چيز بينا بود. محمّد صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم را برانگيخت تا فرمانش را كامل، حكمش را نافذ و آنچه را مقدّر ساخته بود، به انجام رساند. پيامبر مشاهده نمود كه هر گروه آيينى را پذيرا گشتهاند. دستهاى بر گرد آتش در طواف، گروهى در برابر بت به نماز، و همگان ياد خدايى را كه مىشناسند، از خاطر زدودهاند.
پس خداوند به نور محمّد بساط ظلمت را برچيد، و دلها را از تيرگى كفر رهانيد، و ابرهاى تيره و تار را از مقابل ديدگان به يك سو فكند. او (پيامبر خدا) براى هدايت مردم به پاى خاست و آنها را از گمراهى و ناراستى رهايى بخشيد و چشمانشان را بينا ساخت. آنان را به آيين پا بر جاى اسلام رهنمون و به راه راست دعوت نمود. سپس از روى اختيار و مهربانى، و ميل و ايثار، جوار رحمت خود را به او ارزانى داشت، و او را از رنج اين جهان دل آسوده و راحت نمود و فرشتگانى مقرّب بر او گماشت. چتر دولتش را در همسايگى خود افراشت و طومار مغفرت و رضوان را به نام او نگاشت. درود و بركات بىپايان خداوندى بر محمّد پيامآور رحمت، امين وحى و رسالت و برگزيده امّت باد. سپس فاطمه عليها السّلام نگاهى به اهل مجلس افكند و اين چنين به سخنان خود ادامه داد:
شما بندگان خدا، نگاهبانان حلال و حرام، حاملان دين و احكام، امينان خداوند بر خويش و پيام آوران او به سوى امّتها هستيد. حقّى از سوى خداوند بر عهده داريد و پيمانى را كه با او بستهايد، پذيرفتهايد. و آنچه كه پيامبر خدا پس از خود در ميان شما باقى گذارده، كتاب گوياى خداوند و قرآن صادق مىباشد كه نور او فروزان و شعاع او درخشان است. قرآن كتابى است كه دلايلش روشن، لطايف و دقايقش آشكار، ظواهرش نورانى، پيروانش پر افتخارند و جهانيان بديشان غبطه خورند و حسد برند. كتابى كه پيرويش راهگشاى روضه رحمت الهى است و شنوندهاش رستگار در دو سرا. در پرتوى آن، دليلهاى روشن الهى را مىتوان ديد و نيز تفسير احكام و واجبات او را دريافت. قرآن حرامهاى خداوندى را بازدارنده، حلالهاى او را رخصت دهنده و مستحبّات را نمايانيده است و بيانگر شريعت اسلام مى باشد.
خداوند ايمان را سبب زدودن زنگار شرك از دلهاتان قرار داد و نماز را موجبى براى دورى شما از خودپرستى، و زكات را دستمايه بىآلايشى نفس و افزايش روزى بىدريغ و روزه را عامل تثبيت دوستى و اخلاص و حج را وسيله تقويت دين، و عدالت را مايه پيوند قلوب، و پيروى ما را سبب نظم و پيشوايى ما را مانع جدايى و افتراق، جهاد را وسيله عزّت شما و خوارى و ذلّت كفار و منافقين، و شكيبايى و صبر را موجبى براى جلب پاداش، فرمان به حلال و نهى از حرام را براى مصلحت مردم، و نيكى به پدر و مادر را موجب پيشگيرى از خشم الهى قرار داد. صله رحم را باعث افزايش جمعيت، قصاص را سبب بقاى زندگانى، وفاى به نذر را موجب آمرزش و تمام پرداختن پيمانه و وزن را مانع از كم فروشى و كاهش (نعمات) قرار داد. بر كنار بودن از مىخوارگى را سبب پاكى از پليديها و پرهيز از تهمت و نسبتهاى ناروا را مانعى در برابر لعن و نفرين الهى و منع از دزدى را موجبى براى پوييدن راه عفت ساخت و پاكى و اجتناب از خوردن مال يتيمان و خوددارى از اختصاص غنيمت به خود و تقسيم آن در ميان اصحاب استحقاق را باعث در امان ماندن از ظلم، و عدالت پيشگى در اجراى احكام را موجب راحتى و آرامش و ملايمت در امور مردم قرار داد.
شرك را حرام نمود تا از سر اخلاص ره رستگارى پويند «پس چنان كه شايسته ترس از خداست از او بترسيد و تن به مرگ مدهيد جز آنكه در طريق اسلام باشيد» از خداوند در آنچه كه شما را فرموده و يا از آنچه كه بازداشته، فرمان بريد كه «از ميان بندگان تنها دانايان از خداوند مىترسند». سپس فرمود:
اى مردم بدانيد من فاطمه ام، و پدرم محمّد است- كه صلوات و درود خداوند بر او و خاندانش باد- آنچه كه در آغاز گفتهام، در پايان هم از آن سخن خواهم راند. در گفتارم ناراست نگويم و در كردارم راه خطا نپويم «همانا پيامبرى از ميان شما به سوى شما آمد كه رنج و محنت شما او را گران آمد، سخت به شما دل بسته است و براى مؤمنين مهربان و غمخوار است». اگر او را بشناسيد خواهيد ديد كه او پدر من است و نه پدر زنان شما. و برادر پسر عموى من بوده، نه برادر مردان شما. چه پر افتخار است اين نسب- درود خداوند او و خاندانش را شامل باد.
او رسالت خود را به مردم ابلاغ و آنان را از عذاب خداوندى بر حذر داشت. از روش مشركان روى گرداند و گردنهايشان را به ضرب تازيانه توحيد كوفت و حلقومشان را به سختى فشرد. او مردم را با دليل و برهان و اندرز سودمند به راه خداوند رهنمون بود. شوكت بت و بت پرستان را در هم شكست تا جمع آنها از هم گسيخت و ظلمت شب تار زدوده شد و صبح ايمان دميد و برقع و نقاب از چهره حقيقت به يك سو فكند. زبان پيشواى دين به گفتارباز شد و عربدهجوييهاى شياطين به خاموشى گراييد. افسر و تاج نفاق بر زمين فرو افتاد، گرههاى كفر و اختلاف گشوده شد و شما به همراه گروهى از سپيد رويان پاك نهاد (پارسايان آبرومندى كه از شدت خويشتندارى و گرسنگى روزه سپيد روى و رنگ پريده بودند) گوياى كلمه اخلاص (لا اله الّا اللَّه) شديد و حال آنكه بر لب پرتگاه گودال جهنّم بوديد.
به خاطر ضعف و ناتوانى شما، هر كس از راه مىرسيد، مىتوانست شما را نابود كند، همچون جرعهاى براى تشنه و لقمهاى براى خورنده و شكار هر درنده و لگدكوب هر رونده و پايمال هر رهگذرى مىشديد. از آب گنديده و ناگوار مىنوشيديد و از پوست جانور و مردار سدّ جوع مىكرديد. پست و ناچيز بوديد و «از هجوم همسايه و همجوار در هراس». در چنين حالى خداوند تبارك و تعالى محمّد صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم پيامآور خود را به سوى شما گسيل داشت.
او پس از آن همه رنجها كه ديد و سختىها كه كشيد، شما را از ذلت و خوارى رهايى بخشيد.
رزم آوران ماجراجو، سركشان درّندهخو، جهودان دين به دنيا فروش و ترسايان دور از حق از هر سو به او تاختند و با او به مخالفت برخاستند. «چون هر زمان آتش اخگر به هيزم و هيمه فتنه افكندند، خداوند آن را خاموش ساخت» و هر گاه شاخ شيطان نمايان مىگشت و يا مشركى دهان به ياوهگويى مىگشود، او برادرش على عليه السّلام را در كام آن مىافكند. على عليه السّلام هم در مقابل تا آن زمان كه بر مغز و سر مخالفان نمىكوبيد و بينى آنها را به خاك مذلّت نمىماليد، ترك امر نمىنمود. او در راه خداوند كوشا، به رسول خدا نزديك، و مهتر اولياى نصيحتگر، تلاشگر و كوشنده بود، و شما در آن هنگام در آسايش مىزيستيد و از امنيت برخوردار بوديد. مترصّد تغيير جهت چرخ گردون عليه ما و گوش به زنگ اخبار بوديد. به هنگام كارزار عقب گرد مىكرديد و در ميدان نبرد فرار را بر قرار ترجيح مىداديد.
چون خداوند سراى پيمبرانش را براى پيامبر خود برگزيد و جايگاه برگزيدگانش را منزلگاه او ساخت، كينهها و دورويىها آشكار و پرده دين دريده شد. هر گمراهى مدّعى و هر گمنامى سالار و هر ياوهگويى در پى گرمى بازار خويش، شيطان سر از كمينگاه خود به درآورد و شما را به سوى خود فراخواند، و بسيارى از شما را آماده پذيرفتن دعوتش و منتظر فريبش يافت! شما هم سبكبار در پى او دويديد و به آسانى در دام فريبش خزيديد. و او آتش انتقام را در دلهاتان برافروخت. آثار خشم در چهره شما نمايان گرديد و سبب شد،كه بر غير شتر خود داغ نهيد و در غير آبشخور خود وارد شويد. اين در حالى بود كه هنوز دو روزى از مرگ پيامبرتان نگذشته، سوز سينه ما خاموش نشده، جراحت قلب ما التيام نيافته، و هنوز پيامبر خدا در دل خاك جاى نگرفته بود. بهانه شما اين بود كه از بروز فتنهها جلوگيرى مىكنيد «راهى جز راه حق مىپوييد» و گر نه كتاب خدا در ميان شماست! مطالب و موضوعاتش معلوم و احكام و دلايل آن روشن و درخشان، نشانههايش نورانى و هويدا، نواهيش آشكار و اوامرش گوياست. امّا شما آن را به پشت سرافكنديد. آيا از كتاب خدا روى برتافته از آن اعراض مىكنيد؟ آيا داورى جز قرآن مىگيريد؟ يا به غير آن حكم مىكنيد؟ «ستمكاران بد جانشينى را براى قرآن برگزيدهاند» «و هر كسى كيشى جز آيين اسلام را پذيرا گردد، از او پذيرفته نخواهد شد و در آخرت در زمره زيانكاران خواهد بود».
حتى شما آن مقدار درنگ و تأمل نكرديد تا ستور و اسب سركش خلافت رام گردد و تسليمتان شود كه به راحتى بتوانيد از آن سوارى بگيريد و كينه و نفرتتان فروكش كند. هيزم در آتش فتنه افكنده آن را براى شعلهور شدن برهم زديد. نداى شيطان فريبكار را لبّيك گفتيد و به خاموش ساختن آيين حق و دين نورانى و از ميان برداشتن سنّت پيامبر برگزيده كمر بستيد. چنين ماند كه زدودن كف از روى شير را بهانه كرده آن را پنهانى تا به آخر سر كشيديد. براى گوشهنشين كردن خاندان و فرزندان پيامبر در كمينگاه خزيديد. ما چارهاى جز شكيبايى نديديم، و همچون خنجر به گلو فرو رفته و تيغ برّان بر دل نشسته سكوت نموديم.
شما مىپنداريد كه ما ارثى نداريم؟ «مگر رسم جاهليت را مىجوييد؟ براى مردم داراى يقين چه حكمى از حكم خداوند بهتر است؟» آيا آگاه نيستيد؟ چرا، آگاهيد و همچون آفتاب درخشان براى شما روشن است كه من دختر آن پيامبر هستم.
شما اى مسلمانان! آيا رواست كه ميراث پدرم به زور از من ستانده شود؟
آه! دردا! اى گروه مهاجر! چقدر عجيب و در عين حال سخيف است كه ارث پدرم مورد دستبرد و تجاوز قرار گيرد و من از آن محروم بمانم؟ اى فرزند ابو قحافه! خداوند گفته كه تو از پدرت ارث برى و من از پدرم ارث نبرم؟ «چه سخن ناروايى!» آيا از سر عناد و لجاج كتاب خدا را ترك و به پشت سر افكندهاى؟
در حالى كه او مىفرمايد: «سليمان از پدرش داود ارث برد.» و يا آنجا كه داستان يحيى فرزند زكريا- كه درود خداوندى شاملشان باد- را بازگو مىكند، مىفرمايد: «مرا از جانب خود فرزندى عطا كن كه وارث من و خاندان يعقوب باشد» و نيز مىفرمايد: «هر گاه يكى از شما را مرگ فرا رسد و مالى بر جاى نهد در باره پدر و مادر و خويشان به ديده انصاف سفارش كند كه اين شايسته پرهيزگاران است».
شما به خيال باطل خود چنين پنداشتيد كه من هيچ بهره و ارثى از پدر ندارم؟ و هيچ خويشاوندى و قرابتى ميان ما وجود ندارد؟ آيا خداوند آيهاى در خصوص شما فرو فرستاده كه پدرم از آن خارج است؟ يا بر اين رأى و نظريد كه و من و پدرم هر يك به آيينى جدا سر نهادهايم؟ يا اينكه دعوى آن داريد كه از پدرم و پسر عمويم به خاص و عام قرآن آگاهتر هستيد؟ حال كه چنين است بگير آن شترى را كه آماده است و مهار زده و بر آن سوار شو! ليكن بدان در روز برپايى رستاخيز تو را ديدار مىكند و بازخواستت مىنمايد و آن روز چه روزيست! در آن ساعت «گمراهان زيان خواهند ديد» اما چه سود كه پشيمانى فايدهاى نخواهد داشت.
«كه براى هر خبر زمانى معيّن است و به زودى خواهد دانست كه چه كسى به عذابى كه خوارش مىسازد، گرفتار مىآيد و يا عذاب جاويد بر سر او فرود مىآيد».
سپس حضرت فاطمه عليها السّلام گروه انصار را مخاطب قرار داده فرمودند:اى جوانان و اى بازوان توانمند ملت و ياران اسلام، اين سهلانگارى شما در ستاندن حقّ من از چيست؟ اين چه سستى است كه در برابر ستمى كه بر من شده، روا مىداريد؟ آيا پدرم رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم نمىفرمود: «بزرگداشت مرد را در باره فرزندان هم بايد پاس داشت»؟ چه زود اوضاع را واژگون نموديد و به بيراهه گام نهاديد، با اينكه توانايى بر احقاق حقوق مرا در بازو و عدّه كافى در اختيار داريد. آيا مىگوييد كه محمّد صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم از دنيا رفت و با رفتن او همه چيز تمام شد؟ آرى مرگ او ضربه هولناكى بر پيكره اسلام بود، فاجعه بزرگى است كه بر همه غبار غم فرو ريخت كه شكافش هر روز فراختر و گسستگيش دامنهدارتر و وسعتش فزونتر مىگردد. زمين از نبود او
تاريك و ظلمانى و در مصيبت حضرتش بهترين بندگان او محزون و اندوهگين شدند و خورشيد و ماه پشت ابرهاى تيره و تار پنهان، و به خاطر اين مصيبت ستارگان از هم جدا و پراكنده شدند. اميدها نااميد، كوهها متزلزل، حريم افراد شكسته، و گراميداشت و حرمتها پايمال شد. به خداوند سوگند مرگ او حادثهاى بزرگ، مصيبتى دهشتناك و ضايعهاى جبران ناپذير بود كه هيچ بليّهاى بدان پايه نمىرسد. اما به ياد داشته باشيد كه قرآن از پيش اين واقعه را گوشزد نموده بود. همان كتابى كه پيوسته در خانههاى شماست و صبح و شامگاه با صداى بلند و زمانى آهسته و با الحان مختلف به تلاوت آن مىپردازيد. در اين مسير انبياى پيشين هم واقع شدند چرا كه مرگ فرمان تخلف ناپذير الهى است: «جز اين نيست كه محمّد پيامبرى است كه پيش از او پيامبران ديگرى هم بودهاند، اگر او بميرد و يا كشته شود شما به آيين پيشين خود بازمىگرديد؟ بازگشت هر كس زيانى را متوجّه ذات حق نخواهد كرد. و خداوند سپاسگزاران را پاداش خواهد داد».
هيهات! پسران قيله (اى قبيلههاى اوس و خزرج) پيش چشمان شما ميراث پدرم را ببرند! حرمتم بشكنند! در حالى كه شما آشكارا مىبينيد و مىشنويد و اخبارش به شما مىرسد. اما شما بيهوش و خاموش نشستهايد؟ در حالى كه سرباز و نيروى بسيار داريد. ساز و برگ فراوان داريد و سلاح و سپر بىشمار. دعوتم را مىشنويد و پاسخ نمىگوييد! فرياد من در ميان شما طنين افكن است اما چه سود كه به فرياد نمىرسيد! در حالى كه شما در شجاعت زبانزد خاص و عام، در خير و صلاح شهره آفاق، و برگزيدگان قبايل و اقواميد. و نزد ما اهل بيت از بهترين مردمان محسوب مىشديد.
با عرب درگير شده، رنج و محنت فراوان تحمل كرديد. شاخهاى گردنكشان را شكستيد و با جنگجويان قدر دست و پنجه نرم نموديد. شما بوديد كه پيوسته در راه ما، و سر به فرمان ما داشتيد، تا اينكه آسياى اسلام بر محور وجود ما به گردش در آمد و شير مادر روزگار رو به فزونى نهاد. نعره مشركان گلوگيرشان شد، لهيب دروغ فروكش كرد، آتش كفر بىفروغ شد، فراخوانى به جدايى و تفرقه بازايستاد، و دين نظام يافت. اكنون پس از آن همه زبانآورى چرا دم فرو بستيد؟ و حقايق را پس از آشكار شدن مكتوم مىداريد؟ آنهم برابر مردمى كه پيمان خود را شكستند؟ و پس از قبول ايمان راه شرك پيشه كردند «آيا با مردمى كه سوگندخود را شكستند و آهنگ اخراج رسول كردند و بر ضد شما دشمنى آغاز كردند نمىجنگيد؟ آيا از آنها مىترسيد؟ و حال آنكه اگر ايمان آورده باشيد سزاوارتر است كه از خداوند بترسيد و بس».
اما مىبينم كه به تنآسايى خو گرفتهايد، و كسى را كه از همه براى زعامت و اداره امور مسلمانان شايستهتر است دور ساختهايد، و به آسودن در گوشهاى دنج و خلوت تن دادهايد، و از فشار و تنگناى مسئوليت به بىتفاوتى روى آوردهايد. آرى آنچه از ايمان و آگاهى در درون داشتيد، بيرون افكنديد، و آب گوارايى كه نوشيده بوديد، به سختى از گلو برآورديد. «اگر شما و همه روى زمين كافر گردند خداوند بىنياز و در خور ستايش است».
من آنچه شرط بلاغ است، با شما گفتم. اما مىدانم مردمى خوار، و در چنگال زبونى گرفتار، و خيانت پيشه هستيد و قلبهاى شما بدان گواه است. چه كنم كه دلى پر خون دارم. و از اين رو بازداشتن زبان شكايت از طاقتم بيرون است! اندوهى كه در سينهام موج مىزند، بيرون ريختم، تا با شما اتمام حجت كنم و عذرى براى كسى باقى نماند. اكنون كه چنين است اين مركب خلافت ارزانى شما، به آن محكم درآويزيد و هرگز رهايش مسازيد. ولى آگاه باشيد كه پشت اين شتر مجروح و پاى آن تاول زده و سوراخ است. داغ ننگ بر خود دارد و نشانى از خشم خداوند و رسوايى ابدى با او همراه است. اما شما را آسوده نخواهد گذارد تا به آتش خشم خداوندى بيازارد «آتشى كه هر دم مىافزود و دل و جان را مىسوزد». آنچه مىكنيد در نزد خداوند حاضر است «و ستمكاران به زودى درمىيابند كه به چه مكانى بازمىگردند» من دختر پيامبرى هستم كه شما را از عذاب الهى بر حذر مىداشت. آنچه در توان داريد انجام دهيد. «ما نيز به وظيفه خود عمل مىكنيم. شما انتظار بكشيد ما نيز منتظر مىمانيم».
پس از سخنان فاطمه عليها السّلام ابو بكر عبد اللَّه بن عثمان در آن جمع پاسخ دختر پيامبر را چنين داد: اى دختر پيامبر خدا! پدرت غمخوار مؤمنين بود و بر آنان چون دايهاى مهربان، و دشمن كافران بود و نشانى از قهر يزدان. اگر نسبت به او دقيق گرديم مىيابيم كه او پدر توست، و نه پدر ديگر زنان، برادر پسر عموى توست نه ديگر مردان، در ديده پيامبر، او (على) از همه خويشان برتر و در كارهاى بزرگ او را ياور. جز سعادتمند شما را دوست نمىدارد و جز بدكار شما را دشمن نمىدارد، چرا كه شما خاندان پاك رسوليد و برگزيده خوشنامان جهان. شما ما را به خير و صلاح راهبر و به سوى جنّت و رضوان راهنما بوديد.
و تو، اى برگزيده بانوان اى دختر بهترين فرستادگان! در گفتارت راستگو و در وفور عقلت پيشگام هستى، هرگز از حقّت بر كنار نخواهى بود و در راستى گفتارت شك نخواهيم نمود. امّا به خداوند سوگند كه من گامى فراتر از آنچه كه رسول خدا فرمود، ننهادم و جز به رخصتى كه او فرموده بود، اقدام نكردم. بدان كه راهبر قبيله به خيل و خويشان خود از سر دروغ چيزى نمىگويد. من خداوند را به شهادت مىطلبم، كه خداوند بر اين گواهى مرا كفايت مىكند. من از پيامبر خدا شنيدم كه مىفرمود: «ما پيامبران دينار و درهم و خانه و مزرعه به ارث نمىگذاريم، بلكه آنچه بر جاى مىنهيم، كتاب و حكمت و دانش و نبوّت است و آنچه طعمه، و وسيله ارتزاق داريم بر دوش ولىّ امر بعد از ما مىباشد، كه هر گونه بخواهد در بارهاش حكم مىكند».
و ما آنچه را كه تو در طلب آن هستى، در مصرف خريد اسب و اسلحه قرار داديم، تا مسلمانان با آن به ميدان كارزار رفته به جهاد با كفّار برخيزند و بر سركشان بدكار پيروز شوند. من اين كار را به اتّفاق تمامى مسلمانان به انجام رساندم و در اين كار يك تنه وارد نگرديدم و بر رأى و نظر خود مستبدّانه عمل ننمودم. اينك اين حال من و اين مال من، براى تو و در اختيار تو. نه از تو دريغ داشته و نه براى ديگرى انباشتهام. تو بانوى امّت پدر خود و درخت بارور و پاك، براى فرزندان خود هستى. انكار فضايلى كه خاصّه توست، نخواهد شد و از شاخه و ساقه تو فروگذار نتوان نمود. حكم تو در آنچه كه من آن را مالكم، نافذ است. امّا تو خود روا مىدارى در اين باب خلاف گفتار پدرت عمل نمايم؟ حضرت عليها السّلام در پاسخ او فرمود: هرگز پيامبر خدا از كتاب الهى رويگردان نبود و نسبت به احكام آن مخالف نبود و مخالف احكامش حكمى نمىفرمود، بلكه پيوسته، او پيرو قرآن بود و در طريق سورههاى قرآن راه مىپيمود. آيا در سر داريد مكر و غدر را به زور پيرايه او كنيد؟ مشى شما پس از رحلت او همچون دامهايى است كه در زمان حيات براى هلاكتش گسترده مىشد. اين كتاب خداست كه ميان من و شما به ديده انصاف حكم خواهد نمود، چرا كه مبيّن حق و باطل است. اين كتاب مىگويد: «... كه وارث من و خاندان يعقوب باشد» و «سليمان از پدرش داود ارث برد»، (مىبينيد كه) خداوند در آنچه كه مربوط به سهميه وارث است، بيانى روشن دارد، و در باب واجبات و ميراث و آن بهرههايى كه از براى مردان و زنان مقرّر فرموده، به تفصيل سخن رانده است، و جاى بهانهگيرى براى پيروان باطل ننهاده و گمان و شبهه را از ذهن گمراهان زدوده است. پس اين چنين نيست كه شما مىگوييد «بلكه نفس شما كارى را در انظارتان آراسته است. اكنون براى من صبر جميل بهتر است و خداوند را در اين باره بايد به مدد طلبيد».
ابو بكر پاسخ داد:خداوند راست گفته و فرستاده او راستگو بود و دختر پيامبرش هم نيز گفتارى از سر صدق دارد. تو گنج حكمت، قلب هدايت و رحمت، و ستون دين هستى. سخن حق تو را دور از حقيقت نمىدانم و در مقام انكار و عيبجويى از آن برنمىآيم. اينك، اين مسلمانان حكم ميان من و تو. اين مسئوليتى كه به گردن گرفتهام، آنان به گردنم انداختهاند و آنچه را كه تصرّف كردهام، به اتّفاق ايشان بوده است. نه اظهار كبر و بزرگى مىنمايم و نه بر رأى خويش پاى مىفشارم و نه آنچه را كه به تصرّف درآوردهام، از براى خود برداشتهام، كه اينان شاهد صدق ادعايم هستند.
پس از اتمام سخن ابو بكر، حضرت فاطمه عليها السّلام نگاهى به مردم افكنده چنين فرمودند: اى مردم! كه براى شنيدن سخن بيهوده در شتاب هستيد، و كردار زشت و زيانبار را ناديده مىگيريد. «آيا در قرآن نمىانديشند (نمىانديشيد) يا بر دلهايشان (دلهايتان) قفل است؟» خير، بلكه اين كردار زشت شماست كه بر صفحه دلهايتان تيرگى كشيده، گوشها و چشمهايتان را فرا گرفته است. شما مآل انديشى كرديد و آيات قرآن را تأويل نموديد و به بد راهى رهنمون شديد و بد معارضه كرديد به خداوند سوگند تحمّل اين بار برايتان سنگين و سرانجامى مالامال از وزر و وبال در پيش داريد. آنگاه كه پردهها به كنارى رود، خسران اين امر براى شما آشكار مىگردد. «و از خداوند بر ايشان چيزهايى آشكار شود كه هرگز حسابش را نمىكردند» «و آنجا آنان كه بر باطل بودهاند، زيان خواهند ديد.»
سپس به قبر پدر نگريسته فرمودند:د كان بعدك أنباء و هنبثه* لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
- رفتى و پس از تو فتنه ها برخاست، كه اگر تو مىبودى آنچنان بزرگ رخ نمىنمودند.
- همچون زمينى از باران گرفته شده، ما تو را از كف داديم. (قوم و ملت تو از هم پاشيدند) و ارزشها در قومت به هم ريخت. بيا و ببين كه چگونه از راه مستقيم منحرف شدهاند.
- هر خاندانى اگر در نزد خداوند قرب و منزلتى داشت نزد بيگانگان هم محترم بود، جز خاندان ما.
- تا از اين سرا به ديگر سراى رخت بر بستى و خاك ميان ما و تو جدايى افكند، مردانى از قومت راز دل خود را بر ملا ساختند.
- چون فقدان تو را مشاهده كردند بر ما يورش آورده خفيفمان داشتند و هر چه از تو ارث برده بوديم، غصب شد.
- پدر، تو ماه شب چهارده و چراغ فروزان زندگانى ما بودى، كه از جانب خداوند بر تو كتبى چند فرود مىآمد.
- جبرئيل با آياتى از قرآن همدم و مونس ما بود. امّا تو رفتى و خيرها از ما پوشيده شد.
- اى كاش پيش از آنكه تو از ميان ما رخت بربندى و خاك تو را در درون خود پنهان نمايد، ما مرده بوديم.
- به راستى ما بلا ديدگان در دام مصيبتى گرفتار آمديم كه هيچ مصيبت زدهاى در عرب و عجم بدان مبتلا نگرديده بود.
در حالى كه امير المؤمنين عليه السّلام به انتظار نشسته بود و براى بازگشت فاطمه عليها السّلام لحظه شمارى مىكرد، بانوى بانوان عليها السّلام به خانه مراجعت نمود و با مشاهده امير مؤمنان عليه السّلام چنين فرمود:
اى پسر ابو طالب! آيا همچون جنين پردهنشين شدهاى و چون مظنونين، در گوشه خانه نشسته اى؟ (تو همانى كه) شاهپرهاى شاهين را شكستى، حال چه شد كه دستخوش پرهاى كوچكشدهاى؟ پسر ابو قحافه عطيّه پدر را از من و نان خورش از دو فرزندم سلب كرد. آشكارا به دشمنى من برخاست و از لجاج و عناد خود روى برنتافت. چندان كه انصار از من بريدند و مهاجرين ديده از حمايت من پوشيدند. مردم نيز از ياوريم فروگذار كردند. در دفع تركتازى از او نه ياورى دارم و نه مددكارى. خشم فرو خورده، از خانه بيرون شدم و خوار بازگشتم. آن روز كه منزلت خويش را ناديده گرفتى، همان روز خود را در مضيق ذلّت افكندى و چهره فروتنى و خوارى بر خاك ساييدى. تو شيرى بودى كه گرگها را در هم شكستى، در حالى كه امروز در به روى خود بستهاى. آيا نمىتوانى گويندهاى را از گفتار بيهودهاش بازدارى، و يا با ابطال باطل نفع و فايدهاى به من عايد گردانى؟ چرا كه قدرت حمايت از خود ندارم. اى كاش پيش از اين خوارى مرده بودم. اگر سخن به تندى گفتم و يا از يارى نكردنت بر آشفتم خداوند را پوزش مىطلبم. واى بر من! هر بامدادى كه خورشيد سر از بام خاور برمىدارد و به هنگام غروب خورشيد، اين كلام در وجودم طنينانداز است كه پناه من از دنيا رفت و بازويم ناتوان گرديد. چه كنم جز آنكه شكايت به نزد پدر برم و رعايت و يارى از حق طلبم؟ بار الها نيرويت از همه كس فزونتر و عذاب تو از حوصله بيرون است، تو خود داد من بستان!
امير مؤمنان، على عليه السّلام فرمود:اى دختر برگزيده عالميان! و يادگار بهترين پيمبران! افسوس براى تو نيست بلكه براى دشمن توست. غم مخور (آه و ناله كردن تو را به حقّ خود نمىرساند بلكه دشمن تو را شادمان نيز خواهد كرد).
من از سستى گوشهنشين نشدم، بلكه آنچه در توانم بود، به كار بستم. اگر نان خورش مىخواهى روزى تو نزد خداوند محفوظ است و او خود عهدهدار آن مىباشد، آرام گير و آنان را به خداوند واگذار.
فاطمه عليها السّلام فرمود: آنها را به خداوند وانهادم.
منابع
- زندگانى حضرت زهرا عليها السلام / ترجمه جلد 43 بحارالنوار،علامه مجلسى / مترجم محمد روحانى علىآبادى،ناشر: مهام - تهران ،1379 ش ، نوبت چاپ اوّل
[[رده:شخصیت ها]